لم تتوقف المعاناة في ولاية فلوريدا الأمريكية عند الأعاصير فقط، بل تصاعدت بظهور «المد الأحمر» القاتل الذي يغزو شواطئ الولاية، محولًا المياه إلى لون أحمر، مسببًا أمراضًا تهدد الجهاز التنفسي للبشر، وتفتك بالحياة البحرية. فكيف يمكن أن تتحول نزهة شاطئية إلى خطر مميت؟

حالة من الذعر والخوف، تسيطر على سكان ولاية فلوريدا الأمريكية، بعد تحذير  قوي من المراكز الوطنية لعلوم المحيطات الساحلية «NCCOS»، حول ظهور ظاهرة «المد الأحمر» على شواطئ الولاية الأمريكية، التي تكونت نتيجة الأعاصير المتتالية، خاصة أنّ تلك الأمراض تكون ذروتها في حالات الطوارئ.

نوع طحالب يسبب ظاهرة المد الأحمر

عقب الأعاصير المتتالية التي ضربت الولاية الأمريكية، تم أخذ عينات لمياه الشواطئ، وتبين وجود مستويات متوسطة إلى عالية من أحد أنواع الطحالب، يسمى نبات «Karenia brevis»، الذي يسبب ظاهرة المد الأحمر قبالة سواحل خليج تامبا، وذلك حينما ينمو النبات بشكل خارج عن السيطرة.

يؤثر نبات الكارينيا، على المياه ويحولها إلى اللون البني المحمر، ما ينتج سمًا عصبيًا قويًا يمكن أن يعلق في الهواء بالقرب من الشواطئ، ويؤدي إلى قتل الأسماك وإصابة البشر والحيوانات الأليفة، بأعراض تنفسية بما في ذلك ضيق التنفس والسعال والعطس، وفق ما نشرته وكالة «أسوشيتد برس».

مخاطر استنشاق سموم المد الأحمر

عند استنشاق سموم المد الأحمر، يؤدي إلى حدوث حالات تنفسية خطيرة؛ مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الشعب الهوائية وتفاقم الربو، ومن المحتمل أن تتحول المد الأحمر إلى حالة مميتة عندما تصبح أعراض الجهاز التنفسي شديدة، ويستهلك الشخص المحار الملوث بهذه السموم، ما يؤدي إلى قتل نحو 10% من الحالات المصابة.

من المتوقع، أن يكون هناك خطر متوسط ​​إلى مرتفع للإصابة بتهيج الجهاز التنفسي عندما تهب الرياح على الشاطئ أو بالقرب منه، ويكون أقل احتمالًا عندما تهب الرياح بعيدا عن الشاطئ، ووفق ريتشارد ستامف، عالم المحيطات في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، أن سموم المد الأحمر تسبب أعراضًا مشابهة لـ«نزلة البرد الفورية»، مشيرًا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الربو أو مشاكل الجهاز التنفسي الأساسية الأخرى، قد تصبح الأعراض خطيرة وتتطلب عناية طبية.

تؤدي ظاهرة المد الأحمر، إلى نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والحيوانات البحرية الأخرى، وتغطي الشواطئ بجثث متعفنة.

أمراض تنتشر في أعقاب الكوارث الطبيعية 

تتفشي الأمراض المعدية بين البشر، بعد حدوث الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والأعاصير، وهو ما حدث بعد زلزال سوريا من إثارة القلق خوفا من تفشي مرض الكوليرا، خاصة بعد وفاة عدة أشخاص بسببها في أعقاب الزلزال، وفق منظمة الصحة في سوريا، مشيرة إلى أن تفشي وباء الكوليرا حينها ازداد بزيادة دمار البنية التحتية وخطوط المياه والصرف بعد الزلزال.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، أن الأمراض التي تأتي في حالات الطوارئ، هي الأشد فتكا بالأرواح في العالم، كما أنّها تعد سببا رئيسيا للوفاة في إقليم شرق المتوسط، إذ تقتل ما يزيد على 2.8 مليون إنسان كل عام، وأن معدل انتشارها يقدر بنحو 66.5% من الوفيات، ويزداد الوضع المنذر بالخطر في تلك الأماكن التي تشهد زلزال أو براكين أو أعاصير.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المد الأحمر مرض مميت شلل طحالب الجهاز التنفسی

إقرأ أيضاً:

هل وصلت عبوات طعام من شواطئ مصر إلى غزة؟

"من مصر إلى غزة، وشعب يطعم شعبا"، عبارات غمرتها العاطفة وتلقفها الناس كأنها رسالة إنقاذ، بعد أن اجتاحت منصات التواصل صور مثيرة للجدل، قيل إنها تظهر عبوات طعام طافية في البحر، أرسلت من سواحل مصر نحو قطاع غزة المحاصر.

الصور، التي انتشرت بلغات متعددة، أظهرت عبوات بلاستيكية تطفو على سطح البحر، بعضها يحمل مواد غذائية وأخرى حليب أطفال، وقد علقت عليها عبارات "من شعب مصر إلى غزة" وغيرها.

لكن خلف هذه المشاهد العاطفية المؤثرة، سرعان ما بدأت التساؤلات تظهر: هل حدث هذا حقا؟ وهل الصور حقيقية أم من إنتاج الذكاء الاصطناعي؟

وكالة "سند" للرصد والتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة أجرت تحليلا بصريا وتقنيا دقيقا لفهم ما إذا كانت توثق مشهدا واقعيا، أم تمثل نموذجا جديدا من التزييف العميق.

