الأسبوع:
2025-06-22@14:16:13 GMT

نذر الحرب الشاملة تدق في المنطقة

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

نذر الحرب الشاملة تدق في المنطقة

- إسرائيل تستعد لضرب أهداف حيوية في إيران.. والمرشد يحذر

- المقاومة عرقلت الغزو البري للجنوب اللبناني.. و"نتنياهو" ينقل سيناريو الإبادة الجماعية إلى لبنان

- سيناريو الخطة الجديدة يتضمن ضربات قوية ضد العراق واليمن وسوريا

من المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تطورات خطيرة كفيلة بتوسعة الحرب وتغيير المعادلة في هذه المنطقة الحيوية من العالم، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها تستعد حاليًا للرد على الضربة الإيرانية الأخيرة، التي طالت العديد من المنشآت العسكرية داخل الكيان الصهيوني، حيث أعلنت مصادر مقربة أن إسرائيل حددت الأهداف التي تنوي مهاجمتها داخل إيران ومنها منشآت نفطية وقواعد عسكرية ومنشآت مدنية، كما أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية مشروط بالمساعدة الأمريكية التي لم تحسم بشكل نهائي بعد.

ويبدو، وفقًا للمعلومات، أن الأمر لن يقتصر على إيران، فهناك حديث عن ضربات ستوجه إلى قواعد عسكرية لأذرع المقاومة في العراق واليمن وسوريا تحديدًا.

إيران من جانبها تهدد برد تدميري ضد إسرائيل، وربما يمتد الرد إلى القواعد الأمريكية في المنطقة وتحديدًا في العراق وبعض دول الخليج الأخرى، وهي كلها أمور تدفع إلى زيادة مساحة الحرائق في المنطقة، مما يهدد باندلاع حرب شاملة لا أحد يعرف إلى أين يمكن أن تنتهي.

عندما نجحت إسرائيل في اغتيال السيد حسن نصر الله في 27 من سبتمبر الماضي، ومعه عدد من قيادات الصف الأول ومن بعده السيد هاشم صفي الدين الذي كان مرشحًا بديلًا يبدو أن ذلك شجع الحكومة الإسرائيلية على رفع سقف أهدافها بما يتجاوز القول بأن هدفها هو إعادة النازحين الإسرائيليين إلى شمال فلسطين المحتلة مجددًا.

لقد بدأت إسرائيل خطتها الجديدة بتوغل قوات إسرائيلية خاصة بهدف فتح الطريق أمام الغزو البري الإسرائيلي المرتقب حيث كانت كافة التقارير تشير إلى توقع حدوث عمليات مقاومة من شأنها أن توقع أعدادًا غير قليلة من الضباط والجنود الإسرائيليين.

وفي أول مواجهة نجحت المقاومة، ممثلة في حزب الله، في قتل 8 ضباط وجنود وإصابة 30 آخرين، ثم توالت عمليات اصطياد الإسرائيليين وتدمير العديد من مركباتهم ودباباتهم، الأمر الذي دفع العديد من المسئولين والمحللين الإسرائيليين إلى القول بأن إسرائيل لا تهدف إلى احتلال الجنوب اللبناني إلى نهر الليطاني كما أشيع قبل ذلك، ولكن فقط تأمين المنطقة القريبة من شمال (إسرائيل). وإن كان المسئولون العسكريون الإسرائيليون لا يخفون أن من ضمن أهدافهم هو تفكيك القدرات العسكرية لحزب الله وتحديدًا في منطقة الجنوب المجاورة.

ويبدو أن غرور الإسرائيليين بعد توجيه الضربات التي أصابت العديد من قدرات حزب الله دفعهم إلى البدء بالغزو البري بهدف الوصول إلى المنطقة التي كانت تحتلها من قبل في أوقات سابقة وتحديدًا حتى عام 2000.

