كراكيب الحكومة .. ﻣﻠﻴﺎرات ﻣﻌﺪوﻣﺔ
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
جرارات ومعدات نظافة وسيارات متهالكة فى الجراجات، مشاهد تجسد معنى الإهمال والفساد الذى يسيطر على المحليات بالمحافظات، نتيجة لتكهين معدات وآلات عمل ، فقط تحتاج إلى صيانة ورغم تواجد الفنيين وورش الصيانة المتخصصة ، إلا أن هناك من أراد أن تخرج تلك المعدات من الخدمة لتصبح « خردة « و تفقد القيمة الحقيقية لها ، وتباع بالمزاد العلنى بأسعار زهيدة ، لتصبح شاهدًا جديدًا على فساد المحليات لا سيما بعد أن فقدت أداة الرقابة عليها منذ أحداث يناير 2011 وحتى الآن لا رقيب عليها كل هذا وأكثر يحدث داخل مجالس ووحدات المدن الرئيسة بالأقاليم لينطبق عليهم القول الشائع « من أمن العقاب أساء الأدب «.
هنا وفى جولة جديدة لمراسلى الوفد نلقى الضوء على فساد جديد للأحياء و المحليات ، لوقف نزيف إهدار المال العام فهل من مجيب؟
ﻣﻌﺪات اﻟﻨﻈﺎﻓﺔ.. ﻣﻌﺎش ﻣﺒﻜﺮ
على الرغم من الأهمية البالغة لمعدات ومركبات الحملات الميكانيكية فى محافظة الدقهلية كونها تنفذ العديد من المهام وعلى رأسها أعمال النظافة والمساندة فى سحب تجمعات المياه بالشوارع وغيرها من المتطلبات إلا أن الإهمال يسيطر على هذه المعدات التى يقبع بعضها منذ سنوات فى مقار هذه الحملات بدون صيانة وكانت النتيجة خروج هذه المعدات من الخدمة مبكرا رغم أنها قد لاتحتاج إلى تكلفة مالية كبيرة فى صيانتها ولكن تم تركها لسنوات حتى تحول بعضها إلى « خردة « وأصبحت تحتاج إلى مبالغ طائلة لصيانتها وقد لايصلح بعضها فى الصيانة .
فى فبراير 2020 تعاقدت محافظة الدقهلية لشراء 21 سيارة مكنسية سويدى ألمانى بقيمة 35 مليون جنيه، تم توزيعها على جميع مراكز ومدن المحافظة ضمن منظومة جديدة للنظافة، وذلك بعد توزيع 35 سيارة نظافة بعد رفع كفاءتها كمرحلة أولى، تبعها 70 سيارة فى المرحلة الثانية، وتم البدء بتوزيع 4 سيارات مكنسية بمدينة المنصورة لتبدأ عملها ، مصحوبة بـ5 آلاف صندوق قمامة تم توفيرها بمساعدة المجتمع المدنى ، ومنذ بدء تشغيل هذه السيارات المكنسية الجديدة ظهرت العديد من العيوب أثناء تشغيلها تسببت فى تطاير الأتربة التى تقوم السيارات بتجميعها من الشوارع مرة أخرى ، حيث تحتاج إلى طريقة هندسية معينة لمنع تطاير هذه الأتربة وهو ماعجزت عن تنفيذه فعليا المدن التى استلمت هذه السيارات، وعلى الرغم من مرور مايقرب من 4 سنوات على تشغيل هذه السيارات إلا أن مشاكل تشغيلها لاتزال مستمرة ، كما أن هناك مشاكل أخرى فى صيانتها من بينها غلاء أسعار قطع الغيار .
ومن وقت لآخر تظهر خفايا عديدة داخل مقار الحملات الميكانيكية فى مدن الدقهلية بسبب إهمال وصيانة المركبات والمعدات بها مما أدى إلى هلاكها ، وفى يوليو 2019 وصلت معدات ومركبات الحملة الميكانيكية ببلقاس لمرحلة بالغة السوء نتيجة إهمال صيانتها ، وعلى أثر ذلك قرر الدكتور كمال شاروبيم محافظ الدقهلية السابق إحالة مدير الحملة الميكانيكية ومسئول أوامر التشغيل بمركز ومدينة بلقاس للتحقيق بالشؤون القانونية بالمحافظة ، كما قرر شاروبيم تكليف رئيس مركز ومدينة بلقاس بمتابعة أعمال الحملة الميكانيكية وعمل صيانة لعدد 5 سيارات ركوب معطلة وتحتاج إلى أعمال صيانة بسيطة للاستفادة منها فى أداء الأعمال.
