تهديدات الحوثيين وأسلحتهم وسجونهم.. ما الذي يحدث في صنعاء؟
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
وسع الحوثيون حملة اعتقالات السياسيين والناشطين الذين يدعون للتظاهر والاحتفاء بثورة 26 سبتمبر في مناطق سيطرة الجماعة المسلحة؛ فيما تستمر الدعوات للخروج في تظاهرات حاشدة في صنعاء الأسبوع الجاري.
وحسب مصادر تحدثت لـ”يمن مونيتور” فإن أكثر من 80 معتقلاً على الأقل اختطفهم الحوثيون خلال الأيام العشرة الماضية من محافظات صنعاء وإب وذمار وعمران والمحويت والحديدة بينهم سيدتين على الأقل.
بين المعتقلين ثلاثة من شيوخ القبائل وأكثر من 5 أعضاء في اللجنة الدائمة المركزية لحزب المؤتمر الشعبي العامو2 من الصحفيين، والبقية ناشطين وموظفين حكوميين ومدونين على شبكات التواصل.
تحدثت المصادر الأمنية والحزبية في هذا التقرير شريطة عدم الكشف عن هويتهم خشية انتقام الحوثيين. وفيما تكشفت أسماء قرابة 40 شخصاً من المعتقلين فإن البقية يشترط الحوثيون عدم الإعلان عن اعتقالهم بمبرر “أن الإعلان يضر المعتقل أكثر” ضمن جهود وساطة للإفراج عنهم. وعادة ما كانت هذه وسيلة الحوثيين لإخفاء انتهاكاتهم خلال عشر سنوات.
ويفرض الحوثيون رقابة واسعة على تحركات قادة حزب المؤتمر، وشيوخ القبائل في محافظة صنعاء، يشمل منازلهم ومجالسهم الشعبية. كما يفرض على أعضاء وقيادات من حزب التجمع اليمني للإصلاح اعتزلوا العمل السياسي منذ سيطرة الحوثيين على صنعاء.
وتقول المصادر إن الحوثيين هددوا عشرات من شيوخ قبائل، والقادة السياسيين بالاعتقال ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم إذا شاركوا في الدعوة للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر في مجالسهم الشعبية “المقايل”، أو على شبكات التواصل الاجتماعي.
قال مصدر واحد على الأقل إن ثلاثة من شيوخ القبائل في عمران فرض الحوثيون عليهم إقامة جبرية.
وجهت جماعة الحوثي المشرفين في المحافظات والمديريات وعُقال الحارات، بمراقبة محتوى شبكات التواصل الاجتماعي ومجموعات واتساب ومن يدعو للتظاهر في 26 سبتمبر يشمل ذلك مجموعات النساء والمدارس.
ويخشى الحوثيون خروج تظاهرات حاشدة الأسبوع الجاري مع تصاعد الدعوات للتظاهر بين الشبان في صنعاء والمحافظات للاحتفاء بثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962 التي أنهت الحُكم الإمامي في اليمن وأعلنت قيام الجمهورية اليمنية. ويُتهم الحوثيون بتقديم نسخة جديدة من نظام الحكم الإمامي.
وانتشرت عشرات الدوريات والحواجز الأمنية في شوارع العاصمة صنعاء خلال الأيام العشرة الماضية.
وقال ثلاثة ناشطين تحدثوا لـ”يمن مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويتهم خشية الاعتقال، إنهم سيخرجون للتظاهر يوم 26 سبتمبر/أيلول هم وأصدقائهم.
وقالت لمياء وهي موظفة في الـ30 من العمر لـ”يمن مونيتور” علقت العلم الوطني على سيارتها مساء الجمعة في صنعاء، “لن يفعلوا شيء، إن أرادوا فليعتقلوا سكان صنعاء”.
في العام الماضي خرج الآلاف إلى الشوارع بعد أن صادر الحوثيون الأعلام الوطنية في الشوارع ومنعوا الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر.
وقال عاقل حارة في وسط صنعاء لـ”يمن مونيتور” إنه لا يستطيع توجيه الناس بعدم الخروج للتظاهر ورفع الأعلام الوطنية، “قلة حياء، وإهانة لنا كلنا، إن نمنع الناس من رفع العلم الوطني والاحتفاء بالعيد الوطني”.
