تعد المناظرات الرئاسية في الولايات المتحدة لحظات حاسمة تتشكل فيها ملامح الانتخابات، حيث تسلط الضوء على التباينات الجوهرية بين المرشحين وتعرض مهاراتهم في التعامل مع التحديات السياسية. وفي هذا السياق، تواجه كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، تحديات بارزة في مناظرتها المرتقبة مع دونالد ترامب، الرئيس السابق ومنافسها القوي.

 

تأتي هذه المناظرة في وقت حاسم، حيث يسعى كل من هاريس وترامب لإقناع الناخبين ببرامجهم ورؤاهم لمستقبل البلاد. تتضاعف أهمية هذه المناظرة بالنسبة لهاريس في ظل تاريخ ترامب السياسي المثير للجدل، والذي يتضمن سلسلة من التهم والمواقف المثيرة للجدل التي قد تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات. بينما تركز هاريس على تقديم نفسها كبديل جدير ومنقذ، سيواجهها ترامب بأسلوبه الهجومي المعروف، مما يجعل هذه المناظرة اختبارًا حقيقيًا لقدرتها على الصمود والتفوق في معركة سياسية معقدة.

أداء ضعيف أتى بالنائبة

لقد غيرت نائبة الرئيس انتخابات 2024 بعد أن قاد الأداء الضعيف للرئيس جو بايدن في مناظرته ضد ترامب على قناة CNN في يونيو إلى إنهاء حملته لإعادة انتخابه، واختيار نائبته كامالا هاريس. أعادت هاريس عدة ولايات متأرجحة إلى ساحة المعركة الانتخابية، وجعلت الديمقراطيين يحلمون بتحول مذهل في سباق كانوا يظنون أنهم في طريقهم لخسارته.

قالوا إنَّها لم تنجح في توحيد حزبها

لكن وسائل إعلام وصجفيون يرون خلاف ما سبق، إذأنَّه لم يثبُت نجاحها في توحيد حزبها “الديمقراطي”، وتقديم نفسها كصوت جديد للتغيير الجيلي، ولاقترابها من التعادل مع ترامب في الاستطلاعات، بعد أنها ليست طريقًا موثوقًا للوصول إلى 270 صوتًا انتخابيًا مطلوبًا للفوز بالرئاسة. في الواقع، إذا كانت الانتخابات يوم الثلاثاء، يمكن للرئيس السابق، الذي تجاوز بالفعل محاولة اغتيال والعديد من التهم الجنائية، أن يظل قادرًا على الفوز.

تحدِّيات المهارة البلاغية 

تتطلب مناظرتها في فيلادلفيا استخدام مهارات بلاغية كانت موضع تساؤل خلال فترة نائب الرئيس. على الرغم من بعض التألق في المناظرات وجلسات الاستماع، عانت هاريس أحيانًا من صعوبة في تقديم سياسات واضحة تحت الضغط. استعدادها لمقابلة إعلامية رئيسية واحدة فقط يزيد من التحديات التي تواجهها في المناظرة مع ترامب.

تحديها كامرأة سمراءستواجه هاريس، التي تسعى لتصبح أول رئيسة سمراء وذات أصل جنوبي آسيوي، منافسًا يستخدم التصنيفات العرقية.

ستواجه هاريس، التي تسعى لتصبح أول رئيسة سمراء وذات أصل جنوبي آسيوي، منافسًا يستخدم التصنيفات العرقية والجندرية لتحقيق مكاسب سياسية. على الرغم من هجمات ترامب العنصرية، تظل هاريس مصممة على عدم الوقوع في أفخاخ ترامب، رافضة الانجرار وراء خطاباته العنصرية.

خبرة لا ترقى لمستوى هيلاري كلينتون 

تمتلك هاريس خبرة سياسية على مستوى عالٍ، لكنَّها أقل بكثير من تلك التي تمتلكها هيلاري كلينتون مرشحة الديمقراطيين لعام 2016 أو بايدن عندما واجهوا ترامب في المناظرات الرئاسية. وحتى بعض أعضاء حزبها لم يعتقدوا أنها أقوى قائدة ديمقراطية محتملة لعصر ما بعد بايدن.
 

ثلاث عوائق تواجه كامالا والرابعة أصعبثلاث عوائق تواجه كامالا والرابعة أصعب

بعض وسائل الإعلام الامريكي ترى أنَّه في خِضَمّ التحضيرات للمناظرة القادمة مع دونالد ترامب، تواجه كامالا هاريس، نائبة الرئيس، أربع تحديات رئيسية قد تؤثر بشكل كبير على أدائها ونتائجها. 

صحفيون أمريكيون يقولون إنَّه برغم استعدادها الكامل لمواجهة هذه التحديات، إلا أن كل واحدة منها تضعها أمام اختبارات صعبة.

موازنة الردود مع التركيز على الرسالة: يجب على هاريس أن تتوازن بين التصدي لما تتوقعه حملتها من هجمات وأكاذيب من ترامب وبين التركيز على رسالتها الأساسية. كما قالت في مقابلة إذاعية، "أعتقد أنه سيكذب وله أسلوب استخدمه في الماضي، سواء كان هجماته على الرئيس أوباما أو هيلاري كلينتون. ما أنوي توضيحه هو ما نعرفه جميعًا، وبالتأكيد كما أتنقل في البلاد في هذه الحملة، يميل إلى القتال من أجل نفسه، وليس من أجل الشعب الأمريكي."

