صور وأشرطة تثير أسئلة قوية حول حدوث انتهاكات خلال عمليات أمنية في مواجهة موجة الهجرة الجماعية
تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT
هزة تلك التي تسببت فيها الصور وأشرطة الفيديو التي بُثت الثلاثاء، وتظهر « معاملة قاسية » لشبان ويافعين مرشحين للهجرة غير النظامية إلى سبتة.
تبين الصور مجموعات من هؤلاء المهاجرين، وقد جُمعوا في مكان وسط معبر باب سبتة، وأجلسوا القُرفصاء، وهم شبه عراة، على شاكلة الطريقة التي تدار بها أعمال التمرد في السجون.
أكدت عمالة المضيق الفنيدق صحة أغلب الصور والأشرطة التي بُثت هذا اليوم، مشددة على أن الأمر يتعلق بأحداث وقعت خلال « أيام خلت »، حيث أوقفت السلطات حشدا من المهاجرين غير النظاميين عندما التقطهم خفر السواحل من البحر. لكنها لم تشر إلى مصدر العلامات بأجساد هؤلاء.
تمثل حزمة الصور هذه أزمة للسلطات التي خططت لعملية أمنية نظيفة، وسريعة في هذه الحدود، لكنها سرعان ما عجزت عن إيقاف الحشود التي هبت إلى الفنيدق ليلة 14 سبتمبر، ووصلت إلى السياج الحدودي.
إلا أن الصور التي تظهر انتهاكات عدة، تعكس في الواقع، النتائج الجانبية لسلسلة من الإجراءات المثيرة للجدل التي أطلقتها السلطات منذ الصيف، في مواجهة الآلاف من اليافعين الذين تحركوا إلى الحدود استجابة إلى دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي.
فهذه السلطات قررت، في واحدة من أبرز الإجراءات، تنفيذ عمليات إجلاء واسعة بحق اليافعين الذين اعتُرض طريقهم إلى سبتة. كانت هؤلاء الذين يُلتقطون من الشواطئ، أو تسلمهم قوارب البحرية إلى مركز القوات المساعدة في معبر باب سبتة، يوضعون في حافلات وجهتها إلى مدن بعيدة بالداخل مثل بني ملال، الفقيه بنصالح، وخنيفرة.
واعتبرت عمليات الإجلاء هذه انتهاكا لحق الشبان الذين يجدون أنفسهم في أماكن غير تلك التي عاشوا فيها، وتركوا لمصيرهم. رُويت قصص كثيرة عن هذه الرحلات التي شملت أيضا عددا كبيرا من الأشخاص المقيمين في الفنيدق، والذين في الغالب، راحوا ضحية تدابير مرتجلة عندما أُخذوا من أماكن داخل بلدة الفنيدق الحدودية، بدعوى الاشتباه في تخطيطهم للهجرة، ثم يُرمون في مدن بعيدة. لم يُلق بال للانتقادات التي تحيط بعمليات الإجلاء هذه، وهي مستمرة حتى الآن، رغم أن السلطات تحاول هذه المرة، أن توحي بأن الشبان يجري ترحيلهم إلى مدنهم الأصلية.
وإثر كل محاولة لللهجرة الجماعية، تبدأ السلطات على الفور بإنشاء حزام أمني يمتد من معبر باب سبتة إلى بلدة الفنيدق التي تعاني ركودا اقتصاديا منذ نهاية عام 2019، وتفرض قيودا على الحركة والتنقل. تُعطى التعليمات لأفراد القوات العمومية بإيقاف أي شخص تبدو عليه ملامح التخطيط للهجرة ». وقد أعيقت رحلة المئات على الطرق، وفي محطات الحافلات والقطارات. في الفنيدق، من المغامرة على الشبان المحليين التجول في بلدتهم دون التحوز على بطاقة التعريف الوطنية حيث يمكنهم في هذه المرحلة، إثبات أنهم مقيمون وليسوا مرشحين للهجرة. الانتهاكات التي تُرتكبت في عمليات الإجلاء هذه في الغالب لا يجري التبليغ عنها.
