بوابة الوفد:
2025-05-26@02:24:10 GMT

الخطر الحقيقى فى التصعيد

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

إن اندلاع حرب شاملة بين إيران وإسرائيل قد يؤدى إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو نقطة الاختناق الأكثر أهمية لنقل النفط فى العالم، والذى تمر عبره ربع النفط الخام الذى تنقله ناقلات النفط. وسوف يكون هذا بمثابة ضربة قوية للاقتصاد العالمى. ولكن إذا ما حُشرت إيران فى الزاوية وتقلصت قدرتها التصديرية إلى أنقاض مشتعلة، فقد تغلق المضيق فى عمل من أعمال الانتقام.

ويقال إن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة رفضتا فتح مجالهما الجوى أمام الطائرات الإسرائيلية والأمريكية التى شاركت فى قصف إيران فى إبريل الماضى. ولا شك أن كلاً منهما سوف يرى أن من الحكمة أن يفعل ذلك مرة أخرى. فالحرب ليست وسيلة مقبولة أو محتملة لحل النزاعات الدولية. ومن الأفضل إسكات البنادق فى مناطق المعارك فى المنطقة واللجوء إلى الدبلوماسية. 
عندما قال جو بايدن الأسبوع الماضى إن إدارته «تناقش» خططًا إسرائيلية محتملة لمهاجمة صناعة النفط الإيرانية ردًا على هجوم الصواريخ الباليستية الإيرانية، ترك ذلك العالم فى حالة من الذهول. ولا سيما لأن السيد بايدن لم يرفض هذه الخطط بشكل مباشر، بالطريقة التى فعلها فى اليوم السابق فيما يتعلق بضربة محتملة على المواقع النووية الإيرانية. فقفزت أسعار النفط بنسبة 10٪، على الرغم من تراجع الرئيس الأمريكى عن التصريح فى اليوم التالى.
وقد لا تؤدى الضربات الإسرائيلية الموجهة إلى مجمعات المصافى إلى أكثر من كسب التصفيق المحلى. كما أن قصف جزيرة خرج، قلب عمليات تصدير النفط الإيرانية، من شأنه أن يشل اقتصادها. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة قد تؤدى أيضاً إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية وقد تؤثر على المستهلكين الأميركيين قبل أسابيع فقط من الانتخابات الحاسمة.
لقد فشلت العقوبات التى فرضتها واشنطن فى كبح جماح صادرات النفط الإيرانية، ويرجع هذا إلى حد كبير إلى استعداد الصين لتحدى واشنطن. ومع شراء بكين لنحو 90% من النفط الخام الإيرانى، فإن الهجوم الإسرائيلى على المنشآت الإيرانية من شأنه أن يخلف عواقب غير مؤكدة. ويكمن الخطر الحقيقى فى التصعيد، مما قد يؤدى إلى جر الصين إلى الصراع وإعادة تشكيل ديناميكيات الشرق الأوسط لسنوات.
من الصعب التنبؤ بنتائج مثل هذا الصراع. وعواقب الغزو الأميركى للعراق بمثابة تذكير بأن الأعمال المزعزعة للاستقرار غالباً ما تدعو القوى الخارجية إلى التدخل فى الشرق الأوسط. فى نهاية المطاف، سيتوقف تأثير الهجوم الإسرائيلى على رد إيران وكيفية رد فعل كبار منتجى النفط العالميين على الصدمة النفطية المحتملة. يمكن للصين تعويض خسارة 1.5 مليون برميل يوميًا من النفط الإيرانى من خلال اللجوء إلى المملكة العربية السعودية، التى لديها طاقة إنتاجية احتياطية وفيرة. ومع ذلك، فإن الرياض، بعد أن أعادت مؤخرًا العلاقات مع طهران، حذرة بشأن الانجرار إلى صراع بين إسرائيل وإيران. سعت المملكة إلى تحسين العلاقات مع طهران بعد أن أدت حربها المكلفة مع الحوثيين إلى هجوم مدمر بطائرات بدون طيار إيرانية على منشآتها النفطية. أدى الهجوم، الذى تجاوز دفاعات صواريخ باتريوت الأمريكية، إلى خفض إنتاج النفط فى الرياض مؤقتًا إلى النصف.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود المملكة العربية السعودية الإمارات العربية المتحدة

إقرأ أيضاً:

الميراث.. "قصة حزينة"

فجرت قضية سرقة المربية ذائعة الصيت فى مجال التعليم الدكتورة نوال الدجوي، أزمة مجتمعية بالغة التعقيد يكون فيها الميراث اللاعب الرئيسي فى المشهد بشكل عام، ورأينا كيف كان مفجرا لأزمات واتهامات وقضايا ومحاكم بين عائلات بالكامل، يستوي فى ذلك العائلات الثرية مع من هم أقل حظا فى الوفرة المالية، فالخلاف يمكن أن يحدث بين الورثة على شقة أو قطعة أرض صغيرة أو مبلغ بسيط من المال.

