طهران- في ظل تزايد الحديث عن ضربة إسرائيلية محتملة على المنشآت النفطية في إيران، عاد إلى الواجهة الحديث عن صناعة النفط والغاز التي تكتسي أهمية إستراتيجية في إيران.

وفي وقت تعد إيران من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للنفط والغاز، فإن العقوبات الدولية المفروضة عليها أثرت بشدة على هذا القطاع الحيوي.

ورغم ذلك، تستمر إيران في إنتاج النفط والغاز عبر (أساطيل الظل) لتجاوز العقوبات الأميركية، إذ يعتمد اقتصادها بشكل كبير على صادرات الطاقة.

توقعات بارتفاع الأسعار

ويقول الخبير في شؤون النفط والغاز، حميد رضا شكوهي إن تركيا والعراق أهم مستوردي الغاز الإيراني وهذا يظهر أهمية الأمر، بالإضافة إلى أن الغاز يعد أهم عنصر طاقة في إيران على مستويات الاستهلاك المنزلي والمصانع ومحطات الكهرباء.

ويضيف شكوهي، في حديث للجزيرة نت، أن ما يقارب نصف حجم إنتاج النفط في إيران يتم تصديره وأغلبه إلى الصين وبالتالي استهداف النفط الإيراني وإخراج أكثر من 1.5 مليون برميل نفط من الأسواق يؤثر على الأسعار العالمية.

من جهة أخرى، رأى أن أي استهداف للنفط والغاز الإيراني سيؤثر سلبا على مضيق هرمز الذي يمر منه حجم كبير من نفط دول الخليج المصدّر وهذا أمر مهم للغاية.

وأوضح شكوهي أن جزءا من نفط إيران في داخل البلاد يتم تحويله في المصافي إلى بنزين وديزل ويتم استهلاكه داخليا، وهذا سيتأثر بالطبع في حال وجهت إسرائيل ضربة إلى القطاع.

ونوه بأن محطات الطاقة في إسرائيل ضمن بنك أهداف إيران، ففي حال استهدفت تل أبيب النفط والغاز الإيراني من المتوقع أن ترد عليها طهران بالطريقة ذاتها، وتوقع أن هذا الأمر يجعل إسرائيل تعيد حساباتها.

1- حجم إنتاج النفط في إيران

وحسب وزارة النفط الإيرانية، فإنه مع وجود أكثر من 160.12 مليار برميل من النفط، تعد إيران المالك الثالث لاحتياطيات النفط الخام في منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).

ووفق إحصائيات شركة بريتيش بتروليوم فإن إيران تحتل المركز الرابع بين أكبر الدول من حيث احتياطيات النفط في العالم بعد فنزويلا والسعودية وكندا.

2- الإنتاج اليومي للنفط في إيران

قبل العقوبات الأميركية التي أعيد فرضها عام 2018، كانت إيران تنتج نحو 3.8 ملايين برميل يوميا، وفق تقرير لوكالة الطاقة الدولية، لكن بعد تشديد العقوبات مجددًا، انخفض الإنتاج بشكل ملحوظ ليصل إلى حوالي 2.6 مليون برميل يوميا في عام 2023.

ووفق آخر تقرير للوكالة، فإن إنتاج إيران في أغسطس/آب 2024 بلغ نحو 3.42 ملايين برميل يوميا.

3- أهم حقول النفط

نستعرض هنا أهم حقول النفط في إيران:

حقل الأهواز: الحقل النفطي الأكبر في إيران، ينتج نحو 800 ألف برميل يوميا، ويقع في مدينة الأهواز جنوب غربي إيران، واكتُشف عام 1958 على يد شركة النفط المشتركة آنذاك بين إيران وإنجلترا. حقل كجساران: يعد ثاني أكبر حقل نفط في إيران، بعد حقل الأهواز، ويحتوي على 52 مليار برميل من الاحتياطيات الموجودة و23 مليار برميل من الاحتياطيات القابلة للاستخراج.

تم إنشاء هذا الحقل عام 1939 من قبل شركة النفط الإيرانية البريطانية، وينتج 480 ألف برميل نفط خام يوميا، ويقع جنوب غربي إيران كذلك، على بُعد 200 كيلومتر من مدينة الأهواز.

حقل مارون: يعد حقل نفط مارون ثالث أكبر حقل نفط في إيران حيث يضم حوالي 46 مليار برميل من احتياطي النفط الخام، وفي عام 1963 اكتشفت الشركة الإيرانية لاستكشاف وإنتاج النفط حقل مارون النفطي.

