أعلن حزب الله استهدافه موقع رويسات العلم ‏في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية، وحققت إصابة مباشرة، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل.

.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

من نسخ المخطوطات إلى المنابر الأكاديمية.. المرأة في خدمة العلوم الشرعية

"عمان": على امتداد التاريخ لم يكن حضور المرأة العمانية مقتصرا على الدور الاجتماعي والتربوي فقط بل كانت شريكة في حمل لواء العلوم الشرعية، وتسهم في حفظ التراث الديني بخطّ يدها وجهدها الصادق.

واليوم، تستمر المرأة العمانية في مسيرتها المعرفية داخل المؤسسات الأكاديمية والبحثية في ظل النهضة المتجددة مؤكدةً أن العلم الشرعي ليس حكرًا على أحد، بل هو رسالة تؤمن بها وتحملها بإخلاص.

وفي حوار خاص بمناسبة يوم المرأة العُمانية تحدثت الدكتورة سعاد بنت سعيد الدغيشية مديرة مركز البحث العلمي في كلية العلوم الشرعية عن رحلة المرأة العُمانية مع العلوم الشرعية، فقالت: العلم الشرعي فريضة على الجميع، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «طلب العلم فريضة على كل مسلم»، والمرأة داخلة في هذا الخطاب، لأنها شريكة في بناء المجتمع وإصلاحه. فالمرأة المتعلّمة القارئة لكتاب الله تكتسب وعيًا دينيًّا عميقًا يجعلها أكثر قدرة على فهم أحكام دينها، وتطبيقها على نحوٍ متوازن في حياتها اليومية.

وتضيف: إن المرأة هي المربية الأولى، ومن علمها تتكوّن أجيالٌ تعي دينها وتفهم قيمها. وقد أثبتت التجربة أن المرأة العُمانية المتعلمة كانت دائمًا مصدر إشعاع ديني وتربوي، تغرس في أبنائها حبّ العلم والقرآن، وتربطهم بالقيم الإسلامية الأصيلة.

ومن هنا جاء اهتمام المؤسسات الشرعية والتعليمية في سلطنة عمان بتمكين المرأة من دراسة العلوم الشرعية والقرآن الكريم، إدراكًا بأنّ صلاح الأسرة والمجتمع يبدأ من صلاح الأمّ العالمة والمربية الواعية.

إرث تاريخي

وعن حضور المرأة العُمانية في مجال العلوم الشرعية، أكدت الدغيشية أنها مشاركة قديمة ومتجذرة، فمنذ القرون الأولى للهجرة، شاركت المرأة في حلقات العلم، وطلبت الفقه، ونسخت الكتب، وشاركت في الإفتاء والتعليم، وقد كانت المجتمعات العُمانية وما زالت تقدّر العلم والعلماء، ولم يكن التفريق بين رجلٍ وامرأة في تحصيل العلم قائمًا على جنسٍ بقدر ما كان قائمًا على الكفاءة والعلم.

وتشير كتب التراجم إلى نساء عالمات وفقيهات، شاركن في حفظ العلوم الشرعية ونقلها جيلا بعد جيل، فكنّ جزءًا من البنية الفكرية التي قامت عليها المدرسة الإباضية العُمانية.

وعن أبرز العالمات العُمانيات اللاتي خلدهنّ التاريخ، توضح الدكتورة أن الذاكرة العُمانية تزخر بنماذج نسائية مضيئة، منهنّ الشيخة عائشة بنت راشد الريامية التي وُصفت بـ"الفقيهة العالمة"، وكانت تُستفتى في المسائل الدقيقة، ما يدل على تمكّنها من أدوات الاجتهاد واستيعابها لأصول الفقه. وقد ورد ذكرها في المصادر التاريخية ضمن العلماء الذين يُرجع إليهم في الفتوى. كذلك برزت الشيخة نضيرة بنت العبد بن سليمان الريامية، وهي من النساء اللاتي قدّمن خدمة جليلة للعلم؛ فقد جمعت المخطوطات الشرعية النفيسة وأسست مكتبة علمية عامرة أوقفتها لطلاب العلم، وكانت مقصدًا للباحثين وطلاب المعرفة في زمنها، ومن آثارها مدرسةٌ طينية بجانب منزلها. ومن النماذج الرائدة أيضًا الشيخة زيانة بنت سلوم البوسعيدية، التي أنشأت مكتبة غنية بالمخطوطات الفقهية والأدبية، وأصبحت مرجعًا علميًّا في ولايتها، وهو ما يعكس وعي المرأة العُمانية المبكر بأهمية حفظ التراث ونقله. أما الشيخة زلخا بنت عبدالله المفضلية، فقد اشتهرت بدقَّتها في نسخ الكتب الشرعية بخطّ يدها الجميل في القرن الثاني عشر الهجري، وأسهمت في حفظ مؤلفات فقهية كثيرة من الضياع. هذه النماذج تكشف أن المرأة العُمانية كانت شريكة في صناعة الوعي الديني والفكري، لا مجرد متلقّية للعلم، بل ناقلة له وحافظة لتراثه.

