لبنان ٢٤:
2025-10-14@03:35:37 GMT

لماذا تدّمر إسرائيل القرى الحدودية؟

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

إذا أراد المرء تعداد الغارات الإسرائيلية التي تستهدف القرى الحدودية الأمامية لما استطاع احصاءها نظرًا إلى كثرتها، مع ما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية، علمًا أن معظم أهاليها قد غادروها، ولم يبقَ فيها سوى العناصر الحزبية المقاتلة، الذين لا يزالون يقاتلون، وإن في المواقع الخلفية غير المتقدمة. فما تقوم به إسرائيل من تدمير ممنهج لهذه القرى يهدف بالتأكيد إلى إفراغها من المسلحين أولًا، ومن سكّانها ثانيًا، بحيث لا تعود العودة إليها ممكنة، خصوصًا أن الأراضي الزراعية لم تعد صالحة لحراثتها من جديد.

فمعظم أهالي الجنوب يعتمدون في معيشتهم على الزراعات الموسمية كشتول التبغ والزيتون. وقد لفت مشهد تفجير حيّ بكامله في بلدة ميس الجبل دفعة واحدة أنظار المراقبين الدوليين، الذين تصل إليهم تقارير أمنية يومية عن التطورات الميدانية. وما يخشاه هؤلاء المراقبون هو تحويل القرى الحدودية الأمامية على طول الخطّ الأزرق من الناقورة حتى مزارع شبعا أرضًا محروقة قد يصبح من المتعذّر على أهاليها العودة إليها قريبًا حتى ولو تمّ التوصّل إلى وقف للنار في المدى المنظور.
وفي رأي هؤلاء المراقبين أن هدف إسرائيل قد أصبح واضحًا، وهو جعل الحياة في هذه القرى مستحيلة أقله على بعد ما يقارب العشرة كيلومترات عمقًا، خصوصًا أنها استطاعت أن تدّمر التحصينات والأنفاق التي أقامها "حزب الله" في "قرى – الحافة" على مدى سنوات طويلة. وبذلك تكون تل أبيب قد ضمنت عدم قيام "المقاومة الإسلامية" بأي هجوم على المستوطنات الشمالية على غرار عملية "طوفان الأقصى التي قامت بها حركة "حماس" في 7 تشرين الأول من العام الماضي، مع علمها المسبق أن "حزب الله" بما لا يزال يمتلكه من صواريخ بعيدة المدى قادر على استهداف هذه المستوطنات حتى ولو تراجعت عناصره إلى شمال الليطاني. إلاّ أن هذا الأمر لا يشكّل بالنسبة إلى القيادة العسكرية في تل أبيب مشكلة حقيقية، لأن إعادة المستوطنين إلى الشمال الإسرائيلي تفرض، وفق النظرية العسكرية الإسرائيلية، أن يكون الجزء الجنوبي من لبنان المحاذي للخط الأزرق خاليًا من المسلحين وحتى من الأهالي. وهذا هو التفسير الوحيد لعملية التدمير المبرمج والممنهج لهذه القرى، وذلك بالتزامن مع قصف لا يقّل حدّة للقرى الخلفية، والتي لها رمزيتها التاريخية في وجدان أهالي جبل عامل كالنبطية وبنت جبيل وصور والقرى المحيطة بهذه المحاور الجنوبية، فضلًا عن استهداف مناطق بقاعية لها رمزيتها التاريخية أيضًا كبعلبك وقرى قضائها، وذلك بحجّة أن القرى المستهدفة تشكّل خزانًا بشريًا لـ "المقاومة" وفيها مخازن للسلاح المتوسط والثقيل.
ولا يستبعد هؤلاء المراقبون أن يكون هدف إسرائيل من وراء تهجير ما يقارب المليون وثلاثمئة شيعي من قراهم الجنوبية والبقاعية ومن الضاحية الجنوبية لبيروت إلى المناطق، التي لا تزال في منأى عن القصف اليومي في الجبل بكل أقضيته والشمال. ومن دون هذا التهجير لن تكتمل حلقات ما اصطُلح على تسميته "مؤامرة"، وذلك انطلاقًا من نظرية لبنانية قائمة على الأمثال الشعبية، والتي يقول إحداها "بعود تحبك وقرّب تسبّك".
ولكي لا يُفسّر أي كلام يمكن أن يُقال في مجال الواقع التهجيري على غير مقصده فإنه لا بد من المسارعة إلى التأكيد أن لا نيّة لأي طرف، سواء أكان مهجّرًا أو مستضيفًا، الانزلاق إلى ما يُخطّط له في الخارج من "تشجيع" على فتنة يبدي كثيرون خشيتهم من وقوعها على خلفية طبقية وليس طائفية كما يحلو للبعض تسميتها. لكن هذا الحرص الذي يبديه الجميع على السلم الأهلي لا يعني عدم وجود بعض المشاكل الفردية، التي تتمّ معالجتها سريعا سواء عن طريقة "تبويس اللحى" التي تقوم بها أحزاب مناطق الايواء أو الاستضافة، أو عبر الاستعانة بالجيش في حال لم تمشِ سياسة "إزرعها بدقني".  
فمهما طالت الحرب، وهي طويلة، ستنتهي في يوم من الأيام. ولكن على المعنيين البدء بالتفكير اليوم قبل الغد بما يمكن القيام به في اليوم التالي، وبالتحديد في ما يتعلق بعلاقة اللبنانيين بين بعضهم البعض. فالمطلوب من الجميع ترتيب الأولويات بدءًا بانتخاب رئيس للجمهورية وانتهاء بقرار الحرب والسلم وخطة الدفاع الاستراتيجية، فضلًا عن مناقشة كل "كبيرة" وكل "صغيرة" التي تجعل التقارب اللبناني – اللبناني مشوبًا بالحذر الدائم. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

