كاسبرسكي تُحدّث منصتها لمكافحة الهجمات الموجهة والتهديدات المتقدمة المستمرة
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
مع تزايد تعرض القطاعات للتهديدات المعقدة، والتهديدات المتقدمة المستمرة (APTs)، والهجمات الموجهة، قامت كاسبرسكي بتحديث منصتها المضادة للهجمات الموجهة، (KATA)، توفر المنصة المحدثة للعملاء وظيفة الاكتشاف والاستجابة للشبكة (NDR) وتتيح دعماً أكثر مرونةً لترخيص الاشتراك لمزودي الخدمات الأمنية المدارة (MSSP).
تواجه القطاعات سيلاً لا يتوقف من التهديدات المعقدة، والتهديدات المتقدمة المستمرة، والهجمات الموجهة، وتشير دراسة حديثة أجرتها كاسبرسكي، إلى أن 77% من الشركات قد شهدت حادثاً سيبرانياً واحداً على الأقل خلال العامين الماضيين، بينما أفادت أكثر من نصف الشركات بأن هذه الحوادث كانت خطيرة.
وبدون توفير حمايةً استباقيةً ضد هذا الهجوم، تترك الشركات نفسها عرضةً لعواقب وخيمة ومكلفة للغاية، لذا، يلعب الاكتشاف والاستجابة السريعان دوراً رئيسياً في حماية هذه الشركات. وتستمر كاسبرسكي بالعمل على تطوير منتجاتها لضمان حصول عملائها على أفضل مستوى من الأمن السيبراني.
تجمع منصة كاسبرسكي المضادة للهجمات الموجهة بين اكتشاف التهديدات المتقدمة على مستوى الشبكة وقدرات الاكتشاف والاستجابة للنقاط الطرفية، بينما توفر لمتخصصي أمن تكنولوجيا المعلومات جميع الأدوات اللازمة للتعامل مع اكتشاف التهديدات الخارقة متعددة الأبعاد، وتطبيق التقنيات المتطورة، وإجراء تحقيقات فعالة، واصطياد التهديدات بشكل استباقي، وتقديم استجابة سريعة ومركزية.
يمكن الإصدار الجديد من منصة كاسبرسكي المضادة للهجمات الموجهة للعملاء من تفعيل ميزات وظيفة الاكتشاف والاستجابة للشبكة، والتي تركز على المراقبة في الوقت الفعلي واكتشاف التهديدات داخل الشبكة. وبفضل القدرة الجديدة للتعرف بواسطة بروتوكول أمن طبقة النقل (TLS)، يمكن للعملاء الآن تحليل حركة المرور الداخلية والخارجية دون فك تشفيرها، ويساعد هذا الأسلوب على اكتشاف وتحييد التهديدات الأمنية وتصنيف أنواع مختلفة من العملاء والخوادم، علاوة على ذلك، ستكون الميزات الإضافية المحسنة لوظيفة الاكتشاف والاستجابة للشبكة متاحةً خلال النصف الأول من عام 2025.
كما ستوفر المنصة المحدثة دعماً أكثر مرونةً للترخيص القائم على الاشتراك لشركاء خدمات مزودي الخدمات الأمنية المدارة، وستمكنهم من تنشيط وتجديد تراخيص السعة تلقائياً عبر أكواد التنشيط.
قال تيموفي تيتكوف، رئيس خط منتجات أمن الشبكات والسحابة لدى كاسبرسكي: «تتطلب الشركات حلول أمن سيبراني شاملةً ومرنةً، ولذلك نعمل دائماً على تحسين منتجاتنا، وجعلها أكثر فعاليةً وموثوقيةً لعملائنا، ومع الإصدار الجديد لمنصة كاسبرسكي المضادة للهجمات الموجهة قمنا بتعزيز قدرات الكشف والاستجابة ضد تهديدات الشبكة، وتوفير دعم ترخيص مبسط للاشتراك لشركاء خدمات مزودي الخدمات الأمنية المدارة، مما يسهل ويسرع عمليات الإدارة.»
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التهدیدات المتقدمة
إقرأ أيضاً:
كيف حوَّلت الدول المتقدمة المخلفات إلى ثروة؟
عباس المسكري
في عالمٍ باتت فيه التحديات البيئية تتعاظم يومًا بعد يوم، لم تعد النفايات تُعدّ مجرد مخلفات تُلقى جانبًا أو تُوارى في باطن الأرض، بل تحوّلت في بعض الدول إلى مورد اقتصادي ثمين، يُستثمر بذكاء ويُدار باحتراف، وفي طليعة هذه الدول، تقف الدول المتقدمة شاهدةً على نجاح تجربة فريدة، تمزج بين الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي المجتمعي، وتفتح بابًا واسعًا للاستثمار الأخضر.