وأكد محافظ الدقهلية أن كثيرا من المراكز والمدن تحتاج فقط إلى حسن إدارة الموارد والامكانيات الموجودة وليس البحث عن موارد جديدة فالكثير من المعدات تحتاج لإجراء صيانة بسيطة لتصبح ذات كفاءة عالية وقادرة على العمل بكامل طاقتها دون تحميل الدولة أعباء إضافية ،وشدد على ضرورة المتابعة المستمرة لأعمال صيانة المعدات بمختلف مراكز ومدن المحافظة.
وفى إبريل 2023 تقرر إحالة 27 من العاملين برئاسة مركز بنى عبيد إلى التحقيق من بينهم مدير الحملة الميكانيكية لعدم وجود سجل تحركات لمعدات الحملة وتأخير أعمال الصيانة لبعض منها ، حيث تبين أن المعدات ومن بينها جرارات زراعية تستخدم كمقطورات لجمع القمامة فى حالة يرثى لها وتم تركها سنوات مما تسبب فى صعوبة صيانة بعضها ، حيث تتكلف مبالغ كبيرة من أجل إصلاحها وعودتها للعمل مرة أخرى ، وكان يمكن توفيرهذه المبالغ لو تم صيانتها منذ بداية تعرضها للأعطال .
تعانى العديد من المصالح والمنشآت الحكومية والتى يتطلب مهام عملها تواجد العشرات من المعدات والسيارات بأنواع وأحجام مختلفة، بداخلها لتأدية عملها، إلى أن سرعان ما يتم الاستغناء عن تلك المعدات وركنها تحت أشعة الشمس، وانتظار السيارات الحديثة حتى أصبحت تلك المصالح تكتظ بالسيارات التى باتت متهالكة بسبب إهمالها والقائها تحت أشعة الشمس دون أى صيانة أو عناية.
يقول ياسر عبد الفتاح، أحد الأهالي، هناك إهمال وعدم استغلال للمعدات والسيارات التابعة للعديد من الجهات الحكومية، وذلك بسبب عدم وجود صيانة دورية لتلك المعدات وإهمالها فى حالة حدوث أى عطل لها، فضلًا على الاعتماد على المعدات الجديدة التى يتم المطالبة بها فى كل عام.
وذكر محمد عبد العال، أحد المواطنين، أن إهمال تلك المعدات وعدم صيانتها يخسر الدولة الملايين فى كل عام ويحمل الميزانية العامة أعباء شراء معدات جديدة وسيارات فى كل عام، لتعويض التالف من تلك المعدات، مضيفاً أن عدم تفعيل صيانة تلك السيارات والمعدات المختلفة جعل هناك أسطولا من الخردة أمام كل مصلحة حكومية.
وأضاف سعيد عبد السلام، أن أغلب تلك المعدات والسيارات تتعرض فى البداية لأعطال بسيطة من الممكن تفاديها وإصلاحها من خلال الصيانة الدورية، موضحًا أن إهمال المعدات وتركها وعدم الاعتناء بها يجعلها تتحول إلى مجرد خرده، من ناحية، ويخلق نقص فى المعدات بتلك المؤسسات واحتياج، وضغط على الموجود منها فى العمل من ناحية أخرى.
وطالب فتحى السيد، بضرورة حصر وصيانة كافة المهمات من معدات وسيارات بكافة الجهات الحكومية بقنا، وذلك من خلال إجراء الصيانة لما يمكن صيانته وبيع الباقى كقطع غيار او كخردة للاستفادة منها، مع ضرورة عودة دور عمل الورش الميكانيكية لسابق عهدها من جديد، مضيفًا أن الجهات التى تحافظ على صيانة معداتها لا تزال تعمل السيارات بها بمختلف أنواعها، بل إن هناك موديلات الستينات تعمل إلى وقتنا هذا.
وأوضح مصدر مسؤول فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك فى غالبية المؤسسات وخاصة المجالس البلدية، ورش ميكانيكية مهمتها عمل الصيانة الدورية، إلى أن تلك الورش لم يتم تطويرها من جهة، وأصابها الإهمال والفساد ونقص الأيدى العاملة الماهرة من جهة أخرى، مضيفاً ان المصالح الحكومية فى الوقت الحالى تخلت عن سياسة الصيانة للمعدات لتحل محلها سياسة استقدام وشراء المعدات الجديدة، وهو ما يحمل الدولة وخاصة تلك الجهات مبالغة مالية طائلة من الممكن توجيهها لأماكن أخرى والاستفادة منها.