من هنا بدأت إسرائيل في حشد قواتها، واستدعت لواءين احتياطيين بغرض تحقيق الانتصار وفرض سياسة الأمر الواقع، بعد أن ظنت أنها شلت قدرات حزب الله خلال الأيام الماضية.

وقد وجدت الحكومة الإسرائيلية تشجيعا من الإدارة الأمريكية على المضيّ في تحقيق أهدافها، وصرح الرئيس الأمريكي «بايدن» أنه يؤيد العملية البرية الإسرائيلية التي تمنى أن تكون محدودة، ودفع بالمزيد من الجنود والمعدات العسكرية الأمريكية إلى المنطقة محذرًا من تدخل إيراني مباشر في هذه الحرب.

لقد استهدفت إسرائيل من وراء هذه الخطوة إجبار حزب الله على فك عملية الإسناد لقطاع غزة وما يتعرض له من حرب إبادة، ولكن التصريحات الصادرة من حزب الله ومن قادته تحديدًا الشيخ نعيم قاسم أكدت استمرار جبهة الإسناد من الحزب إلى قطاع غزة دون توقف.

ويبدو أن الحسابات الإسرائيلية لم تكن صحيحة تمامًا وأن غرور الانتصار المؤقت بقتل العديد من القيادات وتفجير أجهزة «البيجر» جعل "نتنياهو" يشعر بالورطة الشديدة، فبعد أن راح يتحدث عن شرق أوسط جديد، وأنه بدأ خطوات تحقيق هذا الهدف، راحت لغته تنحصر في ضرورة حماية أمن سكان الشمال وعودتهم، وتحريض دول العالم على مساندة إسرائيل في مواجهة إيران وأذرعها في المنطقة.

ومع تزايد حدة الهجمات التي سددها حزب الله، والتي طالت العديد من المنشآت العسكرية والاقتصادية والإدارية داخل الكيان الصهيوني عن طريق صواريخ «الكاتيوشا» بدأ الكثيرون داخل إسرائيل يتساءلون عن مدى جدوى الاستمرار في خطة احتلال الجنوب اللبناني، خاصة بعد عامل جديد في المعادلة، وهو إطلاق إيران لنحو 250 صاروخًا أصابت العديد من المؤسسات الإسرائيلية منها مؤسسات عسكرية في قلب بعض المدن والمناطق الإسرائيلية في الأول من أكتوبر الماضي.

وأمام حجم الخسائر التي منيت بها القوات الإسرائيلية وما رافقها من هجمات صاروخية تزايدت حدة القصف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية في بيروت، والذي وصلت ذروته فجر الجمعة بإطلاق صواريخ وقنابل ومتفجرات تزن حوالي 73 طنًا على مقرات الحزب بعد ورود معلومات عن وجود السيد هاشم صفي الدين المرشح بديلًا للسيد حسن نصر الله وعدد من القادة، كما أن القصف وصل إلى أحد مراكز الإسعاف الخاص لحزب الله في قلب العاصمة بيروت، ناهيك عن الضربات التي تستهدف الجنوب وصور وصيدا والبقاع والعديد من المناطق اللبنانية الأخرى، الأمر الذي أسفر عن نزوح نحو مليون ونصف المليون مواطن لبناني من الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق الجنوب اللبناني.

وحتى الآن لا يستطيع أحد أن يتنبأ بإمكانية إيجاد تسوية سياسية للأوضاع في لبنان توقف الغارات وحروب الإبادة التي تجري حاليًا، ذلك أن إصرار "نتنياهو" على سيناريو إشعال المنطقة لا يزال هو الخيار الأرجح.

