يمانيون/ استطلاع

يدرك الراسخون في العلم أن المناهج التعليمية الصحيحة هي الأساس في الارتقاء بالمجتمعات والنهوض بها، فلا تنمية ولا استقلال ولا حرية ولا ازدهار إلا بالعلم والمعرفة المستمد من هدى الله وتعاليم الأنبياء وأعلام الهدى.

ترتكز المناهج التعليمية على أساسيين رئيسيين هما الجانب النظري والعملي وبدون أحدهما يضل التعليم أجوفا وغير مجد تنعكس أثاره التدميرية على المجتمع من خلال تفشي التخلف والجهل وانعدام التنمية والازدهار.

ولأن المناهج التعليم هي النافذة الأساسية في بناء المجتمعات، سعت المخابرات الأمريكية منذ ثمانيات القرن الماضي لاختراقها وتعطيل دورها الجوهري وهو ثابت في اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي ضبطتها الأجهزة الأمنية اليمنية.

 

التعليم في مرمى السي آي إيه

في الأسبوع المنصرم عرضت القنوات الوطنية اعترافات موسعة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية حول الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن وذلك في جزأين اثنين. الجزء الأول من الاعترافات كشفت شبكة التجسس الأساليب والخطط الأمريكية في استهداف التعليم اليمني وتدميره وذلك من خلال عدد من البرامج والمشاريع المقدمة كمساعدة لليمن بمزاعم تطوير التعليم.

ومن أبرز المشاريع استقطاب كوادر تعليمية من وزارة التربية والتعليم وكلية التربية وابتعاثهم للدراسة في الخارج والتدخل في رسائل الماجستير والدكتوراة وجعل التعليم وفق المصالح الأمريكية. ويعتبر تأليف كتب موحدة للصفوف من الأول وحتى الصف الثالث من أبرز البرامج التي عملت عليها أمريكا بهدف تجهيل الطلاب وصرفهم عن الدراسة الأمر الذي يجعل المنهج الدراسي بيئة طاردة للتعليم.

وبحسب الاعترافات فإن الأضرار في جانب المناهج كثيرة وأبرزها، تسريب مواقف وموضوعات وصور متعلقة بما يسمى من قبل الأمريكان “نشر ثقافة السلام ومحاربة التطرف والإرهاب”، والحساسية من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي يمكن أن تضمن في المناهج فيكون هناك توجيه من خلال الخبراء على استبعاد مثل هذه الآيات التي تحث على الجهاد، وأيضا من ضمن المفاهيم التي حرصوا عليها تسريب مواقف تؤيدها هي مسألة فصل الدين عن الدولة، بالإضافة إلى نشر مبادئ النوع الاجتماعي.

واستناداً لاعترافات خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية الخاصة بالاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن في جزئها الثاني فإن مراحل الاستهداف الأمريكي للعملية التعليمية في اليمن يعود لما قبل أربعين عاماً.

 

إفراغ التعليم من محتواه

ويكشف الجزء الثاني من اعترافات شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية دور المخابرات الأمريكية في تدمير البناء المؤسسي للتعليم في اليمن وذلك من خلال عدة مشاريع وبرامج كالشراكة العالمية، ومشروع “CLB”، والوكالة الأمريكية للتنمية، والمنظمة الألمانية “GIZ”، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة البحث عن أرضية مشترك.

وبحسب اعترافات الخلية فقد وظفت المخابرات الأمريكية تلك الجهات لتدمير التعليم في اليمن وافراغه من محتواه بما يخدم المصالح الغربية وثقافتهم الدخيلة على البلد والمتمثل في ادخال مصطلحات أجنبية في المناهج العربية وحذف مصطلحات الجهادية وتعميم النوع الاجتماعي والذي يهدف إلى التمييز المجتمعي والترويج للشواذ بوصفهم جنس ثالث يضاف إلى الذكر والأنثى.

برامج عديدة ومشاريع كبرى أعدتها المخابرات الأمريكية لاستهداف منظومة التعليم اليمني أفضت إلى اختراق شبه كلي للتعليم بمختلف مستوياته من الابتدائية وحتى الدراسات العلياء، قراءتنا وعلمونا وبحوثنا وكل ماله صلة بالعلم يرتبط ارتباطا وثيقاً بأمريكا ويسير وفق مصالحها وكأن لسان حالها يقول: ” تعلم أنّا شئت فإن خراجك إلينا”.

