جولة بارو ثلاثية الاهداف: خفض التصعيد وتعزيز اليونيفيل والدعم للبنان
تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT
كتب سمير تويني في"النهار": تحدث مصدر ديبلوماسي في باريس عن الجولة الإقليمية لوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو على السعودية وقطر والأردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل، واتصالاته بنظيريه الأميركي أنتوني بلينكن والإيراني عباس عراقجي، والاتصالات التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالعديد من الدول الحليفة على خلفية التطورات الأخيرة في لبنان واندلاع الحرب البرية وتصاعد المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية، فحدد أهداف هذه الجولة بالنقاط الآتية:
أولا: حشد أكبر عدد من الشركاء الإقليميين والدوليين للعمل من أجل خفض التصعيد.
ثانيا: التسويق للمبادرة التي أعلنها الرئيس ماكرون لعقد مؤتمر دولي إنساني من أجل دعم لبنان والشعب اللبناني في ٢٤ من الشهر الجاري على مستوى وزراء الخارجية. وقد تم تسليم الدعوات نهاية الأسبوع الماضي وعُيّن أمين عام للمؤتمر الذي يعقد بالتنسيق مع الأمم المتحدة، ودُعي الشركاء العرب والأوروبيون وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
أما بالنسبة إلى أهداف المؤتمر فهي الاستجابة الانسانية العاجلة لحاجات الشعب اللبناني وخصوصا النازحين، ودعم الجيش اللبناني لتمكينه من تنفيذ مهماته وتحمل كامل المسؤوليات التي ستلقى على عاتقه. وسيتم الاعتماد على المطالب والحاجات التى سبق للجيش أن قدمها منذ مطلع العام الجاري، والاستناد إلى الاجتماعات الشهرية للجنة المنبثقة من مؤتمر روما لدعم الجيش، والبحث عن حل للخروج من أزمة النازحين على جانبي الحدود بالاستناد إلى القرار الدولي ١٧٠١، والتقدم في سد الفراغ الرئاسي.
وسوف يعلن المؤتمر تعهدات في المجالين الإنساني والعسكري.
ثالثا: محاولة إقناع السلطات الإسرائيلية بأن استخدام القوة المفرطة لن يؤدي إلى السلام والأمن، وأن استهداف المدنيين والبنى التحتية في غزة ولبنان غير مقبول، وسيفضي إلى مزيد من عزلة إسرائيل داخل المجتمع الدولي والرأي العام.
رابعا: التضامن مع الجاليات الفرنسية في لبنان وإسرائيل ومع الديبلوماسيين في السفارات. وقد وضعت باريس خطة لإجلاء رعاياها من لبنان، ولكن لم يتخذ قرار حتى الآن.
خامسا: إعراب فرنسا عن حضورها إلى جانب إسرائيل في احتفالات الذكرى الأولى للسابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وكشف المصدر أن وزير الخارجية الفرنسي لمس لدى نظرائه العرب قلقا من تصرف الدولة العبرية بفائض القوة في المنطقة واستخدامها شعار إنشاء شرق أوسط جديد. وهم قلقون أيضا من التهديد الإيراني وزعزعته لدول المنطقة.
وشجع النظراء العرب وزير الخارجية الفرنسي على مواصلة الجهود من أجل وقف النار في غزة، ودعموا المبادرة الفرنسية - الأميركية لوقف القتال في لبنان والتوصل إلى حل للأزمة اللبنانية.
وأشار المصدر إلى أنه بمعزل عن إضعاف "حزب الله" وتراجعه إلى ما وراء الليطاني، ليس لدى الجانب الإسرائيلي إستراتيجية واضحة بالنسبة إلى لبنان. وشدد وزير الخارجية على ضرورة الاعتماد على الديبلوماسية بدلا من الحرب للتوصل إلى الحل المنشود.
ولفت المصدر إلى أن السفراء العرب أكدوا خلال اجتماعهم مع مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الخارجية الفرنسية آن غريو تضامنهم مع لبنان وغزة وجددوا مطالبتهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية واستخدام فرنسا جميع وسائل الضغط التي في حوزتها لردع إسرائيل ثنائيا وأوروبيا.
وشددت غريو من جهتها على أن فرنسا تواصل الجهود مع السلطات الإسرائيلية من أجل خفض التصعيد، وكذلك مع الشركاء العرب عبر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان للتوصل إلى حل سياسي.