تجسدت إحدى أهم صور اهدار المال العام والإهمال المتعمد فى تكهين الأجهزة والمعدات الحكومية الحديثة فى الوحدات المحلية للمراكز والمدن والمجالس القروية بمحافظة كفرالشيخ تمهيدا لبيعها بضعف ثمنها لأصحاب المصالح و تغيير بعض الأجهزة الحديثة بأخرى قديمة وأحيانا ادعاء سرقتها، وشراء أصناف بكميات وتخزينها دون استخدام إلى أن تفقد صلاحيتها.
وفى الوقت الذى يدعو الجميع إلى الترشيد تجد من يهدرون المال العام فى ظل غياب الرقابة والنتيجة ضياع ملايين من الجنيهات لتضاف امبراطورية اخرى وهى امبراطورية تكهين المعدات والادوات الحكومية.
وقال يسرى ذكى محام من مدينة الحامول، أنه يجب ضرورة الاستفادة القصوى من كل الإمكانات المتاحة فى الوحدات المحلية والحفاظ على المال العام والحرص على صيانة المعدات بصفة دورية لكى لا تتهالك.
ودعا ذكى رؤساء الوحدات المحلية بمراكز ومدن محافظة كفرالشيخ إلى تكثيف مجهوداتهم لإصلاح المعدات المتوقفة ورفع كفاءة المعدات التى تعمل حالياً، وذلك للحفاظ على المال العام .
وحث حمدى مصطفى، موظف بمدينة فوه، الجهاز التنفيذى ومسؤولى الحملات الميكانيكية بمراجعة كافة المعدات والعناصر الهندسية من سيارات وعربيات كسح ولوادر، للاطمئنان على سلامة عملها بشكل جيد وفعال على إدارة الأعمال من الميدان، والعمل على تحديث السيارات بصفة مستمرة لتكون مستعدة لأى طوارئ فى مراكز ومدن وقرى المحافظة.
كما طالب إبراهيم ذكى أحد مواطنى مدينة كفر الشيخ بمتابعة أعمال الحملة الميكانيكية ، والمعدات والسيارات بها، وحالة كل منها، للوقوف على الوضع الحالى للمعدات ومدى كفاءتها، والتأكد من الصيانة الدورية للسيارات والمعدات الموجودة بالحملة ومستوى النظافة، وذلك لترشيد الإنفاق وتوظيف المعدات وتعظيم الاستفادة منها وتنفيذ برنامج صيانة للمعدات والمركبات
و أكد علاء أحمد، أحد أهالى كفر الشيخ، وجوب حساب كل رئيس مدينة على الحفاظ على معدات الوحدة المحلية ويقيم رئيس المجلس من خلال ذلك تقييم شهرى من خلال قسم المتابعة بالمحافظة، موضحا أن معدات النظافه لا يجوز تسليمها لموظفى مجلس المدينه فكلنا نعلم الفساد وأن التعامل مع هذه المعدات يتم بطريقة عشوائية وغير سليمة وتستهلك محروقات بمبالغ كبيرة وبعض هذه المعدات يشغلها السائقون لحسابهم الخاص والكل يعلم ذلك .
وأشار إلى صعوبة تغيير أسلوب الفاسدين، والحل يجب أن يكون غير تقليدى مثلا تكليف شركات نظافة قطاع خاص بعد طرح عام وتلقى العروض واختيار الأنسب.
وقال لطفى جوهر، موظف بالعاش، إنه يتم بصورة سنوية تكهين معدات وأجهزة وسيارات وأخشاب وأوراق وأثاث مكتبى على الورق وهى موجودة فى كل هيئة ووحدة من وحدات الدولة خصوصا الوحدات المحلية بالقرى وكذلك الإدارات المركزية والهيئات المختلفة ومنها ماهو موجود فى المخازن منذ سنوات مما يعرضه للنهب والسلب رغم أن بعضه به عيوب طفيفة ويمكن إصلاحها.
و أعلنت الوحدة المحلية لمركز ومدينة دسوق صيانة وإصلاح وإعادة تشغيل 13 معدة نظافة متهالكة متنوعة المهام يبلغ سعرها السوقى حالياً أكثر من 23 مليون جنيه، للعمل مجدداً بعد تهالكها وتعرض البعض منها للتكهين والتوقف منذ سنوات وذلك حفاظاً على المال العام واستغلال الإمكانات المتاحة وتنميتها.
وأوضح محافظ كفر الشيخ اللواء دكتور علاء عبد المعطي، أنه جرى الانتهاء من أعمال إصلاح وعمرات جسيمة لـ 13 معدة نظافة بتكلفة إجمالية بلغت 4.1 مليون فقط، حيث تم إعادتها مجدداً للعمل بعد توقفها لسنوات حيث وفرت على الدولة عشرات الملايين التى يمكن استغلالها فى مشروعات وخدمات أخرى للمواطنين.
