#سواليف

دخلت الحرب بين إسرائيل وحزب الله اللبناني مرحلة جديدة بعدما شنت طائرات الجيش الإسرائيلي غارات مكثفة على مدار اليوم على أماكن متفرقة في لبنان، قابلتها عمليات من حزب الله.

وأعلن الجيش الإسرائيلي إطلاقه هجوما جويا واسعا على أهداف لحزب الله، وأن عشرات من طائراته الحربية شنت غارات على نحو 1300 هدف لحزب الله في جنوب لبنان والبقاع خلال عدة موجات من القصف

وتعرضت مناطق واسعة من لبنان للغارات الإسرائيلية، من بينها العاصمة بيروت، وعشرات القرى في الجنوب والبقاع والنبطية وبعلبك الهرمل، و بلدات ميس الجبل وعيترون وحولا والطيبة ومركبا وبني حيان وجبل الريحان ومرتفعات إقليم التفاح وبنت جبيل وحانين وزوطر ومنطقة النبطية جنوبي لبنان، ومحيط مناطق الشعرا وحربتا والهرمل ومحيط بلدات شمسطار وطاريا وبوداي شرقي لبنان.

مقالات ذات صلة أبو طير: هدف خطير وراء إقامة نتنياهو جدارا على الحدود مع الأردن 2024/09/24

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية المكثفة، الإثنين، عن سقوط 356 شخصا بينهم أطفال وإصابة أكثر من 1246 في حصيلة محدثة للغارات الإسرائيلية منذ صباح اليوم على مختلف مناطق لبنان، وفق آخر احصائية للصحة اللبنانية.

وردا على هذه الغارات الإسرائيلية المكثفة، نفذ حزب الله اللبناني قصفا هو الآخر، على بلدات الشمال الإسرائيلي، واتسع نطاقها إلى المنطقة الواقعة جنوبي مدينة حيفا، على بُعد 70 – 120 كيلومترا من الحدود مع لبنان.

وأعلن حزب الله اللبناني، الإثنين، تنفيذه عددا من العمليات ضد مواقع وقواعد وأماكن انتشار الجيش الإسرائيلي شمال إسرائيل، وذلك “دعمًا للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزّة وإسنادا لمقاومته الباسلة ‌‌‏والشريفة، ودفاعا عن لبنان ‏وشعبه”.

1- استهداف المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ‏ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد شمال غرب بحيرة طبريا ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا المحتلة بعشرات الصواريخ.

2- استهداف المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا غرب بحيرة طبريا بعشرات ‏الصواريخ.

3- استهداف مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف بالجولان السوري المحتل بعشرات الصواريخ.

4- استهداف مقر قيادة الفيلق الشمالي في ‏قاعدة عين زيتيم شمال غرب مدينة صفد المحتلة بعشرات الصواريخ.

5- استهداف مُجمعات الصناعات ‏العسكرية لشركة رفائيل في منطقة ‏زوفولون شمال مدينة حيفا المحتلة بعشرات الصواريخ.

6- استهداف قاعدة رامات ديفيد الجوية مرة ثانية جنوب شرق مدينة حيفا المحتلة ‏بعشرات الصواريخ.

7- استهداف ثانٍ للمخازن الرئيسية ‏التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا غرب بحيرة طبريا بعشرات الصواريخ.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف بعشرات الصواریخ مدینة حیفا حزب الله

إقرأ أيضاً:

الصواريخ اليمنية... شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري

هدأت جبهات المساندة العسكرية للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة واحدةً تلو الأخرى، على أثر الضربات العسكرية، أو التسويات والحسابات المعقدة، التي أجراها كل طرف مما كان يعرف بجبهة الممانعة، وبقيت جبهة اليمن، التي تقودها حركة أنصار الله، المعروفة بـ"جماعة الحوثي"، وحدها في ميدان المواجهة، على الرغم من الضربات الشديدة، والأثمان الباهظة التي تكبدتها الجماعة، والشعب اليمني عامّةً.

