زايد وراشد تاريخ خالد
اجتمعا على قلب رجل واحد في حب الوطن وتنميته وإسعاد شعب الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، من خلال تأسيس أكبر صرح للاتحاد وهو اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تم وضع الخطط والبرامج التي تجعلها من الدول المتقدمة حضاريا في كافة المجالات، وبدأت قصة الاتحاد الخالد في 18 فبراير 1968م، حيث اتفق المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الاتحاد والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي “طيب الله ثراهما” على تشكيل وحدة بين الإمارتين وتنسيق الأمن والدفاع والخارجية وتوحيد الجوازات بينهما، ووجها دعوة إلى تشكيل اتحاد يشمل بقية الإمارات التي لبت الدعوة المباركة، لا شك ان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو الأب المؤسس لاتحاد دولة الإمارات وهو الرئيس الأول للدولة حيث تولى المنصب منذ قيام الدولة في الثاني من ديسمبر عام 1971 وحتى رحيله”طيب الله ثراه” في 2004م، حيث لعب دوراً محورياً في اتحاد الإمارات السبع وتم اختياره ليكون الرئيس الأول للدولة، والتي شهدت خلال فترة حكمه تحولاً هائلاً من بدايات متواضعة إلى تبوأ مكانة عالمية رائدة كإحدى الدول الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، لقد كان قائداً فذاً، جسّد خصالاً طيبة مثل الوحدة والانفتاح في منطقة تحيطها الصراعات، وكان رمزاً للكرامة والسلام والرؤية الثاقبة، تاركاً وراءه إرثاً من المعاني السامية المتمثلة في التسامح والمساواة والإحسان والعطاء.
عرف التاريخ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” قائداً شغل العمل الخيري والإنساني فكره، واستحوذ على اهتمامه، مشيّداً “طيب الله ثراه” في كل بقعة من بقاع الأرض أثرا مستداما للعطاء والعمل الإنساني ومعلماً حمل اسم زايد رمز الإنسانية وقد تعدى كرم وعطاء الشيخ زايد كل الحدود المتعارفة، فكان “طيب الله ثراه” دائماً في طليعة أهل الخير والعطاء في أي مكان دون تفرقة على أساس العرق أو الدين.
وكان المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم “رحمه الله” قائداً فذاً ترك لدولة الإمارات ودبي إرثاً عظيماً، وحققت دبي تحت إدارته طفرة تنموية شاملة في جميع النواحي لتصبح مدينة عالمية حديثة، وعززت موقعها كمركز تجاري بين الشرق والغرب وعمل مع الشيخ زايد على إصدار وثيقة الوحدة والاتحاد بين أبوظبي ودبي وبعد قيام دولة الإمارات تولى منصب نائب رئيس الدولة، كما عُهدت إليه رئاسة مجلس الوزراء وتميز بنظرته الثاقبة وتخطيطه الدقيق للمستقبل، وطموحاته التي بلغت عنان السماء لم يعرف المستحيل يوماً، وقضى حياته بحثاً عن التميز والازدهار لدبي والإمارات واستغلال الفرص المتاحة من أجل نهضة دولة الإمارات بالتشاور مع إخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد.
رجال مخلصين بذلوا حياتهم لأجل الوطن الغالي وهيؤا الأبناء والأحفاد على تولي المهام من بعدهم حيث ساروا على نهج الإباء المؤسسين وعملوا بجد وإخلاص مواكبين للتطورات التي يشهدها العالم لخدمة الشعب مع الإبقاء على إرث الإمارات وعاداته وتقاليده وقيم الشعب الإماراتي التي تتجسد في التعاون والتلاحم والتعاضد وحب الوطن وبذل الغالي والنفيس من اجل رفعته والحفاظ على كيان الاتحاد على مر الأزمان.
بلا شك أن هذه السطور في هذا المقال المتواضع لا تكفي لسرد مآثرهما الخالدة “طيب الله ثراهما” لكنها نقطة في بحر عطائهما الذي نرفل بخيرة نحن والأجيال القادمة وتستذكر مآثرهما ويبقى دوماً حبهما خالداً في قلوبنا…
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات طیب الله ثراه الشیخ زاید
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: السلاح شأن لبناني ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي
الثورة نت/..
أكد أمين عام حزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الأربعاء، أن سلاح المقاومة شأن لبناني، ومن يطالب بتسليمه يخدم المشروع الإسرائيلي، وأن أمريكا لا تساعد لبنان بل تدمره من أجل مساعدة الكيان الإسرائيلي.
وقال الشيخ قاسم في كلمته خلال حفل تأبيني أقامه حزب الله في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر (السيد محسن): “نحن في لبنان اليوم معرضون لخطر وجودي، ليس على المقاومة بل على كل لبنان وكل طوائفه وشعبه، خطر من اسرائيل ومن الدواعش ومن الاميركيين الذين يسعوا ان يكون لبنان أداة طيعة ليندمج في مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي يريدونه”.
وأضاف: “هذا الخطر يتجاوز مسألة نزع السلاح بل المسألة مسألة خطر على لبنان خطر على الأرض”.
وتابع: “لن نقبل بأن يكون لبنان ملحقاً باسرائيل، ولو قتلنا جميعا لن تستطيع اسرائيل أن تهزمنا ولن تستطيع أن تأخذ لبنان رهينة ما دام فينا نفس حي وما دمنا نقول لا اله الا الله، وما دمنا نؤمن بأن الحق يجب أن يُحمى وأن دماء الشهداء يجب أن تُحمى”.
