يكابد اللبنانيون ظروفاً نفسية صعبة على وقع الأحداث التي يعيشونها والحروب التي مروا ويمرون بها، فالعبور من أزمة إلى أزمة هو أمر  يترك في نفوسهم واذهانهم اثارا سلبية تعود بالضرر الجسيم على صحتهم النفسية. وهذا ما يبدو أنه فعلا حصل في الفترة الأخيرة، فنسبة الاضطرابات النفسية قد ازدادت جراء الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتتالية التي تضرب البلاد، من دون أن يلوح في الافق أية بارقة أمل، ومن أبرز هذه الاضطرابات، نوبات الهلع التي تأتي بشكل مفاجئ وتتزامن مع عوارض جسدية مزعجة وخوف غير مبرّر.

   
الـ Panic attack أو نوبة الهلع أو الذعر هي أعلى درجات القلق، ومن عوارضها الشائعة الشعور فجأة بخوف شديد، ضيق تنفس، دقات قلب سريعة، بكاء، تعرّق، رجفان ودوخة. ولا يمكن للناس التنبؤ بنوبات الهلع دائما، ولكن وضع خطة لما يجب فعله عند حدوثها يمكن أن يساعد في السيطرة عليها. تقول دكتورة في علم النّفس العيادي لـ"لبنان24": "يمكن أن تصيبنا نوبات الهلع عندما نكون في نزهة أو في مطعم أو أثناء النوم، حيث تصيبنا مشاعر الخوف بقوة وبشكل مفاجئ، ما يؤدي إلى ظهور عوارض جسدية، ويمكن أن تستمر من 5 إلى 20 دقيقة".


وتضيف: "لا بدّ من معرفة المزيد عن كيفية التصدّي لنوبة الذعر، أولاً من خلال استنباط ما يشعر به  الشخص  وتحديد ان كان  يمرّ بنوبة ام لا. ثانياً، تعلّم التنفس بعمق خلال المعاناة لحظة وقوع العارض والتمرّن على تقنيات جديدة للتنفس ببطء وعمق، كما أنّ الرياضة مهمّة في هذه الحالات".

ان نوبة الهلع بحدّ ذاتها لا تشكّل خطراً على حياة المريض. لكن يمكن للمضاعفات الناتجة عن نوبات الهلع وتكرارها أن تكون خطيرة. فمحاولة المريض بأن يتفادى المواقف التي تثير نوبات الهلع والخشية من  مواجهتها قد  تسبب لديه خوفا قد يتطور إلى  فوبيا. طرق العلاج

إن العلاج يساعد في تقليل شدة ومعدل نوبات الهلع، وتحسين الأداء في الحياة اليومية. وتشير الاخصائية النفسية الى أن خيارات العلاج الأساسية هي العلاج النفسي والأدوية، ويمكن اقتراح نوع واحد أو أكثر من العلاج، اعتمادا على تفصيل التاريخ المرضي  للشخص، والتأكد اذا ما كان يعاني من شدة الاضطراب او الهلع وإذا ما كان بامكانه الوصول إلى المعالجين المتمرسين في علاج الاضطرابات. ويمكن أن يساعد شكل من أشكال العلاج النفسي يسمى "العلاج السلوكي" المعرفي، على تعلم أن أعراض نوبة الهلع ليست خطرة. ما علاقة نقص الفيتامينات بالهلع؟    
دراسات واختبارات تجرى على علاقة نقص فيتامين د ونقص الحديد ونقص فتامين ب6 بنوبات الهلع. ومن المتعارف عليه ان انخفاض مستوى السيروتونين قد يكون إحدى العوامل المسببة  لنوبات الهلع، ويعتبر فيتامين ب6 والحديد عوامل مساعدة ضرورية لتكوين السيروتونين.

وأجريت دراسة حديثة في اليابان توصلت إلى وجود علاقة بين هذا المرض ومستويات ب6 والحديد في الدم، فبعد ان تم اختبار أنواع مختلفة من الفيتامينات من فئات ب، مثل ب12 وب6، تبين أنه لا يوجد صلة بينهما وبين نوبات الهلع.

كما أن دراسة علمية أجريت في الولايات المتحدة ونشرت في مجلة التغذية السريرية، أفادت بأن الأشخاص الذين يملكون مستويات طبيعية من فيتامين د يكونون أقل عرضة للإصابة بالهلع بنسبة 67%.

