موقع النيلين:
2025-08-02@16:00:33 GMT

جرتق النيل ومحكات القيود (الحلقة الرابعة)

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

جرتق النيل ومحكات القيود (الحلقة الرابعة)

من كل النواحي:
قبل أن يكمل المقال السابق أربع وعشرين ساعة إلا وسطر الرجال بدمائهم رسم الخط الواصل بين ربك وسنار وأعلنوا تحرير جبل موية بفضل الله ونصره. ولكن قصة سنار والجزيرة لنا فيها عودة كبيرة ونحن نرقب شرار الغضب في صدور الرجال بقرى الجزيرة شرقها وغربها وجنوبها وهي تتحول إلى عزيمة لا تلين.

من بربكم خدع المليشيا وجعلها توقظ الدب المتوحش من سباته الشتوي؟ لكن هذه قصة أخرى ومقال قادم.
اليوم نحن مع محمد مفتاح الفيتوري ننشد:
فوق الأفق الغربي
سحاب أحمر لم يمطر
والشمس هنالك مسجونة
تتنزى شوقا منذ سنين
والريح تدور كطاحونة
حول خيامك يا تاج الدين
أقسى فظائع هذه الحرب بدأت في الجنينة دار أندوكا مع انتشار فيديوهات غدر المليشيا بالوالي خميس أبكر والتمثيل بجثته وصلبه وقطع رأسه. ثم تحولت المليشيا إلى مواطني المدينة وبدأت في تصفيتهم عرقيا حتى إن عدد القتلى في هذه المجازر تجاوز 17 ألفا، وبلغ عدد المخطوفين من قبل المليشيا نحو ألفي شخص. ووقفت قوات الدعم السريع أمام الفارين من الجحيم لتقوم بفصل الشباب والأطفال الذكور ورميهم بالرصاص أو القائهم أحياء في وادي كجا بينما يقوم بعضهم باغتصاب الفتيات حتى القاصرات جماعيا وامام بقية من تبقى من السكان. وقتل بدم بارد الأمير طارق بحر الدين شقيق سلطان المساليت وظلت جثته ثلاثة عشر يوما في العراء ومنع حتى أقاربه من الاقتراب منها أو دفنها.
هذه الأحداث ألقت بظلال مرعبة حول حقيقة الدعم السريع وأهداف حربه الموجهة مباشرة ضد الشعب السوداني. وزادت المخاوف بعد انتشار الدعم السريع في نيالا وزالنجي والضعين كأسراب من الجراد لا تخلف وراءها الا الخراب والدمار. يكفي فقط أن ترى الجامعات وقد تحولت إلى كوم من الخراب لتعرف معنى الظلام والجهل الذي يقاتل جنود الدعم السريع لنشره في كل أنحاء السودان.
تدور سردية غبية جدا يتداولها أبواق الدعم السريع وداعميهم من الساسة الذين غابت بوصلتهم بأن حركات الكفاح المسلح هي التي تسببت في هجوم الدعم السريع على الفاشر في شهر مايو 2024م بعد أن ظلت على الحياد في الحرب. ولكن الواقع يقول أن الدعم السريع ظل يخطط لاجتياح الفاشر منذ البداية كتعويض لفشله في السيطرة على الخرطوم وكاستراتيجية بديلة ليس لتكرار سيناريو ليبيا كما يظن البعض وانما لتأمين ظهره والتخطيط لاجتياح كل السودان. وكما قلنا فإن هذا شكل خطأ استراتيجيا منح الجيش الفرصة لالتقاط أنفاسه في الخرطوم والبدء في اعداد استراتيجيات الهجوم الذي نرى بشائره اليوم.
لقد بدأ الدعم السريع هجومه على الفاشر منذ الأسبوع الثاني من أبريل حينما انتشرت قواته تحرق وتقتل وتنهب القرى الامنة في ريفي الفاشر فأحرق منطقة سرفاية والقرى المجاورة لها ثم مضى لمناطق ام عشوش وجرونقا وتركنية وجقي مقرن وأم هجاليح وشقرة وقولو مجبرين سكان هذه المناطق على النزوح من أجل فتح الطريق أمام قواتهم المتقدمة لحصار الفاشر والهجوم عليها.
أكثر من 140 هجوما بكل أنواع الأسلحة ومدافع الكورنيت وحتى الطائرات المسيرة نفذتها مليشيات وعصابات الدعم السريع على الفاشر مستهدفة المواطنين مباشرة وكل المرافق الصحية من أجل اجبارهم على النزوح منها. صمود الفاشر سيظل اسطورة تروى لأجيال قادمة كما ستروى قصص محرقة المليشيات وقادتها في أطراف الفاشر دليل على أن العقل الذي يخطط لهذه الحرب لا يعرف عن السودان شيئا. لقد تحولت الفاشر إلى محرقة يأتيها فزع المليشيا كالفراش الحائر حول النار لا يستطيع الفكاك من ضوئها ولا النجاة من نارها. بغباء منقطع النظير استنزف الدعم السريع قواته وقوات المرتزقة التي استجلبها من الخارج. ولم يتعلم الدرس رغم الهروب المتكرر لعبدالرحيم دقلو من مكان مراقبته للمعركة في تخوم الفاشر كلما جاءه خبر مقتل قادته الكبار وعلى رأسهم علي يعقوب وقرن شطة والشيوخ وأبناء النظار الذين جلبهم برعونته المعروفة ليلاقوا حتفهم ببنادق الميارم الماجدات من نساء الفاشر وإخوانهن في القوات المشتركة.
طوال فترة المحرقة كانت رمال دارفور تغلي والقوات المشتركة تواصل الاعداد والتدريب والحشد انتظارا لبركان الصحراء القادم من كل النواحي.
ونواصل

