البطولة: الجيش الملكي يرتقي إلى الوصافة عقب الانتصار على الشباب الرياضي السالمي بثلاثية
تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT
ارتقى الجيش الملكي إلى الوصافة، عقب الانتصار بثلاثية نظيفة على الشباب الرياضي السالمي، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم السبت، على أرضية الملعب البلدي لبرشيد، لحساب الجولة 12 من البطولة الاحترافية في قسمها الأول.
وبدأ الفريق العسكري المباراة في جولتها الأولى بدون مقدمات، بعدما تمكن من افتتاح التهديف منذ الدقيقة السادسة عن طريق اللاعب جويل بيا، واضعا فريقه في المقدمة، ومبعثرا أوراق رضوان الحيمر ولاعبيه، الذين كانوا يودون التقدم أولا في النتيجة، ومن تم محاولة الحفاظ عليه، لكسب النقاط الثلاث، التي ستمكنه من الارتقاء إلى الرتب الست الأولى.
وحاول الشباب الرياضي السالمي الوصول إلى شباك مهدي بنعبيد بشتى الطرق الممكنة، من خلال المحاولات التي أتيحت له، بغية إحراز التعادل، للخروج بأقل الأضرار بكسب نقطة، عوض خسارة النقاط الثلاث كاملة، إلا أن الفشل كان العنوان الأبرز لكل الفرص، نتيجة قلة تركيز اللاعبين في إنهاء الهجمات بعد الوصول لمربع العمليات، في الوقت الذي لم يتمكن الجيش الملكي من إضافة الهدف الثاني، ما جعل الجولة الأولى تنتهي بتقدم العساكر بهدف نظيف على رفاق محمد الخلوي.
وتبادل الجيش الملكي والشباب الرياضي السالمي الهجمات خلال أطوار الجولة الثانية، بحثا عن الهدف الأول الذي استعصى على أبناء رضوان الحيمر في الشوط الأول، والثاني من قبل الفريق العسكري، حيث حاولا معا الوصول إلى شباك بعضهما البعض، إلا أن تواصل تألق بنعبيد والعلوش في التصديات، حال دون تحقيق المبتغى.
وكاد الشباب الرياضي السالمي أن يعدل النتيجة مع منتصف الشوط الثاني، لولا العارضة التي نابت عن الحارس هشام العلوش في التصدي، في الوقت الذي واصل الجيش الملكي مناوراته، إلى أن تمكن من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 78 عن طريق اللاعب يوسف الفحلي، مقربا فريقه من كسب النقاط الثلاث، ومعقدا من مأمورية السوالم، الذي أصبح مطالبا بتقليص الفارق، ومن تم البحث عن التعادل.
واستمرت الأمور على ماهي عليه فيما تبقى من دقائق، هجمة هنا وهناك، بغية تقليص الفارق من قبل الشباب الرياضي السالمي، دون أن يتمكن من تحقيق مبتغاه، في ظل قلة تركيز لاعبيه في اللمسة الأخيرة، سواء أثناء التسديد أو التمرير، ناهيك عن التصديات الجيدة للحارس مهدي بنعبيد، ومن أجل إضافة الهدف الثالث من طرف الجيش الملكي، وهو ما تمكن منه في الدقيقة 88 عن طريق اللاعب يوسف الفحلي، مسجلا هدفه الشخصي الثاني في اللقاء، ومنهيا المباراة بانتصار فريقه بثلاثية نظيفة.
ورفع الجيش الملكي رصيده إلى 20 نقطة في وصافة البطولة الاحترافية، على بعد ست نقاط من المتصدر نهضة بركان، المنقوص من مباراة، سيلعبها غدا الأحد، أمام الدفاع الحسني الجديدي، فيما تجمد رصيد الشباب الرياضي السالمي عند النقطة 14 في المركز 11، متساويا في عدد النقاط مع أولمبيك آسفي المتواجد في الرتبة 12، واتحاد طنجة العاشر، والرجاء الرياضي التاسع، علما أن الترتيب يبقى مؤقتا، إلى حين إجراء جميع المباريات.
كلمات دلالية البطولة الاحترافية الجيش الملكي الشباب الرياضي السالميالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: البطولة الاحترافية الجيش الملكي الشباب الرياضي السالمي الشباب الریاضی السالمی الجیش الملکی
إقرأ أيضاً:
الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
يمانيون | تحليل
تمرّ الإمبراطورية الأمريكية اليوم بلحظة فارقة في تاريخها، لحظة لا تُخطئها أعين المراقبين ولا تقديرات الاستراتيجيات الجيوسياسية في العالم.