 

ظهرت هذه الجبهة البعيدة في بادئ الأمر جبهةً رمزيةً محدودة التأثير، حتّى أنّ إسرائيل لم تكن مهتمةٌ بالرد المباشر عليها، وظلّت تؤجل ردها، مكتفيةً بما تقوم به القوات الأميركية المنتشرة في المياه الدولية القريبة، إلى أنْ أسفرت إحدى الهجمات اليمنية في يوليو/تموز 2024 عن مقتل إسرائيلي في تل أبيب جرّاء إصابةٍ مباشرةٍ بمُسيّرةٍ يمنيةٍ، حينها اضطرت الحكومة الإسرائيلية للرد، سعيًا لاستعادة صورة الردع، وتحت ضغط دعواتٍ داخليةٍ متعطشةٍ للانتقام. قبل ذلك تعرض اليمن، وعلى امتداد عام 2024، لسلسةٍ لم تنقطع من الهجمات الأميركية والبريطانية، التي طاولت أهدافًا عديدةً، في كلٍّ من صنعاء والحديدة وذمار وصعدة، وشمل القصف مطاراتٍ وموانئ، ومراكز حكوميةٍ، ومستودعات ومنشآتٍ مدنية وعسكرية متنوعة، لكن كلّ ذلك لم يفلح في ردع جماعة أنصار الله؛ الخارجة لتوها من ضرباتٍ لا حصر لها خلال حرب عاصفة الحزم بقيادة السعودية، والتي امتدت بين مارس/آذار 2015 وإبريل/نيسان 2023. بل تحول اليمن، بعد كلّ هذه الضربات متعددة الجنسيات، إلى ما يشبه الشوكة في الخاصرة الإسرائيلية، ولا سيّما بعد اتّفاق الهدنة مع الولايات المتّحدة، التي كثفت غاراتها وضرباتها في عهد إدارة دونالد ترامب، إذ زاد عدد الضربات الأميركية لليمن خلال عهدي بايدن وترامب عن 1200 ضربةٍ بمختلف أنواع الأسلحة.

 

فوجئت إسرائيل بالاتّفاق الذي أبرم من وراء ظهرها، الذي نصّ على تجنب الهجوم على الأهداف الأميركية، وطرق الملاحة، من دون شمول الأهداف الإسرائيلية؛ وذلك ما أكّدته الجماعة اليمنية عمليًا، لذا توعدت بالرد على "الحوثيين"، ومن يقف من ورائهم، أي إيران، وزادت إسرائيل من تهديداتها لتشمل ما سمته "البنى التحتية"، التي يستخدمها أنصار الله في هجماتهم، وهو مصطلحٌ يعني، وفق التجربتين الفلسطينية واللبنانية، كلّ المنشآت المدنية، من طرقٍ وجسورٍ ومصانع وموانئ ومطارات، حتّى المستشفيات والمدارس.

 

لم تسفر الهجمات اليمنية، عشرات الصواريخ البالستية والفرط صوتية، ومئات الطائرات المسيّرة، حتّى الآن إلّا عن قتيلٍ إسرائيليٍ واحدٍ، وإصاباتٍ محدودةٍ، معظمها ناجم عن التدافع والهلع، إلّا أنّ آثارها المعنوية والسياسية والأمنية كبيرةٌ جدًا، فبعض الصواريخ، التي رصدت تضطر ملايين الإسرائيليين إلى التوجه إلى الملاجئ، ومع سرعة الصاروخ الفائقة، الذي يحلّق في طبقات الجو العليا بسرعةٍ تصل إلى ستة عشر ضعف سرعة الصوت، يكون من الصعب جدًا توقع مكان سقوطه، وبالتالي تتسع مساحات الإنذار والتحذير، لتشمل أكثر من نصف مساحة فلسطين في كلّ مرّةٍ، لذلك تصاب مرافقٌ عديدةٌ للحياة والاقتصاد بالشلل التام، ونتيجة ذلك ألغت نحو ثلاثين شركة طيران دولية رحلاتها إلى إسرائيل ودول المنطقة على أثر سقوط الصاروخ اليمني قرب مطار بن غوريون في مدينة اللد. وعلى الرغم من امتلاك إسرائيل لخمس منظومات دفاعٍ جويٍ، هي القبة الحديدية، ومقلاع داود، وهما للإطلاقات القريبة والمتوسطة، وحيتس 2 وحيتس 3 والمنظومة الأميركية ثاد، إلّا أنّ لكل واحدة من هذه المنظومات هامش خطأ، ناجمًا عن أخطاءٍ بشرية، أو خللٍ تكنولوجيٍ، ويتراوح بين 5-10 % بالنسبة لمنظومات حيتس (السهم) وثاد، وعليه فإن هامشًا كهذا كفيلٌ بحصول كوارث في حال الفشل.

