انطلاق مؤتمر بالقاهرة لإغاثة غزة ومصر تدعو لانسحاب إسرائيل من معبر رفح
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
انطلق بالقاهرة اليوم الاثنين مؤتمر دولي لتعزيز الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، في حين دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى انسحاب إسرائيلي فوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مؤكدا أهمية عدم خذل قطاع غزة إنسانيا.
وأفادت وزارة الخارجية المصرية في بيان الاثنين بأن المؤتمر، الذي يشارك فيه 103 وفود لدول ومنظمات وهيئات دولية ومؤسسات مالية، يأتي لمواجهة الكارثة الإنسانية التي يعاني منها أبناء الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
كما يهدف المؤتمر -بحسب البيان- إلى تأمين التزامات واضحة بتقديم المساعدات لغزة، وتعزيز الدعم الدولي لضمان استدامة الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، وحشد الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، والتخطيط للتعافي المبكر داخل القطاع.
ومن أبرز المشاركين بالمؤتمر وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، وأمينة محمد نائبة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.
وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، دعا عبد العاطي إلى انسحاب إسرائيلي فوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مؤكدا أهمية عدم خذل قطاع غزة إنسانيا.
إعلانوقال عبد العاطي "يجب الانسحاب الإسرائيلي الفوري من الجانب الفلسطيني من معبر رفح وفيلادلفيا (اللذين احتلتهما إسرائيل في مايو/أيار الماضي)"، وأكد أهمية التدفق للدعم الإغاثي الفوري لغزة.
وشدد على أنه "يجب وقف الحرب بغزة وإعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية"، وأشار إلى أن غزة تواجه مأساة يزيدها ويكرسها عجز المنظومة الدولية عن مواقف رادعة لانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي".
ولفت إلى أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحا والتهجير عقابا للفلسطينيين، متهما تل أبيب بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة بطرق غير مبررة، وأكد أن مصر مستعدة لإدخال شاحنات إغاثة بأعداد كبيرة لغزة طالما توفرت الظروف الآمنة لذلك.
من جهته، طالب وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار بغزة ومنع اتساع التصعيد بالمنطقة، وأشار إلى "ارتكاب المجازر ضد الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير البنى التحتية وانتهاج سياسة القمع والحصار والتهجير القسري ومصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل".
وأكد ابن فرحان أن هذا السلوك الإسرائيلي "يكرس المعاناة ويغذي التطرف في المنطقة، ويعمل على توسيع رقعة الصراع، ويقوض فرص التعايش المستدام".
وقال ابن فرحان إن "المملكة لم تدخر جهدا، أو تتأخر في تقديم العون للشعب الفلسطيني"، وأدان "تعريض العمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية للانهيار بمهاجمة إسرائيل عاملين أمميين".
من جهته، دعا وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي المجتمع الدولي لممارسة كل أشكال الضغط الممكنة على تل أبيب لتسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وقال الصفدي "الناس في قطاع غزة جوعى ولا بد من التحرك الآن".
ودعا الصفدي المجتمع الدولي إلى ممارسة كل أشكال الضغط الممكنة على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وبدوره، دعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى إلى العمل على خطط للتعافي المبكر وإعادة الإعمار بغزة، والعمل على وضع خطة لإعادة توحيد المؤسسات الوطنية الفلسطينية في القطاع والضفة الغربية.
إعلانوشدد مصطفى على ضرورة تنفيذ القرارات الأممية لوقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزة، معبرا عن أمله في أن يشهد المؤتمر تطلعا لتعهدات تعالج المطالبات الإنسانية الإغاثية العاجلة دعما لصمود الشعب الفلسطيني ومستقبله.
استجابة طارئة
من جانبه، وجَّه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني مناشدة بقوله في المؤتمر "نحن بحاجة إلى استجابة إنسانية طارئة في غزة".
وأكد أن "أونروا تعمل وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتعمل على حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
ودعا لازاريني إلى إنهاء الحظر الإسرائيلي لعمل الوكالة الأممية.
والسبت، كشف برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع تتفاقم في أنحاء قطاع غزة، وأسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة تزيد عن 1000% مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.
ويعاني الفلسطينيون في غزة سياسة تجويع جراء شح في المواد الغذائية، بسبب عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.
ويطالب المجتمع الدولي إسرائيل بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى.
واستفحلت المجاعة في جل مناطق القطاع جراء الحصار الإسرائيلي، لا سيما في الشمال إثر الإمعان في الإبادة والتجويع، بينما تعيش مناطق القطاع كافة كارثة إنسانية غير مسبوقة، تزامنا مع حلول فصل الشتاء للعام الثاني تواليا على نحو مليوني نازح فلسطيني، معظمهم يفترشون الخيام.
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 149 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة وزیر الخارجیة من معبر رفح عبد العاطی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
"المركز الفلسطيني": "إسرائيل" تحوّل المساعدات إلى فخاخ موت وتواصل الإبادة
غزة - صفا
حذر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، بأن الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور إلى مستويات كارثية غير مسبوقة، في ظل مواصلة الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسات الإبادة الجماعية، وعلى رأسها استخدام التجويع كسلاح ممنهج.
وقال المركز في بيان له، الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال تمنع تدفق الغذاء والدواء والوقود، وتفرض قيودًا مشددة على إدخال المساعدات، ثم تحوّل نقاط توزيعها المحدودة إلى ساحات قنص وقصف وقتل جماعي.
وأكد أنه بالتوازي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي هجمات عسكرية دامية على خيام النازحين، وعلى ما تبقى من منازلهم وأسواقهم وتجمعاتهم، ما يؤدي إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين يوميًا.