وبالنظر إلى ما يحدث، فإن مصير هؤلاء قبل أن يمتطوا الحافلات كانت أكثر سوءا. وراء الأسوار الإسمنية في معبر باب سبتة، أو في مراكز الاحتجاز المؤقتة على طول هذا الشريط الحدودي، وحتى داخل سيارات القوات العمومية، يحدث عنف متزايد في مواجهة المرشحين للهجرة غير النظامية. أشرطة فيديو منتشرة تظهر عنصرا بالقوات المساعدة ينهال ضربا على يافع داخل سيارة مخصصة لنقل الأفراد. حُدد مكان تصوير هذا الفيديو على الطريق المؤدية إلى معبر باب سبتة، بالقرب من وسط المدينة. لم يبلغنا إطلاق أي تحقيق في ذلك الفيديو.
تعمل السلطات على تجنب الإضرار بعملياتها الأمنية على الحدود، لكن بعض التصرفات سرعان ما تنكشف. في شريط فيديو صورته طائرة مسيرة على ما يظهر من الجانب الآخر للحدود، نرى حرس حدود وهم ينهالون ضربا ورفسا بحق مجموعة من الشبان الذين كانوا يحاولون الوصول إلى السياج الحدودي. أيضا، نرى عنصرا يستخدم كلبا مدربا في محاولة للسيطرة على المجموعة.
لا تُترك للشبان واليافعين الذين توقفهم السلطات، أي فرصة تقريبا للتبليغ عن انتهاكات. يعتبر موظف برتبة عون سلطة أكبر مسؤول سيشاهدونه في هذه الرحلة من الشاطئ إلى أي مدينة بعيدة يختارونها لترحيله إليها.
15 سبتمبر الفاصل
أحداث يوم 15 سبتمبر كانت بمثابة نقطة تحول فارقة في هذه الأزمة. فالتعبئة الأمنية غير المسبوقة كانت تشير إلى احتمال وقوع أعمال عنف إذا ما صمم هؤلاء المهاجرون على تنفيذ خطة الهجرة الجماعية.
ردا على التدفق الجنوني للأشخاص نحو الفنيدق، ثم إلى الحدود، استخدمت السلطات المغربية القوة بشكل واسع، بما في ذلك قذف القنابل المسيلة للدموع، والضرب بالهراوات، وملاحقة المهاجرين في الجبال والمناطق الساحلية. تسببت هذه العمليات في إصابة العديد من المهاجرين، بينهم قاصرون. كذلك، سُجل سقوط جرحى في صفوف القوات العمومية.
عانت خطط السلطات في 15 سبتمر من بعض النقائص، فإعاقة عبور الآلاف إلى سبتة بفضل التعبئة الأمنية غير الاعتيادية، لا يخفي وجود ثغرات تسللت منها حشود متفرقة من المئات من المرشحين للهجرة، إلى الفنيدق ثم وصولا إلى الحدود، وأفضت في نهاية المطاف إلى الاضطرابات التي حدثت.
ستتم مراجعة النتائج وتحليلها؛ فالأضرار المادية كبيرة، ليست فقط في الحدود، بل والفنيدق بشكل أكبر حيث لم تنفع الإجراءات المتخذة من قبل في إبعاد البلدة عن التحول إلى ساحة حرب حقيقية في 15 سبتمبر.
لكن ما لم يكن مهيأ له أي أحد في هذه السلطات هو تلك الصور التي تسلط الضوء مجددا، على الانتهاكات المزعومة، والموثقة في بعض الأحيان، لأفراد القوات العمومية وكذلك للمسؤولين عن العمليات.
كلمات دلالية المغرب سبتة لاجئون هجرة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: المغرب سبتة لاجئون هجرة القوات العمومیة معبر باب سبتة فی هذه
إقرأ أيضاً:
أيمن الرمادي يوجه رسائل قوية قبل مواجهة فاركو: جمهور الزمالك الحلقة الأقوى
حرص أيمن الرمادي، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك، على توجيه عدة رسائل في بداية المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الجمعة، قبل مواجهة فاركو المقبلة في مسابقة الدوري الممتاز.
وقال المدير الفني: "رسالتي الأولى هي رسالة شكر وعرفان لبعض الأشخاص يقفون مع الفريق بصورة كبيرة جدًا، وهدفهم الوحيد دعم الزمالك بغض النظر عن منصب أو منفعة خاصة، وأذكر منهم الكابتن أحمد عبد الحليم نجم الزمالك الكبير، ودعمه المستمر، وكل من أشرف قاسم، وجمال عبد الحميد، وإسماعيل يوسف، وتامر عبد الحميد دونجا، وغيرهم، وهم مصلحتهم الوحيدة حبهم للنادي دون أي مصلحة".
