أليكا تستذكر في تقريرها التاريخي إرث أسد الصحراء لمرور 93 عاما على استشهاده
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
ليبيا – استذكر تقرير تاريخي نشره قسم الأخبار الإنجليزية بوكالة أنباء “إيلكا” التركية أرث “أسد الصحراء” الخالد عمر المختار لمرور 93 عامًا على استشهاده.
التقرير الذي تابعته وترجمت المهم من مضامينه التاريخية صحيفة المرصد وصف المختار بـ الزعيم الموقر لمقاومة ليبيا ضد الحكم الاستعماري الإيطالي إذ اعدمته القوات الإيطالية في الـ16 من سبتمبر من العام 1931 ما جعله رمزًا للتحدي والحرية في البلاد وفي مختلف أنحاء العالمين العربي والإسلامي.
وبحسب التقرير ولد “أسد الصحراء” في قرية جنزور بالقرب من مدينة طبرق في العام 1858 ليقود المقاومة الليبية، مؤكدًا أنه كان عالما متدينا ومعلما للقرآن تحول في العام 1911 بعد غزو الإيطاليين للمنطقة لزعيم مقاوم على مدى ما يقرب من عقدين من الزمان خاض خلالها حرب عصابات ضد القوات الإيطالية.
ووفقا للتقرير استفاد المختار من معرفته العميقة بجغرافية المنطقة للتغلب على المحتلين في سلسلة من الهجمات الناجحة فقيادته للمقاومة أصبحت بارزة بشكل خاص خلال حملة إيطاليا المتسمة بالقمع الشديد أو ما تسمى بـ”إحلال السلام في ليبيا”.
وبين التقرير استمرار “أسد الصحراء” وقواته في المقاومة ونصب الكمائن وقطع خطوط الإمداد واستهداف المواقع رغم قلة العدة والعدد فقد أكسبته مرونته وخبرته التكتيكية الاحترام حتى من خصومه الإيطاليين لتكثف السلطات الإيطالية تحت قيادة الجنرال “رودولفو غرازياني” حملتها لسحق المقاومين الليبيين.
وأضاف التقرير إن سنوات من العمليات العسكرية والحصار وإقامة معسكرات الاعتقال تم ختامها في الـ11 من سبتمبر من العام 1931 بأسر القوات الإيطالية المختار خلال كمين ليتم لاحقا إعدامه شنقا في سن الـ73 عامًا بهدف إنهاء المقاومة الليبية ليتحول استشهاده نقطة تجمع للنضال الليبي من أجل الاستقلال.
وتابع التقرير إن ليبيا تستمد من إرث المختار الروح الثابتة لمن يقاتلون ضد الظلم ومن أجل الحق في تقرير المصير لا سيما بعد أن شهد العام 1981 تجسيده سينمائيا ليصل إلى العالم أجمع.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
الأمير الحسن يشهد توقيع اتفاقية توأمة بين موقع أم قيس ومدينة إركولانو الإيطالية
صراحة نيوز ـ شهد سمو الأمير الحسن بن طلال، في نابولي، امس الاثنين، توقيع اتفاقية توأمة بين موقع أم قيس الأثري ومدينة إركولانو الواقعة في مقاطعة نابولي جنوبي إيطاليا.
وحضر توقيع الاتفاقية سمو الأميرة ثروت الحسن، ووزيرة السياحة والآثار لينا عناب، وعمدة إركولانو سيرو بوناجوتو، والسفير الأردني في إيطاليا قيس أبو دية، ورئيس بلدية خالد بن الوليد إبراهيم مبروك.
وأكد سموه أن هذه التوأمة لا تعبر فقط عن الماضي المشترك، بل عن المستقبل الجماعي أيضا، وتؤكد أن التراث الثقافي يعد جسر بين الأمم، والأديان، والأجيال، وتذكر بأن الهوية ليست انعزالية بل مبنية على الروابط والعلاقات الإنسانية.
وبين أن هذه التوأمة تتضمن نقل القيم بالإضافة إلى إرث المكان التاريخي وذلك من أجل الحفاظ على السياقات التاريخية لما نرثه ولترجمته إلى أعمال على أرض والواقع تتمثل بهذه الشراكة.
ودعا سموه لأن تكون هذه الشراكة بمثابة خدمة للبيئة الإنسانية، إذ تتشابك التنمية الاقتصادية، والحفاظ على التراث الثقافي، والرعاية البيئية من أجل الإنسان وخدمة له.
