بين ركام الحرب وأمواج البحر.. "عوض" يوفر "لحظة استجمام" للصامدين في غزة
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
غزة - آية صمامة - صفا
لم تعد رؤية "استراحة سياحية" على شاطئ بحر مدينة غزة أمرًا اعتياديًا كما كان سابقًا، لكن الشاب محمد عوض أصر على توفير متنفس بسيط للمواطنين الذين يعيشون حرب إبادة إسرائيلية، رغم المخاطر والصعوبات التي تكاد لا تحصى.
رفض خريج الصحافة والإعلام الاستسلام للظروف القاهرة التي فرضتها الحرب، ورفع أنقاض مشروعه المُدمّر على ساحل المدينة الحزينة، وبدأ من جديد، "لا بهدف الربح"، كما يقول، "بل لتثبيت الصامدين".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، حصدت حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على غزة، أكثر من 41500 شهيد، و96 ألف جريح، و10 آلاف ما زالت جثامينهم تحت الأنقاض، عدا عن تدمير نحو ثلثي المباني السكنية، والبنية التحتية والخدمية، والمنشآت الاقتصادية.
استثمر عوض (32 عامًا) حياته العملية في مجال الترفيه وخدمات الاستراحات على شاطئ بحر غزة منذ صغره، إذ بدأ العمل في هذا المجال حين كان طالبًا في المرحلة الإعدادية.
على مدار 18 عامًا، اكتسب عوض خبرة في إدارة المشاريع الترفيهية، وأطلق مشروعه الخاص في سن الـ26، وكان يوفر للمصطافين خيامًا وطاولات وكراسٍ ومظلات، كما أدار "كافتيريا" وأكشاكًا تقدّم المأكولات والمشروبات على شاطئ غزة.
لكن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية لم تُمهل عوض- كما كل الفلسطينيين في القطاع- طويلًا؛ فتعرض مشروعه للتدمير الكامل جرّاء القصف، ولم تنجُ أيّ من مرافقه أو تجهيزاته.
حين عاد عوض إلى موقع مشروعه بعد انسحاب قوات الاحتلال من مدينة غزة، اصدم بمشهد مؤلم، إذ اختفى كل ما بناه على مدار سنوات.
ورغم صعوبة الموقف وشعوره بالحزن العميق، تقبّل الشاب الأمر بصبر ورباطة جأش، ولم يرضخ للإحباط، وجرت على لسانه كلمات: "الحمد لله.. زينا زي الناس".
رفض محمد النزوح قسرًا إلى جنوبي القطاع حيث توجد عائلته، وأصرّ على البقاء في مدينة غزة، والعمل على إعادة بناء مشروعه، إيمانًا منه بـ"أهمية استمرار الحياة حتى في أحلك الظروف".
واجه عوض تحديات كبيرة في إعادة بناء مشروعه، خاصة مع الارتفاع الهائل في أسعار المواد والمستلزمات بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد.
ويقول لوكالة "صفا": "ارتفع سعر لوح الخشب من 100 شيكل إلى 300، وسعر الكرسي الواحد من 15 و30 شيكلًا، إلى 70، حتى المظلات والأراجيح الخشبية تضاعفت تكلفتها بشكل لا يُصدق".
كان عوض يقضي يومه كاملًا في البحث عن الكراسي والمظلات، حتى المستلزمات البسيطة مثل السكر الذي يُحلي فيه شاي زبائنه وسط الواقع المُر، ويقول إنه يحاول "الاستمرار في تقديم الخدمات بأسعار معقولة".
ورغم الأوضاع المتوترة والقصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف، شهد مشروع عوض إقبالًا جيدًا من العائلات التي تقصد شاطئ بحر المدينة الحزينة لتسترق لحظات بعيدًا عن ركام المنازل والدمار.
ويضيف عوض "لا أضع نصب عيني الربح الكبير، بل تقديم تجربة ترفيهية للناس تسهم في تخفيف معاناتهم؛ فالبحر هو المنفذ الوحيد في غزة للهرب من أجواء حرب الإبادة".
يؤمن محمد أن ما يفعله أكثر من مجرد عمل تجاري؛ "بل مساهمة صغيرة لإعادة الحياة، وإدخال البهجة في نفوس الزبائن الذين يبحثون عن بصيص أمل وسط الظروف الصعبة، وإعطائهم فرصة للابتعاد عن الواقع الأليم ولو للحظات قليلة من الزمن".
وترتسم البسمة على وجوه زبائن عوض الذين يقصدونه في ساعات العصر، ويغادرون مع مغيب الشمس، لكن ملامح المدينة الحزينة لا تفارق وجوههم.
يضرب الشاب، الذي أصبح مصدر إلهام للكثيرين حوله، مثالًا حيًا على قوة إرادة الفلسطينيين وصمودهم في أرضهم؛ فما فعله ليس قصة شاب يعيد بناء تجارته، بل قصة مجتمع بأكمله ينتزع الحياة من أنياب الموت.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: بحر غزة حرب غزة مدينة غزة
إقرأ أيضاً:
برلماني: استخدام التكنولوجيا الحديثة فى مجال الزراعة يوفر مستلزمات الإنتاج
قال النائب صقر عبد الفتاح، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب أن استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة أمر إيجابي جدا سواء في التعامل أو الخدمة.
