غموض مصير إسماعيل قاآنى.. أزمة القيادة الإيرانية وسط تصاعد التوترات الإقليمية
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتزايد التكهنات حول مصير إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيراني، فى ضوء انقطاع الاتصال به منذ الضربات الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي.
وتزامنت هذه الأحداث مع تصاعد التوترات فى المنطقة، مما أثار القلق فى الأوساط الإيرانية بشأن سلامته.
مصادر أمنية إيرانية أكدت لوكالة رويترز أن حالة من القلق سادت بعد عدم ورود أى معلومات جديدة عن قاآنى منذ تلك الضربات، وهو ما دفع نائب قائد الفيلق، إيرج مسجدي، إلى الخروج لطمأنة الناس بأن قاآنى "بصحة جيدة ويمارس أنشطته".
فى حديثه، أشار مسجدى إلى عدم الحاجة لإصدار بيان رسمى حول وضعه، مما يعكس محاولة النظام الإيرانى لاحتواء القلق الجماهيرى وتأكيد قوة القيادة.
فى السياق نفسه؛ أفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية بأن رسالة من قاآنى نُقلت إلى مؤتمر تضامن مع الأطفال الفلسطينيين الذى عُقد فى طهران.
وبحسب الوكالة، فإن القائد لم يتمكن من الحضور بسبب وجوده فى اجتماع مهم آخر، مما يضيف مزيدًا من الغموض حول مكانه وسبب غيابه.
هذا النوع من الرسائل يُظهر رغبة القيادة الإيرانية فى إظهار أنها لا تزال تتواصل مع القضايا الإقليمية المهمة، حتى فى ظل التوترات الحالية.
ومع ذلك، تتضارب الأنباء حول قاآني، فهناك تقارير تفيد بأنه كان متواجدًا فى الضاحية الجنوبية لبيروت أثناء الضربة، والتى استهدفت هاشم صفى الدين، أحد كبار المسئولين فى حزب الله.
مما يزيد الشكوك حول مدى تأثير الغارات الإسرائيلية على الاستراتيجية الإيرانية فى لبنان، ومدى قدرة قاآنى على التعامل مع هذه الأوضاع الحرجة.
أفادت التقارير أيضًا بأن قاآنى يخضع للتحقيق بشأن احتمال تعرضه للاختراق، وذلك بعد الاشتباه فى تخابر رئيس مكتبه، إحسان شفيقي، مع إسرائيل.
ووفقا للتقارير فإن هذه التحقيقات انطلقت بعد أن وُضِع شفيقى فى السجن بسبب المعلومات التى أفادت بتواصله مع إسرائيل من خلال وسيط يعيش خارج إيران.
ويشير الوضع إلى حالة من عدم الثقة التى تسود فى هيكل القيادة الإيرانية، ويعكس التحديات التى يواجهها قاآنى فى إدارة الفيلق فى ظل هذه الضغوط.
وأفادت بعض التقارير بأن قاآنى قد تعرض لأزمة قلبية أثناء التحقيقات، وتم نقله إلى المستشفى، مما يزيد من المخاوف حول صحته وأثر هذه الأحداث على نفسية القيادة الإيرانية بشكل عام.
هناك قلق كبير فى الأوساط الإيرانية بشأن التغلغل الإسرائيلى فى هرم القيادة، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل كبير على السياسة الإيرانية فى المنطقة.
تأتى هذه التطورات فى سياق أعمق، حيث تشير التقارير إلى وجود خلافات بين الأجنحة المختلفة لفيلق القدس منذ اغتيال سليماني، حيث أظهرت تلك الخلافات الضغط المتزايد على قاآني، الذى تولى القيادة فى وقت حساس للغاية.
وعُيّن قاآنى فى منصبه بعد مقتل سليمانى فى غارة أمريكية بطائرة مسيرة فى بغداد عام ٢٠٢٠، مما وضعه فى موقف يتطلب منه ملء فراغ قائد بارز بحضور قوي.