وينتج الحقل ما معدله 52 ألف برميل من النفط الخام يوميا، ويقع في مدينة الأهواز أيضا جنوبي غربي البلاد.

حقل آزادكان: يقع حقل آزادكان النفطي في مدينة دشت آزادكان المحاذية لمدينة الأهواز، ويعد رابع أكبر حقل نفط في إيران حيث يحتوي على 23 مليار برميل من احتياطي النفط الخام. حقل آغاجاري: يقع حقل آغاجاري النفطي في مدينة آغاجاري قرب مدينة الأهواز، ويعد خامس أكبر حقل في إيران حيث يحتوي على حوالي 28 مليار برميل من احتياطي النفط الخام.

وفي عام 1936، تم إثبات وجود احتياطيات اقتصادية من النفط والغاز في هذا الحقل من قبل شركة النفط الإيرانية البريطانية، وبلغ إنتاج النفط الخام من حقل آغاجاري عام 1976 أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام، لكن مع مرور الوقت انخفض إنتاجه، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لهذا الحقل حاليا من النفط الخام في المتوسط 170 ألف برميل يوميا.

4- أهم حقول الغاز

1- حقل فارس الجنوبي: يعد أكبر حقل للغاز في العالم، ويقع في منطقة الخليج وهو مشترك مع قطر، ويقع 33% منه في المياه الإقليمية لإيران (محافظة بوشهر) وقطر بحوالي 67%.

ويقدر حجم احتياطي الغاز الطبيعي في حقل فارس الجنوبي (الذي يطلق عليه في قطر وفي البلدان العربية حقل غاز الشمال) بنحو 51 تريليون متر مكعب، ويقدر احتياطيه القابل للاستخراج بـ36 تريليون متر مكعب، ويتم استخراج ما متوسطه نحو 1.2 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي يوميا حاليا من هذا الحقل.

ويبلغ احتياطي الجزء الإيراني من الحقل 13.3 تريليون متر مكعب من الغاز في الموقع و19 مليار برميل من مكثفات الغاز (يمكن استخراج 9 مليارات برميل منها)، كما يحتوي على 50% من احتياطي الغاز الإيراني و8% من احتياطي الغاز العالمي.

2- حقل فارس الشمالي: يقع حقل فارس الشمالي للغاز على بُعد 120 كيلومترا جنوب شرق مدينة بوشهر في المياه الخليجية، ويبلغ احتياطي الحقل 59 تريليون قدم مكعبة.

3- حقل كيش: يقع هذا الحقل على بُعد 30 كيلومترا شرق جزيرة لاوان، في مياه الخليج، ويبلغ حجم الغاز المتوقع بالحقل نحو 48 تريليون قدم مكعبة بمعامل استرجاع 75% ويقدر حجم مكثفات الغاز في الوضع المتوقع بنحو 514 مليون برميل.

5- محطات إنتاج النفط والغاز مجمع فارس الجنوبي للغاز: يضم عدة مراحل تطوير، وهو مسؤول عن الجزء الأكبر من إنتاج الغاز في إيران. منشآت كارون: تشمل مجموعة من محطات الإنتاج التي تدير الحقول الرئيسية في محافظة خوزستان المعروفة عربيا بالأهواز. محطة عبّادان: واحدة من أقدم محطات إنتاج النفط في إيران، ولا تزال تلعب دورا رئيسيا في الإنتاج رغم قدمها. 6- منشآت التكرير

تمتلك إيران مجموعة من المصافي الإستراتيجية التي تسهم في تحويل النفط الخام إلى منتجات نهائية مثل البنزين والديزل، وهي كالتالي:

مصفاة عبادان: تعد الأقدم في الشرق الأوسط ومن الأقدم في العالم، تم تأسيسها عام 1912 بعد 3 سنوات من العمل على يد شركة النفط الإيرانية البريطانية، وتبلغ طاقتها الإنتاجية حوالي 500 ألف برميل يوميا. مصفاة أصفهان: إحدى المصافي الكبرى، تنتج حوالي 375 ألف برميل يوميا. مصفاة بندر عباس: بطاقة إنتاجية تصل إلى نحو 350 ألف برميل يوميا. مصفاة طهران: بطاقة إنتاجية تبلغ حوالي 250 ألف برميل يوميا. 6- الاحتياطيات المؤكدة

تبلغ احتياطيات إيران من الهيدروكربونات السائلة القابلة للاستخراج (النفط الخام والمكثفات وسوائل الغاز) 160.12 مليار برميل حتى عام 2019.

وتبلغ الاحتياطيات القابلة للاستخراج من الغاز الطبيعي نحو 34 تريليون متر مكعب، وفق آخر تقرير لوزارة النفط والغاز الإيرانية.