يشير عاقل الحي إلى أن التوجيه الذي وصل من الحوثيين يشير إلى أن هناك خلايا ممولة من أمريكا تريد من الناس الخروج للاحتفاء بالعيد الوطني “ما مصلحة الأمريكي من خروج الناس رافعين أعلامهم الوطنية، لماذا نشعر بالحساسية من علمنا”!
في محافظة إب (جنوبي صنعاء) فإن عشرات الناشطين بدأوا التحضير للاحتفاء مع بدء حملة القمع الحوثية ضد الناشطين مطلع الشهر الحالي، وقال أحد الناشطين: “سنقيم الاحتفاء في الجبال والوديان والقرى والمدارس وكل مكان، إذا لم نتمكن من احتفالنا في مدينة إب (مركز المحافظة)”.
وعادة ما يحتفي سكان المحافظة التي ناضلت ضد الإمامة منذ وقت مبكر بثورة 26 سبتمبر منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 2014م.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق فنونتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
أريد تفسير للمقطع من اغنيه شل صوتك وأحكم المغنى ماذا يقصد ون...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: العشریة السوداء سیطرة الحوثیین بثورة 26 سبتمبر لـ یمن مونیتور
إقرأ أيضاً:
خبراء ومحللون عرب: اليمن يعيد رسم خرائط الردع ويقلب موازين المعركة ضد العدو الصهيوني
يمانيون | تحليل
في خضمّ اشتداد المواجهة في المنطقة، تواصل صنعاء توجيه الضربات الاستراتيجية إلى كيان العدوّ الصهيوني، سواء عبر العمليات البحرية التي أربكت الملاحة الدولية في البحر الأحمر وبحر العرب، أو من خلال استهداف البنية التحتية الحيوية داخل الأراضي المحتلة.. وقد بات لهذه العمليات أصداء استراتيجية واسعة، لم تقتصر على الأوساط العسكرية بل امتدت إلى الحقول الاقتصادية والسياسية.
ومع تزايد وتيرة الضربات وتنوع مساراتها، تتسع الدائرة التحليلية في الأوساط الفكرية والإعلامية العربية، التي تسلّط الضوء على الموقع الجديد الذي باتت صنعاء تحتله في خارطة المواجهة الإقليمية، باعتبارها فاعلًا رئيسيًا لا يقل أهمية عن أجنحة المقاومة في لبنان وفلسطين.
وفي هذا السياق، يقدّم عدد من الخبراء والمحللين من لبنان رؤى متقاطعة توضّح أبعاد هذه التحوّلات، ومآلات المعركة التي لم تعد مجرّد تضامن رمزي، بل حربًا استراتيجية بمعايير متعدّدة الجبهات.
الاستهدافات اليمنية تعمّق التآكل البنيوي للكيان وتفتح جبهات مركبة
ضمن هذا المشهد المعقّد، يرى المحلل السياسي اللبناني والخبير في شؤون العدو الصهيوني، علي حيدر، أن العملية الأخيرة التي استهدفت مطار اللد (بن غوريون) بصاروخ “فلسطين2” تمثل تطورًا نوعيًا في أدوات الردع اليمنية، وتُظهر امتلاك صنعاء لزمام المبادرة في صياغة إيقاع الحرب النفسية والاقتصادية ضد العدو.
ويُشدّد حيدر على أن توقيت العملية ودقتها يعبّران عن وعي استراتيجي يستهدف توسيع دائرة الاستنزاف الصهيوني، ونقل المعركة من الأطراف إلى العمق، بما يراكم الخسائر على كل المستويات.
ويضيف: “اليمن لم يعد يوجّه رسائل فقط، بل يصوغ معادلات ويقلب أولويات العدوّ، ويفرض عليه التشتت بين الجبهات”.
وتنعكس خطورة هذه المعادلة، وفق رأيه، في أن الردع اليمني يجبر كيان الاحتلال على إعادة توزيع منظومته الدفاعية والاقتصادية تحت ضغط متواصل، وهو ما يعترف به العدو نفسه من خلال تقارير رسمية تتحدث عن “فقدان السيطرة على الجبهة الجنوبية البحرية”.
