من المسؤول يا "حماية المستهلك"؟!
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
سارة البريكية
نعيش في هذه الأرض الطيبة وننهل من خيرات هذا البلد المعطاء ونشعر بالفخر والانتماء لوطننا الغالي، نشكر الله كثيرًا على هذه النعم التي أنعمها علينا وهذه الخيرات التي حباها بلادنا؛ إذ إننا في بلد استثنائي نعيش حالة من الأمن والأمان قد نكون محسودين عليها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن أهل عمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك".
نعم نحن لا نرضى بأن نظلم العباد ولا نرضى أن نُظلَم، فنحن من أهل عمان الغر الميامين الشامخين أحفاد مازن بن غضوبة والصلت بن مالك الخروصي، ونحن إن وقفنا في أمر ما كُنا الحلقة الأقوى، وأدرنا النقاش وعمَّ السلام.
إننا شعب نقي لا نفكر بسلبية ونؤمن بأن المؤمنين إخوة ولا نعلم ما يكنه الطرف الآخر لنا وما يحيكه من دسائس ومؤامرات وما يضمره من شر وحقد وتلاعب وافتراء وإخفاء للحقيقة من أجل مصلحته الشخصية لا من أجل المصلحة العامة، ومن كان مثل هذا النوع يجب معاقبته عاجلًا غير آجلٍ وفق القانون، فما جزاء من يُصر على الكذب والتزوير والخداع إلّا العقاب؟!
وأودُ هنا أن أتحدث عن بعض معارض السيارات المستعملة التي تشترط أن يتم دفع عربون أو مبلغ شراء السيارة قبل تجربتها، بينما لا يتحلى هذا التاجر بالمصداقية، حيث يدعي أن ما يعرضه في حالة ممتازة، ويتعمد خداع الزبون وتضليل المشتري بحقائق عن السيارة المعروضة للبيع، لكن المشتري وبعد أن يقع الفأس بالرأس يكتشف الزيف الذي تعرض له.
هذا ماحدث الأسبوع الماضي، عندما ذهبت صديقتي لشراء سيارة مُستعملة تفي بالغرض وتفي باحتياجياتها اليومية، فقد دفعت المبلغ بعد أن استلمت السيارة التي كان من شروط العقد أن لا تتحرك إلا بعد أن تدفع، وبعد الدفع استقلت صديقتي سيارتها المستعملة والتي كانت تراها في حالة جيدة ومن حديث صاحب المعرض ومدحه للسيارة وأن السيارة "ما عليها كلام" وووو...!
عندما استقلت صديقتي تلك السيارة وفي أول وهلة سمعت أصواتًا غريبة كهدير الرعد، وتارة كنهيق الحمار الذي ينهق من تلقاء نفسه رفعت سماعة هاتفها وتواصلت مع مالك المعرض ليرد عليها بنبرة سخيفة: "غيري إطارات السيارة.. ربما هذه الأصوات بسبب الوقفة الطويلة". ذهبت صديقتي لمنزلها وفي الصباح الباكر وغيرت الإطارات لتكلف نفسها ما ليس باستطاعتها، وهي التي أنفقت أموالها على تلك السيارة. وبعد تبديل الإطارات عادت الأصوات وكأن شيئًا لم يتبدل، تواصل أهلها مع المعرض حتى يتم استرجاع مبلغ السيارة وردها لهم، ليرد عليهم صاحب المعرض بلهجة ساخرة إنه تصرف بالمبلغ وإنكم إن أردتم تبديلها ادفعوا الفارق! هنا وجدت صديقتي نفسها في صدمة وفي حال يرثى له.
السيارة التي أرادت أن تغنيها عن الآخرين كانت لها شرًا، وأنها عندما أرادت الوثوق بما يُعرض لم تنجح في تقديراتها للموقف، وأن هناك لصوص ومرتزقة يعملون خلف هذه المعارض يتكتمون على الواقع، ويخفون الحقائق لمصالحهم الشخصية، ويتعمدون إلحاق الظلم بالمشتري بطريقة لا يمكن للعقل تصديقها.
