جهاز الأمن والمخابرات الحوثي.. هيكل معقد وأدوات قمعية لترسيخ السيطرة
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
كشف تقرير جديد، عن تفاصيل دقيقة وهيكلية منظمة لجهاز الأمن والمخابرات التابع لمليشيا الحوثي الارهابية المدعومة من إيران، الذي يُعد من أهم أدوات هذه الجماعة لترسيخ نفوذها وممارسة القمع بحق اليمنيين.
التقرير، الذي نشرته منصة "FraudWiki" المعنية بكشف الفساد والتضليل، ألقى الضوء على أسماء وأدوار رئيسية لبعض الشخصيات الفاعلة في الجهاز الأمني الحوثي، مستعرضًا علاقاتهم وأنشطتهم السرية، لا سيما في مجالات الاختطاف القسري والتعذيب وعمليات الاغتيال.
ويعكس هذا التقرير مدى تعقيد الهيكل الأمني الحوثي وتنوع أساليب القمع والترهيب التي يمارسها للحفاظ على سلطته. ويبين الدور المحوري لجهاز الأمن في تكريس السيطرة وإدارة النزاعات باستخدام القوة والعمليات السرية.
نشأة الجهاز وتطوره
تأسس جهاز الأمن والمخابرات الحوثي عام 2016، ليبقى نشاطه بعيدًا عن الأضواء حتى إعلان الحوثيين في 2019 عن دمج الأجهزة الأمنية الأخرى تحت سلطته، بهدف تعزيز قبضتهم على الأمن القومي. وقد سمح هذا الدمج بإنشاء هيكل قيادي مركزي يسهل اتخاذ قرارات فعّالة، وزيادة القدرات الرقابية والاستخباراتية، وتنفيذ عمليات معقدة لمراقبة وملاحقة المعارضين.
يؤكد التقرير أن الجهاز يعتمد على عدة أساليب في جمع المعلومات، منها مراقبة الاتصالات وتتبع الأفراد عبر تقنيات متقدمة وموارد بشرية محترفة، بحيث يُعد أي شخص يُشتبه في تهديده لنظام الحوثيين عرضة للمراقبة الدقيقة.
هيكل تنظيمي محكم
أشار التقرير إلى أن جهاز الأمن والمخابرات الحوثي يضم في هيكله تنظيمًا هرميًا، يهدف إلى ضمان السيطرة الفعّالة وتسهيل عمليات المراقبة الداخلية والخارجية. يرأس الجهاز القيادي عبدالحكيم هاشم علي الخيواني برتبة لواء، بينما يشغل عبدالقادر الشامي منصب نائب رئيس الجهاز منذ 2016، حيث تمت ترقيته علنياً مع تشكيل الجهاز في 2019. ويشارك في قيادة هذا الجهاز شخصيات رئيسية كأحمد حامد وعبدالسلام فليتة وآخرين ممن تربطهم ولاءات مباشرة لزعيم الميليشيا، ما يعزز قدرة الحوثيين على مراقبة التهديدات الأمنية وتنفيذ عمليات مؤثرة في الداخل والخارج.
الاختطافات وأدوات القمع
اتهم التقرير الحوثيين باستخدام أساليب الاختطاف والاحتجاز القسري كأدوات قمعية للقضاء على المعارضة وبثّ الخوف بين سكان المناطق الخاضعة لسيطرتهم. وقد استهدف الجهاز عدداً من الصحفيين والنشطاء وقادة المجتمع المدني، حيث تُعتبر حرية الصحافة والحق في الاحتجاج تهديدات مباشرة للميليشيا. وتكررت حالات الاختطاف خاصةً مع الصحفيين والنشطاء السلميين، في محاولات لإسكات الأصوات المستقلة والسيطرة على تدفق المعلومات.
كما يشير التقرير إلى استهداف الحوثيين لموظفي منظمات محلية ودولية تعمل في مناطقهم، بغرض إرهاب منظمات المجتمع المدني وفرض سيطرة مطلقة على سكان المناطق المحتلة.
تكتيكات القسر والاعترافات بالإكراه
يمارس جهاز الأمن الحوثي تكتيكات تهديدية متنوعة لمنع أي محاولات للمعارضة. ويُضاف إلى هذه الأساليب، استهداف عائلات المعارضين وتكثيف الاعتقالات التعسفية، فضلاً عن إجراء محاكمات استعراضية بعد انتزاع الاعترافات بالإكراه، كوسيلة لإضفاء طابع قانوني على إجراءاتهم القمعية.
ويعتمد الحوثيون على شبكة من المخبرين المنتشرين داخل المجتمعات المحلية، ما يزرع ثقافة الخوف وعدم الثقة بين السكان، ويعوق حرية التعبير.