في النهاية تبقى الراحة الفكرية والتفاؤل والتلهي بأمور مفيدة وفرحة مثل الاستماع الى الموسيقى الهادئة والرياضة الخفيفة والتأمل هي العلاج الانجع. المصدر: خاص لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: نوبات الهلع یمکن أن

إقرأ أيضاً:

هل يمكن أن يصبح اليورو أقوى من الدولار؟

في خضم الاضطرابات الاقتصادية العالمية وتصاعد السياسات الحمائية الأمريكية، تبرز فرصة غير متوقعة أمام أوروبا لتعزيز مكانة اليورو دوليًا. فهل تقود تعريفات ترامب الجمركية أوروبا نحو دور اقتصادي أقوى واستقلال مالي أكبر؟ اعلان

في وقت يشهد فيه العالم اضطرابات جيوسياسية متصاعدة وتقلبات اقتصادية متلاحقة، تلوح في الأفق بارقة أمل قد تغيّر موازين القوى الاقتصادية: صعود محتمل لدور اليورو على الساحة العالمية.

فبينما يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيده بسياسات جمركية مثيرة للجدل، فارضًا تعريفات على دول عدة، تُطرح تساؤلات جادة: هل يفتح هذا الباب أمام العملة الأوروبية الموحدة لتلعب دورًا أكبر كمنافس للدولار؟

في 2 أبريل/نيسان، أدى إعلان ترامب عن رسوم جمركية واسعة النطاق إلى هزة عنيفة في الأسواق العالمية، تسببت في موجة بيع جماعي، حتى في الولايات المتحدة نفسها، في أكبر تراجع للأسواق منذ الانهيار الذي أحدثته جائحة كوفيد-19 عام 2020.

ومنذ تلك اللحظة، سيطر القلق على المستثمرين الذين سارعوا إلى اللجوء لأصول أكثر أمانًا مثل الذهب، في مؤشر على تصاعد حالة عدم اليقين الاقتصادي.

ورغم الصورة السلبية التي ترسمها التغطيات الإعلامية لسياسات ترامب الاقتصادية، فإن هذا الاضطراب قد يحمل في طياته مكاسب محتملة لأوروبا، لا سيما لليورو، ثاني أكثر العملات استخدامًا عالميًا، حيث يمثل نحو 20٪ من احتياطيات النقد الأجنبي، مقابل 58٪ للدولار.

تُعد احتياطيات النقد الأجنبي أدوات استراتيجية تحتفظ بها البنوك المركزية، مثل البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا، وتستخدم للحفاظ على استقرار العملة، وحماية الاقتصاد الوطني في الأوقات الحرجة، ودفع ثمن الواردات الأساسية مثل الطاقة والمواد الغذائية.

ومع تزايد التذبذبات في النظام المالي العالمي، قد يجد صانعو القرار في أوروبا أنفسهم أمام فرصة تاريخية لإعادة تشكيل المشهد النقدي الدولي، وتعزيز ثقة الأسواق باليورو كعملة احتياطية بديلة ومستقرة.

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، في حديثها لمدرسة هيرتي في برلينLiv Stroudكيف يمكن لقوة اليورو أن تحمي اقتصاد أوروبا وتقلل التبعية للدولار؟

ترى كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن تعزيز دور اليورو على الساحة النقدية العالمية قد يعود بفوائد استراتيجية بعيدة المدى على أوروبا.

وفي كلمتها أمام مدرسة هيرتي في برلين، أوضحت لاغارد أن ازدياد حصة اليورو في احتياطيات النقد الأجنبي العالمية سيمنح حكومات الاتحاد الأوروبي والشركات ميزة تمويلية مهمة، إذ يتيح لها الاقتراض بتكلفة أقل، ما يدعم النمو الاقتصادي المستدام ويشجع تدفق الاستثمارات على المدى الطويل.

وتشير لاغارد إلى أن اعتماد عملة محلية أقوى سيقلل من انكشاف أوروبا على تقلبات الأسواق العالمية، كما حدث مؤخرًا نتيجة سياسات ترامب التجارية، مما يمنح الكتلة الأوروبية مزيدًا من الاستقلالية النقدية.