إن كافة التوقعات والتحليلات والمعلومات التي تتسرب عن خطة "نتنياهو"، والتي لا تزال مطروحة من شأنها أن تدفع المنطقة إلى أتون حرب واسعة لن تنطفئ نيرانها سريعًا، بل هي مرشحة للتمدد إلى خارج حدود منطقة الشرق الأوسط إذا ما تدخلت أطراف دولية وتورطت في هذه الحرب.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: إسرائيل لبنان مصطفى بكري إيران حزب الله نتنياهو حسن نصر الله هاشم صفي الدين فی المنطقة العدید من حزب الله

إقرأ أيضاً:

ما هي صواريخ إيران الفرط صوتية التي ترعب إسرائيل؟

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحًا بقليل بتوقيت القدس المحتلة فجر اليوم الأربعاء الموافق 18 يونيو/حزيران 2025، عندما انتبه المستوطنون الإسرائيليون من سكان حيفا -الذين لم يذق معظمهم النوم بسبب صفارات الإنذار المستمرة- إلى دوي يشبه دوي الرعد.

ما سمعوه في الحقيقة لم يكن إلا أحدث رشقة صواريخ إيرانية انطلقت لتخترق طبقات الغلاف الجوي بسرعة تقترب من 2 كيلومتر في الثانية الواحدة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"الجيل الخامس" يقود أخطر حرب لإيران ضد إسرائيلlist 2 of 2لماذا تطلق إيران صواريخها الباليستية ليلا؟end of list

أعلن التلفزيون الإيراني أن الصواريخ التي استخدمها الحرس الثوري لأول مرة هي صواريخ "فتّاح"، وأن هذه هي المرحلة الحادية عشرة من عملية الوعد الصادق 3، وأن الصواريخ هذه المرة "غير قابلة للاعتراض".

صاروخ فتاح الإيراني (الجزيرة)

 

بهذا كشفت وكالة تسنيم الإيرانية عن تصعيد نوعي في المواجهة بين إيران وإسرائيل مقارنةً بالغارات السابقة. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الصواريخ تتمتع بسرعات فائقة وقدرات تدميرية عالية، تُمكّنها من تجاوز أقوى منظومات الدفاع الجوي.

وفي بيان نقلته الوكالة، حذّر الحرس الثوري الإيراني من أن الضربات القادمة "ستشهد استخداما أوسع للصواريخ الفرط صوتية"، ليضع العالم أمام مشهد مفتوح على احتمالات التصعيد ما لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على الأراضي الإيرانية.

لذلك نحتاج البحث عن إجابات لأهم الأسئلة: ما هي الصواريخ الفرط صوتية؟ وما أنواعها؟ وما الذي يميزها عن منظومات الصواريخ الأخرى؟ وما نوعية ترسانة الصواريخ الفرط صوتية التي تملكها إيران؟

الصواريخ الفرط صوتية

تقنيا، يُعرَّف مصطلح "فرط صوتي" بأنه كل سرعة تتجاوز 5 ماخ (6125 كيلومترا في الساعة)، أي خمسة أضعاف سرعة الصوت. وعند هذه السرعات الهائلة، تفرض الفيزياء وقائع جديدة؛ أبرزها الحرارة الشديدة الناجمة عن اندفاع الصاروخ أو المركبة عبر طبقات الغلاف الجوي الكثيفة.

هذه الحرارة، إلى جانب قوى أخرى تتفرد بها بيئة الطيران الفرط صوتي، تضع مصممي تلك المركبات أمام تحديات هندسية ضخمة. فابتكار مركبات جوية قادرة على تحمل هذه الظروف يتطلب مواد تصنيع متطورة، وأنظمة دفع متقدمة، واستثمارات كبيرة.

إعلان

لذا، يظهر هنا سؤال مُلح: ما الذي يجعل الصاروخ "فرط صوتيا" فعلا؟

في البداية، ينبغي التأكيد أن السرعة وحدها ليست كافية لتعريف الصاروخ "الفرط صوتي".

