سودانايل:
2025-07-31@04:42:24 GMT

خاتمة التواصي بالقتل

تاريخ النشر: 1st, October 2024 GMT

كتب د. محمد عبد الحميد

بخاطرٍ مِلحاح عُدتُ أقرأ كتاب أصداء السيرة الذاتية للأستاذ الفخيم نجيب محفوظ، وقد كان مبعث الخاطر ما تحتويه الأصداء من كنوز لا تَبذُل نفسها للفهم من القراءة الأولى. فأخذت اقرأ بتأمل وعقلي مثقل بأخبار الحرب واحتدام المعارك، وانقسام الخلق وحماسة المواطنين وحميتهم لمجريات الحرب كراً وفراً.

. فإذا بي أجد قصةً قصيرةً هزّت كياني بعنف، وطرقت على عقلي بآلة حادة، فأخذت أعيد قراءتها مرة بعد مرة، ثم إستغرقت في تأمل محزون، تعتصرني كآبة جعلتني أرفض رفضاً قاطعاً منطق القصة، ثم سبحت في التأملات، وأطلقت لتفكيري العنان في المغزى والمُراد من القصة. فأستدعيت قصة الخطيئة الأولى في الأرض تلك التي إنتهت بغير حساب ولا عقاب إلا من درس غراب بكيفية إهالة التراب.. فأخذت أقول لنفسي ربما كان الأستاذ محقاً إذ هكذا هم بني البشر إن كانوا في طور الطفولة أو تفتقت فيهم غُدد الفُتوّة والفحولة أو كانوا في سنين الكهولة تسري في مجرى دمهم نزعة مستكنة في مكونهم البدائي عندما تعالت بالإحتجاج أصواتُ الملائكة عند النفخة الأولى.. كانت قصة الأستاذ بعنوان (المعركة) نصها :(في عهد الصبا والصبر القليل نشبت خصومةٌ بيني وبين صديق، اكتسح طوفان الغضب المودة فدعاني متحدياً لمعركة في الخلاء حيث لا يُوجد من يُخلِّص بيننا، ذهبنا متحفزين. وسرعان ما إشتبكنا في معركة ضارية حتى سقطنا من الإعياء وجراحنا تنزف بغزارة. وكان لابد أن نرجع للمدينة قبل هبوط الظلام. ولم يتيسر لنا ذلك دون تعاون متبادل. لزم أن نتعاون لتدليك الكدمات. ولزم أن نتعاون على السير. وفي أثناء الخطو المتعثر، صفت القلوب ولعبت البسمات فوق الشفاه المتورمة، ثم لاح الغفران في الأفق.)
وضعت الكتاب جانباً. طافت في ذهني صورة لا أكاد أنساها، طلّت من غور السنين لرجلين يضحكان ملء شدقيهما، وقد تشابكت أكفهما كأنما كان أحدهما للآخر وليٌّ حميم، بعد أن وقعا اتفاقاً للسلام إثر خصومة مستفحلة في حرب بُتِرت فيها خارطة الوطن من الخاصرة، وراحت ضحيتها آلاف الأرواح من الشباب، ذهبوا هكذا مع تلك الضحكات السياسية الصفراء. قلتُ مُسائلاً نفسي أهكذا تكون خاتمة التواصي بالقتل والتواصي بالفتك؟! ألم تكن الملائكة على حق؟؟؟!.

د. محمد عبد الحميد

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

شاهد بالفيديو.. “البندول” يجمع السلطانة والدولية في حفل واحد والأخيرة تتغزل في الأولى “سمحة سمحة”

شهد حفل زواج الفنان السوداني, الشاب أحمد فتح الله, والذي أقيم بإحدى قاعات الأفراح بالعاصمة المصرية القاهرة, مشاركة نخبة من المطربين والمطربات السودانيين.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد شارك عدد كبير من المطربين بقيادة عاصم البنا, وعصام محمد نور, وجمال فرفور, والأخوان أحمد وحسين, زميلهم الأفراح.

بينما مثلت المطربات السلطانة هدى عربي, ومكارم بشير, وحنان بلوبلو, وسميرة دنيا, ومروة الدولية, وأظهر مقطع فيديو مشاركة السلطانة, والدولية في وصلة غنائية بمسرح الحفل.

ووفقاً لما شاهد محرر موقع النيلين, فقد أشعلت هدى عربي, الحفل بأغنياتها الراقصة وسط تفاعل المطربات بقيادة مروة الدولية, التي تغزلت فيها بعبارة “سمحة سمحة”.

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شقيق ضحية مصحة الطالبية: أخويا مات من التعذيب.. 8 أشخاص كانوا بيضربوه
  • شرطة تعز تضبط متهم بالقتل
  • محمد أبو العينين يكشف أسرار النجاح في حياته للمرة الأولى مع معتز الدمرداش
  • شاهد بالفيديو.. “البندول” يجمع السلطانة والدولية في حفل واحد والأخيرة تتغزل في الأولى “سمحة سمحة”
  • مقيم يشيد بأمان المملكة: في بريطانيا كانوا ليسرقوا العصير .. فيديو
  • دنيا سمير غانم تقدم دويتو مع أحمد سعد للمرّة الأولى
  • رنيم الجداوي: كنا بحاجة للفوز على أنجولا.. ونفذنا خطة المدرب ببراعة
  • اللقطات الأولى من شخصية أحمد الفيشاوي في «سفاح التجمع»
  • الأنبا بشارة يترأس قداس المناولة الاحتفالية بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالهريف
  • حكم قول سبوح قدوس رب الملائكة والروح في الركوع.. الإفتاء تجيب