لكل شي نواة ونواة التعليم المتوفقين والمتميزين وهو ما جعلهم محور الاستهداف الأمريكي ونافذتهم في استهداف التعليم اليمني، فجهزوا البعثات الدراسية للخارج ليكون المتميزون سفراء الخارج في تدمير بلدانهم بقصد أو دون قصد.

وفي استطلاع ميداني حول تداعيات الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يرى أكاديميون يمنيون أن اعترافات الخلية التجسسية تثبت المساعي الأمريكية الخطيرة في استهداف التعليم اليمني وتجهيله بهدف تجريده من هويته الإيمانية وجعله تابعا للأمريكان يسير وفق توجيهاتهم.

ويؤكدوا أن المخابرات جعلت من تدمير التعليم اليمني هدفا استراتيجيا عملت على تحقيقه منذ سنين طويلة وذلك لتخدير المجتمع وإنهاكه دون أدنى مقاومة.

 

الاستراتيجيات الأمريكية في تدمير التعليم

بدوره يقول عميد كلية التربية بجامعة صنعاء الدكتور سعد العلوي إن “استهداف التعليم في اليمن من الأهداف والمحاور الرئيسية التي يشنها دول الغرب بقيادة أمريكا على الدول الإسلامية والعربية والمعروفة بالحرب الناعمة”.

ويضيف الدكتور سعد العلوي في تصريح خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن استهداف المناهج التعليمية من ضمن الحرب الناعمة التي تخوضها أمريكا ضد دول العالم الإسلامي والعربي، مبينا أن التدخل في المناهج التعليمة يهدف إلى طمس الهوية الوطنية للشعوب وتحريف أيديولوجيتها العقائدية بما يلائم وفق الثقافات الغربية”.

ويلفت إلى أن التدخل الأمريكي يحمل طابعاً وهدفاً استراتيجيا بعيد المدى يكمن في التدمير القيمي للمجتمع اليمني، مؤكد ان أمريكا سعت من خلال التدخل في التعليم تجهيل المجتمع واخضاعه والسيطرة عليه وجعله تابعاً للأمريكان غير مستقل في قراراه السيادي.

ويوضح العلوي أن اعترافات شبكة التجسس تكشف مقدار وحجم الاختراق الذي تم على مستوى المناهج التعليمية في اليمن وأبعاده ومجالاته وانعكاساته على صعيد التكوين المعرفي والمهاري والابداعي والثقافي والتربوي للطالب اليمني .

 

استهداف الصفوف الأولى

وعن المرحلة الأشد خطورة في الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يرى الدكتور سعد العلوي أن إعداد مناهج للصفوف من الأول وحتى الثالث تقوم على استراتيجية افتقاد الطلاب لمهارات القراءة والكتابة وذلك في مساع أمريكية لخلق مجتمع جاهل يفتقر إلى ابجديات القراءة والكتابة.

تعتبر العلوم التطبيقية الجزء الأهم في مناهج التعليم كونها مكمل للعلوم النظرية ورديفها الأساسي ومن خلالهما تحقق التنمية وينهض الاقتصاد في المجتمع وهو مالم يصغ ذلك لأمريكا التي عمدت في اليمن لإعداد مناهج تعليمية في العلوم الطبيعية والتطبيقية يسودها الضعف في الجانب التطبيقي بحسب ما يؤكده عميد التربية الدكتور العلوي.

ويلفت إلى أن غياب عناصر الشرح والتوضيح عن المناهج التعليمية يجعل الأسرة بما فيها المدرس غير قادر على متابعة التحصيل المعرفي للطالب”.

ويعتبر العلوي افتقار المناهج للمواكبة والتجديد نوع من أنواع الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن، موضحا أن المخابرات الأمريكية سعت لتكريس مبدأ التبعية المعرفية والتقنية للشعب اليمني وعدم اتاحة المجال لتكوين قدرات علمية تقنية يمنية وإعاقة بناء رأس مال معرفي وعلمي يمني على المدى المتوسط والبعيد.

ويشدد بأن المخابرات الأمريكية سعت بشكل كبير لاستهداف الجانب الثقافي في المناهج التعليمية كونه المحور الأبرز في الحفاظ على هوية الإيمانية والأساس في نهضة وارتقاء الدول الإسلامية بصفة الدين الإسلامي ممثلا بالقرآن الكريم  المعجزة الأبدية الخالدية التي يفلح كل من سار عليه في دينيه ودنياه.