فعلى مدى التاريخ، تجاوزت كثير من الصواريخ الباليستية حاجز 5 ماخ في إحدى مراحل رحلتها، وبعضها بلغ أكثر من 20 ماخ خلال الصعود أو العودة عبر الطبقات العليا للغلاف الجوي، مثل الصواريخ الباليستية الحديثة العابرة للقارات، التي تحلق غالبا بسرعات عالية. ومع ذلك، لا يصلح تصنيف الصواريخ الباليستية التقليدية كأسلحة "فرط صوتية" بالمفهوم الحديث.

 

حيث يكمن الفرق الجوهري في القدرة على المناورة، والزمن الذي يقضيه الصاروخ بسرعات فرط صوتية ضمن الغلاف الجوي. إذ يتفق كثير من الخبراء، مثل أعضاء تحالف الدفاع الصاروخي الأميركي والمجلس الروسي للعلاقات الدولية، على أن السلاح الفرط صوتي الحديث يجمع بين سرعة تتجاوز 5 ماخ وقابلية للمناورة الأفقية والعمودية أثناء الطيران الجوي.

هذه القدرة على المناورة تجعل اعتراض الصواريخ الفرط صوتية أصعب للغاية من اعتراض الصواريخ الباليستية ذات المسارات الثابتة.

أنواع الصواريخ الفرط صوتية

تنقسم الصواريخ الفرط صوتية إلى نوعين رئيسيين، يتميز كل منهما بخصائص واستخدامات محددة. أولهما صواريخ كروز الفرط صوتية، وهي تعمل بالطاقة طوال رحلتها، وتحافظ على سرعة فرط صوتية مستقرة غالبا على هوامش الغلاف الجوي.

وتتيح لها محركاتها المتطورة التحليق لمسافات طويلة على ارتفاعات منخفضة أو متوسطة، مع قابلية عالية للمناورة لتفادي منظومات الدفاع الجوي.

أما النوع الثاني فهو المركبات الانزلاقية الفرط صوتية، التي تُطلق غالبا من على رؤوس الصواريخ الباليستية، فترتفع إلى طبقات عالية من الغلاف الجوي، ثم تنفصل وتنزلق نحو الأرض بسرعات فرط صوتية.

وتكمن ميزتها في قدرتها على تغيير مسارها أثناء الطيران، مما يُعقّد من عملية اعتراضها، على خلاف الرؤوس الحربية التقليدية التي تتبع أقواسا متوقعة تُسهل من قدرة أنظمة الدفاع الجوي على استهدافها.

ما يميزها؟

بالنسبة لأي صاروخ باليستي تقليدي، حتى وإن تجاوز سرعة الصوت، فإن رادارات العدو ليست مضطرة إلى تتبعه بدقة لحظة بلحظة، بل يكفيها أن تراقب مساره لحظة انطلاقه ومن ثم تكون قادرة على التنبؤ بمساره، إذ إنه يظل ثابتا منذ لحظة الإطلاق ولا يتغير.

ينطلق الصاروخ في مسار قوسي واسع، يغادر طبقات الغلاف الجوي نحو الفضاء، ثم يعود ليخترق الغلاف الجوي من جديد قبل أن يصيب هدفه. هذا المسار المتوقع يتيح للرادارات المعادية حساب نقطة الاصطدام بدقة، ومن ثم تفعيل منظومات الدفاع وفق هذا التصور المسبق.

لذلك، فكما ذكرنا، فالسرعة وحدها ليست بطاقةَ دخولٍ إلى نادي الصواريخ الفرط صوتية. ما يميّز الأسلحة الفرط صوتية الحديثة هو قدرتها على الطيران المستمر المناور داخل الغلاف الجوي في منطقة مرتفعة أكثر من مدى صواريخ باتريوت، ومنخفضة أكثر من رادارات الإنذار المبكر، مع قدرة على تنفيذ مراوغات غير متوقّعة.

بذلك يصبح الصاروخ قادرا على تجاوز الصواريخ الدفاعية الاعتراضية بسرعة تفوقها، إلى جانب تخطي مناطق تغطية الرادارات المعادية، والالتفاف حول العوائق أيا كان نوعها سواء جبالا أو مباني أو غيرها.