وتعتبر باريس أن أسس الحل الديبلوماسي هي انسحاب "حزب الله" من جنوب الليطاني وتعزيز "اليونيفيل" لتنفيذ مهماتها كاملة وفق الولاية التي حددها مجلس الأمن استنادا إلى القرار ١٧٠١، ومعالجة النقاط الخلافية في الحدود البرية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الخارجیة الفرنسی من أجل
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يترأس بالشراكة مع نظيره الفرنسي الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "حل الدولتين"
ترأس الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، بالشراكة مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية اليوم، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين على المستوى الوزاري، الذي تترأسه المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية.
وألقى وزير الخارجية الكلمة الافتتاحية للجلسة الأولى، قدّم في بدايتها شكره لمعالي وزير خارجية فرنسا، وأصحاب المعالي والسعادة رؤساء فرق العمل على جهودهم الكبيرة طيلة الأشهر الماضية في المشاركة في الإعداد لهذا المؤتمر، الذي يشكّل محطة مفصلية نحو تفعيل حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وتجسيد رؤية عادلة ومستدامة للسلام في الشرق الأوسط.
وثمَّن وزير الخارجية في هذا الإطار إعلانَ فخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزم بلاده الاعتراف بدولة فلسطين، وهي خطوة تاريخية تعكس تنامي الدعم الدولي لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وتسهم في تهيئة الأجواء الدولية لتجسيد حل الدولتين.
وأكد أن المملكة تؤمن بأن تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لجميع شعوب المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني، وتمكينه من نيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدودِ عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، وأن هذا ليس مجرد موقف سياسي، بل قناعة راسخة بأنّ الدولة الفلسطينية المستقلة هي مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة.
كما أكد حرص المملكة منذ بداية الأزمة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة والتصعيد الخطير في الضفة الغربية على تقديم الدعم الفوري والمتواصل، سواءً عبر المساعدات الإنسانية والإغاثية، أو من خلال دعم أجهزة الأمم المتحدة العاملة، وفي مقدمتها الأونروا، واليونيسيف، وبرنامج الغذاء العالمي، وكذلك السلطة الفلسطينية.
وشدد على أن هذه الكارثة الإنسانية بسبب الحرب والانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ينبغي أن تتوقف فورًا لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ومحاسبة المسؤولين عنها، وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب، بما ينسجم مع قواعد القانون الدولي الإنساني.
ونوّه سموه بتأكيد المملكة أهمية تضافر الجهود الدولية من خلال هذا المؤتمر، وجهود التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين من أجل دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته، وتمكين مؤسساته الوطنية.
وفي إطار الالتزام العملي بدعم التسوية السلمية، عبر سمو وزير الخارجية عن إشادة المملكة بما عبر عنه فخامة الرئيس محمود عباس من التزام بمسيرة الإصلاح المؤسساتي، بما يعزز قدرة السلطة الفلسطينية في تلبية تطلعات الشعب الفلسطيني، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة الفلسطينية في هذا الإطار بقيادة دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى، معبرًا عن تطلع المملكة إلى دعم هذه الجهود في مجالات التنمية، وتحفيز الاقتصاد الفلسطيني وحمايته من الانهيار.
وقال سمو وزير الخارجية: "إننا نرى في مبادرة السلام العربية التي تبنتها قمّة بيروت عام 2002م أساسًا جامعًا لأي حل عادل وشامل، ونؤكد في هذا المقام أهمية دعم التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، كإطار عملي لمتابعة مخرجات هذا المؤتمر، وتنسيق الجهود الدولية نحو تنفيذ خطوات واضحة ومحددة زمنيًا لإنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية".
وفي الختام، دعا سمو وزير الخارجية جميع الدول الحاضرة إلى الانضمام إلى الوثيقة الختامية للمؤتمر، التي تشكل خارطة طريق مشتركة نحو تنفيذ حل الدولتين، ومواجهة محاولات تقويضه، وحماية فرص السلام التي لا تزال ممكنة، إن توافرت الإرادة.
حضر الجلسة الافتتاحية، صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وسمو مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، ووكيل الوزارة لشؤون الاقتصاد والتنمية عبدالله بن زرعة، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، والوزير مفوض بوزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.
فلسطينفرنساوزير الخارجيةأخبار السعوديةمؤتمر حل الدولتينقد يعجبك أيضاًNo stories found.