في المقابل -وبحسب تقرير لمنظمة أوبك- تحتل إيران المرتبة الثانية بعد روسيا باحتياطيات تبلغ 33.72 تريليون متر مكعب.

وبحسب إحصائيات شركة "بي بي"، فإن إيران تحتل المرتبة الأولى في العالم باحتياطيات تبلغ 33.5 تريليونا (17.96% من الاحتياطيات العالمية).

ووفقا لإحصائيات شركة بريتيش بتروليوم، تمتلك إيران أيضا 9.3% و19.5% من احتياطيات النفط التقليدية في العالم والشرق الأوسط على التوالي.

ولأنها تقع في منطقة غنية بالنفط، فإنها تحتل مكانة مهمة في العالم باعتبارها أكبر حائز على النفط من إجمالي الموارد الهيدروكربونية من النفط والغاز التقليدي.

تحديات

وتسببت العقوبات المفروضة على إيران في تقليص القدرة الإنتاجية وتراجع الاستثمارات الأجنبية، مما أدى إلى صعوبة في تحديث الحقول القديمة والبنية التحتية.

ورغم العقوبات المشددة، تواصل إيران تصدير النفط بطرق عديدة، حيث تعتمد على أساطيل الظل لنقل الخام، باستخدام ناقلات نفط تغير أعلامها أو تغلق أنظمة التعقب الخاصة بها، ما يجعل تتبع الصادرات الإيرانية أمرًا صعبًا.

أما بخصوص الأسواق الرئيسية للنفط الإيراني فإنه وعلى الرغم من الحظر، تستمر إيران في تصدير كميات من النفط إلى الصين وبعض الدول الآسيوية الأخرى، لكن بحجم أقل من قدرتها الكاملة.

وحسب وكالة (مهر) الإيرانية، فإن تحليل الإحصاءات الجمركية الإيرانية يظهر أن قيمة صادرات النفط منذ مارس/آذار حتى سبتمبر/أيلول الماضيين بلغت ما يعادل 23.2 مليار دولار، رغم الحظر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات النفط الإیرانیة ألف برمیل یومیا الغاز الإیرانی النفط الإیرانی ملیار برمیل من النفط فی إیران النفط والغاز نفط فی إیران ملیون برمیل إنتاج النفط النفط الخام من احتیاطی شرکة النفط هذا الحقل فی العالم أکبر حقل فی مدینة الغاز فی من النفط إیران فی حقل نفط

إقرأ أيضاً:

تراجع النفط إلى ما دون 65 دولارا نعمة للمستهلكين وعبء على المنتجين

لندن"أ ف ب": تتسبب رسوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمركية ودعوته إلى مواصلة استخراج النفط وقرار "أوبك بلاس" زيادة حصص الإنتاج إلى تراجع أسعار الخام بشكل غير مسبوق منذ وباء كوفيد.

وبينما يعد الأمر إيجابيا بالنسبة للمستهلكين إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للمنتجين، بحسب محللين.

ويبلغ حاليا سعر برميل خام برنت بحر الشمال المرجعي على المستوى الدولي أقل من 65 دولارا، أي أقل بكثير من عتبة 120 دولارا التي بلغها في 2022 بعد غزو روسيا التي تعد منتجا رئيسيا للنفط، لأوكرانيا.

وساهم انخفاض أسعار النفط في تراجع عالمي في معدلات التضخم بينما دعم النمو في بلدان تعتمد على استيراد الخام، على غرار معظم أجزاء أوروبا.

وعلى سبيل المثال، تراجع مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة بنسبة 11,8 في المئة من عام لآخر في أبريل.

وقال خبير الاقتصاد لدى "مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال" البريطاني Cebr بوشبن سينغ إن تراجع أسعار الخام "يزيد مستوى الدخل المتاح" الذي ينفقه المستهلكون على "الكماليات" مثل الترفيه والسياحة.

وتراجع سعر برميل خام برنت بأكثر من عشرة دولارات مقارنة مع ما كان عليه قبل عام، ما أدى إلى تراجع كلفة مختلف أنواع الوقود المشتقة مباشرة من النفط. وقال سينغ لفرانس برس إن ذلك يساعد في خفض تكاليف النقل والتصنيع التي يمكن أن تساعد، على الأمد المتوسط، في خفض أسعار السلع الاستهلاكية بشكل أكبر.

لكنه لفت إلى أنه بينما يعد تراجع أسعار الخام نتيجة جزئية لسياسات ترامب التجارية، فإن توقع التأثير الصافي على التضخم يبقى صعبا في ظل زيادات محتملة في تكاليف مدخلات أخرى، مثل المعادن.

