قبل ثلاثة أسابيع على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجلى بوضوح الأجواء المشحونة بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس وخصمها الجمهوري دونالد ترامب، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين المرشحين.

فخلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة والحاسمة حيث يمثّل العمال قطاعا واسعا من السكان، انتقدت هاريس بشدة تصريحات ترامب التي هدد فيها باستخدام الجيش ضد المعارضين السياسيين، مما أثار التساؤلات بشأن تركيز المرشحة الديمقراطية مؤخرا على خطاب ترامب الذي تطغى عليه بشكل متنام، لهجة يصفها منتقدوه بـ"الاستبدادية".

هاريس تعرض فيديو لترامب خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا الاستقطاب السياسي

وفي مقابلة مع قناة "الحرة"، أشار رئيس الحزب الديمقراطي في العاصمة الأميركية واشنطن، تشارلز ويلسون، إلى أهمية تصريحات هاريس، وقال إن ترامب يتمتع بقدرة على تحريض الناس، كما حدث في أحداث 6 يناير.

وقال إن هاريس تعمل على تذكير الناخبين بالأضرار التي تسبب بها ترامب خلال ولايته الأولى، كما حصل في "أحداث السادس من يناير التي اتهم فيها ترامب بمحاولة قلب نتيجة انتخابات 2020.

ويرى ويلسون أن "الخطاب التحريضي" الذي يتبناه ترامب يشكل خطرا على الديمقراطية الأميركية.

وعرضت هاريس خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا تسجيلا مصوّرا يظهر لقطات لترامب من مقابلة أجرتها معه فوكس نيوز، وهو يدعو إلى سجن المعارضين السياسيين، ويكرر الحديث عن ما وصفهم "بأعداء الداخل".

من جهته، اعتبر توم حرب، مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي للديمقراطية،  أن هاريس "تستغل" تصريحات ترامب لأغراض سياسية، وأن الحزب الديمقراطي يجتزئ تصريحاته ويستهدف شخصيته بدلا من تناول سياساته.

وقال حرب، وهو جمهوري، إن ترامب كان يتحدث عن أنه سيحاسب المعارضين الذين خالفوا القانون، وهذا أمر طبيعي.

وأضاف أن ترامب كان يتحدث عن جلب 10 آلاف عنصر جديد لحماية الحدود وأنه سيستعين على الشرطة الوطنية طرد مجرمين من الولايات المتحدة، وأنه إذا اضطر سيستنجد بالجيش للتعامل مع المهاجرين غير القانونيين وليس للقمع السياسي.

وبينما وصف ويلسون ولاية ترامب الأولى بأنها كانت "فوضوية" و"تحريضية"، رأى حرب أنها كانت "بخير ونعمة وأمن ثابت في جميع دول العالم ولا حروب، أما فترة بايدن-هاريس فكانت مليئة بالمشاكل". وأشار حرب إلى "التضخم وتزايد الهجرة غير القانونية"، في عهد بايدن.

وقال ويلسون إن الحزب الديمقراطي "يأخذ إطار التصريحات بعين الاعتبار"، مضيفا أن "ترامب شخص خطير يعرف كيف يحرض الناس كما حدث في السادس من يناير في الهجوم على الكابيتول وهو سيضع حياة الناس في خطر ولن يندد بأي تصرف خاطئ ويعتقد أنه شخص فوق القانون لذلك هو واجه مشاكل قانونية"، مضيفا أن "هاريس تقوم بعمل ممتاز في تذكير الناس لماذا لا يمكننا أن نتحمل ولاية ثانية من ترامب".

وبينما يندد ترامب بنائبة الرئيس الأميركي على خلفية سياسات إدارة جو بايدن، وانتمائها العرقي و"مستوى ذكائها"، سعت هاريس إلى تصوير الرئيس السابق الجمهوري على أنه خيار ينطوي على مخاطر، ويعد أكثر اهتماما بإشاعة أجواء من الخوف وسط الأميركيين بدلا من حل مشاكلهم.

حملة ترامب تشن هجوما حادا على المنافسة الديمقراطية هاريس خلال تجمع انتخابي

والثلاثاء، قال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن حملة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، أصبحت تستعمل "السلاح المفضل" لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب، الذي يعتمد على السخرية اللاذعة من الخصوم.

وأوضح الموقع أن حملة هاريس ونائبها تيم والز، باتت تستحوذ على الانتباه "من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة مبتكرة، خاصة مع التركيز على جمهور الشباب".

ففي مقاطع الفيديو الموجهة عبر منصات مثل تيك توك، تعرض حملة هاريس ووالز، ترامب بطريقة ساخرة، إذ وجهت انتقادات إلى مظهره وتعليقاته غير المفهومة.

واشتهر ترامب بنعت خصومه بألقاب مستفزة، مثل "هيلاري المخادعة" و"جو النائم"، وميله لمهاجمة هاريس ووالز بشكل شخصي، وفق "أكسيوس".

