قلق أمريكي من تناقص المخزون في الصواريخ الاعتراضية
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون سابقون وخبراء صواريخ إن الانخفاض السريع في كمية الذخيرة أثار أيضا مخاوف بشأن وضع الأمن العالمي لأمريكا وقدرتها على تجديد الإمدادات بسرعة.
ووفقًا لمصدرين شاركا في العملية، استخدمت الولايات المتحدة عددًا من الصواريخ يفوق بكثير ما أنتجته خلال الفترة نفسها. اعترض أكثر من 100 صاروخ ثاد الرد الإيراني، وربما يصل عددها إلى 150 صاروخًا.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة تمتلك سبع بطاريات ثاد، وقد استخدمت اثنتين منها في إسرائيل خلال الحملة.
وفي العام الماضي، أنتجت الولايات المتحدة 11 صاروخا اعتراضيا جديدا فقط من طراز ثاد، ومن المتوقع أن تتلقى 12 صاروخا آخر فقط في السنة المالية الحالية، وفقا لتقديرات ميزانية وزارة الدفاع لعام 2026..
ورفض مسؤول أمني أيضا تقديم معلومات عن مخزون نظام ثاد بسبب المخاوف الأمنية، لكنه قال إن وزارة الدفاع “تظل مستعدة للرد على أي تهديد”.
مع ذلك، يُحذّر خبراء ومسؤولون دفاعيون سابقون إدارة ترامب من ضرورة زيادة كمية الذخيرة بشكل كبير لمعالجة هذا النقص.
وأضاف: “التقارير المتعلقة بإنفاق نظام ثاد مثيرة للقلق. هذا ليس من الأمور التي تستطيع الولايات المتحدة تحمل تكرارها مرارًا وتكرارًا. لقد كان التزامًا كبيرًا تجاه حليفنا الإسرائيلي، لكن قدرة اعتراض الدفاعات الصاروخية تُثير القلق بالتأكيد، ونظام ثاد مورد نادر للغاية”.
وصرح ضابط عسكري أمريكي رفيع سابق بأن القوات الأمريكية في إسرائيل استخدمت حوالي 25% من إجمالي مخزون نظام ثاد خلال الحملة.
وقال مسؤول دفاعي سابق ترك منصبه العام الماضي: “ما أستطيع قوله دون ذكر أرقام هو أنني فوجئت بانخفاض مستويات الجاهزية لدى بعض القوات”. وأضاف: “المخزون يتضاءل. نحتاج إلى المزيد. نحتاجه بوتيرة أسرع من وتيرة بناءه”.
وقال مسؤول دفاعي سابق في عهد بايدن: “إنه أمرٌ مثيرٌ للقلق. كان مصدر قلقٍ في عهد إدارة بايدن. وأنا متأكدٌ من أنه مصدر قلقٍ الآن في عهد إدارة ترامب”.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بعد استبعاد بلير.. دبلوماسي أممي سابق يقترب من إدارة غزة ضمن خطة ترامب
كشف الكاتب إيتمار إيخنر في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أن الولايات المتحدة بدأت البحث عن بديل لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لرئاسة "مجلس السلام" الذي سيكلف بإدارة قطاع غزة بعد الحرب، وذلك عقب استخدام الدول العربية والإسلامية حق النقض لمنع تعيينه.
وبحسب إيخنر، يتصدر اسم الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف قائمة المرشحين الجدد، وهو شخصية تحظى باحترام واسع في المنطقة، وشغل سابقا منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط بين عامي 2015 و2020، ويترأس اليوم أكاديمية الإمارات الدبلوماسية في أبوظبي.
ويصف إيخنر ملادينوف بأنه واحد من أكثر الدبلوماسيين خبرة في قضايا الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، إذ لعب في السنوات الماضية دورا مركزيا في نزع فتيل المواجهات بين الاحتلال وحركة حماس، واستطاع بناء قنوات ثقة مع الطرفين، وهو ما يجعله من منظور واشنطن وتل أبيب مرشحا يمكنه الاضطلاع بإدارة مرحلة شديدة الحساسية.
سجل طويل في الوساطة
يوضح التقرير أن ملادينوف اكتسب مكانة استثنائية خلال سنوات عمله كمبعوث أممي، إذ كان أحد أبرز الوسطاء بين غزة والاحتلال الإسرائيلي، وشارك في جهود إعادة إعمار القطاع بعد الحروب السابقة. ففي أعقاب أحداث السياج عام 2018 وهجمات الطائرات الورقية والبالونات، لعب دوراً محورياً في منع انفجار عسكري واسع، بمساعدة مصرية، وتمكن في مناسبتين على الأقل من التوصل إلى تفاهمات لوقف إطلاق النار.