قوارير النجاة

من أكثر الصور تداولا، كانت مشاهد لأشخاص يقفون على الساحل، ويلقون عبوات بلاستيكية في البحر، وسط تعليقات تزعم أن تلك الصور التقطت في مصر، في مشهد شعبي بديل عن غياب الرسميات وقيود المعابر.

Egyptian youth who put some food Baby formula, rice, and flour in bottles and threw them into the sea, hoping it would reach Gaza ???? pic.twitter.com/BQpeLtD4ha

— Donya ???????? (@donyaihsan) July 24, 2025

Baby formula, rice, and flour — an initiative by Egyptian youth who put some food in bottles and threw them into the sea, hoping it would reach #Gaza.#GazaStarving pic.twitter.com/fbwvDZXgoj

— Sameh Ahmed ???? ???????? (@PalPress24) July 24, 2025

بيد أن التحليل البصري الذي أجرته "سند" أظهر أن هذه الصور مفبركة بالكامل، ومولدة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، حيث ظهرت فيها أخطاء تركيبية واضحة: تشوهات في ملامح الوجوه، عدم اتساق الأطراف، واختلالات في تكوين الأجساد والملابس، وهي كلها مؤشرات معروفة في المحتوى المصنع عبر أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي.

صورة متداولة تظهر تشوهات رقمية تشير إلى أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي (منصات التواصل)وصول الطعام إلى شواطئ غزة

لاحقا، ظهرت صور أخرى تظهر عبوات حليب وأكياسا غذائية "وقد وصلت"، حسب الادعاء، إلى شواطئ غزة، بينما يظهر في الخلفية شبان يحملونها ويبدو عليهم الفرح والدهشة.

What pains me the most is seeing some people trying to help the people of Gaza with whatever they can. They put food in a sealed bottle and throw it into the sea, hoping the currents will carry it to Gaza.

Each bottle is a message, a message of compassion from someone outside,… pic.twitter.com/MgLkAzgnz2

— Ahmed Nashwan???? (@Ahmed_Nashwan_) July 24, 2025

إعلان

لكن وكالة "سند" توصّلت بعد تحليل الصور إلى أنها أيضا غير حقيقية. إذ لوحظ اختلال في الظلال والإضاءة، وتفاصيل غير منطقية في البيئة المحيطة، إضافة إلى عيوب رقمية دقيقة في تكوين الأجساد، مما يشير إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر.

صورة متداولة تحمل مؤشرات بصرية على التوليد بالذكاء الاصطناعي (منصات التواصل)الفكرة حقيقية.. لكن الصورة زائفة

رغم أن الصور المنتشرة مزيفة، فإن الفكرة التي حملتها ليست مختلقة بالكامل، فقد رصدت محاولات حقيقية من مواطنين مصريين لإرسال مساعدات بحرية بسيطة نحو غزة، كنوع من التعبير الشعبي عن التضامن في وجه المجاعة والحصار.

????شاب مصري يبرئ ذمته امام الله ويرسل عبوات طحين وسكر في مياه البحر لتصل لـ غزة???????????????????? pic.twitter.com/PLBZoE9Xp6

— A186 (@a_d_n_a_n_18) July 25, 2025

كما انتشرت مشاهد لشابين من غزة ادعيا أنهما تمكنا من الحصول على قارورتين بهما عدس من بحر غزة، لكن لم يتسن لنا التحقق بشكل مستقل من مصداقية هذه المقاطع أو تأكيدها.

@okmblh4x

شكراا لاخوانا #الكويت #الامارات #المغرب #قطر #السعودية #مصر

♬ الصوت الأصلي – وائل النجري.الغزاوي

وبينما تنشغل بعض الحسابات في تزييف الصور، تؤكد الأرقام القادمة من غزة أن الواقع أسوأ من أي سيناريو مفبرك، فبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن نحو 40 ألف طفل رضيع دون عمر السنة الواحدة مهددون بالموت البطيء، بسبب نقص الغذاء وحليب الأطفال، في ظل الحصار الإسرائيلي المستمر.

وطالب المكتب بفتح المعابر "فورا ودون شروط"، محملا الاحتلال الإسرائيلي ومن وصفهم بالدول المتواطئة، والمجتمع الدولي، المسؤولية الكاملة عن الأرواح التي تزهق تحت هذا الحصار الممنهج.

مقالات مشابهة

  • تقرير حقوقي: انتهاكات جسيمة في مراكز احتجاز المهاجرين بولاية فلوريدا الأميركية
  • سحب تشغيلة من مضاد حيوي لعلاج عدوى الجهاز التنفسي لعدم مطابقتها للمواصفات
  • مركز أمريكي: العقوبات والحملة العسكرية الأمريكية يفشلان في وقف هجمات صنعاء
  • محاضرات توعوية وتثقيفية عن الجهاز التنفسي المخلوي بولاية العوابي
  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • هل وصلت عبوات طعام من شواطئ مصر إلى غزة؟
  • توقعات الطقس في الإمارات غداً
  • المحيط الهادي على وشك الانفجار.. تحذيرات عاجلة من كارثة تهدد عدة دول
  • القنصلية في لوس أنجلوس تُنبه المواطنين من خطر أمواج المد العالية (تسونامي)
  • نهر العاصي يختنق.. أزمة بيئية على ضفاف النواعير