بوابة الوفد:
2025-06-03@07:22:10 GMT

اقتلاع الجذور(١)

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

فى يوم ما سيستيقظ أى منا، سينظر للمرأة، سيحملق فيها أكثر من مرة، ليتأكد أن ما يراه أمامه هو نفسه ابن الأمس، سيغمض عينيه ويفتحها لأن الرؤيا غائمة بسبب بصره الذى ضعف، وعندما يتحقق من صورته، سيجد الشعر الأبيض يغطى رأسه، تجاعيد حفرت فى وجهه، سيحرك يده ليتحسس تلك الخطوط ويمسح دموعا انهمرت رغما عنه، سيجد ذراعه واهنة وقد يجد أصابعه ترتعش حتى تصل لوجهه، سيهز رأسه فى أسف، وهو يرى انحناءة ظهره، لقد فقد جسده رشاقته ولم يعد مهندما كما كان، سينظر لساعته، سيجدها تمر ببطء وثقل، فلا موعد عمل وراءه يهرول اليه ويزاحم الأجساد والبشر المكدس فى الشوارع والمواصلات كما كان بفعل ليصل لعمله فى الموعد بلا خصم له، ولا أحد يتصل به، سيجلس بين جدران منزله وعيناه معلقتان بين هاتفه وهاتف البيت، فلا رنين ولا ضجيج محادثات، لقد نسيه الزملاء وانشغل عنه الصحاب وكل الدنيا لأنه خرج عن محور الحياة ودائرة اهتمامها، لقد أحيل إلى المعاش.


المعاش نقطة فارقة ساخنة لدرجة الجحيم فى حياة الإنسان، منا من لا يحتمل نبأ الإستغناء اللا إنسانى عنه والمغلف بالقانون من المكان الذى خدم به أهم سنوات عمره، المكان الذى فضله غالبا على حياته الخاصة أسرته وأولاده، فندرة منا تنجح فى عمل موازنة بين الاهتمام بالعمل والاهتمام بالأسرة، وكثيرون من خسروا أسرهم وحياتهم الخاصة بسبب اهتمامهم بالعمل، وها هم الآن كل واحد منهم يجد نفسه وحيدا بلا أسرة وبلا عمل، مع كم لا بأس به من أمراض الشيخوخة، السكر، ضغط الدم، القلب، إلتهابات المفاصل الجلطات، وقبلها بالطبع القولون العصبي، بجانب الاكتئاب.
غالبا لا يستقبل الإنسان قرار الإستغناء عن خدماته بنفس راضية وروح رياضية، فلا يتقبل أنه لن يدخل المصلحة أو المؤسسة إلا ضيفا غير مرغوب به، لا يتقبل أنه سيجد زميله الذى كان ينافسه ويكرهه غالبا يجلس على مكتبه ولا يعيره أدنى اهتمام، لن يتقبل أن يجد زملائه الذين كانوا يلتفون حوله للثرثرة أو الإستفادة منه ومن خدماته وعلاقاته يتجاهلون زيارته للمؤسسة ويتظاهرون بالانشغال بأعمالهم التى صارت فجأة مهمة، كثيرون يصابون بنوع من الصدمة النفسية مع بلوغ سن المعاش، ويقرأون قرار الإحالة وكأنها شهادة وفاتهم، يشعرون أنهم كالأشجار التى تم انتزاعها من جذورها لأنها صارت فى نظر الأخرين شجرة عجوز لا تثمر ولا تمنح حتى الظل، أو كما يقال أصبح كخيل الحكومة العجوز يجب التخلص منه بإطلاق الرصاص عليه لعدم فائدته وتوفير طعامه لغيره من صغار السن. كثيرون يرفضون حتى أن يقام لهم حفل وداع، ويعتبرونها حفل تأبين لهم، وبالفعل هؤلاء يصابون بأمراض تعجل بموتهم، حقا الأعمار بيد الله، لكن للموت أسباب تعجل به، وقد انتشرت فى السنوات الأخيرة حالات الوفاة السريعة لمن بلغوا سن المعاش، فمن اعتاد العمل لا يقبل أن يصبح كما مهملا فى ركن قصى من الحياة لا يبالى به أحد، خاصة من لا يزال يتمتع بطاقة وحيوية، ولديه قدرة حقيقية على الإستمرار فى العمل لكن القانون يمنعه.
قصر القول، بلوغ سن المعاش كارثة لأغلب المصريين، وراحة لقلة نادرة جهزت نفسها لهذا اليوم جيدا اجتماعيا وماديا، تزداد أزمة «المعاشجى» بالطبع مع تلك النقلة الخطيرة للأسفل فى الدخل المادي، فمعاش أى شخص بالطبع لا يعادل أبدا راتبه الذى اعتاد عليه ونظم حياته السابقة الطويلة على أساسه، ومع محدودية المعاش وتزايد حجم النفقات على الصحة لزوم أمراض الشيخوخة، تزداد أزمة «المعاشجى» النفسية والجسدية ويجد نفسه محاصرا بالسلبيات من كل جانب.
وإدراكا منها لما يصيب أرباب المعاشات، اهتمت الأمم المتحدة بالمسنين وأطلقت لهم يوما عالميا فى ١ أكتوبر ١٩٩٠ أسمه يوم المسنين، بهدف إلى رفع الوعى والاهتمام بالمسنين، والتحفيز على رعايتهم وحسن معاملتهم، ثم عادت الأمم المتحدة وأطلقت يوم أخر للمسنين فى يونيو تحت شعار مكافحة العنف والإساءة والإهمال للمسنين، وهو يوم يعبر فيه العالم عن إحترام كرامة المسنين وحقهم فى العيش بحرية وكرامة بعيدا عن العنف، ويتوجه هذا اليوم لحماية المسنين خاصة فى أوقات الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية، وكانت الإحصائيات هى المحرك الأول لإطلاق هذا اليوم أو ذاك، حيث أشارت الأرقام أنه بحلول عام ٢٠٣٠ سيبلغ عدد المسنين فى العالم من سن ٦٠ سنه إلى ما فوق أكثر من ٣٨%، أى ما يعادل ٤,١ مليار نسمة، وسيتفوق عددهم عن تعداد الشباب.. وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد

إقرأ أيضاً:

من يستحق زيادة المعاشات المقبلة؟.. نص قانوني يحدد المستفيدين

يستعد أصحاب المعاشات للحصول على العلاوة الجديدة التي تم تحديدها بموجب القانون الصادر عن مجلس النواب الأسبوع الماضي، حيث من المنتظر أن يصدق رئيس الجمهورية على الزيادة التي جاءت بموجب نص قانون المعاشات.

ويتساءل أصحاب المعاشات عن موعد صرف العلاوة وقيمتها وكذلك المستحقين لتلك الزيادة، والتي جاء بنص المادة 35 ومرر البرلمان قانونًا جديدًا في ضوءها.

ويكون موعد صدور قرار زيادة المعاشات 2025 لجميع المستحقين، في الأول من يوليو، وهو الموعد الرسمي المحدد بالقانون.

نص زيادة المعاشات بالقانون

وينص قانون المعاشات على زيادة المعاشات المستحقة في 30 يونيو من كل عام اعتباراً من أول يوليو بنسبة لا تقل عن معدل التضخم و بما لا يزيد على (15%)، ولا تزيد قيمة الزيادة في المعاش على نسبة الزيادة منسوبة إلى الحد الأقصى لأجر الاشتراك الشهرى في 30 يونيو من كل عام، على أن يتحمل صندوق التأمين الاجتماعى المشار إليه بالمادة (5) من هذا القانون بنسبة الزيادة عن جزء المعاش الذى يلتزم به، وتتحمل الخزانة العامة بباقى قيمة الزيادة،وتعتبر الزيادة جزءاً من المعاش عند حساب الزيادة التالية.

تحديد نسبة العلاوة للعمال .. موعد أول اجتماع للقومي للأجور بتشكيله الجديد15 % .. قيمة علاوة يوليو والمستفيدون منها طبقا للقانون

ويتم تقرير الزيادة المنصوص عليها في الفقرة الأولى من هذه المادة بناءً على تقرير من لجنة الخبراء بنتيجة دراسة نسبة زيادة المعاشات يتم عرضه على مجلس الإدارة للموافقة عليه، و يصدر بنسبة الزيادة قرار من رئيس الجمهورية بناءً على عرض الوزير المختص بالتأمينات بالتنسيق مع وزير المالية و رئيس الهيئة، على ألا تقل قيمة المعاش بعد الزيادة عن الحد الأدنى المشار إليه بالفقرة الأخيرة من المادة (24) في تاريخ تقرير الزيادة، ولا يسري حكم هذه الفقرة على معاش العجز الجزئي الإصابي غير المنهي للخدمة.

ومع عدم الإخلال بأحكام هذه المادة يستحق صاحب معاش العجز الكامل المستديم والولد العاجز عن الكسب إعانة عجز تقدر بـ(20%) شهريا من قيمة ما يستحقه من معاش وزياداته إذا قررت الهيئة المعنية بالتأمين الصحي الشامل أنه يحتاج إلى المعاونة الدائمة من شخص آخر للقيام بأعباء حياته اليومية، وتقطع هذه الإعانة في حالة الالتحاق بعمل، أو زوال الحالة وفقا لما تقرره الهيئة المشار إليها أو وفاته.

زيادة المعاشات للكل 

ويعتبر جميع أصحاب المعاشات مستفيدون من قرار الزيادة الجديدة التي سوف تصدر وتطبق أيضًا خلال الفترة المقبلة، فالبرجوع إلى نص القانون رقم 148 لسنة 2019 نجد أن القانون بين أنه يستفاد من زيادة المعاشات حتى 30 يونيو من كل عام، أي أن كل من يستحق معاشًا حتى يوم نهاية شهر يونيو، له الحق في الحصول على زيادة المعاشات.

طباعة شارك زيادة المعاشات المعاشات اخبار زيادة المعاشات زيادة المعاشات اليوم المعاشات اليوم

مقالات مشابهة

  • 6 حقوق كفلها القانون لحماية المسنين.. تفاصيل
  • هل تؤثر الأعمال الحرة على المعاش التقاعدي؟.. التأمينات الاجتماعية تجيب
  • الحكماء.. والفضائح العائلية
  • إسرائيل وحربها الممنهجة
  • عربات جدعون.. كيف تحولت لخطة اقتلاع غزة من جذورها بأوامر الإخلاء؟
  • "هنساعدكم".. القبض على عصابة سرقة معاشات المسنين في الزيتون
  • اليوم.. بدء صرف معاشات يونيو 2025
  • مفاجأة بشأن معاشات شهر يونيو.. وصرف الزيادة الجديدة في هذا الموعد
  • من يستحق زيادة المعاشات المقبلة؟.. نص قانوني يحدد المستفيدين
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول المشمش؟