وأضاف الرمادي قائلًا: "رسالتي الثانية إلى من يهمه الأمر، فنادي الزمالك الفترة المقبلة سيخطو خطوات جيدة، لكن نحتاج أن يعلم الجميع أنه لا يوجد فضل لأحد على نادي الزمالك، وأن الحلقة الأقوى دائمًا هي جمهوره، والذي يرغب في أن يرى النادي في أفضل صورة، وأطالب الجميع بالعمل من أجل الجمهور، ولا يوجد أحد قدم للزمالك شيئًا إلا وردها النادي له أضعاف، والوحيد الذي يحب الزمالك بتجرد هو الجمهور، ولا ينتظرون مكسب مادي أو شهرة".
رافينيا: مكالمة فليك وراء بقائي في برشلونة التفاصيل المالية الكاملة لانتقال أرنولد إلى ريال مدريدوتابع المدير الفني: "الرسالة الثالثة للاعبين والجهاز الفني والجهازين الطبي والإداري، الموضوع ليس مجرد مباراة نهائي كأس مصر، وأتمنى أن نعي كثيرًا أن يتفانى الجميع في العطاء ونبذل قصارى جهدنا في الفترة المقبلة، وعندما دخلت وجدت صعوبات كثيرة، وإذا كسبت 5% من حب الجماهير فأنا فزت بالملايين، والعمل الفترة المقبلة يحتاج أن تكون معطاء".
وقال أيمن الرمادي: "مباراة فاركو غدًا في مسابقة الدوري مهمة جدًا، ونحتاج لمواصلة العمل بشكل معين لتحقيق أهدافنا، ولا يخفى على أحد أننا نمر بصعوبات، ولكن الإجادة التي تولد من رحم المعاناة يكون لها طعم ونجاح بشكل مختلف".
وأضاف: "لدينا إصابات، ولكن لدي ثقة في جميع اللاعبين الذين سيشاركون في اللقاء، ولأول مرة أشعر أنني في حاجة شديدة جدًا للتوفيق في الفترة المقبلة لإسعاد جماهير الزمالك".
وتابع المدير الفني: "سنتعامل مع لقاء فاركو بما يناسب المصلحة العامة، وإذا كانت إراحة بعض اللاعبين في مصلحة الفريق سنعمل على ذلك، وإذا رأينا أن مشاركة الأساسيين أفضل لهم سنفعل ذلك، والموضوع لن يحدد إلا الآن وسنختار الأنسب للفريق".
وأضاف أيمن الرمادي: "أغلب المصابين سيكونوا جاهزين في لقاء فاركو، ولكن التعافي من الإصابة لا يكفي، ويجب أن يكون اللاعب في حالة فنية جيدة، ومن المحتمل أن يتواجد ناصر منسي مع الفريق، ولكن قد لا يبدأ، في حين أن محمود بنتايج يحتاج لعدة أيام".
وأوضح أن تغيير ملعب التدريب في الفترة الماضية جاء لتغيير الحالة المزاجية للاعبين، وإخراجهم من أجواء معينة، إلى جانب التدريب على ملعب أفضل، وأعتقد أن كل هذه أمور اجتهاد من الجهاز الفني للوصول لحالة جيدة".
وعلق المدير الفني على الشائعات التي تتردد باستمرار حول الفريق قائلًا: "أحيانًا كثيرة تكون هناك شائعات، وأمور يتم تضخيمها بشكل كبير، ولا نلوم إلا أنفسنا، والمفترض أن نكون أكثر حيطة وحذر، ويجب أن تكون الأمور منغلقة على أنفسنا، وكل الأندية بها مشاكل داخلية، لكن الأمور يتم تضخيمها في الزمالك".
واختتم أيمن الرمادي قائلًا: "رسالتي لجمهور الزمالك، أنتم الحلقة الأقوى في نادي الزمالك، حتى إذا أخطأ الجمهور في يوم يكون بسبب انفعاله لأنه يريد النادي في أفضل صورة، ونحو 95% من جمهور الزمالك من الناس البسطاء، وكل همه أن يفرح بالنادي، وأي خطأ منهم لا يوجد به تجاوز كبير، وأنتم الحلقة الأهم في نادي الزمالك".
ويستعد فريق الزمالك لمواجهة فاركو المقرر لها غدًا السبت في الجولة الأخيرة من المرحلة النهائية لمسابقة الدوري المصري الممتاز.