مجلس التعاون الخليجي.. رؤى وآمال
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
محمد بن رامس الرواس
قام قادة مجلس التعاون الخليجي الذين أسسوه وضعوا له اللبنات الأولى بالمضي قدماً منذ إنشائه في بناء كيان تعاوني استراتيجي لأجل خدمة مصالح بلدانهم الخليجية، ومن هذا المنطلق مضى مجلس التعاون بخطوات قُدر لها أن تتعرض لكثير من التحديات، ولقد اختلف الكثير في تشخيصها وبرغم كل ذلك كانت مسيرة مجلس التعاون الخليجي تمضي بوتيرة يمكن القول إنها متوازنة مع الأحداث الإقليمية والعالمية بما يحقق الأهداف التي قام مجلس التعاون من أجلها.
لا نقول إن مجلس التعاون الخليجي قد حقق كل أهدافه وهو يمضي نحو التوافق والتكامل؛ لأن هناك الكثير من التحديات والصعوبات والعراقيل الداخلية والخارجية يتعرض لها جميعنا مطلع عليها من خلال قراءة الأحداث سواء بداخل دول مجلس التعاون أو خارج بلدانه وهذه التحديات والصعوبات جعلته لا يسارع الخطى نحو الكثير من الآمال والطموحات التي قام من أجلها المجلس ومنها العملة الخليجية الواحدة. وكان جلالة السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- أحد القادة الذين وضعوا اللبنات الأولى وشيدوا هذا المجلس وقاموا بوضع أسسه ودعائمه، ولقد كانت رؤية السلطان لهذا المجلس طموحة وكبيرة جدًا، خاصة في الجوانب الأمنية والعسكرية والاستراتيجية؛ كونه رجلا عسكريا خريج إحدى أشهر الكليات العسكرية في العالم وهي كلية سانت هيرست؛ فكانت رؤيته الثاقبة تستشرف الأزمات الكبيرة المُهددة لدول مجلس التعاون الخليجي، والعديد من الصعاب ستُواجهها مسيرة هذا المجلس. ولا يمكن الثبات حين تأتي التحديات إلّا من خلال وجود كيان عسكري قوي جداً أكبر وأشمل من قوة درع الخليج التي أنشئت، فلا يمكن لأي تجمع يراد له التكامل والاستقرار إلّا في ظل منظومة عسكرية واحدة تقوم بحراسته.
نحن اليوم أبناء مجلس التعاون الخليجي لم نزل نتابع، وكلنا أمل ننتظر من خلاله أن يواكب مجلسنا كافة تطلعاتنا التي ننتظرها، وعلى رأسها إيجاد منظومة عسكرية واستراتيجية تحفظ لنا الأمن والسلام والاستقرار والاقتصاد. ومن خلال ذلك، يُمكن أن تكون هناك تكاملات وتجمعات وتكتلات اقتصادية كبرى فيما بيننا. وحتى نكون منصفين لا شك أن هناك بعض المشاريع الاقتصادية قد قامت بين دول المجلس ومنها على سبيل المثال مصفاة الدقم في منطقة الدقم الاقتصادية وغيرها من الشراكات الخليجية لمجموعات من الشركات تتبادل التجارة البينية فيما بينها والتي تجاوزت استثماراتها 23 مليار دولار.
لم تعد اليوم هذه الأرقام والشراكات كافية، لكننا نأمل المزيد من التشريعات التي يمكن أن تكون حاضنة لمثل هذه المشاريع الكبيرة الخليجية المشتركة وغيرها، فهذه التشريعات القانونية نحتاجها اليوم بشدة كما نحتاج إلى بناء قوة عسكرية كبرى ونحتاج كذلك إلى مزيد من التوسع في تنفيذ الإنجاز في الكثير من المشاريع المشتركة التي تم اعتمادها مثل الكهرباء والقطار الخليجي وغيرها من مشاريع البنى التحتية بدول مجلس التعاون الخليجي.