"ماما نوال"، كما يناديها معلمو وطلاب مدارسها وجامعتها، نسجت خيوط أسطورة فى مجال التعليم، وضربت "دار التربية" المثل فى مستوي التعليم الثانوى بنظاميه البريطاني والأمريكي، وتخرجت فى هذه المدارس أجيال تفوقت فى كل المجالات، فكان الحزم والاتقان والحرص على التميز عنوانا لمسته بنفسي عندما كانت ابنتي طالبة فى هذه المدارس.

"فتنة المال" تلعب دائما بمشاعر ضعاف النفوس، فالحفيد الذى تبين أنه الذى سرق كل المبالغ التى أعلن عنها، والذى قيل إنه أيضا صاحب قضية فى المحاكم، لم تكفِه للأسف كل هذه الأموال التى كان ينعم بها بلا شك فى حياته، فلا أعتقد ولا يعتقد أحد أنه كان محروما من الحياة الرغدة التى تعيشها هذه العائلة الثرية أبا عن جد، ولكنه الطمع الذى يسول للإنسان السير فى طريق لا يراعي فيه حتى كبر السن ولا المقام، ويكون سببا فى أن تلوك الألسن سيرة سيدة ظلت تحافظ على مكانتها وهيبتها حتى قاربت على التسعين عاما من عمرها.

رأينا من قبل الفنان الكبير رشوان توفيق وهو يبكي مرارة الخلافات مع ابنته على الميراث، وانشغل الرأى العام وقتها بهذه القضية التى وصلت إلى أروقة المحاكم، وكذلك قضية أبناء الدكتورة سعاد كفافي مؤسس جامعة مصر وخلافاتهم على الميراث أيضا والاتهامات التى ظلت شهورا طويلة حديث وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤخرا تابعنا ما فجرته المذيعة بوسي شلبي ضد أبناء الفنان محمود عبد العزيز، وما وصل إليه الأمر من الدخول فى الاعراض واستباحة سيرة فنان كبير، بدون أى احترام حتى لحرمة الموت.

ماذا حدث للمجتمع؟ ولماذا يقدم ضعاف النفوس على تجاوز كل الثوابت الاخلاقية والاجتماعية؟ ولماذا لا تردعهم صلة الرحم وتوقير الكبير واحترام السيرة؟ الإجابة بالطبع تتعلق بكل التغيرات الاجتماعية التى غزت أواصر المحبة إلا من رحم ربي، والخلخلة فى النفوس التى أغواها الطمع.

الميراث "قصة حزينة" يلعب الجشع فيها وحب الذات دورا رئيسيا، والأمر له شقان الشق الأول هو ما يحدث أثناء حياة كبير العائلة الذى يضنيه نكران الجميل ونهش جسده وهو حي، وما أصعب هذا الشعور، والشق الثاني ما يتعلق بخلافات الورثة بعد وفاته، حيث يجور الأخ الذكر على الأخوات البنات، ويلقي لهم الفتات معتقدا أن المال مال أبيه ولا يجب خروجه لأطراف أخرى، غير مكترث بشرع الله الذى يلزمنا برد الحقوق إلى أصحابها، ولا حتى مكترث بصلة الأخوة ولا كونهم أكلوا ذات يوم على مائدة الطعام نفسها واستظلوا جميعا تحت سقف بيت أبيهم، وكذلك يجور الأعمام على حق أبناء أخيهم المتوفى، ويجور الأخ الذكر أيضا على باقي أخوته الذكور وهكذا.

الميراث والطمع متلازمتان فى مجتمعنا، فلا قوانين رادعة ولا أعراف شافعة، ولا حتى "العيب" مفردة يعرفونها، نسأل الله أن يطبطب على قلب كل من أصابه جرح بسبب "الورث" وأن يرد الحقوق إلى أصحابها.

مقالات مشابهة

  • الميراث.. "قصة حزينة"
  • أحوال الطقس باليمن …تحذيرات من أمطار رعدية وسيول محتملة
  • بحيرة إزنيك في بورصة.. من فيروزية الحياة إلى عتمة الخطر!
  • ضبط عوامل الخطر لدى مرضى الضغط يخفض الوفيات
  • الدرع النووي الكوري الشمالي يتوسع… والمخابرات الأميركية تدق ناقوس الخطر
  • شكوك بشأن «أدلة» محتملة على حياة خارج الأرض
  • صعود أسعار النفط وسط ترقب لمصير المفاوضات الأميركية الإيرانية
  • النفط يسجل خسارة أسبوعية وسط ضغوط محتملة من زيادة إنتاج «أوبك+»
  • سامسونج تفاجئ الجميع .. تغييرات محتملة في أسماء هواتف Galaxy S26
  • حين يختبئ الخطر خلف كربان مهجور ..