 

استهداف ثقافة الشعب اليمني

ويؤكد الدكتور سعد العلوي أن الاستهداف الأمريكي للجانب الثقافي في المنهاج التعليمية تمثل في إخفاء آيات الجهاد وآيات معاداة اليهود والنصارى وغيرها من الآيات التعبوية التي تشحن المسلمين وتعرفهم بعدوهم الحقيقي المتمثل في اليهود والنصارى، مبينا أن الهدف من التحريف والاستبدال خلق مجتمعا مدجنا مجردا من الهوية الإيمانية، عبيدا للشيطان ومخططاته الإجرامية التي تجلب الشقاء وتبعد السعادة عن المسلمين.

ويختتم العلوي حديثه لموقع أنصار الله الرسمي بالقول ” لقد تجذرت الثقافة الغربية الأمريكية في اليمن وغيرها من دول العالم لعقود طويلة من الزمن إلى أن من الله تعالى علينا بالسيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله والذي حرر البلد من الوصاية والتعبية الأمريكية وأعاد للبلد مجده التليد من خلال دعوة الشعب اليمني للتمسك بالثقافة القرآنية وجعلها منهجا نسير عليه في الحياة ونبذ غيرها من الثقافات الدخيلة”.

 

 توغل أمريكي في مفاصل الدولة

بدوره يؤكد الدكتور عبد الملك عيسى عميد كلية الآداب في جامعة صنعاء أن اعترافات خلية التجسس حول الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يوحي بمدى خطورة المشروع الأمريكي في استهدافه لأهم فئة في المجتمع وأكبرها وهم فئة النشء والشباب كونهم يشكلون غالبية المجتمع.

ويوضح في حديث خاص لموقع أنصار الله الرسمي أن جواسيس أمريكا استهدفوا ما لا يقل عن ١٥ مليون طفل تحت سن ١٥ عاما وهم نصف المجتمع ومستقبله بعد التعليم وهي مسألة مخيفة بدرجة عالية جدا، مشيرا إلى أن انخراط الجواسيس في محل اتخاذ القرار ووضع الاستراتيجيات التعليمية (وزير، وكيل، مدير عام، منسق) تنم عن مدى التوغل الأمريكي في مفاصل الدولة في اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر 2014.

ويذكر عيسى أن اعترافات الجواسيس كشفت مدى التركيز الشديد على التعليم بوسائل وطرق متعددة واجتماع أكثر من سفير في هذا الاستهداف من أجل مسخ هوية الشعب اليمني، معتبرا تخصص مشروع البنك الدولي الأخطر في استهداف التعليم اليمني وذلك كونه مشروعا منتشرا ومعمما في مختلف المحافظات اليمنية.

ويبين عيسى أن المخابرات الأمريكية نهجت سياسية التدرج في الاستهداف دون استعجال وذلك لتجنب المعارضة الشعبية إن وجدت كما حدث في مدرسة حيدان بصعدة.

ويلفت إلى أن المخابرات الأمريكية تعمدت استقطاب المتميزين من الطلاب وذلك كونهم الفئة الأكثر فهما ومعرفة وتقبلا في المجتمع الأمر الذي يسهل للأمريكان تنفيذ مشارعيهم التدميرية، مؤكد أن اعترافات الخلية التجسسية عن الاستهداف الأمريكي للتعليم في اليمن يثبت النزعة الأمريكية في التدخل في بلدان العالم والسيطرة عليها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: التجسس الأمریکیة الإسرائیلیة أن المخابرات الأمریکیة المناهج التعلیمیة المناهج التعلیم الأمریکیة فی شبکة التجسس فی المناهج التعلیم فی التدخل فی من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

اليمن يُسقِطُ الهيمنة الأمريكية.. الحاملة [ترومان] أُنموذجًا

يمانيون../
تغادر حاملة الطائرات الأمريكية [يو إس إس هاري ترومان] البحر الأحمر، مثقلة بهزيمة كبيرة لم تعهدها واشنطن منذ الحرب العالمية الثانية.

