من سجنه.. رئيس جورجيا السابق يتنبأ بمستقبل قاتم إذا فاز الحزب الحاكم
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
حذر الرئيس الجورجي السابق المسجون، ميخائيل ساكاشفيلي، من عواقب وخيمة إذا فاز الحزب الحاكم "الحلم الجورجي" في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وقال ساكاشفيلي من السجن في إجابات مكتوبة على أسئلة أرسلتها إذاعة أوروبا الحرة "أتوقع حدوث استفزازات في الأيام القادمة، بما في ذلك خلال الانتخابات والأيام التي تليها".
تُجرى الانتخابات البرلمانية في جورجيا في 26 أكتوبر، وقد تؤدي إلى تمديد حكم "الحلم الجورجي"، الذي في السلطة منذ عام 2012.
وقالت جماعات المعارضة، بما في ذلك الحركة الوطنية المتحدة التي أسسها ساكاشفيلي، إن ذلك قد يعطل الديمقراطية في جورجيا، وهو تحذير تم ترديده في الغرب.
ومرر حزب "الحلم الجورجي" قوانين تقيد نشاط المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام التي تتلقى تمويلاً أجنبياً، وضد ما يسميه "الدعاية المتعلقة بمثليي الجنس". وقد وعد الحزب بحظر جميع الأحزاب المعارضة الرئيسية إذا فاز في الانتخابات.
هذه الخطوات وغيرها دفعت بروكسل وواشنطن إلى اتخاذ تدابير عقابية. فقد جمد الاتحاد الأوروبي انضمام جورجيا إلى الكتلة، بينما فرضت واشنطن عقوبات على بعض كبار المسؤولين في البلاد وأعدت حزمة منفصلة من العقوبات المالية ضد مؤسس الحزب وزعيمه الفعلي، بدزينا إيفانيشفيلي.
لقد صور حزب "الحلم الجورجي" الانتخابات المقبلة كخيار وجودي: بين الحرب والسلام. جزء من حملته يتضمن ملصقات تقارن بين صور بالأبيض والأسود لأوكرانيا التي مزقتها الحرب وصور ملونة لجورجيا "المزدهرة والهادئة".
ومدح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حكومة جورجيا بسبب الخطوات التي أزعجت شركاء تبيليسي الغربيين، مثل اعتماد قوانين تتعلق بـ"العملاء الأجانب" ومكافحة "دعاية مثليي الجنس".
في مقابلة مع إذاعة أوروبا الحرة قال ساكاشفيلي، البالغ من العمر 56 عامًا، إن روسيا تجري "حربًا هجينة" ضد جورجيا وتنبأ بمستقبل قاتم إذا احتفظ حزب "الحلم الجورجي" بالسلطة.
وقال ساكاشفيلي: "إذا قاموا بتزوير الانتخابات واستحوذوا على السلطة، فإن جورجيا ستتوقف عن الوجود كدولة مستقلة." ومع ذلك، أضاف بنبرة من التفاؤل، قائلاً: "لقد اجتمعنا تحت راية المقاومة لمدة 12 عامًا، وجيل جديد يبرز، جيل ولد في جورجيا ولم يكن موجهًا نحو روسيا بل نحو أوروبا."
تم اعتقال ساكاشفيلي في أكتوبر 2021 عندما عاد إلى جورجيا من أوكرانيا، حيث عاش وشغل أدوارًا سياسية منذ نهاية ولايته الثانية. وهو الآن يقضي عقوبة بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة إساءة استخدام السلطة، وهي تهمة يقول هو وأنصاره إنها ملفقة.
ودعا مسؤولون ومنظمات غربية حكومة جورجيا إلى الإفراج عن ساكاشفيلي، بما في ذلك قرار حديث من البرلمان الأوروبي، وأضاف ساكاشفيلي "إنهم يطالبون بإطلاق سراحي 'الفوري وغير المشروط' بغض النظر عن حالتي الصحية، لأنهم يعرفون جيدًا أنني محتجز بتهم ملفقة".
وأوضح الرئيس الجورجي السابق المسجون، ميخائيل ساكاشفيلي "كنت على حافة الحياة والموت لعدة أشهر العام الماضي. لا زلت أعاني من آثار التسمم".
وتذمر ساكاشفيلي من الظروف المروعة في السجن، قائلاً: "لم أرَ الشمس منذ ثلاث سنوات، ولم أتنفس هواءً نقياً. ممنوع عليَّ إجراء المكالمات الهاتفية لأسباب وهمية تمامًا. في انتهاك صارخ للقانون، لا يُسمح لأعضاء البرلمان بزيارتي".
كما سُئل ساكاشفيلي عن حرب روسيا على أوكرانيا. خلال فترة وجوده في أوكرانيا، حيث حصل ساكاشفيلي على الجنسية وعُين محافظًا لمنطقة أوديسا من 2015 إلى 2016.
وقال الرئيس الجورجي السابق: "إن هزيمة روسيا في هذه الحرب حتمية ونتيجة محسومة ما دامت أوروبا لا تستسلم للانهزامية والولايات المتحدة لا تستسلم للعزلة" مضيفا "ما دام ذلك لا يحدث، فإن روسيا لا تملك أي فرصة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحلم الجورجی فی جورجیا
إقرأ أيضاً:
رئيس إفريقيا الوسطى يعلن ترشحه لولاية ثالثة وسط جدل دستوري وسياسي محتدم
أعلن رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، رسمياً عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في ديسمبر 2025، ساعياً لولاية ثالثة أثارت جدلاً واسعاً على المستويين السياسي والشعبي. يأتي هذا الإعلان بعد تعديل دستوري مثير للجدل سمح له بالبقاء في الحكم لفترة جديدة، ما أثار انتقادات حادة من المعارضة وبعض الفاعلين السياسيين داخل البلاد وخارجها.
خلال اجتماع عقده مساء السبت مع أعضاء حزبه "القلوب المتحدة" في العاصمة بانغي، أكد تواديرا قبوله التحدي السياسي الجديد، قائلاً: "أقول نعم بوضوح لرغبة الحركة في ترشيحي للانتخابات الرئاسية". يعكس هذا الإعلان ثقة الرئيس الحالي في استمرارية مشروعه السياسي رغم الأصوات المعارضة التي اتهمته بالسعي للبقاء في السلطة عبر إجراءات دستورية مثيرة للجدل.
الوضع الاقتصادي
تعاني جمهورية إفريقيا الوسطى من تحديات اقتصادية كبيرة، إذ يُعد الاقتصاد معتمداً بشكل رئيسي على الزراعة (بما في ذلك البن والقطن) وتصدير الموارد الطبيعية كالخشب والذهب والماس. ورغم ثراء البلاد بالموارد الطبيعية، إلا أن الاستثمارات الأجنبية محدودة بسبب الأوضاع الأمنية المتقلبة والبنية التحتية الضعيفة. كما يواجه الاقتصاد مشكلات في التنمية البشرية، حيث يشكل الفقر نسبة مرتفعة من السكان.
في السنوات الأخيرة، سعت الحكومة إلى جذب الاستثمارات وتحسين بيئة الأعمال عبر بعض الإصلاحات التشريعية، بالإضافة إلى التعاون مع شركاء دوليين ومنظمات مالية بهدف تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتعزيز النمو المستدام. ورغم ذلك، تظل البلاد تعاني من عجز في الميزانية وأزمات في التمويل، مما يفاقم الضغوط على إدارة الاقتصاد الوطني.
العلاقات الخارجية
تتمتع إفريقيا الوسطى بعلاقات دبلوماسية مع دول إفريقية عدة، إضافة إلى علاقات متينة مع بعض القوى الكبرى مثل فرنسا، الصين، وروسيا، التي تقدم دعماً عسكرياً واقتصادياً للحكومة. وتعتبر فرنسا الشريك التاريخي الأبرز، رغم بعض التوترات التي شهدتها العلاقات في السنوات الأخيرة بسبب تدخلات عسكرية سابقة واتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية.
تسعى بانغي أيضاً إلى تعزيز علاقاتها مع الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، خصوصاً في مجال حفظ السلام ومكافحة الجماعات المسلحة التي تزعزع الأمن في البلاد. كما تحاول الحكومة توسيع شبكة شركائها الاقتصاديين في المنطقة وفي القارة بشكل عام، عبر اتفاقيات للتجارة والاستثمار.
أبرز القوى السياسية المعارضة
يواجه تواديرا معارضة داخلية قوية تمثلت في عدة أحزاب وحركات سياسية، أبرزها:
ـ ائتلاف المعارضة الديمقراطية: مجموعة من الأحزاب المعارضة التي تطالب بإجراء انتخابات نزيهة ومحاربة الفساد وضمان احترام الحقوق المدنية.
ـ الحركة الوطنية للإصلاح: تدعو إلى إنهاء تمديد فترة الرئاسة وتدعم مبادرات لإعادة هيكلة الدولة وتحقيق مصالحة وطنية شاملة.
ـ الجماعات المسلحة المعارضة: لا يمكن إغفال دور الجماعات المسلحة التي تسيطر على أجزاء من البلاد، والتي تشكل تهديداً مباشراً للاستقرار، رغم أنها ليست جهات سياسية تقليدية، لكنها تؤثر بشكل كبير على المشهد السياسي.
تتهم المعارضة الرئيس تواديرا بالسعي لاحتكار السلطة وتهميش الأصوات المعارضة، مما يزيد من حدة الانقسامات السياسية ويهدد وحدة البلاد.
بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية، من المقرر أن تشهد البلاد تنظيم انتخابات تشريعية وبلدية متزامنة، والتي كانت قد أجلت في العام الماضي بسبب نقص التمويل وتأخر تحديث السجل الانتخابي. هذه الانتخابات تمثل اختباراً حاسماً لمستقبل المشهد السياسي في جمهورية إفريقيا الوسطى، وتعد خطوة مهمة نحو استعادة الاستقرار السياسي والأمني في بلد يعاني منذ سنوات من أزمات متلاحقة.
تحتل إفريقيا الوسطى موقعاً حساساً في قلب القارة، وتواجه تحديات أمنية وسياسية معقدة تتمثل في نشاط جماعات مسلحة، ضعف البنية التحتية، وأزمات تنموية، مما يجعل الانتخابات القادمة محطة مفصلية في تحديد مسار البلاد ومستقبل حكمها. وفي ظل هذه المعطيات، يترقب الداخل الإفريقي والمجتمع الدولي بقلق نتائج الانتخابات وتأثيرها على الاستقرار الإقليمي.
يظل إعلان تواديرا ترشحه لولاية ثالثة خطوة تحمل في طياتها فرصاً وتحديات كبرى للبلاد، ويدعو إلى مراقبة دقيقة لما ستؤول إليه المرحلة القادمة، خاصة في ظل دعوات المعارضة لإجراء انتخابات نزيهة تعكس إرادة الشعب وتضمن استمرارية الديمقراطية والتنمية في إفريقيا الوسطى.