100 ألف فلسطيني في شمال القطاع بلا غذاء ولا دواء
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
غزة، بيروت "وكالات": شنت إسرائيل اليوم ضربات دامية جديدة على لبنان وقطاع غزة، بينما لم يرشح أي جديد عن الاقتراح الذي قدمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد الوقف إطلاق النار لمدة يومين في غزة على أن يتزامن مع إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين وأسرى فلسطينيين.
وفيما يهدد التصعيد بإشعال منطقة الشرق الأوسط برمتها، تواصل إسرائيل وإيران تبادل التهديدات على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير السبت على مواقع عسكرية إيرانية.
ويعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا في وقت لاحق من كتابة الخبر، بطلب من إيران الداعمة لحزب الله وحماس، لبحث الوضع في المنطقة.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن دبابات إسرائيلية توغلت اليوم في بلدتين بشمال غزة وفي واحد من أقدم مخيمات اللاجئين بالقطاع مما أدى إلى تقطع السبل بنحو 100 ألف مدني، وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 19 شخصا على الأقل استشهدوا في غارات جوية وقصف إسرائيلي اليوم، منهم 13 في شمال القطاع الساحلي المدمر.
وقالت وزارة الصحة في غزة في إحصاء محدث اليوم إن العدوان الإسرائيلي تسببت في استشهاد أكثر من 43020 فلسطينيا وإصابة 101110 مع تدمير معظم القطاع المكتظ بالسكان.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني إن نحو 100 ألف شخص تقطعت بهم السبل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون بلا إمدادات طبية أو غذائية.
وأضاف الدفاع المدني أن عملياته توقفت بسبب تجدد الهجوم الإسرائيلي منذ ثلاثة أسابيع على شمال غزة، وهي المنطقة التي قال الجيش إنه قضى على قوات حماس فيها في وقت سابق من الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
ومع استئناف المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار الأحد بعد عدة محاولات فاشلة، اقترح الرئيس المصري وقفا لإطلاق النار ليومين في غزة من أجل تبادل أربع إسرائيليين تحتجزهم حماس ببعض السجناء الفلسطينيين، ثم التفاوض خلال 10 أيام على استكمال الإجراءات في القطاع وصولا إلي وقف كامل لإطلاق النار.
ولم يصدر أي تعليق علني من إسرائيل ولا حماس، اللتين تتمسكان بشروط متضاربة لإنهاء الحرب.
وقالت المستشفيات الثلاثة في شمال غزة، التي رفض المسؤولون فيها تنفيذ أوامر الجيش الإسرائيلي بإخلائها، إنها أصبحت غير عاملة تقريبا. وقد تضرر ما لا يقل عن اثنين منها جراء القصف الإسرائيلي فضلا عن نفاد مخزون الأدوية والطعام والوقود.
وفي الأسبوع الماضي، لاقى ما لا يقل عن طبيب وممرض وطفلين مريضين حتفهم في هذه المستشفيات بسبب نقص العلاج.
وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم إن طبيب أطفال واحدا فقط بقي في مستشفى كمال عدوان الذي يبلغ عدد العاملين الطبيين فيه حوالي 70، وذلك بعد أن "اعتقلتهم إسرائيل ورحلتهم".
وقال سكان بشمال قطاع غزة إن القوات الإسرائيلية تحاصر المدارس وغيرها من الأماكن التي تؤوي الأسر النازحة وتأمرهم بمغادرتها، ثم تعتقل الرجال وتُخرج النساء والأطفال من المنطقة باتجاه مدينة غزة إلى الجنوب.
وقال أحد سكان جباليا عبر تطبيق للدردشة "والعالم مشغول في قصة لبنان والكلام الفاضي عن هدنة لأيام قليلة، الاحتلال الإسرائيلي قاعد بيمسح شمال غزة وبيهجر ناسها"، وأضاف "لكن لا نتنياهو ولا أيلاند راح يقدروا يطلعونا من شمال غزة".
وكان إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، هو المؤلف الرئيسي للمقترح الذي نوقش كثيرا والذي أطلق عليه "خطة الجنرالات"، والذي يتضمن إخلاء شمال غزة من المدنيين بسرعة لتجويع مقاتلي حماس الباقين على قيد الحياة من خلال قطع إمدادات المياه والغذاء عنهم.