د. أسامة عيدروس
4 أكتوبر 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”

رفض الاتحاد الإفريقي الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرا من خطر تقسيم البلاد وتداعيات ذلك على جهود السلام، وداعيا المجتمع الدولي إلى عدم التعامل مع الكيان الجديد.

دعا الاتحاد الإفريقي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الموازية التي أعلنتها قوات الدعم السريع في السودان، محذرًا من تداعيات هذه الخطوة على وحدة البلاد وجهود السلام الجارية، في وقت تتصاعد فيه الأزمة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
تحذير من تقسيم السودان

وفي بيان له، دعا مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي “جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى رفض تقسيم السودان وعدم الاعتراف بما يُسمى الحكومة الموازية” التي شكلتها قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المدعو “حميدتي”.

وأكد البيان أن هذه الخطوة “ستكون لها عواقب وخيمة على جهود السلام ومستقبل السودان”، منددا مجددا بـ”جميع أشكال التدخل الخارجي التي تؤجج النزاع السوداني، في انتهاك صارخ” لقرارات الأمم المتحدة.
حكومة موازية وسط رفض محلي ودولي

وأعلنت قوات الدعم السريع يوم السبت 26 تموز/يوليو تشكيل حكومة موازية تتألف من 15 عضوا، يرأسها حميدتي، ويتولى عبد العزيز الحلو، زعيم “الحركة الشعبية لتحرير السودان”، منصب نائب رئيس المجلس الرئاسي. كما تم تعيين محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء، والإعلان عن حكام للأقاليم، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في مدينة نيالا، كبرى مدن إقليم دارفور.

وكان حميدتي قد أعلن في نيسان/أبريل الماضي، في الذكرى الثانية للحرب الأهلية، نيته تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، مؤكدا أن التحالف الجديد يمثل “الوجه الحقيقي للسودان”، مع وعود بإصدار عملة ووثائق هوية جديدة، واستعادة الحياة الاقتصادية.

وقد أعربت الأمم المتحدة في حينه عن قلقها العميق من خطر “تفكك السودان”، محذّرة من أن مثل هذه الخطوات ستؤدي إلى تصعيد إضافي في النزاع وترسيخ الأزمة.
اتهامات لـ”الدعم السريع” باستهداف المدنيين

وقبل أيام، اتهمت مجموعة “محامو الطوارئ” السودانية، المعنية بتوثيق الانتهاكات خلال الحرب المستعرة في البلاد، قوات الدعم السريع بارتكاب مجزرة راح ضحيتها 30 مدنياً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، خلال هجوم استمر يومين على قرية بريما رشيد بولاية غرب كردفان.