أكسيسوس: حملة هاريس تستخدم "السلاح المفضل" لترامب ضده قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن حملة المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، كامالا هاريس، قد باتت تستعمل السلاح المفضل لمنافسها الجمهوري، دونالد ترامب، والذي يعتمد على السخرية اللاذعة من الخصوم. تأثير الاستقطاب

مع اقتراب موعد الانتخابات في الخامس من نوفمبر، يبقى السؤال الأهم: كيف سيؤثر هذا الاستقطاب على الناخبين المستقلين؟

ويرى ويلسون أن ترامب يقوم بالعمل بدلا من الديمقراطيين من خلال خطاباته "ليستمر في الكلام، والناس يشاهدونه على شاشة التلفاز".

ويعتقد يلسون أن "غالبية الأميركيين غير المتحمسين سياسيا لأي من الحزبين سيقولون إنهم سيصوتون ضد هذا الشخص لأنه غير ملائم لمنصب الرئاسة، حتى لو لم يكونوا متحمسين لهاريس، فإنهم سيكونون غير متحمسين لعودة ترامب وأعتقد أيضا أن كثيرين من هؤلاء سيصوتون لهاريس".

من جانبه، رأى حرب أن "الشعب الأميركي أذكى من ذلك، ويذهب إلى شراء السلع يوميا ويعرف بأن هناك غلاء فاحشا وزيادة 30 في المئة في الأسعار منذ ثلاث سنوات حتى اليوم".

وقال: "أتصور أن الجمهوري جمهوري، والديمقراطي ديمقراطي ولكن المستقلين سيصوتون لمصلحة ترامب". 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: خلال تجمع انتخابی

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد الأميركي ينمو 3% في الربع الثاني

نما الاقتصاد الأميركي بنسبة 3% في الربع الثاني مقارنة بالربع المقابل من السنة الماضية، وفقًا للبيانات الحكومية الأولية الصادرة اليوم الأربعاء.

وعلى الرغم من قوة هذه الوتيرة، بلغ متوسط النمو الاقتصادي 1.25% في النصف الأول، وهو أقل 1% من المسجل عام 2024.

وإلى جانب التقلبات الأخيرة في التجارة والمخزونات المتعلقة بالرسوم الجمركية، تباطأ النشاط الاقتصادي في الربع الثاني، وارتفع إنفاق المستهلكين -الذي يمثل ثلثي الناتج المحلي الإجمالي– بنسبة 1.4%.

ورغم أن هذا يمثل تحسنًا عن انكماش 0.5% في الربع الأول من السنة، فإنه مثّل أبطأ نمو في أرباع متتالية منذ جائحة كورونا، وتوسع استثمار الشركات بوتيرة أبطأ بكثير في الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران الماضيين.

سياسة ترامب التجارية ضغطت على النمو الاقتصادي بصورة أكبر في الربع الثاني (رويترز)خفض الفائدة

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن سكوت أندرسون، كبير الاقتصاديين الأميركيين في "بي إم أو كابيتال ماركتس"، قوله "اتجاه تباطؤ الطلب واضح للغاية خلال الربعين الماضيين، ويبدو أن النمو الآن يتراجع عن وتيرته المحتملة على المدى الطويل".

وأضاف: "نعتقد أن هذا سيمنح اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة قريبا المجال لبدء خفض أسعار الفائدة مجددا قبل فوات الأوان، على الرغم من خطر ارتفاع التضخم مؤقتا بسبب الرسوم الجمركية".

وارتفعت الأسهم وعوائد سندات الخزانة والدولار الأميركي بعد صدور تقرير الناتج المحلي الإجمالي، وقبل صدور التقرير، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الهند.

وأشاد ترامب برقم الناتج المحلي الإجمالي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، واصفًا إياه بأنه "أفضل بكثير من المتوقع"، وجدد دعوته لرئيس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول وزملائه لخفض أسعار الفائدة.

إعلان

ومن المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي المسؤولون تكاليف الاقتراض دون تغيير في الوقت الحالي.

ومع ذلك، فقد عزز انعكاس التجارة الأميركية من قوة الناتج المحلي الإجمالي. وأظهر تقرير مكتب التحليل الاقتصادي أن صافي الصادرات أضاف 5% إلى الناتج المحلي الإجمالي بعد أن سجّل أعلى مستوى له على الإطلاق في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.

وتُطرح السلع والخدمات غير المُنتَجة في الولايات المتحدة من حساب الناتج المحلي الإجمالي، ولكن تُحتسب عند استهلاكها.

مقالات مشابهة

  • التلاعب بالانتخابات…التحدي المزمن أمام الديمقراطية.
  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • المشاركة الانتخابية.. ندوة توعوية بمجمع إعلام الإسكندرية لدعم حملة صوتك هيفرق
  • استقرار أسعار النفط وسط تهديدات ترامب وزيادة مفاجئة في المخزون الأميركي
  • كامالا هاريس تحدد موقفها من الترشح لمنصب حاكمة كاليفورنيا
  • الاحتياطي الاتحادي الأميركي يثبت الفائدة
  • ترامب معلقا على قرار الفيدرالي الأميركي: الفائدة المرتفعة تضر بالناس
  • الاقتصاد الأميركي ينمو 3% في الربع الثاني
  • رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات المبادرة الرئاسية حياة كريمة
  • نحو ولاية رابعة… رئيس ساحل العاج الحسن واتارا يعلن ترشّحه للانتخابات الرئاسية في أكتوبر/ تشرين الأول