تمكين مؤسسي

وتقول الدكتورة إنه مع انطلاق النهضة المباركة في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيّب الله ثراه- بدأت المرأة العُمانية مرحلة جديدة من المشاركة في المؤسسات الأكاديمية الشرعية، فقد التحقت الفتيات بكلية العلوم الشرعية، ودرسن علوم الفقه وأصوله والحديث والتفسير وفق مناهج علمية معاصرة، كما درسن في جامعة السلطان قابوس كلية التربية بقسم التربية الإسلامية، في سياق تربوي تطبيقي يؤهلهن ليكن معلمات تربية إسلامية في المدارس الحكومية.

ونتج عن ذلك تخرّيج أجيال من المدرّسات والداعيات والمرشدات الدينيات، كما أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية برامج الإرشاد الديني النسوي، لتأهيل كوادر نسائية قادرة على توعية المجتمع ونشر الفكر الوسطي المعتدل. وتعد مبادرة وقف الإرشاد الديني النسوي بولاية العامرات نموذجًا وطنيًّا يجمع بين التعليم الشرعي وخدمة المجتمع، حيث يقدّم دروسًا ودورات للفتيات والنساء في علوم الفقه والتربية الإيمانية والمهارات الحياتية، هذا فضلا عن الأوقاف الأخرى والمراكز الدعوية المنتشرة في ولايات السلطنة.

وحول حضور المرأة في المجال البحثي تؤكد الدغيشية أن المرأة العُمانية حاضرة بقوة في البحث الأكاديمي الشرعي؛ فأصبحن باحثات في الجامعات والكليات يكتبن في مجالات الفقه المقارن، ومقاصد الشريعة، وتجديد الخطاب الديني، والدعوة المعاصرة. كما تشارك كثير من الأكاديميات في تحرير المجلات المحكّمة وتحكيم البحوث العلمية، ويمثّلن السلطنة في المؤتمرات الشرعية الإقليمية والدولية. هذه المشاركة لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة دعم مؤسسي متواصل، وإيمان عُماني راسخ بأن المرأة شريك في العلم والإصلاح، وليست عنصرًا تابعًا أو هامشيًّا.

وتضيف: لقد أصبح للمرأة دور كبير في الخطاب الدعوي، فالمرشدات الدينيات اليوم يقدّمن محاضرات ودروسًا توعوية في المساجد والمدارس والمراكز الاجتماعية، ويركّزن على قضايا الأسرة، والتربية، والمواطنة الصالحة، ومكافحة الغلوّ، والتطرف.

وتقول: الخطاب النسوي الشرعي في عُمان يتميز بالاتزان والمنهج العلمي الرصين، وهذا يعكس التكوين العلمي الجاد الذي تتلقاه المرشدات في مؤسسات التعليم الشرعي بالسلطنة، كما أن حضورهن في وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية أخذ في الازدياد، ما يسهم في إيصال القيم الإسلامية الصحيحة إلى فئات أوسع من المجتمع.

وترى مديرة مركز البحث العلمي أن تعزيز حضور المرأة في العلوم الشرعية يتطلب الاستمرار في طلب العلم المتخصص، خصوصًا في مجالات المقاصد والاجتهاد المعاصر وقضايا المرأة والأسرة، إلى جانب الدعم المؤسسي المستمر من الجامعات والمراكز البحثية لتوفير منح وفرص تدريب وتمويل للأبحاث الشرعية النسائية، والاعتراف الإعلامي والاجتماعي بإنجازاتها، فإبراز النماذج النسائية الملهمة في الإعلام الوطني والمناهج التعليمية يعزز الثقة ويشجّع الأجيال الجديدة على السير في طريق العلم الشرعي.

وانتقلت المرأة العُمانية من الدور الفردي المحدود إلى الدور المؤسسي المتكامل، دون أن تفقد خصوصيتها الدينية وهويتها الأصيلة. وهذا ما يجعل التجربة العُمانية نموذجًا متوازنًا يجمع بين الأصالة والتحديث في تمكين المرأة علميًّا وشرعيًّا.

وفي ختام حديثها قالت الدكتورة: يوم المرأة العمانية ليس مجرد احتفال رمزي، بل هو وقفة تأمل وامتنان لمسيرة المرأة العُمانية في العلم والعمل والبناء. وفي كل بيتٍ عُماني اليوم، نجد أثر امرأة علّمت، أو نسخت، أو ربّت جيلًا مؤمنًا بالعلم والاعتدال. هذه هي الصورة الحقيقية للمرأة العُمانية التي حملت لواء الدين والوطن في آنٍ واحد.

مقالات مشابهة

  • من نسخ المخطوطات إلى المنابر الأكاديمية.. المرأة في خدمة العلوم الشرعية
  • دائرة القدس تُحذر من تصعيد إسرائيلي يستهدف الأقصى
  • أستاذ بالأزهر: غسل اليدين سُنّة نبوية سَبقت العلم الحديث
  • ترامب يستهدف تجارة زيت الطهي الصينية.. نخبرك ما نعرفه
  • هجوم مسلح يستهدف الصحفي قوجة في تركيا
  • الناتو: اجتماع بروكسل يستهدف زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا
  • هجوم خبيث يستهدف هواتف “أندرويد” ويتنكر في شكل “واتساب” و”تيك توك”
  • رغم الهدنة… الاحتلال يستهدف الفلسطينيين بغزة
  • حكم دخول الحائض المسجد أو ملحقاته لطلب العلم
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: العلماء ورثة الأنبياء والإخلاص والتواضع ركائز طالب العلم