كشفت  دار الإفتاء المصرية، خلال موقعها الرسمي عن حكم الحلف على المصحف الشريف، حيث ورد سؤال من سائل يقول إنه حلف يمينًا على كتاب الله الكريم بأنه لن يصلح زوجة ابنه في أي يوم إذا غضبت أو ذهبت إلى بيت أبيها، وكان قصده من هذا اليمين أنه لن يقوم بمحاولة إصلاح العلاقة من جهة والدها نظرًا للمشكلات التي حدثت بينهما قبل الزواج وبعده.

 

وأضاف السائل أنه قام بالفعل بمحاولة الإصلاح نظرًا لعدم وجود ابنه في مصر، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى حل بينه وبين والد الزوجة، وسأل عن الحكم الشرعي لهذا اليمين.

وأوضحت دار الإفتاء أن الحلف على كتاب الله الكريم يُعتبر يمينًا بالله تعالى، وأن الناس اعتادوا الحلف به. 

كيفية أداء سنة الجمعة وعدد ركعاتها.. الإفتاء توضح هل تسقط قوامة الرجل حين تنفق الزوجة .. داعية يحسم الجدل

وأشارت إلى أن ألفاظ الأيمان يُراعى فيها العرف العام، حيث يُعد الحلف بالمصحف يمينًا منعقدة يجب الالتزام بها، وعلى من حنث فيها كفارة يمين، استنادًا إلى قول الله تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ}.

دار الإفتاء أضافت أن كفارة اليمين، وفقًا لما ورد في القرآن، هي إطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم المسلم عائلته، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة، وإذا لم يتمكن الشخص من ذلك فعليه صيام ثلاثة أيام.

وأشارت إلى أنه بما أن السائل قام بالفعل بمحاولة إصلاح زوجة ابنه من والدها، فإنه بذلك يكون قد فعل المحلوف عليه وحنث في يمينه، وعليه في هذه الحالة كفارة يمين حسب ما ذُكر في القرآن.

وأضافت الفتوى أن الكفارة تكون واجبة بالإجماع بين الأئمة الأربعة: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد، حيث قالوا إن من حلف على المصحف يُعتبر يمينه منعقدًا ويجب عليه الكفارة إذا خالفه، وذلك بحسب العرف المتداول بين الناس.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء كفارة اليمين

إقرأ أيضاً:

حكم الجمع بين طواف الإفاضة والوداع.. دار الإفتاء تجيب

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الجمهور يرون أن طواف الوداع واجب، وقال المالكية وداود وابن المنذر وهو قولٌ للشافعي وقول للإمام أحمد رضي الله عنهما: إنه سنة؛ لأنه خُفِّفَ عن الحائض.

الجمع بين طواف الإفاضة والوداع

وأوضحت دار الإفتاء في فتوى لها، أنه قد أجاز المالكية والحنابلة الجمعَ بين طوافي الإفاضة والوداع في طواف واحد بناءً على أن المقصود هو أن يكون آخرُ عهدِ الحاج هو الطوافَ بالبيت الحرام، وهذا حاصل بطواف الإفاضة، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أُمِرَ الناسُ أن يكون آخرُ عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفِّفَ عن الحائض(35).

هل فضل العشر من ذي الحجة في النهار فقط ؟كلمتان تَمَسَّك بهما في العشر من ذي الحجة لتتعرض لنفحات الله

قال الإمام مالك كما في "المدونة الكبرى": [بلغني أن بعض أصحاب النبي عليه السلام كانوا يأتون مراهقين -أي ضاق بهم وقت الوقوف بعرفة عن إدراك الطواف قبله- فينفذون لحجهم ولا يطوفون ولا يسعون، ثم يقدمون منى ولا يفيضون من منى إلى آخر أيام التشريق، فيأتون فينيخون بإبلهم عند باب المسجد ويدخلون فيطوفون بالبيت ويسعون ثم ينصرفون، فيجزئهم طوافهم ذلك لدخولهم مكة ولإفاضتهم ولوداعهم البيت] اهـ(36).

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني": [فيه روايتان، إحداهما: يجزئه عن طواف الوداع؛ لأنه أُمِرَ أن يكون آخر عهدِه بالبيت, وقد فعل، ولأن ما شُرِعَ لتحية المسجد أجزأ عنه الواجب من جنسه؛ كتحية المسجد بركعتين تجزئ عنهما المكتوبة] اهـ(38).

طواف الإفاضة والوداع

وقال العلامة المرداوي الحنبلي في "الإنصاف": [قوله: (ومَن أخَّر طواف الزيارة فطافه عند الخروج: أجزأ عن طواف الوداع)، هذا المذهبُ، وعليه الأصحابُ، وقاله الخرقي في "شرح المختصر", وصاحب "المغني" في كتاب الصلاة قاله في القواعد. وعنه: لا يجزيه عنه فيطوف له، وأطلقهما في "المغني"] اهـ(39).

وتابعت دار الإفتاء: وحينئذٍ فلا مانع شرعًا من الأخذ بقول المالكية ومن وافقهم في استحباب طواف الوداع وعدم وجوبه، وكذلك القول بإجزاء طواف الإفاضة عن الوداع عندهم وعند الحنابلة، حتى ولو سعى الحاج بعده؛ لأن السعي لا يقطع التوديع.

قال العلامة الدسوقي المالكي في "حاشيته" على "الشرح الكبير" للإمام أبي البركات الدردير: [ولا يكون سعيه لها طولًا حيث لم يُقِمْ عندها إقامةً تقطع حكم التوديع] اهـ(40).

واستُدِلَّ لذلك بحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها في "الصحيحين" وغيرهما قالت: خرجنا مُهِلِّينَ بالحج في أشهر الحج... حتى نفرنا مِن مِنًى ونزلنا المحصب، فدعا عبد الرحمن فقال: «اخْرُجْ بِأُخْتِكَ الْحَرَمَ فَلْتُهِلَّ بِعُمْرَةٍ، ثُمَّ افْرُغَا مِنْ طَوَافِكُمَا أَنْتَظِرْكُمَا هَاهُنَا». زاد مسلم في روايته: قالت: فخرجنا فأهلَلْتُ، ثم طُفْتُ بالبيت وبالصفا والمروة، فجئنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «فَرَغْتُمَا»؟ قلت: نعم، فنادى بالرحيل في أصحابه، فارتحل الناس.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري": [ويستفاد من قصة عائشة رضي الله عنها أن السعي إذا وقع بعد طواف الركن -إن قلنا إن طواف الركن يغني عن طواف الوداع- أن تخلُّل السعي بين الطواف والخروج لا يقطع إجزاء الطواف المذكور عن الركن والوداع معًا] اهـ(41).

وبناءً على ذلك: فإن تأخير طواف الإفاضة إلى آخر مكث الحاج بمكة ليُغنِيَ عن طواف الوداع جائزٌ شرعًا، ولا يضر ذلك أداءُ السعي بعده.

طباعة شارك الجمع بين طواف الإفاضة والوداع الطواف طواف الإفاضة طواف الوداع

مقالات مشابهة

  • كيف توزع الأضحية.. وهل الأحشاء والرأس توزع ؟.. الإفتاء تجيب
  • ما هو الأفضل في الأضحية من أنواع الأنعام؟.. الإفتاء تجيب
  • الإفتاء توضح فضل قيام الليل في العشر الأوائل من ذي الحجة
  • هل صيام يوم عرفة سنة أم فرض؟.. الإفتاء توضح
  • هل تجوز صلاة عيد الأضحى قضاء لمن فاتته؟.. الإفتاء توضح الحكم
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم الجمع بين طواف الإفاضة والوداع.. دار الإفتاء تجيب
  • حكم الإفطار يوم عرفة وهل له كفارة؟ .. دار الإفتاء توضح
  • نصائح تساعدك على الخشوع في الصلاة.. الإفتاء توضحها
  • أول يمين دستورية لرئيس وزراء سوداني منذ سنوات.. هل ينجح إدريس؟