شبكات التغطية والتهريب
أوضح التقرير أن جهاز الأمن الحوثي يدير شبكة من الشركات ذات الواجهات التجارية في قطاعات مشروعة مثل قطع الغيار والتجارة العامة، غير أن هذه الشركات تعمل كغطاء لأنشطة غير قانونية تشمل تهريب الأسلحة، مما يمكّن الميليشيا من توليد إيرادات لدعم أهدافها العسكرية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: جهاز الأمن والمخابرات
إقرأ أيضاً:
ابتكار جهاز جديد يقيس مستوى ترطيب الجسم لمنع الإصابة بضربات الشمس
في عالم متسارع في مجالات الابتكار والتطور الرقمي والتقني بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية، الأمر الذي غير الكثير من الممارسات الحياتية والأساليب اليومية للفرد في جميع الجوانب والمجالات، واليوم طور فريق بحث من جامعة تكساس الأمريكية جهاز استشعار جديد يمكنه تجنب مخاطر الإصابة بالجفاف، من خلال تنبيه مرتديه إلى حاجة أجسامهم إلى المزيد من الماء.
ويعمل الجهاز عن طريق قياس مستويات الترطيب داخل الجسم بشكل مستمر، ونقل تلك البيانات لاسلكيًا إلى الهاتف الذكي الخاص بمن يرتدي الجهاز، إذ يُعد جهاز الاستشعار القابل للارتداء طريقة بسيطة وفعالة لمراقبة مستويات الترطيب في الوقت الفعلي، مما يمكّن الأفراد من اتخاذ خطوات استباقية للبقاء بصحة جيدة وتقديم أفضل أداء لديهم.
وأوضح الباحث الرئيسى للدراسة من جامعة تكساس البروفيسور نانشو لو أن الجفاف يشكل تهديدًا صامتًا يؤثر في ملايين الأشخاص يوميًا، مبينًا أن المستشعر الذي يعتمد عليه الجهاز يستخدم طريقة تسمى المقاومة الحيوية، والتي ترسل تيارًا كهربائيًا صغيرًا وآمنًا عبر الجسم عبر أقطاب كهربائية موضوعة بشكل إستراتيجي، لإخبار الناس متى يشربون الماء لتجنب التعرض للجفاف ومضاعفاته التي قد تكون مميتة.
ويعتمد تدفق التيار على مدى ترطيب الأنسجة، إذ تسمح الأنسجة الرطبة للتيار بالمرور بسهولة، بينما تقاوم الأنسجة المجففة التدفق، كما أن مقاومة الذراع الحيوية ليست حساسة لتغيرات الترطيب فحسب، بل تتوافق أيضًا بشكل وثيق مع قياسات ترطيب الجسم بالكامل، مما يعني أن هذا المستشعر يمكن أن يكون بديلاً موثوقًا به لتتبع مستويات الترطيب، حتى أثناء الأنشطة اليومية مثل المشي أو العمل أو ممارسة الرياضة.
ولإثبات صحة الجهاز، أجرى فريق البحث تجارب متعددة، بما في ذلك دراسة الجفاف الناجم عن مدر البول وتجربة حقيقية لمدة 24 ساعة، إذ أُعطي المشاركون أدويةً لتحفيز فقدان السوائل، ثم رصدت مستويات ترطيبهم عبر الجهاز القابل للارتداء، ومقارنة بعينات البول.
وأظهر الجهاز ارتباطًا وثيقًا بين تغيرات المقاومة الحيوية للذراع، وفقدان الماء الكلي في الجسم، وأشار الباحثون إلى أن المستشعر الجديد قد يوفر بديلاً سهل الوصول إليه وقابلا للارتداء لطرق تتبع الترطيب التقليدية، مثل تحليل البول أو الدم، والتي تعتبر جراحية وتستغرق وقتاً طويلاً وغير عملية.
ومن المعروف أن الترطيب ضروري لتنظيم درجة حرارة الجسم، والحفاظ على وظائف الأعضاء ودعم عديد من العمليات الحيوية الأخرى، وحتى الجفاف البسيط يمكن أن يؤثر في التركيز والأداء، في حين أن الجفاف الشديد قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ضربة الشمس وحصى الكلى ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
إلى جانب الاستخدام اليومي، يعتقد الباحثون أن هذه التقنية قد تُفيد المرضى الذين يعانون من الجفاف المزمن، وأمراض الكلى، وأمراض القلب، كما يُمكن للرياضيين استخدام هذه التقنية للحفاظ على سلامتهم وأدائهم الأمثل، خاصةً في الطقس الحار.