لبنان ٢٤:
2025-06-26@12:08:15 GMT

لماذا تدّمر إسرائيل القرى الحدودية؟

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

إذا أراد المرء تعداد الغارات الإسرائيلية التي تستهدف القرى الحدودية الأمامية لما استطاع احصاءها نظرًا إلى كثرتها، مع ما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية، علمًا أن معظم أهاليها قد غادروها، ولم يبقَ فيها سوى العناصر الحزبية المقاتلة، الذين لا يزالون يقاتلون، وإن في المواقع الخلفية غير المتقدمة. فما تقوم به إسرائيل من تدمير ممنهج لهذه القرى يهدف بالتأكيد إلى إفراغها من المسلحين أولًا، ومن سكّانها ثانيًا، بحيث لا تعود العودة إليها ممكنة، خصوصًا أن الأراضي الزراعية لم تعد صالحة لحراثتها من جديد.

فمعظم أهالي الجنوب يعتمدون في معيشتهم على الزراعات الموسمية كشتول التبغ والزيتون. وقد لفت مشهد تفجير حيّ بكامله في بلدة ميس الجبل دفعة واحدة أنظار المراقبين الدوليين، الذين تصل إليهم تقارير أمنية يومية عن التطورات الميدانية. وما يخشاه هؤلاء المراقبون هو تحويل القرى الحدودية الأمامية على طول الخطّ الأزرق من الناقورة حتى مزارع شبعا أرضًا محروقة قد يصبح من المتعذّر على أهاليها العودة إليها قريبًا حتى ولو تمّ التوصّل إلى وقف للنار في المدى المنظور.
وفي رأي هؤلاء المراقبين أن هدف إسرائيل قد أصبح واضحًا، وهو جعل الحياة في هذه القرى مستحيلة أقله على بعد ما يقارب العشرة كيلومترات عمقًا، خصوصًا أنها استطاعت أن تدّمر التحصينات والأنفاق التي أقامها "حزب الله" في "قرى – الحافة" على مدى سنوات طويلة. وبذلك تكون تل أبيب قد ضمنت عدم قيام "المقاومة الإسلامية" بأي هجوم على المستوطنات الشمالية على غرار عملية "طوفان الأقصى التي قامت بها حركة "حماس" في 7 تشرين الأول من العام الماضي، مع علمها المسبق أن "حزب الله" بما لا يزال يمتلكه من صواريخ بعيدة المدى قادر على استهداف هذه المستوطنات حتى ولو تراجعت عناصره إلى شمال الليطاني. إلاّ أن هذا الأمر لا يشكّل بالنسبة إلى القيادة العسكرية في تل أبيب مشكلة حقيقية، لأن إعادة المستوطنين إلى الشمال الإسرائيلي تفرض، وفق النظرية العسكرية الإسرائيلية، أن يكون الجزء الجنوبي من لبنان المحاذي للخط الأزرق خاليًا من المسلحين وحتى من الأهالي. وهذا هو التفسير الوحيد لعملية التدمير المبرمج والممنهج لهذه القرى، وذلك بالتزامن مع قصف لا يقّل حدّة للقرى الخلفية، والتي لها رمزيتها التاريخية في وجدان أهالي جبل عامل كالنبطية وبنت جبيل وصور والقرى المحيطة بهذه المحاور الجنوبية، فضلًا عن استهداف مناطق بقاعية لها رمزيتها التاريخية أيضًا كبعلبك وقرى قضائها، وذلك بحجّة أن القرى المستهدفة تشكّل خزانًا بشريًا لـ "المقاومة" وفيها مخازن للسلاح المتوسط والثقيل.
ولا يستبعد هؤلاء المراقبون أن يكون هدف إسرائيل من وراء تهجير ما يقارب المليون وثلاثمئة شيعي من قراهم الجنوبية والبقاعية ومن الضاحية الجنوبية لبيروت إلى المناطق، التي لا تزال في منأى عن القصف اليومي في الجبل بكل أقضيته والشمال. ومن دون هذا التهجير لن تكتمل حلقات ما اصطُلح على تسميته "مؤامرة"، وذلك انطلاقًا من نظرية لبنانية قائمة على الأمثال الشعبية، والتي يقول إحداها "بعود تحبك وقرّب تسبّك".
ولكي لا يُفسّر أي كلام يمكن أن يُقال في مجال الواقع التهجيري على غير مقصده فإنه لا بد من المسارعة إلى التأكيد أن لا نيّة لأي طرف، سواء أكان مهجّرًا أو مستضيفًا، الانزلاق إلى ما يُخطّط له في الخارج من "تشجيع" على فتنة يبدي كثيرون خشيتهم من وقوعها على خلفية طبقية وليس طائفية كما يحلو للبعض تسميتها. لكن هذا الحرص الذي يبديه الجميع على السلم الأهلي لا يعني عدم وجود بعض المشاكل الفردية، التي تتمّ معالجتها سريعا سواء عن طريقة "تبويس اللحى" التي تقوم بها أحزاب مناطق الايواء أو الاستضافة، أو عبر الاستعانة بالجيش في حال لم تمشِ سياسة "إزرعها بدقني".  
فمهما طالت الحرب، وهي طويلة، ستنتهي في يوم من الأيام. ولكن على المعنيين البدء بالتفكير اليوم قبل الغد بما يمكن القيام به في اليوم التالي، وبالتحديد في ما يتعلق بعلاقة اللبنانيين بين بعضهم البعض. فالمطلوب من الجميع ترتيب الأولويات بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية وانتهاء بقرار الحرب والسلم وخطة الدفاع الاستراتيجية، فضلًا عن مناقشة كل "كبيرة" وكل "صغيرة" التي تجعل التقارب اللبناني – اللبناني مشوبًا بالحذر الدائم. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

