مع إطلاق سلسلة "Galaxy S24"، تمكنت سامسونج من تحقيق نقلة نوعية في معايير الأمان للأجهزة المحمولة، من خلال تقديم دعم أمني يمتد حتى سبع سنوات. وقد مثّل هذا الإعلان خطوة جريئة، حيث تعتبر هذه المدة من بين أطول فترات الدعم الأمني التي تقدمها شركة مصنّعة للهواتف الذكية، مما يتيح للمستخدمين الاستمتاع بهواتفهم واستخدامها بأمان لفترة أطول.

ارتفاع التكلفة العالمية للجرائم الالكترونية إلى 9.2 تريليون جنيه:


وفي عصر زادت فيه أهمية وكثافة الاتصالات، أصبحت التهديدات الإلكترونية أكثر شيوعًا وخطورة أكثر من أي وقت مضى. فالهجمات الإلكترونية لا تكون غالبًا قابلة للكشف حتى تقع الأضرار الناتجة عنها، هو ما يبرز أهمية التحديثات الأمنية المنتظمة، إذ أنه من المتوقع ارتفاع التكلفة العالمية للجرائم الإلكترونية من 9.22 تريليون دولار في عام 2024 إلى 13.82 تريليون دولار بحلول عام 2028.
ولكن ما هو مصدر هذه التحديثات؟ ولماذا تصل إلى هاتفك بانتظام؟ الإجابة تكمن في مشروع خاص يُدعى "Samsung Project Infinity"، الذي يعد حجر الأساس في استراتيجيات الأمان الخاصة بوحدة تجارب الأجهزة المحمولة في سامسونج. يدير هذا المشروع فرق متخصصة تعمل على مدار الساعة، لضمان توفير أفضل حماية ممكنة لمستخدمي أجهزة "Galaxy".


فريق استخبارات التهديدات الإلكترونية يكشف المخاطر بصورة لحظية ويتعامل معها على الفور
تُمثل وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) جزءًا أساسيًا من مشروع "Samsung Project Infinity"، حيث تدير هذه الوحدة عمليات معقدة بالتعاون مع فرق الأمان الثلاثية، الفريق الأحمر، الفريق الأزرق، والفريق الأرجواني، حيث تشكل هذه الفرق معًا منهجًا شاملًا لاختبار وتعزيز أمان الأجهزة المحمولة، بشكل يتجاوز الطرق التقليدية.

ومن خلال هذا المنهج، يقوم الفريق الأحمر بالبحث عن الثغرات الأمنية ومعالجتها بشكل استباقي، بينما يُمثل الفريق الأزرق خط الدفاع الأساسي، حيث يعمل على تطبيق التدابير الوقائية، أما الفريق الأرجواني، فهو بمثابة الجسر الواصل بين الهجوم والدفاع، حيث يمثل خط حماية وهجوم في آن واحد لتأمين النقاط الأكثر حساسية وأهمية.
وتتركز جهود وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) على اكتشاف التهديدات المحتملة والتصدي لها قبل أن تتحول لمخاطر فعلية، حيث يعمل الفريق على إحباط محاولات الاختراق من خلال الاطلاع الدائم على أحدث المخاطر ومنع الأنشطة الخبيثة، مثل التعامل مع البيانات المسروقة التي قد يتم استغلالها في هجمات مستقبلية، فضلًا عن تأمين الأجهزة عبر حماية بيانات العملاء وضمان سلامة الوصول للأنظمة.

 الشبكة العميقة "Deeb Web"