تحييد التناقضات الأساسية في الحملة: تحتاج هاريس إلى معالجة التناقض المتمثل في أنها تترشح كوكيلة للتغيير على الرغم من كونها جزءًا من إدارة غير شعبية. ترامب يلوم هذه الإدارة على المشاكل الاقتصادية والارتفاع في أسعار المواد الغذائية والإسكان، والتي تعد هاريس بحلها.

سد الفجوة في القضايا المهمة: يجب على هاريس أن تسعى لسد الفجوة مع بايدن بشأن القضايا التي تعتبر الأهم للناخبين، مثل إدارة الاقتصاد والهجرة، والتي غالبًا ما تتخلف فيها عن ترامب في الاستطلاعات. يشير فريق ترامب إلى أن هاريس وبايدن مسؤولان عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الطبقة المتوسطة، ويحتاجان إلى إقناع الناخبين بأن سياسات "بيدينوميكس" تعمل رغم ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

التعامل مع اتهامات التغيير في المواقف: سيكون التحدي الأصعب هو كيفية التعامل مع اتهامات ترامب بأنها غيرت مواقفها بشأن السياسات التي دعمتها خلال حملتها الأولية في عام 2019، مثل التكسير الهيدروليكي وقضايا الحدود. في محاولة لتوضيح هذه التحولات، أكدت هاريس أن "قيمي لم تتغير." لكنها بحاجة إلى معالجة الانتقادات التي تشير إلى أنها قد تعود إلى مواقفها السابقة إذا فازت بالسلطة، وهو ما قد يضر بسمعتها في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا.

ختامًا، حسب ما كتبت وسائل إعلام أمريكية، سيتعيَّن على كامالا هاريس أن تقدِّم نفسها في هذا اللقاء كرئيسة محتملة، لسد كل الفجوات السابقة، وتعديل نظرة - من وجهة نظر البعض - تبدو فارقة في اختيار من يصل إلى البيت الأبيض لرئاسة أمريكا 2024. 

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مناظرة هاريس وترامب مناظرة ترامب وهاريس إعلام أمريكي الولايات المتحدة نائبة الرئيس الأمريكي هاريس وترامب مناظرة هاريس ترامب التحديات السياسية وسائل إعلام أمريكية کامالا هاریس تواجه کامالا هاریس أن

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا

قال الرئيس الإيراني مسعود: إنّ واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي على بلاده الشهر الماضي، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وحذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الاثنين من أنه سيأمر بشن هجمات أمريكية جديدة على المنشآت النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة الشهر الماضي.

أصدر ترامب هذا التهديد خلال محادثاته مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع تيرنبيري للجولف على الساحل الغربي لاسكتلندا.

صرح ترامب للصحفيين بأن إيران تُرسل "إشارات سيئة" وأن أي محاولة لإعادة تشغيل برنامجها النووي ستُسحق على الفور.

وقال ترامب: "لقد قضينا على قدراتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد. إذا فعلوا ذلك، فسنقضي عليهم أسرع مما تتخيلون".

صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الاثنين بأن طهران تُدرك تمامًا تأثير ما وصفه بالعدوان الأمريكي الإسرائيلي على الجانبين، مُحذرًا من أن أي تكرار لمثل هذه الأعمال سيُؤدي إلى رد حاسم.

وكتب عراقجي على حسابه عبر حسابه بمنصة إكس أنه إذا تكرر العدوان، فلن نتردد في الرد بطريقة أكثر حسمًا وبطريقة يستحيل التستر عليها"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

نتنياهو يصر على هزيمة حماس.. و يؤكد: القتال ضد إيران لم ينتهإيران تعلن إحباط مخطط استخباراتي خطير لتخريب البلادترامب يهدد إيران: سنقصف المنشآت النووية مرة ثانيةترامب: أبلغت بوتين بأني لست بحاجة للمساعدة بشأن إيرانإيران ترفض التفاوض مع أوروبا حول برنامجها الصاروخي طباعة شارك إيران ترامب إسرائيل أمريكا

مقالات مشابهة

  • كامالا هاريس تفتح الباب لخوض رئاسيات 2028
  • كامالا هاريس تحدد موقفها من الترشح لمنصب حاكمة كاليفورنيا
  • إعلام إسرائيلي: اعتراض مسيرة في منطقة غلاف غزة
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا
  • القبض على البلوجر مروة المعروفة بـ«إبنة مبارك» بتهمة نشر الأكاذيب
  • مسلح يقتل أربعة أشخاص على الأقل بينهم شرطي داخل ناطحة سحاب في نيويورك ثم ينتحر- (صور وفيديو)
  • وسائل إعلام: وفد من كبار رجال الأعمال الأمريكيين يزور الصين
  • وسائل إعلام أجنبية تبرز نداء الرئيس السيسي لترامب بوقف حرب غزة وتأكيد مصر عدم إعاقة المساعدات
  • نقص المواد الخام أبرزها..برلماني: 3 تحديات تواجه توطين صناعة البتروكيماويات