 

النتائج المعنوية لا تقلّ أهمّيةً عن المادية، أبرزها كسر الاستفراد الإسرائيلي بفلسطين وقطاع غزّة، وهو مجالٌ يتسع ويضيق بحسب تطورات الأحداث، مع ملاحظة أن الجانب العسكري بات يقتصر على جماعة الحوثيين، ثمّ إظهار مدى اتساع الرفض الشعبي العربي للسياسات الإسرائيلية، والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو مجالٌ باتت فعالياته محدودةً بسبب القيود الأمنية والبوليسية، وعجز القوى الشعبية العربية ومحدودية تأثيرها، كما أنّ استمرار هجمات الحوثيين، والفشل في منعها يثبتان أنّه مهما بلغت قدرات إسرائيل وتفوقها العسكري، فإنّ هذه القدرات لا تخلو من الثغرات، التي يستطيع العقل البشري اختراقها.

 

أطلقت إسرائيل على أول عملياتها ضدّ اليمن، في يوليو/تموز 2024 اسم "الذراع الطويلة"، ما صار لاحقًا تعبيرًا عن استراتيجيةٍ شاملةٍ تعتمدها إسرائيل لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، بحسب تصريحات بنيامين نتنياهو، الذي لم يتوقف عن التباهي بالقوّة العسكرية الإسرائيلية، القادرة على الوصول لأيّ هدفٍ في هذه المنطقة الواسعة، مع الحديث عن أنّ إسرائيل تخوض حربًا على سبع جبهاتٍ في وقتٍ واحدٍ. وقد بالغت في تقدير قوّة خصومها لتدعم روايتها، التي تحاول تسويقها بأنّها تقود معركة أحرار العالم ضدّ محور الشر، الذي يشبه أخطبوطًا، رأسه في إيران وتمتد أذرعه في دول المنطقة.

 

فوجئت إسرائيل بالاتّفاق الذي أبرم من وراء ظهرها، الذي نصّ على تجنب الهجوم على الأهداف الأميركية، وطرق الملاحة، من دون شمول الأهداف الإسرائيلية

 

إذًا تتجاهل الدعاية الإسرائيلية وجود قضيةٍ للشعب الفلسطيني، كما تنكر كون الاحتلال سببًا للصراع المتواصل منذ أكثر من قرن، وهي تصور أعداءها جميعًا، بما في ذلك الحركة الوطنية للشعب الفلسطيني وفصائلها، بأنّهم وكلاء إيران، التي تحركهم خدمةً لمصالحها الإقليمية. ومع أنّ أطرافًا دوليةً وإقليميةً، ومنها أطرافٌ عربيةٌ كثيرةٌ، تعارض هذا التصنيف التعسفي بشموله فصائل المقاومة الفلسطينية وحزب الله وحركة أنصار الله، فالقوى التي توصف بأنّها أدواتٌ لإيران هي مكوناتٌ رئيسيةٌ في نسيج مجتمعاتها وأوطانها، ويمكنها إيصال مندوبيها إلى برلمانات بلادها حين تجري انتخاباتٌ، وبالنسبة لجماعة أنصار الله بالتحديد فهي تمثّل على الأرض حكومة أمرٍ واقعٍ، وتسيطر على العاصمة، ومعظم المدن الرئيسية والمنشآت الحيوية، هي إذًا تشكيلٌ سياسيٌ اجتماعيٌ تنظيميٌ دون الدولة، لكنه يسيطر على مقدرات الدولة. كما لا يمكن اتّهام داعمي القضية الفلسطينية بأنّهم يفعلون ذلك بناءً على تعليماتٍ إيرانيةٍ، فالقضية الفلسطينية كانت ولا تزال تحتل مكانةً مهمةً في وجدان الشعوب العربية، ولدى حركاتها السياسية، على اختلاف مشاربها الفكرية، ويمكن القول أن التضامن مع فلسطين، وإسناد شعبها، هو أحد وسائل اكتساب الشعبية والشرعية.