الاقتصاد الصهيوني يترنّح تحت نيران الضربات اليمنية
وإذا كانت العمليات اليمنية قد أثبتت فاعليتها الميدانية، فإن أثرها في البنية الاقتصادية الصهيونية لا يقل حدة أو خطورة. وهذا ما يؤكّده الخبير الاقتصادي اللبناني، الدكتور حسن سرور، الذي يرى أن استهداف مطارات وموانئ حيوية، والتلويح بضربات ضد شركات أجنبية داخل الأراضي المحتلة، يعني أن صنعاء دخلت مرحلة الهجوم الاقتصادي المباشر.
ويتابع سرور: “لا يمكن فصل الإنذار الذي أطلقه الرئيس مهدي المشاط للشركات الأجنبية عن الديناميكية العامة التي تحكم هذه الحرب. لقد أصبح المستثمرون جزءًا من بنك الأهداف اليمني، ما يعني أن المناخ الاستثماري في الكيان بات طاردًا وليس آمنًا”.
ويشير إلى أن هذا التحوّل يفقد الكيان أهم ميزاته التنافسية في الإقليم، ويؤدي إلى تآكل ثقة الأسواق والشركات الدولية.
ويدلّل على ذلك بما رُصد من انسحاب عدد من الشركات وإلغاء عقود تأمين كبرى، إضافة إلى التكاليف اليومية الباهظة الناتجة عن تعطّل الملاحة في البحر الأحمر.
اليمن يُربك الحسابات الأمريكية عبر البوابة الاقتصادية
وإذا كان الاستنزاف الاقتصادي يمثّل أحد أركان المعركة، فإن البعد الاستراتيجي للمواجهة لا يقل أهمية، خصوصًا من زاوية العلاقة بين صنعاء وواشنطن ، فهنا يبرز تحليل الباحث في الشؤون الاستراتيجية، الدكتور علي حمية، الذي يرى أن صنعاء انتقلت من موقع رد الفعل إلى موقع الهجوم الاستراتيجي المنظم، مستفيدة من تآكل الهيبة الأمريكية في المنطقة.
ويقول حمية: “العمليات البحرية كانت مقدّمة، أما الآن فنحن أمام تهديد مباشر للاقتصاد الإسرائيلي، بيد يمنية خالصة. وهذا يعني أن صنعاء باتت تُدير حربًا هجينة، تستخدم فيها الأدوات الاقتصادية لشلّ قدرة العدوّ، دون الحاجة للدخول في حرب شاملة”.
ويضيف أن هذا التحوّل أجبر الإدارة الأمريكية على إعادة تموضع قواتها والتراجع عن بعض العمليات العسكرية المباشرة ضد اليمن، خشية تصعيد لا يمكن السيطرة عليه.. ويختم بالقول: “اليمن اليوم بات رأس حربة محور المقاومة في ضرب مرتكزات الهيمنة الأمريكية – الصهيونية في المنطقة، ليس فقط بالسلاح بل أيضًا بالمعادلات الاقتصادية والتحذيرات السياسية”.
صنعاء تصنع المعادلات وتعيد رسم خرائط القوة في الإقليم
إن التصريحات المتقاطعة للمحللين تلتقي عند نقطة مركزية مفادها أن اليمن تجاوز مرحلة التضامن الرمزي مع القضية الفلسطينية، ليصبح فاعلًا إقليميًا يُحدث تحولات فعلية في معادلات الردع وخرائط السيطرة.. فلم تعد المسألة مقتصرة على الموانئ والممرات البحرية، بل تطوّرت إلى تهديد المراكز الاقتصادية الحيوية داخل الأراضي المحتلة.
ومع كل عملية نوعية، تعمّق صنعاء مأزق العدوّ وتوسّع من دائرة الضغط عليه، وتفرض عليه خيارات لم تكن مطروحة سابقًا.. وقد بات من الواضح أن المرحلة القادمة ستكون محكومة بمنطق “الردع من خارج الحدود”، وهو ما تجسده اليمن بقوة واقتدار، وسط تراجع القدرة الأمريكية على التحكم في مجريات الصراع.