صديقتي ذهبت إلى هيئة حماية المستهلك لتقديم شكوى، فكانت النتيجة أن طلبوا منها الذهاب إلى المحكمة!!
أين حقوق المشتري؟ ولماذا لا تتدخل الهيئة مباشرة قبل المحكمة وغيرها من الإجراءات؟
رسالة لمن يهمه الأمر..
نناشد بقوة بضرورة تعديل لوائح واشتراطات بيع وشراء السيارات المستعملة؛ إذ لا يعقل عدم السماح للمشتري أن يحرك السيارة إلا بعد شرائها.
ونطالب بمُعاقبة كل من تسول له تزييف الحقائق والكذب على الناس وأخذ أموالهم بالباطل.
عرفت صديقتي فيما بعد بعد أن فحصت السيارة أن هذه السيارة تعرضت لحادث، لكن تم سمكرتها وإصلاحها، بينما البائع تعمد ممارسة التضليل وتزييف الحقائق، لأنه نفى وقوع أي حادث لها، كما لم يسمح لها بإجراء فحص ما قبل الشراء.
وأخيرًا.. أقول لصاحب المعرض: كيف لك أن تنام قرير العين وأنت تعلم في أعماق نفسك أنك تمارس الظلم والجور وتستحل أموال النَّاس بالباطل؟! الظلم ظلمات يوم القيامة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سبب تآكل شمعات الاحتراق في السيارة.. أشياء لا تعرفها
تعتبر شمعات الإشعال (البواجي) عنصرًا حيويًا في محرك السيارة، حيث تولد الشرارة اللازمة لإحداث عملية الاحتراق داخل الأسطوانات، وأي تلف أو تآكل فيها يؤثر بشكل مباشر على أداء المحرك وكفاءة استهلاك الوقود.
وينتج تآكل هذه الشمعات عن مجموعة من العوامل، بعضها مرتبط بالعمر الافتراضي والبعض الآخر يتعلق بظروف التشغيل وحالة المحرك العامة.
تآكل شمعات الإشعال طبيعي وإهمال الصيانة الدوريةتتعرض أقطاب شمعات الإشعال للتآكل الطبيعي بمرور الوقت بسبب درجات الحرارة العالية والشرارة الكهربائية المستمرة، مما يؤدي إلى اتساع المسافة بين القطبين وضعف كفاءة الشرارة.
ولتجنب ذلك، يجب الالتزام بالصيانة الدورية وتغيير الشمعات ضمن العمر الافتراضي الموصى به من قبل الشركة المصنعة، والذي يختلف حسب نوع الشمعة (نحاس، بلاتينيوم، إيريديوم)، وعادةً ما يتراوح بين 20,000 إلى 120,000 كيلومتر.
ويؤدي إهمال التغيير إلى ضعف في العزم وصعوبة في تشغيل المحرك.
مشاكل الاحتراق ونوعية الوقودتؤدي نوعية الوقود الرديئة، أو اختلال خليط الوقود والهواء داخل غرفة الاحتراق (سواء كان الخليط غنيًا بالوقود أو فقيرًا)، إلى احتراق غير كامل.
هذا الاحتراق غير الكامل سبب تراكم الكربون والرواسب على أقطاب الشمعات، مما يغطيها ويمنع انتقال الشرارة بكفاءة.
كما قد ينتج التراكم الكربوني عن وجود فلتر هواء متسخ أو اتساخ في حاقنات الوقود (البخاخات)، مما يقلل من عمر الشمعة الافتراضي.
وتعد الحرارة المرتفعة من أشد الأسباب تأثيرًا على تآكل الشمعات، يمكن أن يحدث هذا بسبب خلل في نظام التبريد أو توقيت إشعال غير صحيح (سبق الإشعال)، مما يرفع حرارة غرفة الاحتراق ويسبب انصهار أطراف الأقطاب واتساع الفجوة بينها.
علاوة على ذلك، يُعد تسرب الزيت إلى الأسطوانات من العوامل المدمرة، حيث يغطي الزيت الشمعات بالرواسب، ويدل هذا غالبًا على وجود مشكلة ميكانيكية في حلقات المكبس (الشنابر) أو أدلة الصمامات.