إعلان

الميزة الثانية، وربما الأهم، أن الصاروخ الفرط صوتي يستطيع تغيير اتجاهه إلى مسارات منخفضة قريبة من سطح الأرض، محافظا على سرعته الهائلة. ونتيجة لذلك، فإن رادارات الإنذار المبكر المعادية لا تلتقط إشارات التحذير إلا قبل فترة وجيزة جدا من وصول الضربة، حتى يكاد الوقت بين اكتشاف الصاروخ وتفعيل الدفاعات الأرضية يكون أقصر من الزمن اللازم لوصول الصاروخ إلى هدفه، مما يجعل الاستجابة شبه مستحيلة تقريبا.

مع ذلك، يظل تطوير صواريخ فرط صوتية فعّالة من أعقد التحديات التقنية في التسليح الحديث. إذ يتطلب إنتاج مركبات قادرة على تحمل الحرارة الهائلة، والحفاظ على الاستقرار الهوائي ونقل حمولة فعالة، تقدما علميا وتجريبيا متواصلا.

ولهذا، وبعد عقود من البحث، لا تزال قلة من الدول تملك قدرات حقيقية أو تجريبية في هذا المجال، وهي تقتصر على أربعة دول هي روسيا والولايات المتحدة والصين وإيران.

صاروخ فتّاح 1

ذكرت إيران رسميا امتلاكها صاروخين يحققان معايير السلاح الفرط صوتي التي ذكرناها. وقد طورهما الحرس الثوري الإيراني بالاعتماد على تكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي تستخدم الوقود الصلب، مع تعديلات تمنحهما القدرة على المناورة والحفاظ على السرعات المرتفعة.

أول هذين الصاروخين، ويحمل اسم "فتّاح 1"، كُشف عنه في يونيو/حزيران 2023 كأول صاروخ فرط صوتي إيراني، وهو بداية دخول إيران لهذا النادي الحصري. وحسب التصريحات الإيرانية، يمكن لصاروخ "فتّاح 1" أن يصل إلى سرعات تتراوح بين 13 و15 ماخ، وبمدى يبلغ نحو 1400 كيلومتر.

ويُصنف بوصفه صاروخا باليستيا متوسط المدى مزودا بمركبة عودة مناورة، أي رأس حربي قادر على تعديل مساره بشكل موجّه أثناء التحليق.

يتكون الصاروخ من قسمين؛ الجزء الأول يتألف من محرك أساسي يبلغ طوله 10 أمتار، ويمتلك القدرة على دفع الصاروخ بسرعة فائقة داخل الغلاف الجوي وخارجه، وينفصل عن الرأس الحربي على مسافة مئات الكيلومترات من الهدف المنشود.

أما الجزء الثاني، الذي يبلغ طوله 3 أمتار و60 سنتمترا، فهو الجزء الذي يحمل الرأس الحربي الموجّه ويحتوي على محرك كروي وفوهة متحركة تمكنه من المناورة في كافة الاتجاهات.

وتبدأ مهمته بعد انفصال الجزء الأول أي قبل بلوغ المنطقة الخاضعة لتهديدات العدو، فيشرع بالدوران والمناورة ضمن مسار معقد في اتجاهات وارتفاعات مختلفة للإفلات من منظومات الدفاع الجوي.

ويعتمد الصاروخ في التوجيه على نظام الملاحة بالقصور الذاتي مع إمكانية التحديث عبر الأقمار الاصطناعية، كما هو الحال في العديد من الصواريخ الإيرانية الحديثة، ويتيح ذلك تصحيح المسار أثناء الطيران.