وذكرت المجموعة، في بيان صدر الجمعة 25 تموز/يوليو، أن الهجوم وقع يومي الأربعاء والخميس واستهدف القرية الواقعة قرب مدينة النهود، وهي منطقة استراتيجية لطالما شكلت نقطة عبور للجيش السوداني في إرسال التعزيزات نحو الغرب. وأسفر اليوم الأول من الهجوم عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينما ارتفع عدد الضحايا في اليوم التالي إلى 27.

وأكد البيان أن “من بين القتلى نساء وأطفال، ما يجعل من الهجوم جريمة ترقى إلى انتهاك جسيم لقواعد القانون الدولي، لاسيما من حيث الاستهداف المتعمد والعشوائي للمدنيين”.

وفي تطور خطير، اتهمت المجموعة قوات الدعم السريع باقتحام عدد من المنشآت الطبية في النهود، بينها مستشفى البشير والمستشفى التعليمي ومركز الدكتور سليمان الطبي، ووصفت ذلك بأنه “انتهاك صارخ لحرمة المرافق الطبية”.

ولم تصدر قوات الدعم السريع حتى الآن أي تعليق رسمي على تلك الاتهامات.
انقسام ميداني يعمق الأزمة الإنسانية

وتخوض قوات الدعم السريع منذ 15 نيسان/أبريل 2023 حربا دامية ضد الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، أسفرت عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص وتشريد أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة. وتسيطر قوات الجيش على مناطق الشمال والشرق والوسط، بينما تفرض قوات الدعم السريع سيطرتها على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.

في ظل هذا الانقسام، تعاني البلاد التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 مليون نسمة من أزمة إنسانية غير مسبوقة، تتفاقم مع انتشار المجاعة وصعوبة وصول المساعدات.
13 وفاة بسبب الجوع في دارفور

وفي مؤشر على عمق الكارثة الإنسانية، أعلنت مجموعة “شبكة أطباء السودان” أمس الثلاثاء عن وفاة 13 طفلا في مخيم لقاوة بشرق دارفور خلال الشهر الماضي بسبب سوء التغذية. ويأوي المخيم أكثر من 7000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال، ويعاني من نقص حاد في الغذاء.

ودعت المجموعة المجتمع الدولي ومنظمات الإغاثة إلى زيادة الدعم الإنساني العاجل، محذرة من تفاقم الوضع في ظل تزايد معدلات الجوع بين الأطفال. كما ناشدت منظمات الإغاثة الأطراف المتحاربة السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى مناطق النزاع.
أزمة إنسانية خطيرة

وبحسب تقييمات الأمم المتحدة، يعيش السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، في ظل تعقيدات أمنية وسياسية تحول دون الوصول الآمن للمساعدات. ومع تزايد المبادرات المنفردة لتقاسم السلطة، تبدو البلاد مهددة بتفكك فعلي، في غياب تسوية شاملة للنزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

من جهة أخرى، قالت المنظمة الدولية للهجرة إنه “رغم احتدام الصراع في السودان ظهرت بؤر من الأمان النسبي خلال الأشهر الأربعة الماضية، مما دفع أكثر من 1.3 مليون نازح للعودة إلى ديارهم، لتقييم الوضع الراهن قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلدهم نهائيا”.

وأضاف المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة عثمان بلبيسي أن “أغلبية العائدين توجهت إلى ولاية الجزيرة، بنسبة 71% تقريبا، ثم إلى سنار بنسبة 13%، والخرطوم بنسبة 8%”.

وتوقع بلبيسي عودة “نحو 2.1 مليون نازح إلى الخرطوم بحلول نهاية هذا العام، لكن هذا يعتمد على عوامل عديدة، ولا سيما الوضع الأمني والقدرة على استعادة الخدمات في الوقت المناسب”.

يورو نيوز

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاجل.. الجيش السوداني يُعلن إسقاط طائرة مسيرة تابعة لـ الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • الفاشر تسير نحو المجاعة
  • هل يقود إعلان تشكيل حكومة مليشيا الدعم السريع وحاضنتها السياسية الى تفكك وإضعاف المليشيا عسكرياً؟
  • السودان.. الجنائية الدولية تتسلم ملف جرائم الدعم السريع في دارفور
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • “الجنائية” تتسلم ملف جرائم “الدعم السريع” في السودان
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان