سواليف:
2025-12-02@20:40:31 GMT

زمن الابتذال العربي

تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT

#زمن_الابتذال_العربي

المهندس: عبد الكريم أبو زنيمة


يعيش المواطن العربي اليوم في ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية هي الأسوأ على مر التاريخ ، فاذا ما نظرنا الى جغرافيتنا وما تزخر به من موارد طبيعية كان علينا ان نكون في مقدمة شعوب العالم في رفاهيته ورقيه وحضاريته ، وليس من المفترض أن تكون هناك دولة عربية فقيرة فكلها تزخر بثرواتها ولكن هناك سوء ادارة وغياب ارداة وغياب للسيادة الوطنية ، للأسف فإننا نعيش على هامش الانسانية بل وأصبحنا عبئاً على الحضارة نفسها حيث الجهل والتخلف والتطرف والفقر والجوع ، بالرغم من كل ما نملكه من ثروات فليس لنا اية مساهمة في تقدم الحضارة العالمية وازدهارها، أساس تخلفنا عن ركب الحضارة وتطورها هو البيئة السياسية التي تحكمنا ، حيث العروش والسلطات المطلقة والدكتاتورية والقمع وغياب الحريات والمسائلة وتفشي الفساد .


أخطر ما انجزته هذه البيئة السياسية في عالمنا العربي هو طمسها للثقافة والتربية الوطنية واستبدالها بثقافة وتربية التفاهة والسخافة والميوعة وهو ما نعيشه ونلاحظه من انحطاط اخلاقي لا متسع للحديث عنه ، هذه البيئة اتاحت وفتحت وشجعت النكرات لتتصدر وتمتطي الفضاء الاعلامي والتربوي والثقافي والفني ليصبحوا ملهمين للأجيال وصولاً الى ما نعيشه اليوم من افراح ومهرجانات ورقص وغناء على جوع وجثث أطفال ونساء وشيوخ غزة بلا وازع ديني واخلاقي ، عندها ندرك ان المنظومة القيمية والاخلاقية والسلوكية العربية في خطر كبير وهذا ما عملت وتعمل عليه القوى الصهيوغربية من تجهيل وتغريب للأجيال الناشئة عن قضاياها الوطنية ، فإن رقصنا اليوم على جثث ابناء غزة فالمؤكد ان هناك من سيرقص ويغني على جثث ابناءنا وأحفادنا غداً، فمن لا يهب لاطفاء نار بيت جاره اليوم عليه الرحيل من داره غداً، لأن النار نفسها ستلتهمه !
ان لم نصحو ونتصدى ونتحرر من هذا الانحطاط ، عصر العهر والسفاهة والتفاهة والسماجة ، عصر الخلاعة والرخص والتجهيل والتجويع وإذكاء كل اشكال الفتن المذهبية والطائفية الذي خطط له ونفذ بعناية في عالمنا العربي وأنفقت عليه المليارات حتى تفوقنا عالميًا في البذاءة والتفاهة والسخافة بدلا من انفاقها على تطوير التعليم والعلم والابداع وتحسين الرعاية الصحية والخدمات والبيئة السياسية وتطوير القطاعات الانتاجية ..الخ ، كل ذلك جرى لقتل الروح والفكر الوطني العربي الجمعي ليسهل على القوى الرأس مالية التي تقف وترعى المشروع الصهيوني السيطرة والتحكم بعالمنا العربي والاستيلاء على ثرواته والتحكم بطرق التجارة العالمية .
هناك حقائق علينا إداركها وهي ان معظم دولنا العربية وحتى البترولية منها تعيش ازمات مركبة وغارقة في المديونية وساقطة عسكريا ، انظمة الحكم العربية التي تقيم علاقات مع الكيان العنصري يبدو انها لا تدرك ان العدو يتربص بها جميعا وكل ما يلزمه هو الوقت ، بالأمس شهد العالم وتغنى باتفاقية اوسلو وحل الدولتين ! وها هو الكيان انقلب عليها واعلن ضمه الكامل للضفة الغربية وغور الاردن ، وغدًا سينقلب على معاهدة وادي عربة وكامب ديفيد عندما يسنح له الوقت والوقت فقط .
امام هذا الواقع المؤلم على الاحزاب السياسية العربية والكتاب والمثقفين ومؤسسات المجتمع العربي الوطنية التصدي لهجوم التفاهة والابتذال وابراز كل ما هو وطني وترسيخ ثقافة ووعي مقاومة المشروع التوسعي الاستعماري الصهيوني ، على الجميع رص الصفوف وتوحيد الجهود وتبني مشروع وطني عربي تحرري بعيدًا عن المناكفات والخلافات ، كل من يدعم ويساند المقاومة العربية ايًا كان دينه ومذهبه وهويته فهو شريكنا في المشروع التحرري ، على الجميع نبذ الخطاب التحريضي الفتنوي والتشكيك وتبني الخطاب النضالي المقاوم لهذا السرطان ، ليس لنا اليوم الا عدو واحد ووحيد وهو الكيان العنصري الاستعماري الصهيوني ورعاته ، وكل من يتبنى غير هذا الخطاب فإما ان يكون جاهلاً لا يدرك المخاطر واما عدواً لأمته وحضارته وهويته وعقيدته .