ويعرف قاآني، بلقب "رجل الظل"، لطالما كان له دور غير معلن فى العمليات السرية التى ينفذها فيلق القدس، والذى يُعتبر المسؤول عن الأنشطة العسكرية والاستخباراتية الإيرانية فى الخارج.
ومع ذلك، يختلف أسلوبه عن أسلوب سليمانى الذى كان يتمتع بشخصية قوية وظهور إعلامى واسع. هذه الفروق فى الأسلوب تؤثر على قدرة قاآنى على تعزيز وجوده ونفوذه بنفس الطريقة التى حققها سليماني.
إحدى التحديات الرئيسية التى تواجه قاآنى هى إدارة الخلافات الداخلية بين الفصائل الموالية لإيران فى المنطقة، وخاصة فى العراق، بينما كان سليمانى يحظى بعلاقات وثيقة مع قادة الميليشيات العراقية، فإن قاآنى يواجه صعوبة فى بناء تلك العلاقات، مما يؤثر على النفوذ الإيرانى فى العراق.
وتؤكد الديناميكيات على أهمية تعزيز التحالفات فى المنطقة، وهو ما يعتبر عنصرًا حيويًا لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الإيرانية.
مع تصاعد الضغوط الأمريكية والإسرائيلية على إيران، يزداد القلق بشأن مدى قدرة قاآنى على قيادة فيلق القدس خلال هذه المرحلة الحرجة، حيث أثارت غياب الإنجازات العسكرية الكبرى تحت قيادته تساؤلات حول قدرته على التكيف مع التحديات الجديدة واحتواء التوترات المتزايدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس للحرس الثوري الإيراني الضربات الجوية الإسرائيلية القیادة الإیرانیة الإیرانیة فى فى المنطقة
إقرأ أيضاً:
زيارة عون لبغداد خطوة لبنانية لتعزيز التوازنات الإقليمية عبر العراق
بغدادـ في زيارة وُصفت بالمهمة، وصل الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى العاصمة بغداد، حيث أجرى مباحثات رسمية مع كل من الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.
وتأتي زيارة عون إلى بغداد في إطار تحركات دبلوماسية تعكس رغبة الجانبين في فتح صفحة جديدة من التعاون الثنائي، وتعزيز العمل العربي المشترك في ظل تحديات إقليمية معقدة.
وتركزت المباحثات على الأوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة، مع تأكيد مشترك على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لنزع فتيل التوترات، وتعزيز الحوار البنّاء لتحقيق السلام والاستقرار، لاسيما فيما يتعلق بالقضيتين السورية والفلسطينية.
وخلال اللقاءات التي عقدها الرئيس اللبناني، جدد الجانبان دعم بلديهما لوحدة الأراضي السورية وسيادتها، ورفضهما لأي تدخل خارجي في شؤونها، مؤكدين أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة برمّتها.
دعم لبنانوفي مؤتمر صحفي مشترك، شدد كل من الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء العراقي على ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي اللبنانية، داعين إلى التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، ومؤكدين أن دعم المجتمع الدولي للبنان في هذا السياق أساسي لوقف التصعيد وضمان الأمن الإقليمي.
إعلانومن جهته، أكد شياع السوداني حرص العراق على دعم لبنان وتقوية مؤسساته، ورفض أي اعتداء يمس سيادته أو إرادته الوطنية، مشددا على استمرار الدعم العراقي لمساعدة لبنان في تجاوز أزماته الاقتصادية والسياسية الراهنة.
ولفت السوداني إلى أن التعاون مع لبنان لا يقتصر على الجوانب الإنسانية، بل يمتد ليشمل شراكات اقتصادية واستثمارية قابلة للتطوير، موضحا أن المرحلة المقبلة ستشهد خطوات عملية لتعزيز هذا التعاون على قاعدة المصالح المشتركة.