وأضاف سينغ أنه في الوقت ذاته، "يمكن للنفط الأقل ثمنا أن يجعل مصادر الطاقة المتجددة أقل تنافسية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تباطؤ الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة".

منتجو النفط

وقال المسؤول عن استراتيجية السلع الأساسية لدى "بنك ساكسو" أوله هانسن إنه مع تراجع الأسعار فإن الجهات الخاسرة بلا شك هي البلدان المنتجة للنفط "خصوصا المنتجين ذوي التكلفة العالية المجبرين بناء على الأسعار الحالية الأقل على تخفيف الإنتاج في الأشهر المقبلة".

وقال المحلل لدى "رايستاد إنرجي" خورخي ليون إن بلوغ سعر برميل النفط 60 دولارا أو أقل "لن يكون أمرا رائعا بالنسبة لمنتجي النفط الصخري" أيضا.

وأوضح لفرانس برس أن "تراجع أسعار النفط سيضر بالتنمية لديهم". وأعلنت بعض الشركات التي تستخرج النفط والغاز الصخريين بالفعل عن خفض الاستثمار في حوض برميان الواقع بين تكساس ونيو مكسيكو.

أما بالنسبة لتحالف أوبك بلاس النفطي بقيادة السعودية وروسيا، فتتباين القدرة على التكيف مع الأسعار المنخفضة بشكل كبير.

ويشير ليون إلى أن السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت لديها احتياطات نقدية تتيح لها الاستدانة بسهولة لتمويل مشاريع اقتصادية متنوعة.

وتوقع هانسن أن "الرابحين على المدى الطويل من المرجح أن يكونوا كبار منتجي أوبك بلاس، خصوصا في الشرق الأوسط، في وقت يستعيد هؤلاء حصصا في السوق خسروها منذ العام 2022 عندما شرعوا في خفض طوعي للإنتاج".

بدأت المجموعة التي تضم 22 بلدا سلسلة إجراءات لخفض الإنتاج عام 2022 لدعم أسعار الخام، لكن السعودية وروسيا وستة بلدان أخرى منضوية في التحالف فاجأت الأسواق مؤخرا عبر زيادة الإنتاج.

وأعلنت البلدان المنضوية في التحالف السبت عن زيادات ضخمة في إنتاج الخام لشهر يوليو مع 411 ألف برميل يوميا.

ويفيد محللون بأن الزيادات هدفت على الأرجح إلى معاقبة أعضاء أوبك الذين فشلوا في الإيفاء بحصصهم، لكنها تأتي بعد ضغوط من ترامب لخفض الأسعار.

ويؤثر الأمر مباشرة على بلدان مثل إيران وفنزويلا اللتين يعتمد اقتصاداهما بشكل كبير على عائدات النفط.

كما تضر بيئة حيث الأسعار منخفضة بنيجيريا التي تعد قدرتها على الاستدانة أكثر محدودية، على غرار أعضاء آخرين في أوبك بلاس، بحسب الخبراء.

لكن غويانا غير المنضوية في أوبك والتي سجّلت مزيدا من النمو في السنوات الأخيرة بفضل اكتشاف النفط، تواجه خطر تباطؤ اقتصادها.

مقالات مشابهة

  • الوزير الشيباني: اتفقنا على متابعة توريد الغاز القطري عبر الأردن، والتفاهم على تعزيز التعاون في مجالي النفط والغاز، كما جرى الاتفاق على إعادة تفعيل الشركة القطرية السورية القابضة لتكون منصة حقيقية للاستثمار
  • النفط يرتفع بفعل مخاوف جيوسياسية ونزول الدولار
  • صادرات النفط الليبية لأميركا بلغت 86 ألف برميل يوميًا
  • قواطر النفط تنطلق إلى عدن… هل تنقذ الكهرباء من الانهيار؟
  • خلال اسبوع.. استهلاك7.01 مليار قدم مكعب من الغاز و74,527 برميل نفط خام
  • مؤسسة النفط: أكثر من 1.3 مليون برميل إنتاج الخام خلال 24 ساعة
  • أوبك+ تقر زيادة جديدة في الإنتاج بـ411 ألف برميل يوميا خلال يوليو
  • مصر تستهدف رفع إنتاج حقول الغاز لسد احتياجاتها من الطاقة.. وخبراء يعلقون
  • تراجع النفط إلى ما دون 65 دولارا نعمة للمستهلكين وعبء على المنتجين
  • تراجع النفط إلى 65 دولارا عبء على المنتجين