يتميز صاروخ "فتّاح 1" بأنه يعمل بالكامل بالوقود الصلب، مما يمنحه ميزة سرعة التحضير للإطلاق مقارنة بصواريخ الوقود السائل. وتظهر التسجيلات الرسمية لحظة الكشف عن الصاروخ بحضور قيادات الحرس الثوري والرئيس الإيراني في يونيو/حزيران 2023، مع الإشارة إلى إجراء تجارب طيران له في وقت سابق من العام نفسه.

وبحسب التسلسل الزمني الرسمي، أُعلن عن تطوير "فتّاح 1" أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 خلال فعالية بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة العميد حسن طهراني مقدم، الذي يُعرف اليوم بأنه أبو البرنامج الصاروخي الإيراني.

وقد صُوِّر الصاروخ في الإعلام الإيراني كقفزة نوعية في تكنولوجيا الصواريخ، مع التأكيد على أنه موجّه بدقة "ولا يمكن تدميره بصاروخ آخر" بفضل قدرته على المناورة على ارتفاعات ومسارات متغيّرة. كما تدّعي إيران أن بإمكانه تجاوز أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورا في الولايات المتحدة وإسرائيل.

The domestically-developed hypersonic missile "Fattah", #Iran IRGC's most recent achievement, was unveiled on Tuesday morning (June 6) in the presence of President Ebrahim Raisi. pic.twitter.com/wzwUTRR3ez

— IRNA News Agency (@IrnaEnglish) June 6, 2023

إعلان صاروخ فتّاح 2

أعلنت إيران أيضا عن إصدار متطور يحمل اسم "فتّاح 2″، وكشفت عن هذا الطراز في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 خلال معرض القوة الجوفضائية للحرس الثوري بحضور المرشد الأعلى علي خامنئي. وخلال مراسم الكشف عنه، شدد المسؤولون الإيرانيون على أن "فتّاح 2" منتج محلي بالكامل وإنجاز تقني فريد.

تشير التقارير الرسمية وآراء المحللين إلى أن الهيكل الخارجي للصاروخ يشبه النسخة الأصلية منه، لكن الحرس الثوري أعاد تصميم رأسه الحربي ليغدو رأسا انزلاقيا مزودا بمحرك صغير مستقل. بهذا يصبح صاروخ "فتّاح 2" منظومة ذات مرحلتين: الأولى عبارة عن معزز دفع صلب مشابه للمستخدم في نسخة "فتّاح 1″، والثانية رأس حربي متخصص فرط صوتي ينفصل بعد الإطلاق وينزلق بسرعة عالية نحو الهدف.

وتفيد المعطيات المتاحة بأن الرأس الحربي في صاروخ "فتّاح 2" مزود بمحرك صاروخي صغير يعمل بالوقود السائل في قاعدته، ويمنح الرأس دفعة أخيرة فور الانفصال، ثم يواصل انزلاقه بسرعات فرط صوتية عبر الغلاف الجوي.

إيران تقول إنه بإمكان صاروخ فتاح 2 التغلب على أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا (الصحافة الإيرانية)

 

وبهذا، يصبح من النوع الثاني الذي ذكرناه "المركبات الانزلاقية الفرط صوتية"، وهي مركبة تُطلق عبر صاروخ، ثم تنفصل لتناور وتنزلق بسرعة تتجاوز 5 ماخ.

ولا تتوافر حتى الآن بيانات رسمية كثيرة عن الأداء الميداني لصاروخ "فتّاح 2″، غير أن بعض المحللين، استنادا إلى تصريحات إيرانية، يقدّرون سرعة الرأس الحربي أثناء مرحلة الانزلاق بما يتراوح بين 5 و10 ماخ، وتشير بعض التحليلات الأخرى إلى أن رقم "10 ماخ" ظهر في بعض المصادر، لكن من غير الواضح كم يدوم الحفاظ على هذه السرعة. لكن الواضح أنه صُمم ليحلق دائما بسرعات تتجاوز 5 ماخ.