ولرصد التهديدات المحتملة واتخاذ الإجراءات الوقائية ضدها، تقوم وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) بعمليات منتظمة لاكتشاف الشبكة العميقة "Deeb Web" والشبكة المظلمة "Dark Web"، حيث تعتبر هذه المنصات مراكز نشطة لتداول الثغرات الأمنية، وبرامج التجسس، والبرمجيات الخبيثة، وبرامج الفدية، والأدوات غير القانونية، بالإضافة لتداول المعلومات السرية الخاصة بالشركات والعملاء.
ويُعد جاستن تشوي، نائب الرئيس ورئيس فريق الأمن في وحدة أعمال تجارب الأجهزة المحمولة في سامسونج للإلكترونيات، أحد أبرز خبراء الأمن السيبراني العالميين، ويقود وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI). يتمتع تشوي بخبرة تتجاوز20 عامًا من العمل في التكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية كخبير في الأمن السيبراني وهاكر أخلاقي، كما يمتلك سجلًا حافلًا في التعامل مع تهديدات الثغرات غير المكتشفة (Zero-Day) ومعالجتها، كما يساهم في تطوير حلول أمنية متقدمة لحماية أكثر من مليار مستخدم لأجهزة "Galaxy" حول العالم.
وفي تصريح له عن طبيعة عمله في البرنامج، قال تشوي: "في بعض الأحيان، نقوم بإجراء أبحاث أمنية من خلال محاكاة سيناريوهات مشابهة للواقع، ونتابع المنتديات والأسواق عن كثب لرصد أي إشارات لثغرات اليوم الصفري (Zero-Day) أو يوم الانكشاف (N-Day) التي قد تستهدف أجهزة "Galaxy"، إضافة لأي معلومات مسرّبة يمكن استغلالها كنقطة اختراق للأنظمة."
وبصفته مخترقًا أخلاقيًا أو كما يُطلق عليه (هاكر أخلاقي)، فهو يستخدم خبرته الكبيرة في الاختراق للكشف الثغرات ومعالجتها. وأوضح تشوى أن أي مؤشر على وجود سلوك مشبوه داخل النظام يتم تتبعه بسرعة للوصول لمصدره الأصلي. فعلى سبيل المثال، قد تشير طلبات الامتيازات المفرطة، أو السلوك غير المعتاد، أو حركة البيانات مع خوادم مجهولة لاحتمال وجود اختراق أمني. وعندها، تعمل وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) على تتبع مؤشرات الاختراق لتحديد الجهات المهاجمة وأهداف الهجمات.
من جانبه، قال رينجر، وهو الاسم الحركي لأحد أعضاء وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI): "بمجرد أن نرصد هذه الأنواع من التهديدات، نتعاون مع المطورين والمشغلين لتأمين الأنظمة ومنع وقوع الهجمات"، وأوضح أن أعضاء مشروع "Samsung Project Infinity" يستخدمون أسماء مستعارة لحماية هوياتهم وتجنب استهدافهم من قبل المتسللين. وأضاف: "نحرص أيضًا على التواصل مع الأقسام الأخرى والشركاء عبر قنوات آمنة لضمان تجنب أي مخاطر."
هذا وتركز وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) على دراسة الجهات المهاجمة لتحليل أنماط سلوكها، حيث يساعد هذا التحليل أعضاء فريق الاستخبارات على فهم دوافع المهاجمين وأهدافهم، مما يمكّنهم من التنبؤ بأساليب الهجوم ووضع استراتيجيات فعالة لتعزيز الدفاعات.
في نفس السياق، أشار تاور، وهو الاسم الحركي لعضو آخر في وحدة استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI)، إلى أن الهجمات السيبرانية غالبًا ما تكون ذات دوافع متنوعة، وأوضح قائلا: في بعض الحالات، تكون الدوافع مالية أو سياسية، بينما في حالات أخرى يقوم المهاجمون بالاختراق فقط بغرض إظهار قدراتهم.

تدابير وقائية متكاملة 


وتُعد فرق استخبارات التهديدات السيبرانية (CTI) بأقسامها الثلاثة: الأحمر، والأزرق، والأرجواني، ركائز أساسية في استراتيجية الأمان الخاصة بأجهزة "Galaxy"، لكن مشروع "Samsung Project Infinity" يمتد ليشمل العديد من المبادرات الأخرى، من بينها برنامج مكافآت الأمان للأجهزة المحمولة من سامسونج، الذي يمنح مكافآت سخية للمتميزين في مجتمع الأمن السيبراني العالمي ممن يساهمون في تعزيز مراقبة ودعم دفاعات ‘"Galaxy".
وهذا العام، رفعت سامسونج سقف برنامج المكافآت الخاص بها ليصل إلى مليون دولار أمريكي كحد أقصى، وهي أكبر مكافأة نقدية في تاريخ البرنامج، وتُمنح لمن ينجح في كشف أخطر سيناريوهات الهجمات على أجهزة "Galaxy"، ويتكامل هذا المنهج مع نموذج سامسونج المتطور في التعاون مع مئات الشركاء، مثل شركات الاتصالات، ومزودي الخدمات، ومصنعي الشرائح وغيرهم. ومن خلال التعاون مع هؤلاء الشركاء والمختصين في مجال الأمن السيبراني لتحديد التهديدات وتطوير الحلول، يضمن مشروع "Samsung Project Infinity" للشركة اتخاذ خطوات استباقية لتحمل المسؤولية وتعزيز أي نقاط ضعف محتملة.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سلسلة Galaxy S24 سامسونج سامسونج مصر الأمن السیبرانی من خلال

إقرأ أيضاً:

تغييرات جذرية مرتقبة في تشكيلة Galaxy S26.. انتهاء عصر النسخة الأساسية وPlus

تتجه سامسونج إلى إجراء تغييرات كبيرة في استراتيجيتها الخاصة بسلسلة هواتف Galaxy S الرائدة، وذلك بحسب تقرير جديد يشير إلى إلغاء الإصدارات التقليدية التي عرفناها منذ سنوات، واستبدالها بتشكيلة جديدة كليًا ضمن سلسلة Galaxy S26 المرتقبة.

نهاية النسخ الأساسية وPlus… وبداية لعصر Pro وEdge

في العام الماضي، انتشرت شائعات عن تغيير في أسماء طرازات سلسلة Galaxy S25، إلا أن تلك التغييرات لم تتحقق. 