«حسانا وردية» تكسر حاجز الـ 10 آلاف.. وخطط للتوسع في القرى

حققت حملة «حسانا وردية» للتوعية بسرطان الثدي، التي تنظمها جمعية مكافحة السرطان الخيرية بالأحساء، إنجازًا مجتمعيًا لافتًا، بتجاوز عدد المستفيدين من أنشطتها حاجز الـ10 آلاف شخص منذ انطلاقتها مطلع شهر أكتوبر الجاري، بالتزامن مع الشهر العالمي للتوعية بالمرض.
وأوضح المدير التنفيذي للجمعية الدكتور فؤاد الجغيمان أن هذا الرقم الكبير لا يعكس نجاح الحملة فحسب، بل يؤكد أيضًا حجم الوعي المجتمعي المتنامي، والحاجة الماسّة إلى مثل هذه المبادرات الصحية.
أخبار متعلقة «تفاؤل» تدشن حملة «حسانا وردية» لمواجهة سرطان الثدي بالأحساءعربة فحص متنقلة مجانية للكشف عن سرطان الثدي تجوب الشرقيةصور| "ابصر" يدشن حملة "ما يعرف عمر" للتوعية بسرطان الثديوأشار إلى أن الإقبال الواسع يمثل دليلًا ملموسًا على أن رسالة الكشف المبكر بدأت تجد صدى واسعًا لدى مختلف شرائح المجتمع في الأحساء.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «حسانا وردية» تكسر حاجز الـ 10 آلاف.. وخطط للتوسع في القرىمواجهة المرضواعتمدت الحملة على استراتيجية تواصل متنوعة ومبتكرة للوصول إلى هذا العدد الكبير من المستفيدين في فترة زمنية قصيرة؛ إذ لم تقتصر جهودها على المحاضرات التقليدية، بل امتدت لتشمل برامج تطبيقية وعملية، مثل ورش العمل المتخصصة لتعليم السيدات مهارات الفحص الذاتي، الذي يُعد خط الدفاع الأول في مواجهة المرض.
ونجحت الحملة في الخروج من الإطار الرسمي إلى فضاءات مجتمعية أكثر قربًا من الناس، حيث نظمت جلسات حوارية مفتوحة في الجامعات والمقاهي ومجالس الأسر، مما أتاح فرصة للتفاعل المباشر والإجابة عن استفسارات الحضور في بيئة مريحة وداعمة. وترافقت هذه الأنشطة الميدانية مع مبادرات رقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي لضمان وصول الرسالة التوعوية إلى أكبر شريحة ممكنة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } «حسانا وردية» تكسر حاجز الـ 10 آلاف.. وخطط للتوسع في القرى
وكشف الدكتور الجغيمان، عن رؤية مستقبلية طموحة تهدف إلى استدامة هذا الأثر الإيجابي وتوسيع نطاقه، مشيرًا إلى أن الخطط المستقبلية تتضمن التوسع الجغرافي للحملة لتشمل القرى والهجر البعيدة في المحافظة، لضمان وصول الخدمات التوعوية إلى المناطق الأقل حظًا.
وقال إن الجمعية تعمل على إنشاء منصة إلكترونية دائمة تكون بمثابة مرجع صحي موثوق، إلى جانب تطوير برامج توعوية مخصصة تراعي احتياجات مختلف الفئات العمرية.
وأكد أن هذا النجاح يمثل حافزًا قويًا لمواصلة العمل وتكثيف الجهود، مشيرًا إلى أن الهدف الأسمى للحملة هو تحويل ثقافة الكشف المبكر من مجرد وعي مؤقت إلى سلوك صحي راسخ وممارسة دائمة لدى كل سيدة، بما يسهم في رفع نسب الشفاء وحماية الأرواح.

مقالات مشابهة

  • «فلكي» يوضح أسباب الاختلاف في موعد دخول الوسم
  • معاريف: إسرائيل ترفض مشاركة تركيا بـالقوة الإقليمية التي ستدخل غزة
  • هاشم: الرسالة التي أرادت إسرائيل إيصالها وصلت
  • تحذير.. هؤلاء الأشخاص ممنوعون من تناول ماء الليمون.. هل أنت منهم؟
  • لماذا تخشى إسرائيل الإفراج عن الطبيبين أبو صفية والهمص؟
  • تجمع ابناء القرى الجنوبية الحدودية استنكر التعرض لمزرعاني
  • مغردون: لماذا تخشى إسرائيل الإفراج عن الطبيبين أبو صفية والهمص؟
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟
  • لماذا أرسلت واشنطن 200 عسكري إلى إسرائيل؟
  • «حسانا وردية» تكسر حاجز الـ 10 آلاف.. وخطط للتوسع في القرى