لجريدة عمان:
2025-12-10@21:26:17 GMT

ما يقوله ممدوح عدوان

تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT

ما يقوله ممدوح عدوان

يلح عليّ دوما حوار الزير الذي أدى دوره سلوم حداد مع الجرو ابن أخيه كليب، الذي أدى دوره الفنان تيم حسن، في مسلسل الزير سالم الذي أخرجه حاتم علي عام 2000.

وكثيرا ما عدت إلى المسلسل، وإلى ذلك الحوار؛ حيث عدت إليه قبل أشهر، في شتاء هذا العام الدمويّ، لحاجة في نفسي كعربيّ.

رحم الله الشاعر ممدوح عدوان، الذي توفي بعد 4 سنوات من عرض المسلسل، ليعيش هذا العمل طويلا، لربما أكثر من سنوات عمره، التي قاربت الـ63 عاما.

ولعل خلود رائعة الزير سالم المسلسل، يجيء من خلود القصة نفسها: حرب البسوس، وما استولدت من صراع وشعر وردود أفعال لم تنته، من القدم إلى الغد.

ترى، هل كان في ذهن ممدوح عدوان شيئا ما يتعلق بالسلام والحرب هنا، في ظل ما بدأ من تسويات مضى عليها أكثر من أربعة عقود ونصف العقد، وما تلاها قبل ثلاثة عقود، وما ظل يتلو؟

هل كان ممدوح عدوان يقصد مثلا ما يسمى بتوازن القوى المطلوب لأية علاقات أكانت بين أفراد أو دول؟ هل بالغ عدوان في نصه «الزير سالم» الذي نشره عام 1998، أي قبل عامين من تحوله إلى دراما تلفزيونية عرضت في رمضان عام 2000.

-« لا يسمحون لكم بركوب الخيل؟

- بل يسمحون، ونستطيع شراء الخيول إذا أردنا.

- والسيوف؟ هل اشتروا سيوفكم أيضا؟ هل يسمحون لكم بحمل السيوف؟

- لا تبالغ يا عماه، إنها مسألة خيول فقط. ولقد كانت صفقة من أجل الماء، ولم نجد المسألة خطيرة طالما السلام قائم بيننا»

لسنا تغلبيين، وليسوا بكريين، ولكنها مشابهة الحال، حيث من خلال مبرر حماية المحتل منا، فيسمح له بالتسلح إلى آخر مدى، بما في ذلك سلاح الدمار الشامل.

تذكرني طائرات الشبح، التي منها اف35، بالخيول!

بعد عام من الحرب على غزة، بين ما كان من بعض يوم لعبور البلاد، وبين ما استتبع ذلك من عام وأكثر من إبادة، ضاع ما مدح به الشعراء، وما فخروا به، وسط رثاء موجع لوطن يقتّل ويهدّم.

في ظل هذا الذي نعيش، وما يخلق من ردود فعل، نختار الإيمان بثقافتنا وقيمنا وتضامننا المشترك، فنكتب ونقرأ، ونشعر بعروبتنا الحنونة، ولعل هذا هو المهم، وهو ما يمنحنا الأمل، ولذلك فإننا نحن هنا الآن.

نلوذ بثقافتنا العربية العريقة، فنزداد قوة؛ فحين تدخل الكلمة ساحة الحرب، فإن النصر للكلمة. وهنا يتجلى الدور الأكثر نبلا للثقافة والفنون، كونها المنهل الإنساني الجمالي العروبي الوطني الذي ننهل منه فنبقى.

واليوم، يصرّ الاحتلال على وأد الثقافة والفن والإعلام العربي؛ فما يحدث من مجزرة مستمرة هو شأن فلسطيني، فهل سيمر في التاريخ ما هو أسوأ؟ من قوم ما هم قوم، يستغلون كل ما يقترب من قومية مزعومة لهم، ليقووا بها، نافين عن العرب أي شعور قومي!

ولكن، لا تجري سفن المحتل كما يشتهي، فما زالت الكلمة العربية الحرة باقية.

وما زال العروبيون يختارون الحياة كما ينبغي للحياة أن تكون.

وهذا ممدوح عدوان يتابع خياله المشروع في حوار المهلهل وابن أخيه، على ضوء حالنا اليوم:

- سلامٌ بلا خيول، أيّ ذل! ما الفرق إذن بين حياتكم هذه والحياة التي كان جساسٌ يجبركم عليها؟

- ولكن لم تعد هناك حاجة للخيول يا عماه

- فما للبكريين وخيولكم إذن؟

- بما أن الحرب انتهت، فنحن انتهينا..

- الحرب انتهت؟! وهل انتهت مطامح الرجال؟ هل وصلتم لحياة آمنة مطمئنة؟

- نعم.

- وكريمة؟ وفيها أنفةٌ وكبرياء وقدرة على اتخاذ قرار؟ فيها قدرة على الحركة؟ فيها عظمة وأحلامٌ وطموحات؟

- مالنا ولهذا كله؟

- مالكم وللحياة إذن؟!

هنا، ينتصر ممدوح عدوان الشاعر العربي للحياة، التي حتى ولو غادرها بعد صراعه مع المرض، فإنه لم يغادرها فعلا.

«مالكم وللحياة إذن؟!»

ما زلت أتذكر تمثيل الفنان القدير سلوم حداد، وكأني به قد تقمص ليس فقط ما كان من زمن مضى، بل زمن نعيشه. وكأني به يتذكر وصية كليب لأخيه!

لم تكن هناك نوايا طيبة، فلا حسن نوايا للاحتلال، وهذا ما يشعر به الكتاب والفنانون، فيختارون الإبداع طريقا بعيدا عن الوعظ والخطابة.

- لم تهول الأمر إلى هذا الحد؟

- لأنك ملكٌ أضحوكة.

- بل أنا ملك، وابن ملك. أنا ابن كليب، ولن أسمح لأحد أن ينال مني أو من سطوتي أو من نسبي.

- وتستطيع أن تحمي عرشك هذا؟

- ممن سأحميه؟

- من الطامعين. من الأعداء.

- إن وجد لي أعداء فهم أعداء لأخوالي البكريين أيضا. وهؤلاء سيحمون لي عرشي.

- أي حاكم أنت؟ أتعتمد على غيرك في حماية عرشك؟

- بل أنا قادر على حماية عرشي بنفسي؟

رحمك الله يا ممدوح عدوان، حينما رحت تنحو منحى ساخرا في نصك؟ هل كان عدوان ساخرا بقسوة الجراح حتى يخلصنا مما انتفخنا به من أورام الفرقة والضعف؟

- كيف؟ هل ستركب الماعز الذي تركوه لك لكي تحارب به؟

- كل حاكم في الدنيا يعتمد على حلفاء يساعدونه وقت الحاجة.

- وعلى ماذا ستعتمد في نجدتهم إذا احتجتها؟

- على روابط الدم التي بيننا.

- أم على الدم الذي سفك بيننا؟

- بل على روابط الدم التي بيننا.

- أهي قوية؟

- قوية.

- ويرونها كذلك؟

- ويرونها كذلك.

- فلماذا لم يعتمدوا عليها لكي يثقوا بكم ويتركوا الخيول عندكم؟

هكذا يرد الشاعر والكاتب العربي ممدوح عدوان على من يجد المبررات الواهية بالثقة بمن لا يستحق.

خاتمة مدهشة للكاتب، وقد وفق المخرج وكل من سلوم حداد وتيم حسن في التعبير عنها وفق رؤية إخراجية عالية التأثير.

- ..................

- يا أخي العربي، سنظل مؤمنين بعروبتنا، وهي الأمل والخلاص القومي والوطني، وروافع ذلك الثقافة والفن.. الكلمة الحرة الملتزمة بوعي وصدق.

- ....................

- حتى لا يسخر منا الزير وأخوه العربي ممدوح عدوان قائلين: مالكم وللحياة إذن؟!

تلك هي خلود الروائع، انها صادقة ولو صدمتنا.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

عدوان: قانون القضاء العدلي وقانون الإعلام في الهيئة العامة قبل نهاية السنة

أعلن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان، بعد الجلسة، أنّ اللجنة أقرت بشكل نهائي المرسوم المحال من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والمتعلّق بقانون القضاء العدلي، بعد دراسته على جلسات متتالية، وأحالته إلى الهيئة العامة، مؤكداً أنّ اقتراحي قانون القضاء العدلي وقانون الإعلام سيصبحان على جدول أعمال الهيئة العامة قبل نهاية السنة.

وأشار عدوان إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد نقاشاً أساسياً لقانون الفجوة المالية، معتبراً أنّ هذا الملف يجب أن ينطلق من قواعد دستورية وقانونية واضحة لمعالجة أزمة قائمة منذ عام 2019 وتتفاقم من دون حلول جدية.

وشدّد على أنّ المودعين غير مسؤولين إطلاقاً عن الأزمة ولا يجوز تحميلهم أي أعباء، مؤكداً ضرورة تحديد مسؤوليات الدولة والحكومات المتعاقبة ومصرف لبنان والمصارف، قبل الانتقال إلى تحديد الالتزامات والمهل والضمانات.

وختم بالتأكيد أنّ تحديد هذه العناصر يمهّد لإقرار مشروع قانون واضح لمعالجة الفجوة المالية وإعادة أموال المودعين.

