عُمانيات في الحقل الإعلامي: تحقيق التوازن وإثبات الذات من أبرز تحديات المرأة في قطاع الإعلام
تاريخ النشر: 26th, October 2024 GMT
مسقط- ثريا الراشدية
أكدت مجموعة من العُمانيات العاملات في مجال الصحافة والإعلام، أن تحقيق التوازن بين المسؤوليات الاجتماعية والمهام الوظيفية إلى جانب السعي لإثبات الذات في بيئة عمل يغلب عليها الذكور، من أبرز التحديات التي تواجهها المرأة العُمانية العاملة في قطاع الإعلام، لكنهن أشرن إلى الدعم الذي يحظين به على مختلف المستويات.
وترى بلقيس بنت محمد الهنداسية، مُحررة صحفية في مجلة التكوين ومُعدّة برامج في قناة مجان الفضائية، أن دور المرأة العُمانية في الإعلام يشهد تقدمًا ملحوظًا، حيث أصبحت جزءًا حيويًا لا يتجزأ من المشهد الإعلامي، مشيرة إلى أن الإعلامية العُمانية اليوم تتمتع بحضور قوي وفعال عبر مختلف المنصات، ولم تعد مجرد ناقلة للأحداث بل أصبحت عنصرًا أساسيًا يساهم في تشكيل وتوجيه الرأي العام عبر تقديم محتوى غني يعكس بعمق تطلعات مجتمعها وقيمه السامية.
وأوضحت الهنداسية أن رغم الإنجازات الملحوظة التي حققتها المرأة العُمانية في ساحة الإعلام إلا أن هناك المزيد من الفرص لتعزز دورها وتوسع نطاق مشاركتها على المستويين المحلي والدولي، لافتة إلى ضرورة منح المرأة فرصًا قيادية أكبر داخل المؤسسات الإعلامية، مما يمكنها من تولي مناصب صنع القرار والمساهمة بفعالية في تطوير ملامح الإعلام العُماني. ودعت الهنداسية إلى توفير بيئة عمل مرنة تتيح للإعلامية العُمانية تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
من جهتها أشارت مديحة بنت سعيد السليمانية مذيعة ومعدة برنامج في قناة إذاعة الوصال، إلى أهمية التوازن للمرأة العاملة، مؤكدةً أن التوفيق بين متطلبات العمل والحياة الشخصية أمرٌ ضروري.
وأكدت السليمانية أن القوانين في سلطنة عُمان تدعم المرأة وتحفظ لها حقوقها في إجازات الأمومة وساعات الرضاعة، كما أن بيئة العمل التي توفر مساحة كافية للمرأة تمكنها من النجاح وتحقيق التوازن. وأضافت: "يجب أن يكون الإعلام النسائي على مستوى أكبر في المرحلة القادمة، خاصةً وأن هناك خصوصية عالية لقضايا المرأة".
من جانبها ترى الصحفية والإعلامية عواطف العامرية أن طبيعة العمل الإعلامي تتطلب تواصلًا مستمرًا مع المجتمع، باعتباره المرجعية الأساسية للعاملين في هذا المجال.
وقالت العامرية إن هذا التفاعل المستمر يفرض على الإعلامية تحقيق حضور قوي وبناء شخصية مستقلة، دون التأثير على اهتماماتها الإبداعية أو مشاركاتها الاجتماعية، مشيرة إلى أن التوازن بين الحياة المهنية والشخصية يعد تحديًا رئيسًا، حيث يتطلب العمل الإعلامي مجهودًا كبيرًا يستمر أحيانًا حتى بعد ساعات العمل الرسمية.
وقالت خديجة بنت خلفان العبرية، مذيعة ومقدمة برامج بتلفزيون سلطنة عمان: "شخصية المذيعة كانت حاضرة معي دائمًا، وعندما حققت حلمي وأصبحت فعلًا مذيعة في تلفزيون سلطنة عُمان، لم أشعر بتغير كبير، بل زادت شعبيتي وشعرت بحب الناس لي ودعواتهم الدائمة لي بالخير". وأشارت إلى أن التحديات في هذا المجال أصبحت شبه منعدمة مقارنة بالماضي؛ حيث تحظى المرأة اليوم بدعم كبير وانخراط أوسع في الإعلام.
من جهتها قالت بلقيس بنت سليم الحبسية، معدة برامج بإذاعة الشبيبة، إن عملها في مجال الإعلام والصحافة مكنها من اكتشاف ذاتها وإمكاناتها بشكل أكبر، مشيرة إلى أن المرأة في الإعلام تحظى بفرص عديدة للقاء شخصيات ناجحة وقيادية في مجالات متنوعة مثل الصحة والتعليم والسياسة والاقتصاد مما يسهم في تعزيز تجربتها في استكشاف قيمتها وبناء مبادئها وقيمها الرفيعة، بالإضافة إلى اكتساب معارف جديدة في بيئات مختلفة.
وقالت وعد بنت علي الهطالية مذيعة أخبار إن أبرز التحديات التي تواجهها هي تحقيق التوازن بين عملها وحياتها الشخصية الجديدة، كما إن من بين الصعوبات عدم تقبل بعض الرجال لفكرة أن المرأة الإعلامية تمتلك الكفاءة والقدرات ذاتها، مما يؤدي إلى قلة الفرص المتاحة للمرأة الإعلامية للحصول على مناصب إعلامية مقارنة بالرجل.