 

في بداية انخراط الحوثيين في معركة الإسناد، تجاهلت إسرائيل الرد لأسبابٍ شتى، أهمًها الاعتماد على القوات الأميركية، وعدم تشتيت إمكانياتها، في ظلّ اشتعال الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، واحتمالات اتساع المواجهة مع إيران، ثمّ إنّ الهجمات اليمنية ظلّت محدودة الأثر، باستثناء نجاحها في شل فعالية ميناء إيلات، إثر إغلاق مضيق باب المندب وطرق الملاحة. ولكن بعد حادثة المُسيّرة، وجدت إسرائيل نفسها ملزمةً بالرد على طريقتها المعروفة بـ"جباية الثمن"، القائمة على مبدأ الردع، من خلال رد الصاع بعشرات الأضعاف، وتكبيد العدو، وبيئته الاجتماعية، أقصى قدرٍ من الخسائر البشرية والاقتصادية، لذا شنت، بعد أقلّ من أسبوعٍ، هجومًا، هو الأطول في تاريخ عمليات سلاح الجو الإسرائيلي، شارك فيه نحو ثلاثين طائرةً على ميناء الحُديْدة، وحرصت الدعاية الإسرائيلية على تصوير العملية وكأنّها نموذجٌ تجريبيٌ (بروفا) لضرباتٍ مستقبليةٍ متوقعةٍ على إيران، وبالتالي كانت رسالة ضربة الحُديْدة الأولى الرئيسية موجهةً لإيران، ومفادها أنّ الطائرات الإسرائيلية تستطيع التحليق لمسافة ألفي كيلومتر ذهابًا ومثلها إيابًا، وبالتالي تستطيع الوصول إلى أيّ هدفٍ في الأراضي الإيرانية، وهو ادعاءٌ يصعب إثبات صحته، من دون إقحام الولايات المتّحدة في الهجوم.

 

تهاجم إسرائيل أهدافًا في سورية ولبنان، وحتّى في العراق وإيران، من دون أن تضطر طائراتها إلى دخول أجواء هذه الدول، مع امتلاك سلاح الجو صواريخ جوّ جوّ، يصل مداها إلى نحو 250 كم. كما يمكنها استخدام صواريخ أرض أرض بدرجةٍ عاليةٍ من الدقة، مثلما ادعت حين استهدفت عددًا من الأهداف الإيرانية الحساسة. أما استهداف اليمن وردع جماعة أنصار الله، فدونه جملةٌ من التعقيدات التي تجعل المهمة بالغة الصعوبة، فالهجوم يتطلب تحريك أسطول طائراتٍ يتراوح بين 20 إلى 30 طائرةً، ويشمل طائراتٍ قاذفةً، وأخرى مقاتلة للحماية، وقاذفات تزويدٍ بالوقود، وطائرات رادارٍ وتشويشٍ، إذ تتطلّب عملياتٌ كهذه تحضيرًا وحذرًا، ولا يمكن القيام بها متى شاءت الحكومة وقيادة الجيش. كما تكمن الصعوبة الفعلية في ما يسميه المحللون الإسرائيليون "العمى الاستخباري"، وغياب خريطة الأهداف، التي ينبغي استهدافها، هكذا تعود الضربات الإسرائيلية  لتستهدف المرّة تلو الأخرى موانئ الحُديْدة، ورأس عيسى والصليف، وهي عينها الأهداف التي ضربتها الهدمات الأميركية، يضاف إليها بعض المنشآت المدنية، المصانع والمشاغل، أما المهمة الأكثر صعوبةً من كلّ ما سبق فهي ردع اليمن وأنصار الله، الذين لم تردعهم ألف ومئتا غارةٍ أميركيةٍ، وثماني سنواتٍ من الحرب، لكن تبدو إسرائيل عاجزةً تمامًا عن التفكير في حلولٍ واقعيةٍ وسياسيةٍ خارج نطاق القصف والاغتيال والنار والدمار .


مقالات مشابهة

  • عقب قطعها العلاقات مع الكيان الإسرائيلي المحتل.. كولومبيا تُعيّن أول سفير لها في فلسطين
  • استهداف مطار بن غوريون وهدفًاً حيوياً شرق منطقة يافا المحتلة
  • استهداف عمق الكيان بصاروخ يمني
  • الحظر على ميناء حيفا : تهديد غير مسبوق للملاحة شمال الكيان
  • القسام تعلن استهداف دبابتين للاحتلال في بيت لاهيا شمال قطاع غزة
  • الصواريخ اليمنية... شوكة في خاصرة إسرائيل وتفوقها العسكري
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. كيف يغذّي الاستيطان أطماع الكيان الصهيوني؟
  • استهداف مطار “اللد” المسمى “غورويون” في منطقة يافا المحتلة بصاروخ يمني باليستي فرط صوتي
  • استهداف مطار بن غوريون في منطقة يافا المحتلة
  • اليمن يستهدف عمق الكيان