وأشار عبد الفتاح في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن استخدام التكنولوجيا الحديثة فى مجال الزراعة سيخفف من الأعباء ويوفر مستلزمات الإنتاج.
وأوضح وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب أن ذلك سيجعل لدينا منتج خالي من الكيماويات والمواد الشاذة، مما يجعل لدينا منتج محلي نستطيع تصدير الفائض منه إلى الخارج، لكى نجلب العملة الصعبة إلى البلد.
وتابع: الرئيس السيسي يوجه استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة والهندسة الوراثية فى قطاع الزارعة، مما يجعلنا نستغنى عن الأسمدة الكيماوية.
وتفقد الدكتور عادل عبدالعظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، يرافقه وكان الدكتور سعد موسى، وكيل مركز البحوث الزراعية لشئون البحوث والمشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، محطة البحوث الزراعية بسخا، وذلك لمتابعة البرامج والأنشطة البحثية ولقاء الباحثين والعاملين بها.
وتأتي الزيارة في إطار توجيهات علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بالمتابعة المستمرة لأعمال وأنشطة القطاع الزراعي وبرامج التربية وإنتاج الأصناف النباتية عالية الإنتاجية، والتواصل الدائم مع جميع العاملين بالقطاع الزراعي على مستوى محافظات الجمهورية.
وشملت الزيارة تفقد برنامج بحوث الذرة الشامية، حيث تم استعراض مكونات البرنامج البحثي ومشاهدة الهجن الجديدة والمبشرة عالية الإنتاجية، والتي تضم أكثر من 32 هجينًا، فضلًا عن هجن الذرة السكرية والذرة الفيشار.
وتم الاطلاع على جهود مكافحة دودة الحشد الخريفية بالطرق الزراعية والمبيدات الموصى بها، واستخدام الأصناف مبكرة النضج، والأصناف المقاومة، وذات الإنتاجية العالية.
وتفقد عبدالعظيم برنامج بحوث الأرز، حيث تم الاطلاع على الأصناف الجديدة، وخاصة من الأرز البسمتي المصري، وكذلك الأرز الأسود، وبرنامج زراعة الأرز الجاف الذي تم استيراده من سنغافورة والذي يجرى حاليًا تقييمه تحت الظروف المصرية بالمقارنة بالأصناف المصرية، فضلًا عن زيارة حقول الأرز المنزرعة بالطرق المختلفة.
وتفقد رئيس المركز برنامج تربية القطن المصري للأصناف فائقة الطول وطويلة التيلة، حيث تم استعراض برامج التربية من الصنفين 93 و 92 وغيرها من الأصناف ذات صفات الجودة المميزة، كما تم الاطلاع على برنامج إنتاج الذرة السيلاج المخصص لإنتاج أعلاف الماشية، وأهم الهجن المبشرة وأصناف وهجن محاصيل الأعلاف الجديدة.
وشملت الزيارة مشاهدة حقول إكثارات إنتاج التقاوي وهجن الذرة في المحطة، فضلًا عن برنامج محاصيل البقول الصيفية (فول الصويا) لمشاهدة الأصناف الجديدة والسلالات المبشرة.
وتفقد جهود البرنامج الوطني لإنتاج بذور الخضر، حيث تم التنبيه بضرورة إعداد خطة شاملة للتوسع في انتاج تقاوي الخضر التي يحتاجها السوق المحلي من بطيخ وباذنجان وفلفل وخيار وغيرها لتقليل فاتورة الاستيراد من الخارج، والإسراع في معدلات الإنجاز في البرنامج.
وفي سياق متصل، شملت الزيارة تفقد مزرعة الإنتاج الحيواني للاطمئنان على حالة السلالات المحسنة والاطلاع على برامج التسمين وأعمال التوسعة والإنشاءات الجديدة التي تُجرى حاليًا في المزرعة لزيادة طاقتها.
من جانبه، أشاد الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية بجهود الباحثين في المحطة، ونقل تحيات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لهم، وطالبهم ببذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق التنمية الزراعية الشاملة المستدامة والأمن الغذائي، مشيرا إلى انه تنفيذا لتكليفات وتوجيهات وزير الزراعة، سيكون هناك متابعة دورية لزيارة كافة المحطات البحثية على مستوى الجمهورية، لحث للعاملين بها ببذل الجهد اللازم لتحقيق الوصول إلى تقليل الفجوة الغذائية في عدد كبير من المحاصيل الاستراتيجية.
وشدد عبد العظيم على ضرورة التوسع في حقول الإكثارات وإنتاج تقاوي معتمدة، لتوفيرها للمزارعين بأسعار مناسبة، لافتا إلى أهمية الدور الذي يقوم به مركز البحوث الزراعية بإعتباره الذراع الاساسي لتطبيق البحث العلمي الزراعي التطبيقي في مصر والذي من شأنه تحقيق الأمن الغذائي.
وأكد الدكتور سعد موسى وكيل مركز البحوث الزراعية لشئون البحوث، أن الزراعة هي أحد مقومات التنمية في مصر، إن لم تكن هي الأهم على الإطلاق، وأنها الركيزة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير فرص العمل للكثيرين، مشيرا إلى ان التحديات التي تواجه القطاع الزراعي تتطلب منا بذل أقصى الجهود لتطوير أصناف عالية الإنتاجية ومقاومة للآفات، وتبني أساليب زراعية حديثة تضمن الاستدامة.