مقالات ذات صلة على موائد العرب تسقط غزة جائعة 2025/07/23

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز.. ما هي المصاعب التي تواجه المرضى في العالم العربي؟

يوضح طبيب مختص في الأمراض المعدية لـ"يورونيوز" أن الالتزام المنتظم بالعلاج الثلاثي يخفض فيروس VIH إلى مستوى غير قابل للكشف، مما يمنع انتقاله، ويُمكّن المصاب من عيش حياة طبيعية تمامًا، بما في ذلك الزواج والإنجاب.

تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ارتفاعًا في عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، في وقت لا تزال فيه فجوة الوعي والمعرفة بالفيروس أكبر العقبات أمام مكافحته. فغياب الفهم العلمي للمرض والوصم الاجتماعي المصاحب له يحوّلان "الجهل" إلى جدار عازل أمام الفحص المبكر والعلاج المنقذ للحياة.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فقد ارتفع عدد الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 94% بين عامَي 2010 و2024. وتمثّل المنطقة نحو 2% من الإصابات الجديدة السنوية على مستوى العالم. ومع أن معدل انتشار الفيروس في المنطقة منخفض جدًا مقارنة بمناطق أخرى، فإن بالإمكان خفض عدد الإصابات الجديدة سريعًا إذا اتخذت الدول إجراءات مناسبة تلبي احتياجات الفئات الأكثر عرضة للإصابة.

وتُظهر البيانات أن الشباب بين 15 و24 عامًا يمثلون نحو 23% من الإصابات الجديدة في المنطقة، مع غلبة واضحة بين الذكور الذين شكلوا 64% من هذه الحالات. ورغم هذه الأرقام، تظل الخدمات الصحية غير متاحة بالشكل الكافي لهذه الفئة.

كما لا تزال الاستجابة للفيروس بعيدة كثيرًا عن تحقيق أهداف التغطية المحددة لعام 2025، إذ أن عدد الوفيات المرتبطة بالمرض يتراجع بوتيرة بطيئة جدًا لا تتجاوز 6% بين عامَي 2010 و2024. وتُسجّل المنطقة أدنى معدلات التغطية العلاجية في العالم.

وفي حوارٍ مع "يورونيوز"، يزيح الطبيب المختص في الأمراض المعدية محمد الفاهم الستار عن أحد أكثر الأمراض التي أحاطها الجهل والوصمة الاجتماعية بالغموض في عالمنا العربي، مقدمًا شرحًا وافيًا يفرّق فيه بين فيروس "VIH" ومرض "الإيدز"، وكيفية تطوره، وطرق تشخيصه وعلاجه، وذلك في محاولةٍ لتصحيح المفاهيم الخاطئة وتشجيع المجتمع على تبني نظرةٍ أكثر وعيًا.

ما الفرق بين فيروس VIH والإيدز؟

يؤكد الطبيب محمد الفاهم على وجود خلط واسع النطاق بين المصطلحين، قائلاً: "VIH هو فيروس نقص المناعة البشرية، وهو العامل المسبب الذي يدخل الجسم ويستهدف الخلايا المناعية المسماة CD4، مما يضعف دفاعات الجسم تدريجيًا. أما الإيدز فهو المرحلة المتقدمة من الإصابة، ويُشخّص عندما ينهار الجهاز المناعي بالكامل أو عندما ينخفض عدد خلايا CD4 إلى مستوى شديد فتظهر أمراض انتهازية وأورام مرتبطة بضعف المناعة".

ويختصر الفاهم الفكرة بقوله: "الإصابة بالفيروس لا تعني الوصول إلى الإيدز، ويمكن تجنب المرحلة المتقدّمة بشكل كامل بفضل العلاج المتوفر اليوم".

ويشرح الطبيب لـ"يورونيوز" المراحل التي يمر بها الفيروس قائلاً: "بعد انتقال الفيروس، يمر بمرحلة حادة تشبه الإنفلونزا في أيامه الأولى، ثم يدخل في مرحلة خمول قد تستمر لسنوات دون أعراض تذكر. خلال هذه الفترة، يتكاثر الفيروس بوتيرة منخفضة لكنه يواصل إضعاف المناعة".

Related تقنية جديدة تكشف الفيروس المختبئ في الخلايا.. هل أصبح الشفاء من الإيدز قريبًا؟عقار جديد يقلب موازين الوقاية من الإيدز عالميًا.. ما الذي نعرفه عن "يييتوو"؟"عواقب وخيمة".. كيف يؤثر وقف المساعدات الأمريكية على مرضى الإيدز في أوكرانيا؟

ويحذر الطبيب المختص من أن "غياب الأعراض لا يعني غياب الخطر، لذلك التشخيص المبكر هو حجر الأساس في الوقاية والعلاج".

ما هي طرق انتقال الفيروس بشكل علمي؟ وكيف تُشخص الإصابة بدقة؟

يُجمل الطبيب طرق الانتقال في: "العلاقة الجنسية غير المحمية، أو التعرض لدم ملوث، أو من الأم إلى الرضيع خلال الحمل أو الولادة أو الرضاعة". وينفي بشكل قاطع انتقال الفيروس عبر "الاحتكاك اليومي، والمصافحة، والطعام، والهواء، والبعوض"، داعيًا إلى "تصحيح هذه المفاهيم لـ"حماية المجتمع وتقليل الهلع".

ويُفصّل المختص في آلية التشخيص بالقول: "الاعتماد الطبي الحالي يقوم على اختبار ELISA للكشف المبكر عن الأجسام المضادة والمستضدات في آن واحد. في حال إيجابية النتيجة، يتم اللجوء إلى اختبارات تأكيدية. كما يُقاس الحمل الفيروسي لمعرفة كمية الفيروس في الدم، ويُجرى تحليل CD4 لتقييم قوة الجهاز المناعي.. هذه الفحوصات ضرورية لتحديد المرحلة ووضع خطة العلاج المناسبة".

ماذا عن العلاج؟ وهل فعلًا يستطيع المريض أن يعيش حياة طبيعية؟

يجيب الطبيب بنعم قاطع، موضحًا: "العلاج الثلاثي المضاد للفيروسات، إذا التزم به المريض بانتظام، يخفض كمية الفيروس في الدم إلى مستوى غير قابل للكشف. وعندما يصبح الحمل الفيروسي غير قابل للكشف، يصبح المريض غير قادر على نقل العدوى.. هذه الحقيقة العلمية غيّرت جذريًا نظرة الطب إلى المرض، وجعلت المريض قادرًا على الزواج، والإنجاب، والعيش بشكل طبيعي تمامًا".

وتشير اليونيسيف إلى أن هناك فجوة كبيرة بين الأرقام الرسمية والواقع الحقيقي، حيث يظل العديد من المصابين غير مشخّصين بسبب الخوف أو الوصمة الاجتماعية. وقد أظهرت بيانات عام 2022 أن 52% من الأطفال المصابين بفيروس HIV لا يعرفون حالتهم الصحية، و62% لا يتلقون العلاج، و65% لا يصلون إلى مستوى كبت الفيروس. أما المراهقون بين 15–19 عامًا، فتغطية العلاج بينهم لا تتجاوز 30%، أي أقل من نصف المتوسط العالمي. وفي هذا الصدد، سألنا الطبيب:

هناك دائمًا حديث عن فجوة بين الأرقام الرسمية والواقع الحقيقي.. لماذا؟

يحلل الطبيب الظاهرة قائلاً: "الأرقام الرسمية تعكس فقط الحالات التي جرى تشخيصها، بينما توجد نسبة غير قليلة من الأشخاص الذين لا يخضعون للفحص".

ويتابع: "الأمراض المنقولة جنسيًا عمومًا، وخاصة تلك التي تحمل وصمة، يكون عدد الحالات غير المشخّصة أعلى من المعلَن..هذه الظاهرة تنتشر في العالم العربي، كما أن تقديرات منظمات دولية تشير إلى أن الأرقام الحقيقية قد تتجاوز المعلَن بنسب تتراوح بين ثلاثين وخمسين بالمائة في بعض الدول".

هل يمكن الحديث عن وصمة مرتبطة بالمرض؟

"للأسف نعم".. بهذه الكلمات يصف الطبيب لـ"يورونيوز" الوصمة الاجتماعية، معتبرًا أنها "عقبة أكبر من الفيروس نفسه". ويشرح: "كثير من الناس يتجنبون الفحص خوفًا من الحكم الاجتماعي".

ولا يزال فيروس نقص المناعة البشرية في المجتمعات العربية محاطًا بهالة كثيفة من العار، التي غالبًا ما تكون أثقل وطأة من المرض نفسه. وتنبع هذه الوصمة من "مفاهيم خاطئة مرتبطة بطرق انتقال الفيروس"، و"خلط غير علمي بين الإصابة والسلوكيات "غير الأخلاقية" من وجهة نظر المجتمع"، مما يلقي باللوم على المريض ويجعله عرضة للتمييز والنبذ. ويؤدي هذا الخوف من الوصمة إلى نتائج كارثية، أبرزها إحجام الكثيرين عن إجراء الفحص خوفًا من معرفة النتيجة، أو إخفاء التشخيص حتى عن المقربين، أو التردد في طلب العلاج، مما يزيد من انتشار الفيروس في صمت.

وقد شكل الإيدز لعقودٍ مصدر رعبٍ عالمي، متربعاً على عرش الأمراض الأكثر رعباً ووصمة. لكن الأبحاث العلمية حوّلته من "حكم بالإعدام" إلى مرض مزمن يمكن السيطرة عليه.

ويقول الطبيب: "التأخر في التشخيص هو ما يسمح للمرض بالانتشار، ويجعل البعض لا يبدأ العلاج إلا في مراحل متقدمة.. لذلك التوعية عنصر أساسي، لأنها ترفع الإقبال على الفحص وتقلل الخوف غير المبرر".

ويضيف الدكتور في رسالته: "الفصل الواضح بين الإصابة بالفيروس والمرحلة المتقدمة أمر ضروري.. يمكن اليوم السيطرة على فيروس VIH بشكل كامل إذا تم التشخيص مبكرًا وبدء العلاج في الوقت المناسب.. الأرقام الرسمية مهمة لكنها لا تعكس الواقع بالكامل.. لذلك يجب تعزيز الثقافة الصحية، تشجيع الفحص الطوعي، ومحاربة الأفكار الخاطئة التي تجعل المرض موضوع خوف وخجل بدل أن يكون حالة طبية قابلة للعلاج والمتابعة".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • أحزاب القائمة الوطنية: نلتزم باستكمال الاستحقاق الانتخابي.. وندعو كافة القوى السياسية للتنافس الشريف
  • رئيس الشيوخ يؤكد أهمية الدور المحوري للبرلمان العربي في خدمة القضايا العربية
  • ارتفاع عدد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الكيان الصهيوني إلى 761
  • في اليوم الـ 53 لـ “هدنة غزة”..العدو الصهيوني يواصل قصف ونسف منازل الفلسطينيين
  • الوطنية للانتخابات: الإقبال ملحوظ على التصويت في الدول العربية
  • الوطنية للانتخابات: الإقبال ملحوظ على التصويت في الدول العربية ولم يتم إخطارنا بوجود أي تجاوزات
  • في اليوم العالمي لمكافحة الإيدز.. ما هي المصاعب التي تواجه المرضى في العالم العربي؟
  • برعاية محمد بن راشد.. تكريم الفائزين بجائزة التميز الحكومي العربي 4 ديسمبر المقبل بمقر الجامعة العربية
  • ترامب يعتقد أن هناك فرصة جيدة لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وويتكوف يلتقي بوتين اليوم
  • رئيس البرلمان العربي يدين الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية العربية السورية