وزارة الرياضة: تنفيذ 64 ملعبا و 20 مركز تخاطب بالمحافظات الحدودية

أشاد الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بالأعمال المميزة التى أنجزتها شركة المدن للخدمات الرياضية والشبابية التابعة لوزارة الشباب والرياضة خلال النصف الأول من العام الحالي بعد انجاز العديد من المشروعات المتنوعة المتميزة فى كافة أنحاء الجمهورية سواء فى الأعمال التابعة للوزارة أو التعاون مع القطاع الخاص وفقا لتوجيهات وزير الشباب والرياضة .
 

لحفظ ماء الوجه.. رامي ربيعة يبحث عن انتصار شرفي مع العين ضد الودادترتيب مجموعة الهلال السعودي قبل مواجهة باتشوكا في كأس العالم للأنديةالزمالك يقترب من مدرب أجنبي جديد.. والبرتغاليون في الصدارةضربة موجعة.. إنزاجي يؤكد غياب مهاجم الهلال أمام باتشوكا

واستعرض مجلس ادارة شركة المدن للخدمات الرياضية والشبابية برئاسة الدكتور عمر بلبع خلال اجتماعه الأخير فى اطار اجتماعاته الدورية لبحث كافة كافة الأعمال وتطوراته والمدد الزمنية المحددة لكافة الأعمال فى ظل المتابعة اللحظية والدورية من الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة والتواصل الدائم والمستمر مع مجلس الادارة لانجاز كافة الأعمال وتوفير كل متطلبات النجاح أمام المواطنين فى كافة المحافظات .


وأشاد مجلس الادارة بالادارة التنفيذية للشركة التى يتولاها محمد رائف عضو مجلس الادارة المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة على المجهود الكبير طوال الفترة الماضية .


واستعرض محمد رائف التقرير الكامل لأعمال الشركة خلال النصف الأول من العام الحالي وما تم انجازه وما سيتم انجازه خلال النصف الأخر من العام الحالي .


وأوضح رائف أن الشركة قامت بتنفيذ ٦٤ ملعبا ما بين خماسي وتدريبي واكريلك وتسليمها ابتدائيا خلال النصف الاول من عام 2025 بالاضافة الى تسليم ٦٠ ملعبا بشكل نهائي موزعة علي جميع محافظات الجمهورية .


وأعلن رائف تنفيذ نسب انجاز تتجاوز ٦٠٪؜ في عدة مشروعات من مباني إدارية وأسوار وملاعب متعددة وجاري تسليمها خلال النصف الثاني من العام مع تنفيذ مشروع مجمع ملاعب بنادي الزهور بقيمة اجمالية تجاوزت ٣٤ مليون جنيه  وتنفيذ 20 مركز تخاطب موزعة علي محافظات مصر وخاصة المحافظات الحدودية والنائية لخدمة ذوي الهمم 


وأشار محمد رائف الى أن قيمة الاعمال المنفذة بلغت قيمتها 145 مليون جنيه بخلاف قيمة الاعمال المنفذ فيها نسب تتجاوز ٦٠٪؜ فضلا عن قيام الشركة بسداد ما يفوق ١٢٠ مليون جنيه خلال النصف الاول من العام تمثل استحقاقات للموردين ومشروعات الخدمات بالإضافة الي ما تم سداده تحت حساب الضرائب والتأمينات في مؤشر واضح نحو تطور قدرات الشركة في انجاز الأعمال والوفاء بالالتزامات .
ووجه رائف خلال استعراضه لأعمال الشركة الشكر الى الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة على المتابعة الدقيقة مع مجلس الادارة والادارة والتنفيذية من أجل انجاز كافة الأعمال مع التوجيه الدائم برفع قدرات شركة المدن وتحسين صورتها الذهنية لدي كافة المتعاملين مع الشركة .


من جانبه أكد عمر بلبع رئيس مجلس الادارة أن الشركة تسير بخطي ثابتة نحو تحقيق المستهدفات التي تعكس الغرض الأساسي الذي من اجله انشأت هذه الشركة وفق الرؤية الرشيدة لوزير الشباب والرياضة .

طباعة شارك اشرف صبحي وزير الرياضة المحافظات

مقالات مشابهة

  • مجازر الطحين في غزة.. لماذا تقتل إسرائيل المدنيين في طوابير المساعدات؟
  • وزارة الرياضة: تنفيذ 64 ملعبا و 20 مركز تخاطب بالمحافظات الحدودية
  •  لماذا حظرت أمريكا واتساب وما البدائل التي قدمتها؟ (ترجمة خاصة)
  • ترامب: إسرائيل أرسلت عملاء إلى المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف للتأكد من تدميرها
  • لماذا تخلت روسيا عن إيران في حربها مع إسرائيل؟
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • بحضور رسمي وشعبي.. مهرجان الفريز الأول في بداما وذلك بعد نجاح تجربة زراعته في ريف اللاذقية الشرقي وريف إدلب الغربي
  • لماذا تخشى إسرائيل ضرب ميناء حيفا المليئ بالسيارات الكهربائية؟
  • ناجي من منطقة المثلث الحدودية يروي لنا معاناة النازحون الهاربون من جحيم الجنجويد
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل