18 ألف حادث في 8 أشهر.. ما تأثير الحرائق على الاقتصاد العراقي؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
شفق نيوز/ شهد العراق منذ مطلع عام 2023 ولغاية اليوم السبت، أكثر من 18 ألف حادث حريق، تاركاً وراءه أضراراً على النشاط الاقتصادي في البلاد، لاسيما بالنسبة للقطاعين التجاري والسياحي، في وقت يعاني فيه الاقتصاد العراقي من جُملة مشاكل أبرزها وضع الدولار غير المستقر.
ويقول مدير قسم العلاقات والإعلام في مديرية الدفاع المدني، العميد جودت عبدالرحمن داود، إن "نسبة الحرائق لغاية هذا اليوم بلغت أكثر من 18 ألف حادث حريق متنوّع بين كبير وصغير، ورغم هذا الرقم المرتفع، إلا أنها تُعدّ نسبة منخفضة مقارنة بالعام الماضي بنحو 20 في المائة".
الرصافة تتصدر حرائق العراق
ويكشف داود خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "جانب الرصافة في بغداد، يتصدر - منذ أعوام - مناطق العراق في عدد حوادث الحرائق، نظراً لكُبر مساحته وعدد ساكنيه وما يضم من مشاريع وشركات وأنشطة كثيرة، لكن هذه الحوادث تراجعت بنسبة 20 في المائة عن العام الماضي".
ويعزو داود سبب هذا التراجع "إلى الإجراءات التي تقوم بها مديرية الدفاع المدني من توعية وملاحقة المخالفين لقانون الدفاع المدني رقم 44 لسنة 2013"، داعياً المواطنين إلى ضرورة "الالتزام بوصايا وإرشادات الدفاع المدني لضمان انخفاض مستوى الحرائق، وتوفير متطلبات الدفاع المدني وأبسطها مطفأة الحريق".
وينبّه إلى أن "ارتفاع درجات الحرارة تعد عاملاً مساعداً للحرائق لاسيما عندما تكون درجات الحرارة عالية تصل إلى عتبة الخمسين درجة مئوية كما هو الحال في العراق، إذ كلما ارتفعت درجات الحرارة كلما كانت درجة اتقاد المواد في انخفاض، وأي شرارة سواء كانت نارية أو كهربائية سوف تؤدي إلى حدوث حريق بسرعة".
خسائر اقتصادية باهظة
ونظراً لهذه الحصيلة الكبيرة من الحرائق، فمن المهم النظر في الطرق التي تؤثر بها هذه الحوادث على الاقتصاد، وما تسببه من خسائر باهظة يتكبدها المواطنون العراقيون.
وفي هذا السياق، يقول الخبير الاقتصادي، أحمد عيد، إن "الحرائق ينعكس تأثيرها اقتصادياً على الحركة التجارية والسياحية بشكل مباشر، فضلاً عن تعطيل المصالح العامة، وتشكل جهداً إضافياً لفرق الإنقاذ والدفاع المدني".
وعن أسباب ارتفاع عدد الحرائق، يشرح عيد خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "استمرار تزايد الحرائق في العراق يأتي من عدة أسباب، منها الحرائق المتعمّدة، والتماس الكهربائي بسبب الإهمال، بالإضافة إلى انعكاسات حرارة الجو وتغير المناخ".
ويضيف، "كما انتشرت في الآونة الأخيرة عمليات افتعال حرائق استهدفت المزارع وحقول الحبوب في معظم المحافظات العراقية، وتقف وراء ذلك أيادٍ تعمل على قمع الإنتاج الزراعي المحلي والاستمرار في عمليات الاستيراد من الخارج، من أجل مكاسب مالية وتحقيقاً لأجندات دولية".
ويشير إلى أن "العديد من المحال التجارية والمخازن والمستودعات تعرّضت لعمليات الحرق للأسباب المعلنة، إلا أنها أثرت اقتصادياً على اتجاهين، الأول حركة السوق والبضائع والعاملين، والاتجاه الثاني الخسائر التي تكبدها أرباب العمل والتجار، والتي لم يتم تعويضهم بسبب غياب ثقافة التأمين التجاري والخاص".
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: محمد شياع السوداني السوداني العراق نيجيرفان بارزاني بغداد ديالى الحشد الشعبي تنظيم داعش النجف السليمانية اقليم كوردستان اربيل دهوك إقليم كوردستان بغداد اربيل العراق اسعار النفط الدولار سوريا تركيا العراق روسيا امريكا مونديال قطر كاس العالم الاتحاد العراقي لكرة القدم كريستيانو رونالدو المنتخب السعودي ديالى ديالى العراق حادث سير صلاح الدين بغداد تشرين الاول العدد الجديد العراق حرائق الاقتصاد الدفاع المدنی
إقرأ أيضاً:
البروفيسور نوري المحمدي.. وإسهامه في تصنيع “المدفع العملاق” العراقي
آخر تحديث: 31 ماي 2025 - 11:31 م
شبكة اخبار العراق :بغداد
الحوار الشيق والأكثر من روعة ، الذي أجراه الإعلامي والمحاور التلفزيوني المحترفجلال النداوي ضمن برنامج (أوراق مطوية) ليلة الجمعة التاسع والعشرين من أيار2025 في حلقته الثانية ، كان مع البروفيسور في الاستشارات الهندسية في قطاعهاالمدني الدكتور نوري المحمدي ، وهو حديث مثير للغاية ، تضمن جوانب إبداعه وماقدمه الرجل من إسهامات وخبرات تقنية وهندسية لأغراض التصنيع العسكري ، ودورهالفاعل والخارق في محاولات العراق نهاية الثمانينات وبداية التسعينات لبناء صناعاتعسكرية ضخمة كانت تشكل في حينها محاولات جبارة لبناء مدفع عملاق تم تصنيعهفي دول أوربا.
البروفيسور نوري المحمدي.. وإسهامه في تصنيع “المدفع العملاق” العراقي
وربما كانت بروكسل إحدى محطات انطلاقة تصنيع المدفع العملاق العراقي ، والذيأثيرت حملات رعب صاخبة تبنتها وسائل إعلام بريطانية وأمريكية وإسرائيلية نهايةالتسعينات وبدايات عام 2003 ، عبرت تلك الدول في حينها عن مخاوفها الكبرىورعبها من تلك المحاولة العراقية ، وبخاصة دول عظمى مثل بريطانيا والولاياتالمتحدة،إضافة الى إسرائيل التي كانت تتابع محاولات تصنيع كهذه على أنها تهددوجودها في الصميم.
بل راحت الدعاية البريطانية والإسرائيلية وحتى الأمريكية تثير مخاوف دول أوربا من أنهذا المدفع يستهدف دول أوربا مجتمعة ، ودعت تلك الدول للوقوف بوجه محاولاتالعراق لإقامة مدقع عملاق يتعدى مداه المائة والعشرين الف كيلو متر وبامكانه أنيشكل تهديدا لأوربا نفسها قبل إسرائيل كما حاولت وسائل الدعاية البريطانيةوالإسرائيلية تصوير مخاطره أنذاك.
كانت الخبرات الفائقة الخارقة التي تقدم بها البروفيسور نوري المحمدي في مجالإقامة الابراج ونصبها في المواقع العسكرية العراقية على طول حدود العراق ، ومن ثمإسهامه في تصنيع المدفع العملاق لاحقا خارج العراق ، الى أن نقلته الجهات الفنيةالعراقية مفككا بطرق فنية مبتكرة من قبل التصنيع العسكري السابق الى داخل العراقوتهيئة مقرات نصبه وإطلاقه من داخل العراق كانت كل تلك المحاولات محل ثناءوتقدير خبراء دول العالم ودول أوربا على وجه التحديد ، واعجابهم الفائق بتلكالخبرات التي أضافت لصناعات العراق ما يشكل مفخرة كبيرة، حيث كانت تلك الخبراتوالمهارات الفنية الفائقة في التخطيط والانجاز تفوق كل تصور .
ويشير الخبير الهندسي العراقي في الحوار معه الى أن عمليات أقامة محطات قواعدالمدفع العملاق بعد إكتماله قد جرت في مناطق عراقية مختلفة منها على مقربة منجبال حمرين في ديالى وقاعدة أخرى في جبل سنجار..أي أنها مراكز انطلاق الصواريخالتجريبية للمدفع العملاق عبر قواعد إطلاق مختلفة وأسماك باقطار وامتدادات طوليةوارتفاعات مختلفة وصلت مدياته التجريبية الأولى من جبل حمرين وحتى قضاء حديثهأقصى مدن غربي الانبار، وكان المخطط للمدفع العملاق بحسب الخبير العراقيالبروفيسور نوري المحمدي أن يصل مداه إلى الف وماىة كيلو متر.
وعن سؤاله من قبل المحاور التلفزيوني جلال النداوي فيما إذا كان هدف المدفعالعراقي العملاق أنذاك كان مخططا له أن يصل إسرائيل نفى علمه بتلك المحاولات فيحينها ، لكون المهندسين والفنيين من التصنيع العسكري لايعطونه سوى قطارات منالمعلومات ، كون المشروع أصلا كما تم إيهام الغرب في وقتها بأنه (مشروع إنبوبضخم للمجاري) ، ضمن مشاريع الخدمة المدنية ، وقد نفى البروفيسور نوريالمحمدي علمه بأن لدى العراق محاولات لإستهداف إسرائيل،لكنه أشار الى ان بمقدورمهندسي التصنيع العسكري والفنيين العسكريين العراقيين تحديث قذاىف المدفع أنأرادوا الوصول إلى داخل اسرائيل او على مقربة منها.
وأشار الخبير الهندسي العراقي البرفيسور نوري المحمدي الى أنه قد زار دولة أوربية ،وهو من قدم خبراته العلمية والفنية والتقنية لتك الشركة التي أحيل اليها ، وعند اكمالهمن قبلها ظهرت فيها أخطاء كثيرة كما أشرها الخبير المحمدي لها ومن ثم أعادت تلكالشركة الأوربية تصنيعه مجددا ، وفقا لما قدمه لها من إستشارات فنية وهندسيةمتقدمة إعترفوا بأهميتها، دون أن يضطر العراق لدفع مبالغ إضافية كما طلبتها الشركةالمنفذة ، كونها ستضطر الى اعادة تصنيعه وفقا للملاحظات القيمة التي أبداهاالمحمدي في تحويل المدفع ووضع مرتكزاته الأساسية ليؤدي المهمة الملقاة علىعاتقه ، لكنه أعرب عن إستغرابه من كثرة عدد المستشارين الأجانب من دول أوربيةودول أخرى التي كانت تشارك في إقامة هذا المشروع الضخم ،ألا وهو (المدفعالعملاق) دون أن يكون لتلك الدول معرفة بحقيقة نوايا العراق تحوير تلك الصناعةلأغراض العسكرية ، مشيرا الى ان كل الملاحظات والأفكار التي فرضها على الشركةالمنفذة أقرت بنفسها أن ملاحظاته وأفكاره صحيحة مائة بالمائة وانه على حق ،وإضطرت لإعادة تصنيعه مرة أخرى وفقا للخرائط التي زودها بها، وقد نقلت الخرائطكما قال عبر جهات عراقية خاصة ، وسلمته له عند وصوله الى إحدى الدول الأوربية ،ومنها بروكسل كما أشار الخبير الهندسي العراقي من خلال حواره المثير للغاية معالمحاور والإعلامي المحترف جلال النداوي الذي أدار حوارات غاية في الأهمية ضمنبرنامجه ( أورق مطوية)..
وكان هدف البروفيسور العراقي نوري المحمدي من هذا الحوار الشيق مع النداوي لفتالأنظار والتذكير بالقدرات العراقية الفائقة التي أذهلت العالم في وقتها في التسعيناتوما بعدها وما قبلها ، لكي تقام صناعات عسكرية متقدمة ، لكن كل تلك الأحلامأجهضت قبل إحتلال العراق وبعده ، وودع هذا البلد مناهل العلم والتقدم وما أقامهمن صناعات عسكرية ومدنية بعد أن تم تدمير قدرات العراق كليا بعد عام 2003 عندماإحتلته 33 دولة شاركت في العدوان على شعبه خلافا للقانون الدولي وسيادات الدول ،وقد حصل ما حصل.
وفي السنوات ألاخيرة بدت محاولات عراقية جادة لإقامة مشاريع تصنيع عسكري تخدمقدراته العسكرية من خلال بعض خبراء التصنيع العسكري السابقين الذين كان لهمقصب السبق المعلى في إعلاء نهضة العراق وتقدمه عبر عقود مختلفة ، وقد ادواأدوارهم بكفاءة وإقتدار عاليين بقيت محل ثناء وتقدير العالم من أقصاه الى أقصاهومن خصومه وأعدائه قبل أصدقائه، ويحاول المهندسون في التصنيع العسكريالعراقي الحالي إقامة مشاريع تسلح عراقي تخدم سعي العراق لتعزيز قدراته العسكريةالمتواضعة حاليا.