كانت الحاملة وهي تتموضع في البحار والمحيطات تشكل رعبًا حقيقيًّا لدول العالم، لكن هذا كله انتهى في اليمن، فنيران القوات المسلحة كانت لها بالمرصاد، وعلى مدى أسابيعَ معدودة فضَّلت الحاملة الهروب، ومعها مُنِيَ الأمريكيون بأول هزيمة لهم في تاريخ الحروب البحرية.

وتبرز أهميّة حاملات الطائرات في كونها تمثل قاعدة عسكرية متنقلة يمكن توجيهُها وتحريكُها إلى أية منطقة في العالم وفق الحاجة، كما تشكل نسبة 50 % مما تملكه القوى العالمية من السلاح ذاته.

وتمتلك الولاياتُ المتحدة الأمريكية تمتلك 11 حاملة طائرات، فيما لا تمتلك الصين وإيطاليا والمملكة المتحدة سوى حاملتي طائرات، وتمتلك كُـلٌّ من روسيا والهند وفرنسا وإسبانيا حاملة طائرات واحدة لكل دولة؛ ما يدل على أن واشنطن تستحوذ على العدد الأكبر من الحاملات، وبفارق كبير جِـدًّا عن الدول العظمى.

وترتبط العبارة الشهيرة “دبلوماسية 100 ألف طن” بالدور الخفي لحاملات الطائرات الأمريكية حول العالم بوصفها أدَاةً قويةً لتعزيز الدبلوماسية وممارسة الضغط وتعزيز الردع، وتعود جذورُها إلى القرن التاسع عشر، عندما استخدمت القوى الاستعمارية الغربية أُسلُـوبا خاصًّا لتأمين مصالحها الاستعمارية.

ومن خلال حاملات الطائرات كان السياسيون والتجار الأمريكيون يفرضون إملاءاتهم على الدول الأُخرى بدعم من الأسطول البحري دون الحاجة إلى الاستخدام العملياتي للسفن.

وفي الوقت نفسه، كانت السفن الحربية تتمركز بالقرب من سواحل الدولة المستهدفة، وكانت الدولة المضيفة تُبلَّغ بوجود السفن الحربية على شواطئها.

وفي هذا السياق يؤكّـد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان، أن “معركة البحر الأحمر أسقطت هيبة الأسطول البحري وقضت على عبارته الشهيرة المتمثلة في (دبلوماسية الـ 100 ألف طن)”.

ويوضح في حديث خاص لقناة “المسيرة” أن “القوة البحرية الأمريكية بدأت تتآكل أمام الإبداع والابتكار اليمني”، لافتًا إلى أن “التكنولوجيا العسكرية اليمنية المعاصِرة مثّلت صدمةً مدويةً للعدو الأمريكي والإسرائيلي على حَــدٍّ سواء”.

ويبيّن أنه “في الجولة الأولى من العدوان الأمريكي على اليمن والذي تزعَّمت خلالها واشنطن تحالفًا سُمِّيَ بـ “حارس الازدهار” واجهت القوات المسلحة اليمنية بعض الصعوبات في التصدي للعدوان، غير أن استمرار المواجهة أسهم في تطوير القدرات العسكرية اليمنية وجعلها أكثر قدرة وكفاءة في التصدي للعدوان؛ ما دفع غالبية الدول الأُورُوبية والغربية إلى الانسحاب من التحالف التي تقوده أمريكا وبريطانيا.

وبعد انتهاء الجولة الأولى من المواجهة لم تحقّق أمريكا أيًّا من أهدافها المرسومة بالرغم من تنفيذها قرابة 1200 غارة ضد البلد، وفي المقابل أسقطت القوات اليمنية 14 طائرة إم كيو9 وأرغمت من خلال العمليات العسكرية حاملات الطائرات [أيزنهاور، وروزفلت وإبراهام] على المغادرة”.

وحول هذه الجزيئة يؤكّـد العميد شمسان أن “القوات البحرية الأمريكية أطلقت في المرحلة الأولى من العدوان على اليمن 80 صارخًا من نوعية إس إم 3 و40 صاروخًا إس إم 6 وأكثر من 130 صاروخًا توماهوك”.

وبعد توليه للمرة الثانية منصب الرئاسة الأمريكية تعهد ترامب بتأمين ملاحة العدوّ الإسرائيلي في البحر الأحمر، وحمايتها من الضربات اليمنية، والقضاء الكلي على القوات اليمنية، حَيثُ بدأ في منتصف مارس 2025م جولة ثانية من العدوان الأمريكي على اليمن.