ولفت إلى أن كنوز أم قيس وإركولانو تشمل الحجر والنقوش، وتمتد إلى قيم ومبادئ مشتركة يجب حمايتها كالتعايش والرحمة والذاكرة الثقافية من خلال المعرفة المتبادلة والاحترام المتبادل.
وأشار سموه إلى ضرورة النظر إلى حوض البحر الأبيض المتوسط كحوض حضاري مشترك تدفقت عبره التجارة واللغة والقانون والفلسفة بحرية.
وقال: “يجب أن نعيد تصور هذا البحر ليس كمسرح للهجرة والصراع، بل كمنطقة تربطها مسؤولية أخلاقية مشتركة، ومساحة جغرافية مشتركة نستطيع من خلالها الوصول إلى ضمير متوسطي مشترك”.
من جانبها، أوضحت عناب، أن هذا الإنجاز يعد ثمرة ما يقرب من عامين من الحوار الدؤوب والرؤية المشتركة والتعاون الصادق، وهو خطوة حيوية في تعميق العلاقات بين الشعبين، وتعزيز التفاهم المتبادل، والسلام والوئام والنمو المشترك.
وبينت أن رؤية سموه وإيمانه بقوة التراث والحوار الثقافي كانت محفزا للوصول إلى هذه التوأمة التي تضيف فصلا جديدا قيما إلى تاريخ العلاقات الثنائية بين الأردن وإيطاليا، استنادا إلى الصداقة والود والتعاون الوثيق.
ولفتت أن هذه التوأمة تذكرنا بأن إنسانيتنا واحدة في جوهرها، وتحثنا على التفكير بما نتشاركه لجعل العالم أكثر إشراقا ورحمة بدلا من التركيز على اختلافاتنا.
بدوره، بين رئيس بلدية إركولانو، سيرو بوناجوتو، أن الثقافة وعلم الآثار والجمال أدوات أساسية للنمو الاقتصادي والاجتماعي للمدن، لافتا إلى أن هذه التوأمة لا تتعلق بالتاريخ فحسب، بل بالمستقبل أيضا.
وقال: “باسم الفيلسوف فيلوديموس الذي تربط مسيرته مدينتي جادارا وإركولانو، وباسم الحضارة المتوسطية، يولد تحالف جديد بين شعوبنا: اتفاقية تعاون في مجالات الفن والثقافة والسياحة وعلم الآثار والتعليم والرياضة، معا سنعزز التبادلات بين المدارس والطلاب والفنانين، وننظم المؤتمرات والفعاليات الثقافية والرياضية، ونبني تحالفا حقيقيا وملموسا يتطلع إلى المستقبل”.
وأكد السفير أبو دية، أن هذه التوأمة هي جسر عبر الزمن والجغرافيا، يربط المنحدرات البركانية لجبل فيزوف بالمرتفعات الهادئة المطلة على بحر الجليل، ويربط بين مهدين للتراث اليوناني الروماني غنيين بالروح والعمارة والمعرفة من خلال القوة الدائمة للثقافة والصداقة والقيم المشتركة.
وتهدف الاتفاقية، التي وقع عليها عمدة إركولانو ورئيس بلدية خالد بن الوليد وتستمر لمدة 5 سنوات، إلى تعزيز العلاقات التعاونية بين موقع أم قيس الأثري ومدينة إركولانو ونشر روح السلام والأخوة من خلال الأنشطة التعاونية المشتركة بين المدارس عبر برامج للتبادل الطلابي، وعقد مؤتمرات وحلقات نقاش حول المواضيع والمجالات ذات الاهتمام المشترك.
كما تهدف الاتفاقية، التي تتضمن تنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية وبرامج زيارات وسفر بين البلدين، إلى تعزيز الترويج السياحي، وتنظيم أسواق ومعارض للمنتجات التقليدية، وتبادل المعلومات المتعلقة بالأنشطة الصناعية والحرفية والتجارية.
ويأتي هذا التعاون المؤسسي والاقتصادي والثقافي تأكيدا على الروابط التاريخية المتينة بين الموقعين من حيث تراثهما المعماري الروماني المشترك واستخدام المواد المحلية مثل الحجر والرخام.
يذكر أن موقع أم قيس الأثري هو أول موقع عربي يعقد اتفاقية توأمة مع مدينة إركولانو الإيطالية