مواضيع ذات صلة قانون الإعلام إلى الهيئة العامّة Lebanon 24 قانون الإعلام إلى الهيئة العامّة 09/12/2025 19:27:27 09/12/2025 19:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة للجنة الإدارة والعدل برئاسة عدوان لمتابعة تعديل قانون القضاء Lebanon 24 جلسة للجنة الإدارة والعدل برئاسة عدوان لمتابعة تعديل قانون القضاء 09/12/2025 19:27:27 09/12/2025 19:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 عدوان: كنّا نأمل إحالة مشروع القانون المعجّل بشأن الانتخابات على الهيئة العامة مباشرةً وليس بعد 20 يوما وهذا يظهر كم كان نواف سلام متحمسا للموضوع Lebanon 24 عدوان: كنّا نأمل إحالة مشروع القانون المعجّل بشأن الانتخابات على الهيئة العامة مباشرةً وليس بعد 20 يوما وهذا يظهر كم كان نواف سلام متحمسا للموضوع 09/12/2025 19:27:27 09/12/2025 19:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 هيئة البث الإسرائيلية عن وزير القضاء: سأعمل على طرح قانون يسمح بوقف محاكمة نتنياهو وتأجيلها Lebanon 24 هيئة البث الإسرائيلية عن وزير القضاء: سأعمل على طرح قانون يسمح بوقف محاكمة نتنياهو وتأجيلها 09/12/2025 19:27:27 09/12/2025 19:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً انفراج في بعلبك… المياه تعود الى مجاريها Lebanon 24 انفراج في بعلبك… المياه تعود الى مجاريها 12:15 | 2025-12-09 09/12/2025 12:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 وفد قضائي لبناني يتوجّه إلى دمشق غدًا لمتابعة ملف الموقوفين Lebanon 24 وفد قضائي لبناني يتوجّه إلى دمشق غدًا لمتابعة ملف الموقوفين 12:06 | 2025-12-09 09/12/2025 12:06:15 Lebanon 24 Lebanon 24 تفاصيل جديدة عن "أنفاق الحزب".. معهد إسرائيلي يعلنها Lebanon 24 تفاصيل جديدة عن "أنفاق الحزب".. معهد إسرائيلي يعلنها 12:00 | 2025-12-09 09/12/2025 12:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أمن الدولة يداهم مولدات في بيروت ويسطر المخالفات Lebanon 24 أمن الدولة يداهم مولدات في بيروت ويسطر المخالفات 11:56 | 2025-12-09 09/12/2025 11:56:55 Lebanon 24 Lebanon 24 في موسم الأعياد.. البترون تستعد لدخول العالمية! Lebanon 24 في موسم الأعياد.. البترون تستعد لدخول العالمية! 11:50 | 2025-12-09 09/12/2025 11:50:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة منخفض "دوار" يضرب لبنان: كانون الأول يعد بالخيرات.. استعدوا لسلسلة من المنخفضات Lebanon 24 منخفض "دوار" يضرب لبنان: كانون الأول يعد بالخيرات.. استعدوا لسلسلة من المنخفضات 09:30 | 2025-12-09 09/12/2025 09:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 آليات سداد الودائع بحسب فئاتها Lebanon 24 آليات سداد الودائع بحسب فئاتها 22:48 | 2025-12-08 08/12/2025 10:48:55 Lebanon 24 Lebanon 24 الأرصاد تحذر المواطنين: رياح قوية وأمطار غزيرة حتى هذا التاريخ! Lebanon 24 الأرصاد تحذر المواطنين: رياح قوية وأمطار غزيرة حتى هذا التاريخ! 05:06 | 2025-12-09 09/12/2025 05:06:50 Lebanon 24 Lebanon 24 تقرير: أزمة قد تهز إسرائيل Lebanon 24 تقرير: أزمة قد تهز إسرائيل 13:30 | 2025-12-08 08/12/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بعد عام على فراره إلى روسيا… أين أصبح بشار الأسد؟ Lebanon 24 بعد عام على فراره إلى روسيا… أين أصبح بشار الأسد؟ 14:00 | 2025-12-08 08/12/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 12:15 | 2025-12-09 انفراج في بعلبك… المياه تعود الى مجاريها 12:06 | 2025-12-09 وفد قضائي لبناني يتوجّه إلى دمشق غدًا لمتابعة ملف الموقوفين 12:00 | 2025-12-09 تفاصيل جديدة عن "أنفاق الحزب".. معهد إسرائيلي يعلنها 11:56 | 2025-12-09 أمن الدولة يداهم مولدات في بيروت ويسطر المخالفات 11:50 | 2025-12-09 في موسم الأعياد.. البترون تستعد لدخول العالمية! 11:33 | 2025-12-09 أبي رميا لكرامي: دعم المدارس الرسمية ضرورة في ظل الأزمة فيديو محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! Lebanon 24 محمد اسكندر يطلق " انسى وطنش ".. وملكة جمال تُشاركه الكليب ! 05:09 | 2025-12-06 09/12/2025 19:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) Lebanon 24 بسعر منافس جداً.. إطلاق هاتف جديد بقدرات تصوير مميزة (فيديو) 04:00 | 2025-12-06 09/12/2025 19:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء Lebanon 24 بث مباشر.. البابا لاوون الرابع عشر في ساحة الشهداء 09:14 | 2025-12-01 09/12/2025 19:27:27 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان فيديو خاص إقتصاد عربي-دولي متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. أبرز المعلومات والمحطات في حياة ممدوح الليثي
  • 3 شهداء بينهم سيدة وطفل في عدوان إسرائيلي شمال قطاع غزة
  • 7 آلاف ساعة درامية و400 فيلم.. إرث ممدوح الليثي الذي لا يُنسى
  • "عيد ميلادك في الجنة يا حبيبي".. بكلمات مؤثرة عمرو الليثي ينعي ممدوح الليثي
  • الاحتلال متخوف من التقدم العسكري التركي.. هذا ما يقوله التصنيف العالمي
  • عدوان: قانون القضاء العدلي وقانون الإعلام في الهيئة العامة قبل نهاية السنة
  • شهيد وإصابة في عدوان إسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة
  • ذكرى رحيل يحيى حقي .. أيقونة الأدب العربي التي لا تغيب
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة لـ 70356 شهيدا و171058 مصابا
  • حسام حسن يدعم حسن شحاتة في وعكته الصحية