أما المدى، فقد ألمحت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن النسخة الجديدة قد يتخطى مداها النسخة الأصلية البالغ 1400 كيلومتر ليصل إلى حدود 1500 إلى 1800 كيلومتر، رغم وجود تقديرات مستقلة ترى أن المحرك لم يتغير جوهريا، مما يرجح بقاء المدى قريبا من 1400 كيلومتر.

يستمر نظام التوجيه في هذه النسخة أيضًا بالاعتماد على الملاحة بالقصور الذاتي مع إمكانية تحديث المسار، ويحمل الرأس الحربي شحنة تقليدية مماثلة لتلك المستخدمة في "فتّاح 1".

وتكمن ميزة "فتاح 2" الجوهرية في رأسه الحربي الانزلاقي القادر على المناورة، مما يسمح بتغيير المسار خلال الهبوط، وضرب الأهداف من اتجاهات غير متوقعة وبسرعة عالية. هذا النوع من الرؤوس الحربية يشكل تحديا ضخما أمام منظومات الدفاع الصاروخي، لأنه لا يتبع مسارا باليستيا تقليديا يمكن التنبؤ به.

وفي أبريل/نيسان 2024، وفقًا لمعلومات نشرتها قناة "برس تي في" الإيرانية الرسمية، نجح الحرس الثوري الإيراني في استخدام صاروخ "فتّاح 2" عمليا حين استهدف بنجاح بنى تحتية عسكرية إسرائيلية حساسة.

وأكدت شبكة "إيه بي سي نيوز"، نقلا عن مسؤول أميركي، أن الضربة أصابت قاعدتين جويتين في إسرائيل، وتعرضت قاعدة "نيفاتيم" الجوية لأضرار كبيرة. وشملت الأهداف بنية تحتية حيوية، من بينها طائرة نقل عسكرية ومدرج للطائرات ومنشآت تخزين.

وبالنظر إلى المستقبل، من المرجح أن تواصل إيران مساعيها لتطوير صواريخها الفرط صوتية وسط تقارير تشير إلى توجهات نحو إصدارات بمدى أطول يتجاوز 1400 كيلومتر أو برؤوس حربية أثقل وزنا. كما قد تسعى إلى دمج أنظمة توجيه متطورة أو تطبيق تقنيات تصغير حديثة بهدف رفع كفاءة الأداء وتحسين قدرات المناورة والدقة في إصابة الأهداف.

في النهاية، هل ستحسم الصواريخ الفرط صوتية الحرب؟ الإجابة ستكون لا على الأرجح، فالحروب تُخاض بالتحالفات واللوجستيات، والتوقيت قد يكون أهم العوامل! فهذه الصواريخ ستحدد إيقاع الحرب لأن الإسرائيليين، الذين كان لديهم ساعات في السابق لتوقع أي تهديد أو الرد عليه، صاروا يحتاجون إلى دقائق، والآن قد لا تسعفهم الثواني.

مقالات مشابهة

  • إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهدافها؟
  • الاستراتيجي والعاطفي في التعامل مع الحرب الإيرانية الإسرائيلية
  • الحروب في المنطقة قبل إيران وبعدها
  • قيادي بـ«مستقبل وطن»: استهداف إيران يُدخل المنطقة في نفق مظلم.. ويؤكد: مصر تسعى لكبح جماح الحرب الشاملة
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • الحوثيون: إذا تورط الأمريكي في الهجوم على إيران مع إسرائيل سنستهدف سفنه وبوارجه بالبحر الأحمر
  • حلفاء ترامب الخليجيون يسابقون الزمن لتجنب الحرب الشاملة في إيران
  • سحب عشرات الطائرات العسكرية الأمريكية من قاعدة العديد في قطر
  • كتائب حزب الله العراقية تتوعد ترامب إذا ضرب إيران: ستخسر كل التريليونات التي تحلم بها
  • ما هي صواريخ إيران الفرط صوتية التي ترعب إسرائيل؟