لكن يبدو أن سامسونج قررت تطبيقها هذا العام، إذ كشف موقع Android Authority عن دلائل داخل إصدار مبكر من واجهة One UI 8 الجديدة تشير إلى تغييرات في بنية السلسلة.

وبحسب التقرير، فإن سامسونج ستتخلى عن النموذجين الأساسي وPlus، وستعتمد بدلًا منهما تشكيلة مكوّنة من ثلاث نسخ: Galaxy S26 Pro وGalaxy S26 Edge وGalaxy S26 Ultra. 

ويُعتقد أن هذه الأسماء جاءت نتيجة معلومات تم العثور عليها ضمن شيفرة One UI 8، حيث ظهرت ثلاثة رموز جديدة تحت أسماء M1 وM2 وM3، والتي يُعتقد أنها تشير إلى الطرازات الجديدة.

تغييرات في الترميز الداخلي تدعم الفرضية

تاريخيًا، كانت سامسونج تطلق على سلسلة S تسميات داخلية مختلفة. على سبيل المثال، حملت سلسلة Galaxy S24 الاسم الرمزي Eureka، وكان يُشار إلى النماذج بالرموز E1 وE2 وE3، للدلالة على النسخة الأساسية، Plus، وUltra على الترتيب.

وبالمثل، حملت سلسلة S25 الاسم الرمزي Paradigm، مع رموز PA1 وPA2 وPA3 للطرازات الثلاثة.

 أما سلسلة S26 فتحمل على ما يبدو الاسم الرمزي NP اختصارًا لـ "Next Paradigm"، وكانت تحمل رموز NP1 وNP2 وNP3.

لكن المفاجأة جاءت عند رصد الرموز الجديدة M1 وM2 وM3، والتي تشير إلى نسخ Pro وEdge وUltra فقط، مما يدعم فرضية إلغاء النموذجين الأساسي وPlus.

Galaxy S26 Pro كنقطة دخول… ولكن بسعر أعلى؟

وفقًا للتسريبات، سيكون Galaxy S26 Pro هو النموذج الأساسي الجديد في السلسلة، إلا أن اسمه الجديد يشير إلى رفع في مستوى التوجه التسويقي والمواصفات مقارنة بالنسخة الأساسية من S25، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع في السعر مقارنة بالجيل السابق.

أما نسخة Galaxy S26 Edge، فستأتي كخليفة غير مباشرة لطراز Plus، وتقع في الترتيب ما بين Pro وUltra من حيث السعر والمواصفات، بينما يواصل Galaxy S26 Ultra تصدر قمة التشكيلة.

تقارب استراتيجي مع iPhone

يشير محللون إلى أن سامسونج قد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى محاكاة استراتيجية آبل في تسمية منتجاتها وتبسيط خيارات المستهلكين، خصوصًا أن سلسلة iPhone 15 مثلًا تضم طرازات Pro وPro Max، مما يعزز من قدرة سامسونغ على المنافسة في السوق الراقية.

مواصفات قوية مطلوبة لتبرير الأسماء الجديدة

رغم تغيّر الأسماء، فإن قوة النجاح لأي هاتف ستظل مرتبطة بما يقدمه من مواصفات وتجربة استخدام حقيقية. 

ويبقى الأمل في أن يكون Galaxy S26 Pro "احترافيًا" بالفعل، لا مجرد تغيير في التسمية.

ومن المتوقع أن تُعلن سامسونج عن سلسلة Galaxy S26 في الربع الأول من عام 2026، وسط ترقّب كبير لما ستقدمه من ابتكارات، خاصة في ظل المنافسة المنتظرة مع سلسلة iPhone 17 القادمة من آبل.

طباعة شارك سامسونج Galaxy S سلسلة Galaxy S26 Android

مقالات مشابهة

  • سامسونج تقترب من إطلاق جهازها اللوحي الاقتصادي Galaxy Tab S10 Lite
  • ورشة بصنعاء حول المخاطر السيبرانية وطرق الحماية من الهجمات الإلكترونية
  • Galaxy S26 Ultra تصميم مألوف بقدرات متطورة وشحن أسرع
  • ظهور خط أخضر على شاشات هواتف سامسونج فجأة .. فما القصة؟
  • سامسونج تستعد لإطلاق هاتفها الاقتصادي الجديد Galaxy A17
  • تغييرات جذرية مرتقبة في تشكيلة Galaxy S26.. انتهاء عصر النسخة الأساسية وPlus
  • تأكيد رسمي: Galaxy S26 Ultra سيعمل بواجهة One UI 8.5 الجديدة
  • بسعر خرافي.. مواصفات هاتف Samsung Galaxy A56
  • سعر و مواصفات هاتف Samsung Galaxy A16
  • استئصال ورم كهفي دماغي لمريض باستخدام تقنيات متطورة بطبية مكة