وعلى الرغم من استمرار التصعيد العدواني على اليمن لقرابة ثلاثة أشهر، واستخدام القوات الأمريكية أحدث ترسانتها العسكرية، إلا أنه أخفق في منع العمليات العسكرية أَو الحد من القدرات العسكرية اليمنية.

ولم تقتصر المسألة عند هذا الحد، بل مثلت العمليات العسكرية اليمنية تحديًا كَبيرًا للقوات الأمريكية أسهم في إسقاط 10 طائرات من طراز إم كيو9، وكذا سقوط طائرات إف 18 سوبر هورنت، وبلغ عددها 3.

ويرى شمسان أن “الأمريكي استخدم نصفَ أسطوله البحري في العدوان على اليمن؛ بهَدفِ تحقيق أهدافه المرسومة؛ وحفاظًا على الهيمنة الأمريكية في المنطقة، غير أن اليمن استطاع بفضل الله خلال الجولتين من مواجهة أمريكا إسقاط هيبة الردع الأمريكي وتكريس هزيمتها في المنطقة”.

ويلفت إلى أن “الغطرسة الأمريكية وإصرارَها على مواصلة العدوان ضاعف من الخسائر الاقتصادية للعدو الأمريكي، وعمّد هزيمتَه في أهمِّ الأسلحة التي بحوزته وتفاخر بها عالميًّا، موضحًا أنه كان على العدوّ الأمريكي الاستفادة من درس هزيمة وفرار حاملات الطائرات “أيزنهاور”، غير أن إصراره على المواجهة أسهم في تكرار الهزائم لحاملات الطائرات الخمس بدءًا بـ “أيزنهاور” وختامًا بـ “هاري ترومان”.

وبحسب خبراء التسليح فَــإنَّ كُـلّ حاملة طائرات تحمل تسعة أسراب من المقاتلات ويتضمن السرب الواحد من (12) إلى (24) طائرة، وبالتالي فَــإنَّ استخدام العدوان الأمريكي لخمس حاملات طائرات يوحي لنا أن تلك الحاملات احتوت على 45 سربًا من المقاتلات الأمريكية؛ ما يثبت المساعيَ الأمريكية في تثبيت هيبة الردع الأمريكية.

ويؤكّـد العميد شمسان أن “أمريكا استنفدت كُـلَّ خياراتها في سبيلِ استعادة هيبة الردع التي سقطت أمام القوات المسلحة اليمنية”، مُشيرًا إلى أن “التكتيكَ اليمني الجديدَ دفع العدوَّ لاستخدام أسلحته الاستراتيجية التي كانت مخبأةً لمواجهة الدول العظمى أمثال روسيا والصين وإيران”.

وفي المجمل، فَــإنَّ هزيمة القوات الأمريكية واستمرار العمليات العسكرية في عمق العدوّ الإسرائيلي تعكس التطوير المتنامي في القدرات العسكرية للقوات اليمنية، وتترجم عمليًّا مصاديق وعود السيد القائد -يحفظه الله- بقوله: إن “كُلّ اعتداء على اليمن يسهم في تطوير القدرات العسكرية”.

محمد ناصر حتروش| المسيرة

مقالات مشابهة

  • بسبب الهزيمة الأمريكية في البحر الأحمر.. قائد “هاري ترومان” يدفع ثمن الفشل الأمريكي أمام اليمن
  • وكالة: مقتل 5 من عناصر تنظيم القاعدة بغارة أمريكية جنوب اليمن
  • مصادر أمنية: غارة أمريكية على اليمن تقتل عناصر من تنظيم القاعدة
  • نائب الرئيس الأمريكي يعترف بتراجع الهيمنة الأمريكية: تدخلنا في اليمن كان “دبلوماسيًا” ولا قدرة لنا على خوض حرب
  • صحيفة روسية: حرب ترامب على اليمن انتهت بانكسار الإمبراطورية الأمريكية
  • الردع اليمني يهزم النووي الأمريكي: كيف أفحَمت المسيرة القرآنية جنرالات الهروب الكبير؟
  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • “تقويم التعليم” تشارك في مؤتمر جمعية البحوث التربوية الأمريكية السنوي
  • اليمن يُسقِطُ الهيمنة الأمريكية.. الحاملة [ترومان] أُنموذجًا
  • اليمن يصعّد ضد (إسرائيل): حظر جوي بعد البحري وميناء حيفا في مرمى النار