وأثارت التحركات الإسرائيلية هذا الشهر اتهامات فلسطينية بأن الجيش تبنى خطة إيلاند التي تصورها كإجراء قصير الأمد لمواجهة حماس في الشمال، لكن الفلسطينيين يرون أنها تستهدف تطهير المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة للجيش بعد الحرب.
وشمال غزة هي أول منطقة من القطاع تتعرض لعملية برية إسرائيلية، بعد الهجوم الذي شنه مقاتلو حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مع قصف مكثف دمر إلى حد كبير بلدات مثل بيت حانون وبيت لاهيا.
ومع ذلك، لا يزال مقاتلو حماس ينفذون هجمات على القوات الإسرائيلية بطريقة الكر والفر باستخدام صواريخ مضادة للدبابات وقذائف المورتر وزرع قنابل في المباني والشوارع وغيرها من المواقع التي يتوقعون أن تتخذ القوات الإسرائيلية مواقع فيها.
صور تحت القصف
على الجبهة اللبنانية، شن جيش الاحتلال اليوم سلسلة غارات جديدة على مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان، بعدما أصدر طلبات إخلاء لسكان أحياء عدة فيها، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وجاء ذلك عقب غارات مماثلة طالت فجرا وسط المدينة، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة 17 آخرين بجروح، وفق حصيلة وزارة الصحة.
من جانبه، أعلن حزب الله أن مقاتليه "كمنوا" لجنود اسرائيليين واشتبكوا معهم قرب بلدة كفركلا الحدودية اللبنانية مشيرا إلى "وقوع الجنود بين قتيل وجريح".
كذلك أعلن الحزب استهداف قوات إسرائيلية بالصواريخ عند بوابة فاطمة في جنوب لبنان. في شمال إسرائيل، دوّت صفارات الإنذار مرارا منبهة إلى قصف صاروخي.
وأعلن جيش الاحتلال بعيد منتصف سبتمبر نقل مركز ثقل عملياته العسكرية إلى جبهته الشمالية مع لبنان حيث يشن منذ ذلك الحين حملة غارات جوية مدمرة تتركز على معاقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية وشرق لبنان وجنوبه.
وباشر بعد ذلك عمليات برية محدودة في جنوب لبنان حيث أعلن سقوط 37 من جنوده في معارك مع مقاتلي حزب الله.
وهدف إسرائيل المعلن إبعاد حزب الله عن الحدود ووقف عمليات إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على أراضيها للسماح بعودة عشرات آلاف النازحين إلى منازلهم في شمال إسرائيل.
التصعيد بين إيران وإسرائيل
على مستوى التصعيد بين إيران وإسرائيل، أعلن قائد الحرس الثوري أن إسرائيل "فشلت في تحقيق أهدافها المقيتة"، محذرا من "عواقب مريرة لا توصف".
وحذّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي بأن طهران "ستردّ بحزم وفاعلية" على الضربات، مشيرا مرة جديدة إلى أن بلاده تؤيد وقف إطلاق نار في غزة ولبنان.
وندّد بقائي باستخدام إسرائيل المجال الجوي العراقي لشن هجومها، مؤكدا أن "الكيان الصهيوني لا يحترم أي حدود... انتهك مرارا المجال الجوي لعدة دول".
وتقدّم العراق رسميا بمذكرة احتجاج إلى مجلس الأمن الدولي "تضمّنت إدانة الانتهاك الصارخ" الذي ارتكبته إسرائيل من خلال "استخدام المجال الجوي العراقي لتنفيذ الاعتداء على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق ما قال الناطق باسم الحكومة في بيان اليوم.