رسائل سياسيةوفي تعليق على هذه الزيارة، قال عدنان السراج مستشار رئيس مجلس الوزراء العراقي -في حديثه للجزيرة نت- إن زيارة الرئيس اللبناني إلى بغداد تكتسب أهمية خاصة، كونها تأتي في مرحلة دقيقة من تاريخ المنطقة، عقب انعقاد القمة العربية، وما تشهده سوريا ولبنان من أزمات.
وأضاف أن هذه الزيارة تمثل "رسالة سياسية واضحة" تؤكد حرص لبنان على تعزيز علاقاته مع العراق ودول المنطقة، مشيرا إلى أن الملفات التي تم طرحها شملت مجالات الطاقة، وتوريد النفط، والاتصالات، والتبادل التجاري، وتفعيل دور القطاع الخاص، بما ينعكس إيجابا على الشعبين.
كما أشار السراج إلى أن اللقاءات أكدت أهمية وحدة الموقف العربي في مواجهة التحديات، وأن لبنان سيكون شريكاً فاعلاً في صياغة رؤية عربية موحدة قادرة على حماية المصالح المشتركة.
ملفات اقتصادية وأمنيةمن جانبه، اعتبر الخبير في الشأن السياسي، أثير الشرع، أن زيارة الرئيس اللبناني إلى بغداد تمثل خطوة "متكافئة" من حيث التوقيت والمضمون، وتهدف إلى وضع "النقاط على الحروف" في ملفات عالقة بين البلدين، خصوصا الشقين الاقتصادي والأمني.
وقال الشرع -للجزيرة نت- إن اللقاءات تناولت إمكانية إعادة فتح معبر "القائم" بين سوريا والعراق، بما يعزز التبادل التجاري ويرفع حجم الصادرات مع لبنان، إضافة إلى بحث آليات لتسوية الديون اللبنانية المستحقة للعراق، في ظل تعهد بيروت بالعمل الجاد لتسديدها عبر تفاهمات متبادلة.
إعلانوأكد أن التعاون الأمني كان حاضرا أيضا في المحادثات، مشيرا إلى أن "الظرف الإقليمي الحالي يستوجب تفاهمات إستراتيجية بين بغداد وبيروت تشمل تبادل المعلومات والخبرات، لمواجهة التحديات الأمنية العابرة للحدود".
من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي أحمد الأنصاري -في حديثه للجزيرة نت- أن زيارة الرئيس اللبناني تمثل نقطة تحول في العلاقات العراقية اللبنانية، لما تحمله من دلالات على الاستعداد للانتقال من الدعم الإنساني إلى الشراكة الاقتصادية.
وأشار الأنصاري إلى أن بيروت أبدت رغبة واضحة في تسوية الديون المترتبة عليها، مقابل تقديم خدمات طبية وعلاجية للمرضى العراقيين، في خطوة تعكس رغبة في تبادل المنافع بدلا من الاعتماد على المساعدات فقط.
وعدّد الأنصاري جملة من الفرص التي يمكن للعراق الاستفادة منها، أبرزها:
زيادة صادرات النفط إلى لبنان في إطار اتفاقات طويلة الأمد. تفعيل السياحة العلاجية ونقل المرضى العراقيين إلى المستشفيات اللبنانية. تشجيع الاستثمار العراقي في العقارات والسياحة داخل لبنان. إدخال المنتجات الزراعية والدوائية العراقية إلى السوق اللبناني. الاستفادة من الشبكات المصرفية اللبنانية في فتح آفاق جديدة نحو الأسواق الأوروبية والأفريقية.وشدد على أن دعم العراق للبنان يعزز موقعه الإقليمي، ويمنحه أدوات قوة جديدة في التعامل مع الملفات الإقليمية، خصوصا في ظل تقاطع الأزمات الأمنية والسياسية في سوريا وفلسطين.
وتأتي زيارة عون إلى بغداد في توقيت حساس تشهده المنطقة، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وجنوب لبنان، واستمرار حالة عدم اليقين السياسي في سوريا، مما يضفي على اللقاءات الثنائية بُعدا إستراتيجيا يربط بين التضامن العربي والدور الإقليمي.
إعلان