وأبرزت سُمية بنت حمد الشبيبية، مراسلة في قناة مجان أهمية التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، وهو "يؤثر إيجابًا على الإنتاجية ويحسن الصحة النفسية والعقلية" حيث أنها وضعت خطة مدروسة لتحقيق هذا التوازن، تتضمن تحديد الأولويات، وممارسة الرياضة، وتنظيم الوقت.
وقالت خلود الفزارية، محررة صحفية بجريدة عُمان: "عملي يتطلب اهتمامًا دائمًا بمستجدات الأخبار والأحداث، مما يستنزف وقتي ويبعدني عن أهلي وأصدقائي، ورغم أن العمل الإعلامي يحمل العديد من الفعاليات والمسؤوليات، فإن التحديات تكمن في عدم مراعاة الظروف التي تحتاج إلى تفهم عميق للطبيعة الإنسانية."
وأضافت الفزارية: "ورغم كل هذه التحديات، أرى النور في تطور دور المرأة العُمانية في الإعلام، إذ تفخر المرأة بتحقيق إنجازات ملموسة، ونجاحها في الوصول إلى مناصب رفيعة".
وتناولت الصحفية والاعلامية أحلام بنت سعيد الحاتمية تأثير العمل الإعلامي على التوازن بين الحياة المهنية والشخصية والتحديات التي تواجه المرأة العُمانية في هذا المجال بقولها: "لربما طبيعة العمل الإعلامي تتطلب جهدًا أكبر ووقتًا أكثر، مما جعل من الصعب الموازنة بين العمل والحياة الشخصية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
أحمد بن محمد: دبي مركز إقليمي ودولي للحوار الإعلامي
قام سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، بجولة في مقر قمة الإعلام العربي، حيث استمع سموّه إلى شرح من د. ميثاء بوحميد، نائب رئيس اللجنة التنظيمية، حول ما يضمه المقر من منصات وفعاليات وأنشطة تتكامل في مضمونها وأثرها، مع ما تتضمنه الأجندة المكثفة للقمة من جلسات رئيسية وحوارية وورش عمل تدريبية، تأكيداً على مكانة القمة كأهم حدث إعلامي في المنطقة.
وأثنى سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، على التنظيم المحكم للقمة ومختلف الفعاليات المندرجة تحت مظلتها، وعلى مدار أيامها الثلاثة، وتشمل المنتدى الإعلامي العربي للشباب، ومنتدى الإعلام العربي، وقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب.
واطلع سموّه على ما تسعى القمة إلى تحقيقه من تحفيز حوار مهني رفيع المستوى هدفه الارتقاء بالإعلام العربي وتعزيز قدراته التنافسية، ورصد مقومات القوة التي تمنحه القدرة التنافسية المنشودة، لتقديم محتوى مبدع ومبتكر يرقى إلى مستوى تطلعات المتلقي العربي، ويسهم في دفع مسيرة التنمية العربية ضمن مختلف مساراتها.
وشاهد سموّه خلال الجولة، جانباً مما تستضيفه منصات الشركاء من أنشطة وحوارات وعروض تقديمية حول أهم وأبرز التوجهات الإعلامية والتقنيات الحديثة والمنصات الرقمية التي تسهم معاً في تشكيل ملامح إعلام الغد، مع التركيز على عنصر الشباب في قلب منظومة التطوير.
وأكد سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، أن قمة الإعلام العربي تُجسد رؤية دبي الطموحة في ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي ودولي للحوار الإعلامي، وحرصها المستمر على تمكين الإعلام العربي، ليكون أكثر قدرة على مواكبة المتغيرات العالمية، وأكثر تأثيراً في سرد الرواية العربية بأسلوب احترافي ومعاصر.
وقال سموّه: «إن قمة الإعلام العربي باتت منصة استراتيجية تجمع نخبة من المفكرين وصنّاع القرار والإعلاميين العرب، في إطار من الحوار البنّاء والتبادل المعرفي الذي تتبناه دبي، بهدف تطوير أدوات العمل الإعلامي، واستشراف مستقبله في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم على صعيد التكنولوجيا، والمحتوى، وتحوّل أنماط الاستهلاك الإعلامي».
وأضاف سموّه: «الإعلام لم يعُد مجرد ناقل للأحداث، بل هو شريك في صناعة المستقبل، ودعمنا المتواصل لهذا القطاع يأتي ضمن التزامنا بتوفير البيئة الملائمة للإبداع، وتحفيز الكفاءات الشابة، وتعزيز الشراكات مع المؤسسات الإقليمية والدولية، لبناء منظومة إعلامية متكاملة تُواكب الطموحات، وتُعزز من الحضور العربي على خريطة التأثير الإعلامي العالمي».
وأثنى سموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، على تنوع أجندة الحدث الإعلامي الأكبر عربياً، وتنوّع أنشطتها ومحاورها، وثِقل المشاركين فيها، ما يجعل منها نقطة انطلاق جديدة نحو إعلام عربي أكثر تأثيراً، وقادراً على نقل الصورة الحقيقية للمنطقة إلى العالم، بلغة مهنية تعكس واقعها وتستشرف مستقبلها.