فمنذ عقود، فرضت الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة على النظام العالمي، عبر سطوتها العسكرية والاقتصادية، فمارست الاحتلال المباشر تارة، والوصاية السياسية والنهب الاقتصادي تارة أخرى، وكانت البحر الأحمر مجرد ساحة عبور لتلك الإمبراطورية في مشاريعها نحو الهيمنة العالمية.
لكنّ معركة البحر الأحمر الأخيرة جاءت لتقلب هذه المعادلات، وتعلن بداية مرحلة جديدة لا يقرر فيها الكبار وحدهم مصير الملاحة الدولية، بل أصبح للشعوب المستضعفة – بفضل صمودها وتطور إمكانياتها الدفاعية – القدرة على فرض الوقائع الجديدة، وكسر إرادة الطغيان العالمي.
اليمن… مفاجأة التاريخ
حين دخلت القوات المسلحة اليمنية ساحة البحر الأحمر، لم تدخلها كدولة نامية محاصرة، بل كممثّل عن قضية عادلة، وموقف أخلاقي، وإرادة سياسية لا تلين.
استخدمت اليمن أدواتها العسكرية بمهارة، وأعلنت – بلغة القوة – أن الممرات البحرية لم تعد خطوطاً أمريكية حمراء، وأن مصالح الاحتلال الصهيوني ليست محصّنة، بل أصبحت تحت طائلة النار والموقف.
إن هذه المواجهة، رغم محدودية الوسائل مقارنةً بالإمكانات الأمريكية الضخمة، كشفت هشاشة الردع الأمريكي في مواجهة الإرادة الراسخة.
فكم من حاملات طائرات عبرت تلك المياه دون منازع، قبل أن تواجه اليوم طوفاناً من المسيّرات والصواريخ اليمنية الذكية التي تجاوزت الحواجز التقليدية للتفوق التكنولوجي.
تحوّل دولي في المواقف
الرسالة التي وصلت إلى عواصم العالم لم تكن عسكرية فقط، بل كانت سياسية وأخلاقية واستراتيجية. مفادها: أن الهيبة الأمريكية ليست قدراً لا يُقاوم، وأن مشاريع التسلط يمكن أن تُكسَر.
ولعل أبرز مظاهر هذا التحول، الصمت المريب – أو التراجع الخجول – من بعض حلفاء أمريكا في حلف الناتو، الذين باتوا يرون في استمرار التورط في الحروب الأمريكية عبئاً لا يطاق، وسبباً مباشراً في اهتزاز أمنهم الداخلي واستنزاف مقدّراتهم الاقتصادية.
كما بدأت شعوب أخرى تطرح تساؤلات كانت تعتبر من المحرمات: لماذا نخضع لقرارات أمريكية لا تأخذ مصالحنا بعين الاعتبار؟ لماذا نمضي خلف سياسات عدوانية تعود علينا بالخراب؟ واليمن قدم الجواب: يمكن المقاومة، ويمكن الانتصار.
البحر الأحمر… ميدان كسر الهيمنة
لقد شكّلت المعركة البحرية في البحر الأحمر والعربي ليس فقط تطوراً عسكرياً، بل لحظة مفصلية في ميزان الردع العالمي.. لم تعد قواعد الاشتباك تُدار من غرفة عمليات أمريكية أو قواعدها العائمة في البحار، بل أصبح للميدان صوت آخر، وصورة أخرى، وشعوب أخرى.
أثبتت اليمن أن التحكم بممرات الطاقة والتجارة العالمية لم يعد امتيازاً للغرب، وأن القوة لم تعد حكراً على من يمتلك التكنولوجيا، بل على من يمتلك الحق والإرادة والشجاعة السياسية لاتخاذ القرار.
بداية أفول الهيمنة الأمريكية
هزيمة أمريكا في البحر الأحمر – حتى وإن لم تعلنها واشنطن صراحة – تمثل كسرًا رمزيًا واستراتيجيًا للهيبة التي بنتها على مدى عقود، وهي بداية تحول عالمي أعمق، يتمثل في تراجع دور القطب الأوحد، وصعود قوى جديدة تفرض توازنًا في الإرادات والمعادلات.
لم يكن التراجع الأمريكي في أفغانستان، ولا التخبط في العراق، ولا التخلي عن أوكرانيا، ولا الانقسامات داخل حلف الناتو، إلا مؤشرات على دخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الشيخوخة السياسية والاستراتيجية، تلك التي تحدث عنها ابن خلدون في نظريته عن أعمار الدول.
والآن، ها هو البحر الأحمر – بسواحله اليمنية – يعلن صراحةً أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الأمريكي يوشك على الأفول، وأن إرادة الشعوب حين تقترن بالقوة والموقف المبدئي، قادرة على إعادة صياغة الجغرافيا السياسية… من عمق البحر، إلى عرش الإمبراطورية.