وتابع أن المعدات التى تم الانتهاء من إصلاحها هى 11 جرار نظافة تبلغ تكلفتها الفعلية 10 ملايين جنيه وقد وصلت لحالة متهالكة وقد تم صيانتها وإعادتها للعمل مجدداً بتكلفة 2.2 مليون جنيه، وسيارتين مكبس تبلغ تكلفتهما الفعلية 13 مليون جنيه وقد تم صيانتهما وإعادتهما للعمل مجدداً بتكلفة 1.9 مليون جنيه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إهدار المال العام الحملة المیکانیکیة الوحدات المحلیة هذه المعدات المال العام تلک المعدات ملیون جنیه تحتاج إلى من خلال
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: "العشوائيات وتأثيرها السلبى على السلوك "!!
لا شك بأن انتشار العشوائيات في مصر ووصول عددها إلى أكثر من ألفى منطقة عشوائية تختص القاهرة وحدها بعدد مائة واحد وستون منطقة عشوائية وحسب تقرير البنك الدول يعيش فى تلك المناطق نحو 15 مليون مواطن ( أشك في الرقم ) – كما جاء في التقرير بأن سكان القاهرة وصلو 22 مليون نسمة ويتردد عليها يوميا فوق الخمسة ملايين وإذا كانت هذه الأرقام صحيحة ( أقل أو اكثر ) فنحن لسنا في احتياج لاثبات أن العشوائيات التى انتشرت في غيبة من القانون
( وتطنيش ) المحليات تدعونا للتمسك بشدة بخروج قانون جديد للإدارة المحلية وتدعونا لضرورة التمسك باللامركزية في الإدارة بالمحافظات وتدعونا لكي ندرس فكرة الأقاليم الاقتصادية كوزارة بديلة عن وزارات الاستثمار، والإدارة المحلية، والتنمية الاقتصادية، والتضامن الاجتماعي مجتمعين !! كما تدعونا للتمسك بشدة بمبدأ إعادة صياغة الحياة فى المناطق العشوائية بطرق علمية واضعين فى اعتبارنا البعد الاجتماعي وكذلك المراكز المتخصصة فى الدراسات الإنسانية ومراكز البحوث الاجتماعية فى الجامعات المصرية !!وأعتقد لن يختلف أحد معي في أن الآثار السلبية لنمو تلك العشوائيات وعلى سبيل المثال فى عاصمة البلاد قد أثرت تأثير سلبي مباشر على حياتنا العامة فسكان تلك المناطق هم مواطنون يعملون وسط المدينة ووسط العاصمة فى الوزارات والهيئات الحكومية والغير حكومية ومن سكانها أيضا من يعمل فى سلك التدريس وكذلك في الأعمال الفنية وقيادة السيارات
العامة والخاصة وخاصة ( الميكروباص ) وما أدراك(ما الميكروباص ) وألاعيبه وعشوائياتة فى الشارع المصري وكذلك العاملين فى جميع أنشطة الحياة كل هؤلاء ومهما اختلفت مراكز أعمالهم سواء بدرجة عامل أو موظف أو فني أو جندي أو حتى بعض أساتذة الجامعات وغيرهم من فئات المجتمع كل حسب ماتيسر لة الحظ فى إيجاد مسكن فى منطقة قد نالت حظها من التخطيط العمراني الذي إفتقدناة للأسف طيلة أكثر من ثلاث عقود من الزمن وتفاقم فى العشر سنوات الأخيرة (والله يجازى اللي كان السبب ) كل هؤلاء السكان القادمين لسوق العمل من كل المناطق العشوائية أصبحت كل تصرفاتهم غير منفصلة عن البيئة التى يعيشون فيها كلها تقريبا تصرفات عشوائية فلا نستطيع الفصل بين حياة الإنسان وبين بيئته وبين حياته العملية فكل مانراة من سوء تصرف في الشارع المصري ومن سوء تقدير في العمل ومن إهمال في وظيفته ومن سوء سلوك فى الطريق العام ومن قبح حتى في طريقة" التسول " في الميادين والشوارع وكذلك سوء مظهرنا في المرور سواء كان تنظيما أو مرورا أو منظمي المرور أنفسهم كل شئ أصبح قبيح وحتى فى مدارسنا قبح وتصرفات سيئة ودروس خصوصية ورشاوى وفساد كل هذا نابع من بيئة العشوائيات التى يعيش فيها المشارك فى التنمية والمشارك فى حركة الحياة اليومية فى كل مجالات ومناحي الحياة فقد استطاعت العشوائيات أن تدمر مظهر الحضارة في مصر ومازال الملف مفتوح !!
[email protected]