وجدد الشيخ قاسم التأكيد على أن “السلاح الذي معنا هو لمقاومة اسرائيل، وليس له علاقة بالداخل اللبناني، هذا السلاح هو قوة للبنان ونحن حاضرون لنناقش كيف يكون هذا السلاح جزءا من قوة لبنان”.
واستطرد: “لن نقبل أن يسلم السلاح لإسرائيل، واليوم كل من يطالب بتسليم السلاح، فهو يطالب بتسليم السلاح لإسرائيل”.
وذكر أن “أميركا تقول سلموا الصواريخ والطيران المسير، ومبعوثها براك قال إن هذا السلاح يخيف اسرائيل التي تريد امنها، أي أن الاميركي يريد السلاح من أجل اسرائيل”.
وأكد أمين عام حزب الله أن “الاحتلال لن يبقى والوصاية لن تبقى ونحن سنبقى”، لافتاً إلى أن “الخطر الداهم هو العدوان الاسرائيلي، الذي يجب ان يتوقف، والخطاب السياسي يجب ان يكون لإيقاف العدوان وليس لتسليم السلاح لإسرائيل”.
وقال: “في هذا المرحلة كل دعوة لتسليم السلاح والعدوان مستمر هي دعوة لإعطاء اسرائيل سلاح قوة لبنان. كل شي يقوي الدولة قدمناه، حتى السلاح الموجود هو لقوة الدولة وليس إضعافها”.
وأشار إلى أن “على الدولة اللبنانية أن تقوم بواجبين أساسيين أولهما ايقاف العدوان بكل السبل الدبلوماسية العسكرية ووضع الخطط لحماية المواطنين، فمن غير الممكن القول للمواطنين لا استطيع ان احميكم وتجردوا من سلاحكم حتى تكونوا عرضة للقتل والتوسع الاسرائيلي”.
وأضاف “المهمة الثاني هي الإعمار وهي مسؤولية الدولة. اذا كانت اميركا تضيّق علينا وتمنع دول العالم ان تساعدنا، هنا على الدولة أن تفتش عن طرق أخرى لأن هذه مسؤوليتها”.
وتابع: “لن نسلم السلاح لإسرائيل وكل من يطالب اليوم بتسليم السلاح داخليا او خارجيا او عربيا او دوليا هو يخدم المشروع الاسرائيلي مهما كان اسمه او صفته أو عنوانه. اذهبوا وأوقفوا العدوان وامنعوا الطيران من الجو واعيدوا الأسرى ولتنسحب اسرائيل من الاراضي التي احتلتها، وبعد ذلك نتناقش”.
وأردف: “لدينا تجربة سوريا، ماذا فعل الأميركيون في سوريا؟ خرّبوا سوريا وتركوا الإسرائيلي يأخد راحته. الأمريكي شجع على عملية القتل والاغتيال ومجازر السويداء وقتل العلويين وكل الاعمال المشينة بطريقة أو بأخرى”.
وأوضح أن حزب الله “يعمل على مسارين: مسار المقاومة لتحرير الأرض بمواجهة اسرائيل، والمسار الثاني مسار العمل السياسي لبناء الدولة. لا نغلّب مسار على آخر ولا نختار بينهما بل نعمل على المسارين بشكل منفصل بالتالي لا يمكن المقايضة بين المسارين”.
وأشار إلى أن “انتخاب رئيس الجمهورية جوزيف عون حصل بعد سنوات من وضع الدولة المهترئ بشكل كبير، حيث أثبتت المقاومة انها دعامة أساسية من دعائم بناء الدولة بتسهيل انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة وما بعدها”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اللبنانية “نشأت كردة فعل على الاحتلال وسدت فراغا في قدرة الجيش اللبناني وأنجزت تحريرا مضيئا في سنة 2000 وتتابع موضوع ردع اسرائيل وحماية لبنان وقلنا مرارا وتكرارا هي ليست وحدها، بل أن هذه المقاومة مع الجيش والشعب ولا تصادر مكانة احد ولا عطاء أحد ولا مسؤولية احد”.
وأوضح قائلاً: “الجيش مسؤول وسيبقى مسوؤلا ونحن نحييه على أعماله والشعب مسؤول وسيبقى مسؤولا ونحييه على هذا الالتفاف العظيم الذي أعطى قوة بهذه المقاومة”.
وقال أمين عام حزب الله: “جاء براك بالتهويل والتهديد بضم لبنان الى سوريا وأن لبنان لن يبقى على الخارطة ولن يكون محل اهتمام العالم مستخدماً في الوقت نفسه العدوان والتهديد بتوسعة العدوان”.
واستدرك قائلاً: “فوجئ براك بأن الموقف اللبناني الرسمي الوطني المقاوم الذي يحرص على مصلحة لبنان، وكان موقفا موحداً: فليتوقف العدوان وبعد ذلك نناقش كل الامور”.
وحول جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، قال الشيخ قاسم إن العدو الصهيوني يمارس “الاجرام الوحشي البشري على الهواء مباشرة بشكل منظم.
وأكد أن “الاميركيين والصهاينة يقتلون الاطفال والنساء والابرياء ويجوعون الناس“، متسائلاً: “أين يوجد مثل هذا الاجرام في العالم؟ قتل الحوامل؟ تجويع الاطفال؟ قتل الناس في خيامهم وبيوتهم؟”.
ولفت إلى أن “كل ذلك يتم بتأييد كامل من أميركا”، مشيراً إلى أن “الشعب الفلسطيني لن يستسلم.
وتسائل الشيخ قاسم: “أين الدول والمنظمات التي تدعي حماية حقوق الانسان؟”، مضيفاً: “البيانات لم تعد تنفع وانما يجب تقديم ضمانات لوقف العدوان ومنع اسرائيل عن طغيانها”.