بصمات عدنية تواصل إحياء دار المسنين وسط انهيار الوضع الاقتصادي
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
خدمات متواصلة ودعم مجتمعي سخي دون انقطاع ما زال يُحيي دار المسنين في العاصمة عدن التي أنشأتها مؤسسة الأم تريزا في العام 1953م، أكثر مساحة هادئة للعجزة بعيداً عن صخب الحياة.
رغم الوضع الاقتصادي المنهار والغلاء المعيشي الفاحش وانهيار الريال اليمني، يعيش المسنون في دار العجزة بمديرية الشيخ عثمان في حالة ممتازة وسط رعاية فائقة سواء من طاقم العمل أو المبادرات والمساهمات المجتمعية من جهة والتجار من جهة أخرى.
أمن وأمان الدار لم يغب من المشهد العدني فعقب مجزرة 2016 التي قُتلت فيها أربع راهبات كاثوليكيات بعد هجوم مسلح لتنظيمات إرهابية تبنت المجزرة، تمركزت قوات عدن والحزام الأمني في الدار بشكل متواصل لحمايته والنزلاء والطاقم وسط رعاية أمنية عالية.
وقال علي عيدروس مدير دار المسنين، إن الوضع في الدار مستقر جدا، وكل الأشياء الأساسية متوفرة من طعام وشراب وملابس، حتى متابعة صحة النزلاء وإجراء العمليات المجانية إن لزم الأمر كل ذلك وأكثر وسط طاقم يرعى كبار السن بشكلٍ متناوب.
وأشاد بالمساهمات العدنية من كل فئات الشعب الفردية والجماعية والدعم السخي الذي يستقبله الدار والزيارات المتواصلة رحمة بالمسنين هي المحرك الأول للدار واستمراره حتى اللحظة.
وفي مارس المنصرم احتفى عدد من نشطاء المجتمع المدني بعيد الأم الذي يصادف الـ21 من مارس كل عام بزيارة ميدانية إلى الدار في زيارة رعتها مؤسسة بيت النور وشارك بها 15 ناشطًا في المجتمع المدني من ست محافظات يمنية.
لم تقتصر الزيارات على الكبار والبالغين فحتى روضات الأطفال تكفلت اداراتهم بزيارات متواصلة للدار والمكوث مع المسنين وسط أحاديث طويلة ولعب مع هدايا رمزية تدخل في كل مرة الفرحة على قلوبهم بعد أن هجرهم أهلهم وذووهم.
ورغم زيارة بعض الاقارب لبعض المسنين إلا أن بعضهم لا يُعرف أقاربهم فقد وُجدوا مرميين في الشوارع، والبعض الآخر بعد أن تركهم ذووهم في الدار لم يعودوا لزيارتهم.
إحدى زائرات الدار، علياء أحمد، تخبر "نيوزيمن" عن مدى الانسجام بين النساء المُسنات وكادر العمل المؤلف من عدد من النساء والفتيات، ومدى الاهتمام واللطف والمعاملة الحسنة.
وتبادر المسنات بالتصريح عن حبهن لكل من يهتم بهن بالدار حيث إن البعض طريح الفراش ويشكل عبئا كبيرا على كادر العمل.
ويعاني بعض المسنين من أمراض مزمنة، وكذا من الخرف والنسيان، نظراً لكبر سنهم، فيما تلتزم الدار بتقديم الرعاية للمسنين ولو استلزم ذلك نقلهم لمشافٍ خاصة رغم أنه لا يوجد أي دعم حكومي.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
لرفع مستوى الامتثال وتثبيت قواعد الحوكمة.. “الموارد البشرية” تُنفّذ 411 ألف زيارة رقابية خلال الربع الأول من 2025
كشفت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن تنفيذ فرقها الرقابية أكثر من 411 ألف زيارة رقابية خلال الربع الأول من عام 2025، واستهداف أكثر من 250 ألف زيارة لبرامج التوطين، أسفرت عن ضبط 115,278 مخالفة، وتوجيه أكثر من 46 ألف إنذار، في وقت بلغ فيه معدل جودة الرقابة 93.65%، متجاوزًا النسبة المستهدفة
وأوضحت الوزارة أنها تعاملت خلال الفترة ذاتها مع 14,657 بلاغًا و13,611 اعتراضًا، ضمن آليات تضمن العدالة والاستجابة السريعة، وتعزز الثقة في منظومة الرقابة، مواصلة تعزيز حضورها الميداني في سوق العمل، عبر أدوات رقابية ذكية ومنهجيات استباقية، أسهمت في رفع مستوى الامتثال، وتثبيت قواعد الحوكمة في المنشآت.
وعلى مستوى الكوادر البشرية، واصلت الوزارة تمكين فرقها الميدانية معرفيًا ومهنيًا، فيما نفّذت 53 برنامجًا تدريبيًا متخصصًا، استفاد منها أكثر من 1,330 مراقبًا ومراقبة، إلى جانب تنظيم لقاءات “الساعات الحوارية” التي جمعت 314 مراقبًا لتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم المهنية.
وأصدرت الوزارة 7 تعاميم رقابية وتنظيمية، تهدف إلى توحيد الإجراءات، وتحديد مرجعيات الضبط، بما يضمن تقليص التباين ورفع مستوى الالتزام الميداني.
وفي إطار التطوير المؤسسي المتواصل حصلت وكالة الرقابة وتطوير بيئة العمل على شهادة ISO-9001 في الجودة الإدارية نتيجة دمجها لأدوات رقابية تقنية، شملت منصة “تمام”، وبرنامج “حماية الأجور”، ومنصة “تشارك”، وبرنامج “مواءمة”، الذي يُعد من أبرز المبادرات المؤهلة للمشاركة في جوائز الأمم المتحدة للخدمات العامة 2026.
وتُظهر البيانات الرقابية الصادرة عن الوزارة أن نسبة امتثال منشآت القطاع الخاص لقرارات التوطين تجاوزت 94%، مما يعكس التفاعل الإيجابي من المنشآت مع السياسات التنظيمية، فيما تُعد هذه الأرقام مؤشرًا مباشرًا على تحسّن بيئة العمل في المملكة، واستقرار العلاقة التعاقدية، ونجاح الوزارة في ضبط التوازن بين الحزم في الرقابة والدعم في التمكين.
يذكر أن معدل البطالة بين السعوديين سجّل انخفاضًا إلى 6.3% خلال الربع الأول من 2025، في أدنى مستوى تاريخي له، ضمن نتائج تعكس فاعلية نهج الوزارة في تنظيم سوق العمل وضمان امتثاله، وفق مسار منسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، وسعيها المستمر نحو سوق عمل تنافسي، منظم وجاذب للكفاءات الوطنية، وقائم على الإنتاجية والاستدامة.