وشدد على أن هذا التصعيد الدموي يمثل مرحلة متقدمة من جريمة الإبادة الجماعية التي تُنفَّذ بصورة علنية وممنهجة، في ظل عجز دولي فاضح عن وقفها، ويأتي في ظل حملة دعائية وتضليلية إسرائيلية تحاول حرف الأنظار عما يجري من محوٍّ منظم وممنهج للإنسان والبنيان ومعالم الحياة في القطاع.
وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال الليلة الماضية، نفذت هجومًا بريًّا مصحوبًا بقصف جوي عنيف على شكل أحزمة نارية، على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 30 مواطنًا، بينهم 12 طفلًا و14 امرأة، وإصابة وفقدان العشرات.
وحسب البيان، عند حوالي الساعة 22:30 من مساء أمس الاثنين، نفذت آليات الاحتلال الإسرائيلي هجومًا بريًّا من محور نتساريم ومنطقة المغراقة باتجاه جسر وادي غزة، وصولًا إلى شمال وشمال غرب “المخيم الجديد” الواقع شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وجاء هذا التوغل تحت غطاء كثيف من تحليق الطائرات المسيّرة التي فتحت نيرانها على كل جسم متحرك، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف أطلقته المدفعية المتمركزة على الحدود الشرقية للمحافظة، مستهدفة محيط المنطقة بشكل مباشر.
وما بين الساعة 23:20 23:50 من مساء اليوم ذاته، شن الطيران الحربي الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت منازل مأهولة بالسكان في المنطقة، وفق البيان.
وخلال الهجوم، وردت مناشدات استغاثة عاجلة من مواطنين محاصرين داخل منازلهم، لا سيما في محيط مسجد "ذو النورين" غرب المخيم الجديد، إلا أن فرق الإسعاف والدفاع المدني لم تتمكن من الوصول إلى المنطقة نتيجة كثافة النيران وخطورة الوضع الميداني.
ومع ساعات الصباح الأولى من اليوم الثلاثاء، وبعد إعادة انتشار قوات الاحتلال خارج المنطقة، تمكن المواطنون وطواقم الإنقاذ من الوصول إلى المنطقة، وتبيّن أن الطيران الحربي قصف منازل عدة فوق رؤوس ساكنيها، تعود لعائلات أبو عطايا
صيام، وأبو نبهان. وتم انتشال 30 شهيدًا بينهم 12 طفلا و14 امرأة، معظمهم كانوا أشلاء ممزقة، من بينهم جنين وُلد شهيدا بعد استشهاد والدته.
وقال المركز: إن هذه الجريمة، تأتي في وقت تتعمق فيه المأساة الناجمة عن التجويع الإسرائيلي، وباتت تسجل يوميا حالات وفاة جراء سوء التغذية، حيث أعلنت وزارة الصحة، أمس تسجيل 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصبح العدد الإجمالي لوفيات المجاعة وسوء التغذية 147 حالة وفاة، من بينهم 88 طفلًا.
وأشار المركز إلى أنه في حين تنخرط قوات الاحتلال في حملة دعائية عن إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، تظهر متابعة طاقم المركز، أنه لم يحدث أي تغيير جدين حيث دخلت عشرات الشاحنات فقط، مع غياب أي إجراء تأمين، واقتصر وصولها على مناطق تقع في نطاق سيطرة قوات الاحتلال، وهو ما يدفع آلاف المواطنين إلى المخاطرة بحياتهم والوصول إلى هذه المناطق شمال غربي مدينة غزة، وبين خانيونس ورفح، ليجدوا أنفسهم عرضة للنيران الإسرائيلية.
وأكد أن ذلك إلى استشهاد وإصابة العشرات خلال اليومين الماضيين، فيما كان على من نجا أن يخوضوا صراعا وتزاحما شديدا مع بعضهم ليحصلوا على حفنة طحين، بعد أن تنتزع آدميتهم وتمتهن كرامتهن، وهو ما يتنافى مع مبادئ الوصول الآمن للمساعدات، ويجعل من هذه الآلية أداة قتل وهندسة تجويع وليس إنقاذ.
وشدد على أن تعمد الاحتلال تجاهل الحل الجذري، المتمثل في فتح الممرات البرية والسماح بدخول الغذاء والدواء والوقود بكميات كافية ومستقرة، هو جريمة إنسانية قائمة بذاتها. لا يجوز اختزال الاستجابة الإنسانية في مشاهد استعراضية سواء عبر الإنزالات من الجو أو إدخال الشاحنات دون تأمين وتفريغها في مناطق خطيرة، تهدر كرامة الناس وتعمّق مأساتهم.
وحمل المركز المجتمع الدولي بجميع هيئاته مسؤولية فورية ومباشرة، وطالب بتحرك عاجل وفعّال لوقف سياسة الإبادة عبر التجويع والقصف، وإلزام دولة الاحتلال بفتح المعابر والسماح بدخول الإمدادات فورا دون قيود، وتوفير ممرات إنسانية آمنة، ومحاسبة كل من تورط في هذه الجرائم التي تهدد بمحو حياة جيل كامل.
كما طالب الأمم المتحدة وهيئاتها، وخاصة المقرر الخاص المعني بالحق في الغذاء، بالتحرك العاجل لإجراء تقييم ميداني شامل للوضع في قطاع غزة، وعدم الانتظار لإعلان قطاع غزة رسميًا منطقة مجاعة من الدرجة الخامسة.
وشدد على أن إنهاء التجويع إنما يتم عبر السماح بلا قيود للمساعدات والبضائع من الوصول إلى قطاع غزة، وتمكين الوكالات الدولية التابعة للأمم المتحدة للقيام بدورها، وكل ذلك يتطلب فتح المعابر ورفع الحصار، وضمان حركة آمنة ووقف القصف الإسرائيلي.