حين غرق العرب في ذلهم من رؤوسهم حتى أخماص أقدامهم، واغتسلوا بالهوان، وتشبعوا بالمهانة، وامتهنوا الضعة، ورضعوا الإذعان، واحترفوا الانحطاط، ولدت مقاومة كفرت بالعجز وجحدت بالضعف ورفضت الانكسار، تشربت الإباء، اكتست حلل الشجاعة، ترعرعت بالعنفوان، وامتزجت بالحمية والشجاعة، وضربت بجذور الصلابة والشكيمة عميقا في أرض البأس والعزة، وأصبحت مقاومة فتية مترعة بالقوة، مفعمة بالحماس، ومنذ زرعت بذرتها الأولى أصبحت قلقا يؤرق المحتل، وكابوسا مرعبا ملأ عيونه بالسهاد والترقب، وطمر حياته ذعرا، نعم إنه حزب الله وفخامة الاسم ومعناه المتجسد معنى ومبنى، واقعا وحقيقة يحكي،، يحكي رواية فصولها تنكيل بالغاصبين، شواظ من نار تحرق الآثمين، سياط من عذاب تضني المجرمين، ومنذ قادتها الأوائل عباس الموسوي وعماد مغنية وصولا بجبل المقاومة وشموخها، بقائدها المحنك المخضرم ورجلها الأمين وعنوانها الأفخم، من ترتجف فرائص المجرمين عند ذكر اسمه وتتخبط أرواحهم فزعا عند رؤيته، من ترتبط انتصارات المسلمين بشخصيته، من يرتبط ذل وصغار الصهاينة بضرباته، هو القائد المتفرد الذي لا يتكرر، والإنسان الاستثنائي الذي لا يمحى من ذاكرة السؤدد والسيادة، هو سيد المقاومة ووسام عزها هو سماحة السيد حسن نصر الله، كيف لا وهو تلميذ مدرسة كربلاء، وثورة العصر الحسينية، وهو تاريخ حافل بانتصار الدم على السيف، هو مجد ووقار وسمو ورفعة، واسألوا اليهود عن تموز 2006م، وكيف تجرعوا الويلات ورفعوا رايات الهزيمة، وكيف خر جنودهم صرعى وتكدست جثثهم العفنة في كل مكان، اسألوا طوفان الأقصى عن جبهة لبنان المساندة، وكيف اثخنت المحتلين بالموت، وكيف فر مستوطنوها تحت حر الضربات القاتلة، وحين أرادوا أن يصنعوا انتصارا يخفي مرارة الفشل، ويبتلعوا به علقم الإخفاق الذي غصت به حلوقهم، ويهدىء سعار الانكسار الذي تلظت به نفوسهم، تجرأوا على تلك الفعلة، وهذا ما قذف بهم نحو الهاوية، أقدموا على ما يتفننون به دائما، اغتالوا القائد الفذ الذي حرمهم السكينة، اغتالوا الشخصية الملتصقة بأرواح الناس، اغتالوا سيد المقاومة حسن نصر الله، وأدركوا مباشرة أنهم ارتكبوا أكبر حماقة ستجرهم إلى نهايتهم القريبة ومصيرهم المشؤوم المحتوم، أدركوا أنهم جنوا على أنفسهم بتلك الجريرة، وحفروا لحودهم بتلك الجناية الفظيعة، تيقنوا سريعا أن قهقهاتهم ستتردد في آذانهم صراخا وعويلا وسيتمرغون في الندم، تأكدوا فوراً أنهم ما زادوا لهيب النار المتأجج في الصدور إلا اشتعالا، ظنوا انهم اغتالوا قائدا وإذا بكل جنود حزب الله يصبحون قادة ويتحولون لنصر الله، وكانت أرض الميدان هي الدليل القاطع والبرهان الأوضح، وفي أيامهم الأولى نطقوا واعترفوا بأن هزيمة حزب الله غير واردة، بل ضرب من المستحيل، وأنهم يقاتلون أشباحا، فكل الطريق أمامهم زؤام وهلاك، فمقابرهم بانتظارهم، فكل جندي في حزب الله عازم على إحراق إسرائيل عن بكرة أبيها، وأصبح كل مقاتل كالوحش الكاسر يضرب بيمناه يمنة ويسرة ويرديهم صرعى مجندلين كأعجاز النخل الخاوية، وللحديث بقية يحكيها الميدان وساح الوغى، وللرواية فصول تخطها البندقية وتوقع صفحتها الأولى بـ ( باسمه تعالى… قطعا سننتصر) وتبصم آخر صفحة فيها بـ (وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَٰلِبُونَ).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
انطلاق القافلة الأولى للحجاج من مدينة حماة
حماة-سانا
انطلقت اليوم القافلة الأولى من حجاج بيت الله الحرام من مدينة حماة إلى الديار المقدسة في المملكة العربية السعودية، وسط مشاعر فياضة سالت فيها دموع فرح الحجاج ومودعيهم من ذويهم وأصدقائهم.
وقبل أن يستقلوا الحافلات التي تقلهم إلى المطار عبر عدد من الحجاج في تصريحات لمراسل سانا عن سعادتهم الغامرة، لتمكنهم من أداء فريضة الحج هذا العام لأول مرة بعد تحرير سوريا من النظام المجرم.
وأعرب الحاج أحمد اليوسف عن سعادته الكبيرة، قائلاً: “نسافر اليوم إلى الديار المقدسة التي تسكنها قلوبنا، وكلنا أمل بأن تكون سوريا وشعبها بأفضل حال خلال المرحلة المقبلة”.
وأوضح الحاج طلال رمضان أنه سيتضرع إلى الله تعالى أثناء أداء مناسك الحج من أجل مستقبل مشرق لأبناء الوطن الذين يستحقون حياة كريمة بعد كل التضحيات التي قدموها، واستجاب الله لهم بأن أزاح عنهم حقبة مظلمة من تاريخ بلدهم.
الحاج محمد الفارس معاون رئيس مجموعة الحجاج، أشار إلى أن هذه الحملة الأولى التي تنطلق إلى مكة المكرمة، موجهاً الشكر لوزارة الأوقاف وهيئة الحج العليا التي بذلت جهوداً حثيثةً، بغية إنجاح سير حملة الحج.
وقال الفارس: “نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، وأن يجعل سوريا في رقي وأمن وأمان وازدهار”.
وستعقب هذه القافلة قوافل أخرى خلال الأيام المقبلة، ستنطلق من أمام مسجد سعيد النعسان في حي عين اللوزة.
تابعوا أخبار سانا على