تفاصيل خطة إسرائيلية لإحكام إغلاق الثغرات عند الحدود مع الأردن
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي يعمل على وضع خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى إغلاق الثغرات في الحدود الأردنية الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الإجراء يأتي في محاولة لـ "منع إيران من استغلالها لتهريب الأسلحة إلى التنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية".
يأتي ذلك يأتي في أعقاب العملية الأخيرة التي وقعت في معبر الكرامة (جسر الملك حسين - اللنبي) في الثامن من أيلول/ سبتمبر الجاري، والتي كشفت عن "هشاشة الحدود الأردنية-الإسرائيلية" وأعادت إلى الواجهة "نقاشات قديمة حول تأمين هذه المنطقة الحساسة".
وأفادت الصحيفة بأن هذه الخطة تتضمن تعزيز المراقبة العسكرية وبناء حواجز جديدة لمنع التهريب وتأمين الحدود بشكل أكبر؛ إذ ترى أجهزة الأمن الإسرائيلية أن "الخطر لا يكمن فقط في عملية تستهدف إسرائيليين، بل يتعدى ذلك إلى تهديد إستراتيجي أكبر، يتمثل في استغلال إيران للحدود لدعم التنظيمات المسلحة في الضفة الغربية بأسلحة متطورة".
ومن المتوقع أن تُعرض هذه الخطة قريبًا على كبار المسؤولين في وزارتي الأمن والمالية بهدف رصد الميزانيات اللازمة. وقدرت الصحيفة أن تكلفة المشروع قد تتراوح بين 2.5 و4 مليار دولار، وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤول عن وضع الخطة وتنفيذها هو نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أمير برعم.
تتضمن الخطة عدة مراحل، تبدأ باستخدام مئات الوسائل التكنولوجية لمراقبة الحدود، مثل الرادارات والكاميرات على طول الحدود المكشوفة بين إيلات وجنوبا والحمة السورية (قرب طبرية) شمالا. كما تشمل نشر قوات لتوفير "استجابة سريعة" للتعامل مع محاولات الاختراق أو التهريب، إلى جانب تعزيز وتطوير الحاجز الأمني على طول الحدود.
وبحسب الصحيفة، فإن المرحلة الأولى التي سيتعم الشروع بها فورا تشمل "نشر مئات وسائل الرصد والمراقبة، مثل الرادارات والكاميرات والأبراج، على طول الحدود بين إيلات والمثلث الحدودي في مع سورية في الشمال، ونشر قوات متنقلة سريعة للتدخل في الحالات الاستثنائية لإحباط محاولات تسلل أو تهريب".
وأشارت الصحيفة إلى أن "بعض هذه القوات قد يكون مدعوم جويا بطائرات مسيرة كبيرة، للهجوم والاستطلاع، وأنواع أخرى من الطائرات"، بالإضافة إلى "تجديد وتطوير الحاجز الهندسي على الحدود، والذي لا يشتمل معظمه حتى على سياج؛ خاصة في منطقة الأغوار، أو يقوم على سياج صدئ علوه منخفض".
كما يخطط الجيش الإسرائيلي لإنشاء فرقة عسكرية جديدة تُعرف بـ"الفرقة الشرقية"، تتولى مسؤولية مراقبة المنطقة بشكل رئيسي؛ وذلك على خلفية "تصاعد عمليات تهريب الأسلحة عبر الأردن إلى المنظمات الفلسطينية في الضفة"، وبحسب الصحيفة، فإن الجيش يعترف بأنه مقابل كل عملية إحباط ناجحة، هناك ثلاث إلى خمس عمليات تهريب ناجحة من الأردن.
المصدر : عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
كاتبة إسرائيلية: تصاعد حاد في معدلات الانهيار بين جنود الجيش
في تقرير نشره موقع "واي نت" التابع لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، كشفت الكاتبة تشين أرتزي سرور عن تصاعد حاد في معدلات الانهيار النفسي بين جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، ممن يشاركون في الحرب على قطاع غزة منذ شهور طويلة، في ظل ما وصفتها بأنها "حرب بلا نهاية".
وتحدثت الكاتبة عن "الصدمة الصامتة" التي يعيشها الجنود، وقالت إن عديدا من العائدين من الميدان يبدون كمن يعيشون حالة من التخدّر العاطفي والانفصال عن الواقع، ويشبهون "الزومبي" بسبب تراكم ما تُعرف بـ"الصدمة الممتدة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2قراءة في موجة انتحار الجنود الإسرائيليين.. أعراض ما بعد الحربlist 2 of 2أزمات نفسية واكتئاب وانتحار في جيش الاحتلال بسبب حرب غزةend of listواستعرضت شهادات لجنود وضباط لم يعودوا قادرين على التفاعل مع محيطهم بعد أشهر من القتال، موضحة أن بعضهم عُثر عليه تائها في الشوارع دون وعي، في حين فقد آخرون القدرة على البكاء أو حتى الشعور بالحزن حين تلقّوا نبأ وفاة أقرب الناس إليهم.
شهاداتوفي إحدى الشهادات، تحدّث ضابط احتياط عن لحظة انعدام المشاعر التي عاشها حين دهس طفلا رضيعا يبلغ عدة أسابيع، خلال مداهمة منزل في غزة، قبل أن يعود لاحقا إلى إسرائيل ليرى ابنته الوليدة، لكنه لم يستطع لمسها.
واختفى جندي احتياط آخر لمدّة أيام، ثم عُثر عليه في حالة تشبه الغيبوبة في أحد الأزقة، وملامحه فارغة كأنها لم تعد تعني له شيئا.
وبيّنت تشين أرتزي سرور أن الجيش الإسرائيلي -رغم محاولاته توفير دعم نفسي ميداني- يواجه حالات متفاقمة من الإنهاك العقلي بين صفوف الجنود، لدرجة أن بعض الزوجات هدّدن بالانتحار إذا تم استدعاء أزواجهن مرة أخرى للخدمة.
وأضافت أن نمط "الخدمة المتكرر"، وساعات القتال الطويلة، والاحتكاك المباشر مع المدنيين الفلسطينيين، يخلق بيئة مشبعة بالضغط النفسي والانفجار العاطفي المؤجل.
انهيارونقلت الكاتبة عن الطبيب النفسي رونين سيدي، المتخصص في علاج الجنود، قوله إن الموجة الحالية من الانهيارات لا تشبه أي حالة سابقة، مضيفة أن "الجنود اليوم لا يعانون صدمة واحدة، بل من مزيج معقّد من الذكريات المتداخلة، والتعرض المستمر للخطر، والحرمان العاطفي".
إعلانوأشارت إلى أن بعض الجنود باتوا يظهرون أعراضا تتجاوز اضطراب ما بعد الصدمة التقليدي، كحالة "الجمود النفسي" التي يفقد فيها الشخص مشاعره تماما، ويعيش وكأنه آلة تؤدي المهام دون إدراك أو رغبة.
وأكد الطبيب رونين سيدي أن "أسوأ ما يمكن فعله مع الجنود هو مطالبتهم بالسكوت، وعدم الاعتراف بألمهم، خوفا من إضعاف الجبهة. هذا السلوك لا يُضعفهم فقط، بل يعمّق أزمتهم".
وأشارت الكاتبة إلى أن الحرب المستمرة على غزة تخلق أيضا جراحا غير مرئية في جسد المجتمع الإسرائيلي.