ختامًا.. لا نقول إلّا وفق الله قادتنا من الجيل الثاني في تلبية طموحات ما وضعه الآباء المؤسسون لمجلس التعاون، فالكثير من تطلعاتهم ورؤيتهم لا تزال قيد التنفيذ، فنأمل من الله سبحانه وتعالى أن تخرج إلى النور قريباً وتشمل كافة دول مجلس التعاون الخليجي لتجعل منه قوة اقتصادية كبرى وتكتلا اقتصاديا وعسكريا له وزنه بين دول العالم. ولم تعد هناك كثير من الخيارات المطروحة أمام رؤساء مجلس التعاون الخليجي فقد ضاقت الحلقة العالمية اقتصاديا وعسكريا وأمنيا وأصبحت النظرية الحازمة البقاء للأقوى هي عنوان قادم الوقت.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مجلس إدارة المركز القطري للصحافة يستعرض خطة المرحلة القادمة
عقد مجلس إدارة المركز القطري للصحافة اجتماعه الرابع عشر، في مقر المركز، حيث ناقش المجلس عدداً من القرارات، وإقرار خطة المرحلة القادمة، وجدول الفعاليات والأنشطة.
في بداية الاجتماع، رحب الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، رئيس المجلس بالأعضاء، وأشاد بالدور الكبير الذي يقوم به المدير العام والموظفون وبالفعاليات التي يستضيفها المركز، والتي حققت نجاحاً كبيراً لما تتناوله من قضايا وموضوعات مهمة، وما تشهده من مشاركة واسعة من الصحفيين والمثقفين والمختصين والجمهور، حضر الاجتماع السادة عبد الله بن حيي السليطي، نائب الرئيس، وجابر سالم الحرمي، وعبد الله طالب المري، ومحمد حجي.
وأعلن رئيس مجلس الإدارة عزم المركز استضافة اجتماع لجنة الحريات التابعة للاتحاد العربي للصحفيين خلال شهر نوفمبر المقبل، وذلك بعد التنسيق فيما يخص الإجراءات المترتبة على الاستضافة.
وقرر المجلس تشكيل وفد من المركز لعمل زيارات ميدانية للمؤسسات والجامعات التعليمية، والشركات ذات الصلة بالمركز.
وأعلن السيد صادق محمد العماري المدير العام للمركز، أن برنامج العضوية استقبل حتى الآن أكثرَ من 358 طلب انضمام، وأنه سيكون جاهزاً للانطلاق في سبتمبر 2025 بعد الانتهاء من كافة الإجراءات والتقنيات اللازمة.
واستعرض المدير العام، خطط المركز خلال الفترة المقبلة والتي تشمل تنظيم العديد من الفعاليات والدورات التدريبية المتخصصة للصحفيين والإعلاميين العاملين بإدارات الإعلام والعلاقات العامة بالوزارات والجهات الحكومية والقطاع الخاص، والجمهور، وتشمل دورات في التحرير الصحفي وإدارة المشاريع الإعلامية، والإعداد والتقديم التلفزيوني، والمهارات الحديثة في الإدارة الإعلامية، واستراتيجيات ومهارات التأثير الإعلامي، وتقنيات الذكاء الاصطناعي.
ونوه المدير العام بمواصلة المركز تضامنه مع كافة الصحفيين إقليمياً ودولياً، والمطالبة بتوفير الحماية لهم خاصة الصحفيين والإعلاميين في غزة، عبر بيانات على الموقع الإلكتروني ومنصاته الرقمية على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
وأكد أن المركز يسعى خلال الفترة القادمة لتعزيز التعاون، وتبادل الخبرات وتوسيع شبكة العمل المشترك مع كافة النقابات والهيئات الصحفية، ومواصلة مبادرة دعم إصدار الكتب التي تتناول مهنة الصحافة وتوثق لمسيرة الروّاد والعلامات البارزة في تاريخ الصحافة القطرية، وإثراء المكتبة الصحفية بباقة من الكتب التي تسلط الضوء على روّاد الصحافة القطرية