وكانت هيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية ذكرت السبت أن الطائرات الإسرائيلية استخدمت المجال الجوي العراقي المتاح للجيش الأمريكي "لإطلاق عدد من الصواريخ المحمولة جوا البعيدة المدى والمجهزة برؤوس حربية خفيفة للغاية" نحو إيران.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: المجال الجوی وزارة الصحة إطلاق النار جنوب لبنان حزب الله شمال غزة فی شمال فی غزة
إقرأ أيضاً:
مروان الهمص.. طبيب فلسطيني اعتقلته إسرائيل وهو على رأس عمله
طبيب فلسطيني، ولد وترعرع في مخيم للاجئين بمدينة رفح الفلسطينية المتاخمة للحدود الفلسطينية المصرية أقصى جنوب قطاع غزة، التحق بوزارة الصحة، وتنقل بالعمل في مستشفياتها، وتولى إدارة مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، وتولى إدارة المستشفيات الميدانية ومنصب المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة.
اختطفته قوة خاصة إسرائيلية بينما كان في طريقه لمهمة عمل بمستشفى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـمنطقة المواصي جنوب غربي مدينة خان يونس جنوب القطاع ظهيرة الاثنين 21 يوليو/تموز 2025.
المولد والنشأةولد مروان شفيق علي الهمص -وكنيته "أبو عبادة"- يوم 21 مايو/أيار 1972 في "مخيم يبنا" للاجئين بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتنحدر أسرته من بلدة يبنا التي هُجّرت منها قسرا في نكبة عام 1948 بعد احتلالها من قبل القوات الإسرائيلية.
وهو السادس بين 13 شقيق وشقيقة، وكان والده عاملا بسيطا لكنه محب للعلم، وحرص على تعليم جميع أبنائه من الذكور والإناث حتى نالوا الشهادة الجامعية في تخصصات مختلفة.
وعرف عن الهمص التزامه الديني منذ طفولته وسنوات عمره المبكرة، وهو قريب من الناس، يبادر لمساعدة الآخرين والسعي في قضاء احتياجاتهم. وهو متزوج وله 9 أبناء، منهم 4 ذكور و5 إناث، و3 أحفاد.
الدراسة والتكوين العلميأنهى دراسته الأساسية في المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدارس تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والمرحلة الثانوية في إحدى المدارس الحكومية بمدينة رفح.
وانتقل بعد نجاحه في الثانوية العامة إلى روسيا للدراسة، وحصل على شهادة الدكتوراه في الطب البشري من جامعة سراتوف عام 1998.
وحصل على دبلوم تخدير وعناية مكثفة من الجامعة الإسلامية بمدينة غزة عام 2003.
التجربة الطبيةعاد الهمص إلى مسقط رأسه في مخيم يبنا بعد إنهاء دراسته للطب في روسيا، وعمل في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وجمعية الأيدي الرحيمة الخيرية لرعاية الجرحى، ثم التحق للعمل في مستشفيات وزارة الصحة عام 2004.
وأثناء سنوات عمله الطويلة في وزارة الصحة تقلد عددا من الوظائف والمسؤوليات، ففي عام 2020 أصبح مسؤولا عن الحجر الصحي في معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر إبان جائحة كورونا، ومديرا لمستشفى الشهيد أبو يوسف النجار في مدينة رفح، ثم مديرا في مايو/أيار عام 2024 للمستشفيات الميدانية ومتحدثا رسميا باسم وزارة الصحة.
إعلانبرز اسمه أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي اندلعت عقب عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وكان الأكثر ظهورا على وسائل الإعلام متحدثا عن الجرائم الإسرائيلية، واستخدام الحصار والتجويع سلاحا لإبادة سكان قطاع غزة عبر منع الإمدادات الإنسانية والطبية عن القطاع، وأطلقت عليه وزارة الصحة لقب "صوت المرضى والمجوعين".
اختطفته قوة إسرائيليةفي 21 يوليو/تموز 2025 أفاد المدير العام لوزارة الصحة في غزة الدكتور منير البرش باعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي مدير المستشفيات الميدانية في القطاع مروان الهمص أثناء أدائه عمله في زيارة لمستشفى الصليب الأحمر غربي خان يونس.
وأوضح البرش أن اعتقال الهمص كان على يد قوة خاصة إسرائيلية، مشيرا إلى إصابة السائق المرافق للهمص واستشهاد مواطنين اثنين أحدهما صحفي كانا قرب المكان.