ومع ارتفاع التعاملات التجارية المقومة باليورو، ستتراجع التقلبات في أسعار الصرف، وتصبح القارة أكثر حصانة أمام الإجراءات الاقتصادية القسرية التي قد تفرضها بعض القوى العالمية المنافسة.

وتلفت لاغارد إلى نقطة محورية في هذا السياق، إذ تقول إن كثيرًا من الحكومات حول العالم تخشى من التبعات السياسية لامتلاك احتياطيات كبيرة من الدولار الأمريكي. هذا الواقع يجعلها مستعدة أحيانًا للقبول بصفقات تجارية غير منصفة لتفادي الغضب الأمريكي. في المقابل، فإن اتساع نطاق الاعتماد على اليورو كعملة احتياطية سيمنح أوروبا نفوذًا أقوى على الساحة العالمية، ويجعلها شريكًا اقتصاديًا لا يمكن تجاهله.

Related"الجميع سيعاني"..لاغارد تحذر من تداعيات اقتصادية جراء سياسات ترامب التجاريةلاغارد: النظام المصرفي في أوروبا متين ومستقرلاغارد: على المركزي الأوروبي منع نمو الأجور السريع من تأجيج التضخمكيف يمكن لليورو أن يتفوّق على الدولار كعملة احتياطية؟

كما أشارت لاغارد إلى ثلاث خطوات ضرورية لتعزيز مكانة اليورو عالميًا.

اعلان

أولًا، تحتاج أوروبا إلى ترسيخ استقرارها الجيوسياسي وضمان بقاء تجارتها منفتحة. ويكمن التحدي في الانقسامات السياسية بين الدول الأعضاء، لا سيما حول قضايا مثل الهجرة، وعضوية الاتحاد الأوروبي، ودعم أوكرانيا، ما يهدد وحدة الموقف الأوروبي. ولهذا، من الضروري،بحسب لاغارد، أن تعتمد الدول الأوروبية نهجًا موحدًا يضع الاستقرار السياسي في مقدمة الأولويات، إذ إن ثقة المستثمرين تُبنى على أساس من الانسجام المؤسسي، ووضوح السياسات، وخلو البيئة من الفساد.

ثانيًا، شددت لاغارد على ضرورة تحسين جاذبية أوروبا للاستثمار، من خلال تقليل العراقيل التي تواجه الشركات في الحصول على التمويل، وتسهيل شروط الإدراج في البورصات الأوروبية. كما دعت إلى توحيد القوانين بين الدول الأعضاء لتقليل الوقت والتكاليف، إلى جانب توفير حوافز للاستثمار طويل الأجل، مثل إصلاح أنظمة التقاعد. ومن شأن هذه الإصلاحات أن تشجع المستثمرين الدوليين على ضخ المزيد من رؤوس الأموال في الشركات الأوروبية ونقل عملياتهم إليها.

ثالثًا، أكدت لاغارد أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى بنية دفاعية قوية تحميه من التهديدات الخارجية، بما يعزز شعور المستثمرين بالأمان عند ضخ استثمارات ضخمة في منطقة مستقرة اقتصاديًا وسياسيًا.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • بري يرفض الاحتكاكات بين اللبنانيين واليونيفيل ويدعو لمعالجة الوضع بحكمة
  • «أموت نفسي وهي متزعلش».. تامر حسني عن علاقته بـ بسمة بوسيل
  • إلى اللبنانيين الذاهبين إلى الحج… اقرأوا هذا الخبر
  • تساقط الشعر.. هل يمكن إيقافه نهائيًا؟
  • مرض نيوكاسل يصيب الدواجن... فهل ينتقل إلى الإنسان؟
  • دراسة جديدة: فيتامين "د" قد يساهم بـ"إبطاء" الشيخوخة
  • نوبة بكاء لمندوب فلسطين في مجلس الأمن بسبب غزة.. فيديو
  • سلام من الامارات: المشروع الأساسي للحكومة هو إعادة بناء الدولة واستعادة ثقة اللبنانيين والمستثمرين
  • هل يمكن أن يصبح اليورو أقوى من الدولار؟
  • ملاك الكويتية: لا يمكن أن أنكر فضل حياة الفهد عليّ .. فيديو