ويشير إيخنر إلى وجود إجماع داخل الأوساط الإسرائيلية في تلك الفترة على أن ملادينوف كان "أكثر مبعوثي الأمم المتحدة نشاطا وحضورا في إسرائيل منذ سنوات"، لافتا إلى أن تل أبيب –التي تنظر عادة بعين الريبة إلى ممثلي الأمم المتحدة– اعتبرت ملادينوف وسيطا نزيها، بل وافقت على أن يتولى إدارة الأموال المخصصة لإعادة إعمار غزة، لضمان عدم وصولها إلى الأنفاق أو "البنية التحتية الخاصة بحماس".
كما نجح ملادينوف، بحسب التقرير، في كسب ثقة الحركة أيضا؛ فكلما وقع توتر ميداني كانت حماس تتواصل معه مباشرة لطرح مقترحات وقف إطلاق النار، رغم انتقاداته العلنية لها في المحافل الدولية.
انتقادات لإسرائيل وحماس
ويذكر إيخنر أن ملادينوف، رغم علاقاته الواسعة بإسرائيل، لم يتردد في انتقادها مرارا خلال جلسات مجلس الأمن بسبب استخدام القوة المفرطة، وخاصة قتل الأطفال وتوسيع الاستيطان. وفي المقابل، كان يدين إطلاق الصواريخ من غزة على طول الحدود، ودعا المجتمع الدولي إلى "إدانة واضحة" لمهاجمة المدنيين في الاحتلال الإسرائيلي.
ويشير التقرير إلى أن هذا التوازن في المواقف جعله عرضة لانتقادات الطرفين، لكنه في الوقت ذاته أكسبه مصداقية كان يفتقدها كثير من المبعوثين الدوليين السابقين.
من ليبرمان إلى هنية
وبحسب "يديعوت"، فإن ملادينوف يحتفظ بعلاقات قديمة مع رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان منذ عام 1999، وتوثقت أكثر خلال تولي الطرفين حقيبتي الخارجية في إسرائيل وبلغاريا. كما تربطه علاقة عمل وثيقة بكل من الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ والوزيرة السابقة تسيبي ليفني.
أما في الساحة الفلسطينية، فقد كان على اتصال مباشر برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي اغتاله الاحتلال العام الماضي في طهران. كما حافظ على علاقة مميزة مع فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة جاريد كوشنر، ما عزز مكانته كشخصية قادرة على التواصل مع مختلف الأطراف.
بلير من المرشح الأبرز إلى المستبعد عربيا وإسلاميا
وينقل إيخنر أن توني بلير كان حتى وقت قريب الاسم الوحيد المطروح لقيادة مجلس السلام، ويحظى بثقة كبيرة لدى إسرائيل التي رأت فيه شخصية "تأخذ احتياجاتها الأمنية بجدية". إلا أن الدول العربية والإسلامية عارضت بشدة تعيينه، بسبب دوره في غزو العراق، ومواقفه المنحازة لإسرائيل، إضافة إلى خشيتها من تهميش الفلسطينيين في إدارة المرحلة المقبلة.
ويرجح التقرير أن قطر وتركيا كانتا من أبرز الأطراف التي ضغطت لإبعاد بلير، لاعتقادها أنه متماه مع السياسات الإسرائيلية والأمريكية.
بصمات بلير واضحة رغم استبعاده
وبحسب واشنطن بوست –كما نقلتها يديعوت– فإن بلير لعب دورا في صياغة "عناصر أساسية" ضمن خطة ترامب لإنهاء الحرب، بما في ذلك الهيكلية العامة لمجلس السلام المكون من 20 بندا، والذي سيتولى إدارة غزة مؤقتا إلى حين تنفيذ إصلاحات جوهرية في السلطة الفلسطينية تسمح لإسرائيل بالقبول بعودتها إلى الحكم.
وتقول الصحيفة الأمريكية إن مشاركة بلير كانت موضع استياء واسع في الأوساط الفلسطينية التي ترى فيه رمزا للانحياز لإسرائيل ومسؤولا عن سياسات مدمرة في الشرق الأوسط.
ويختم إيتمار إيخنر تقريره بالإشارة إلى أن الأمريكيين اتجهوا تلقائيا إلى ملادينوف فور تعثر تعيين بلير، نظرا لخبرته الطويلة في غزة، وعلاقاته المتوازنة، وقدرته على التواصل مع تل أبيب وحماس والسلطة الفلسطينية، إضافة إلى علاقاته الإقليمية والدولية الواسعة، ما يجعله –وفق التقديرات الإسرائيلية– المرشح الأكثر جدية لقيادة المجلس المزمع إنشاؤه.