ففي مراكز التسوق الكبرى هناك، لا يقتصر الأمر على عرض البضائع وتنظيم المتاجر، بل تمتد المسؤولية لتشمل البيئة نفسها، وتُوضع في هذه المراكز مكائن ذكية صُممت خصيصًا لجمع المخلفات، وقد تم تخصيصها بعناية لاستقبال الزجاجات البلاستيكية، والعلب المعدنية، ومخلفات الكرتون، وهذه الآلات التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة في فكرتها، تُعدّ ثمرة تفكير مستقبلي يربط التكنولوجيا بالسلوك الإنساني، ويمنح كل شخص فرصة لأن يكون شريكًا في إنقاذ البيئة، دون أن يُكلفه ذلك جهدًا يُذكر.
يقوم الفرد بوضع مخلفاته المفروزة داخل الآلة، لتقوم الأخيرة بفرزها ووزنها وإصدار وصل إلكتروني أو ورقي يحمل قيمة رمزية، تُحسب بناءً على كمية المخلفات المدخلة ونوعها. اللافت أن هذا الوصل ليس مجرد مكافأة شكلية، بل يمكن استبداله مباشرة بمنتجات من نفس المركز التجاري، أو استخدامه كرصيد مالي مخفّض، ما يجعل من إعادة التدوير تجربة مفيدة على المستويين الشخصي والعام.
لقد أثبتت هذه المبادرة جدواها الفعلية، ليس فقط من حيث تقليص حجم النفايات العشوائية أو رفع نسب التدوير، بل في ترسيخ ثقافة جديدة تقوم على الشراكة البيئية بين المواطن والمؤسسة. فالأفراد باتوا أكثر وعيًا بقيمة ما يلقونه في سلة المهملات، والشركات الخاصة التي استثمرت في هذه المكائن وجدت في هذه المنظومة فرصة لجمع مواد أولية قابلة للبيع، وبناء صورة مجتمعية إيجابية تُعزّز من حضورها كمؤسسات مسؤولة.
ومن اللافت أن هذه التجربة، رغم بساطتها الظاهرة، تعتمد على رؤية اقتصادية دقيقة، فهي لا تكتفي بتحقيق الربح المادي من المواد المعاد تدويرها، بل تُسهم في تخفيف الضغط على البلديات، وتقليل استخدام المواد الخام، وتوفير الطاقة، وكل ذلك يصب في خانة التنمية المستدامة التي تسعى إليها معظم دول العالم اليوم.
وفي ظل هذا النموذج المتكامل، تبرز تساؤلات مشروعة، لماذا لا نبدأ بتطبيق مثل هذه المبادرات في مدننا؟ ألا نملك الموارد والبنية التحتية والمراكز التجارية الكبرى؟ أليست الشركات المحلية قادرة على المساهمة في هذا التغيير الحضاري الذي لا يخدم البيئة فحسب، بل يعزز قيمة المسؤولية المجتمعية لديها؟
إن الخطوة الأولى قد لا تكون سهلة، لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة، فحين تتحوّل المخلفات إلى قيمة، ويتحوّل السلوك اليومي البسيط إلى فعل بيئي راقٍ، نكون قد بدأنا بالفعل في إعادة تشكيل علاقتنا مع هذا الكوكب. وبين ركام النفايات، قد يختبئ ذهبٌ لا يُقدّر بثمن، ينتظر فقط من يمدّ يده إليه بفكرٍ واعٍ ونية خالصة.
ومن هنا، فإن الأمل معقود على الجهات المختصة في السلطنة، للنظر بعين الجدّ إلى مثل هذه النماذج العالمية التي أثبتت نجاحها، وتبنّيها بفكر وطني خالص، يُراعي خصوصية المجتمع ويستثمر في وعيه المتزايد بالقضايا البيئية ، بل إن من الجدير التفكير في تأسيس شركة مساهمة عامة تُعنى بإدارة تدوير المخلفات بشكل مبتكر، يكون لها فروع في مختلف محافظات السلطنة، وتتولى مسؤولية بناء منظومة تدوير حديثة ترتكز على التكنولوجيا والتحفيز المجتمعي، وتشرك القطاعين العام والخاص في تحقيق بيئة أكثر نقاءً، واقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة ، إننا بحاجة اليوم إلى مبادرات لا تنتظر التغيير، بل تصنعه.