قامت القوات الإسرائيلية بهدم أكثر من 600 مبنى لإنشاء منطقة عازلة وتوسيع شبكة من القواعد العسكرية خلال الأشهر الأخيرة فقط، وفقًا لتحليل أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" باستخدام صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو.

اعلان

إذ تقوم القوات الإسرائيلية بتعزيز وجودها في وسط غزة خلال الأشهر الماضية، حيث تقوم بتقوية القواعد العسكرية وهدم المباني الفلسطينية، وهو ما يشير إلى أنها قد تستعد للسيطرة على المنطقة لفترة طويلة.

 منذ بداية الحرب في غزة، احتلت القوات الإسرائيلية طريقًا بطول أربعة أميال يعرف بممر نتساريم، الذي يقسم القطاع لقسمين، لمنع مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين من العودة إلى الشمال. وقد تطور هذا الأمر ببطء إلى كتلة من الأراضي تبلغ مساحتها 18 ميلاً مربعًا تحت سيطرة القوات الإسرائيلية، وفقًا للجيش الإسرائيلي وتحليل صحيفة نيويورك تايمز.

هدم مباني الفلسطينيين

وقد هدمت القوات الإسرائيلية على مدار الثلاثة الأشهر الماضية، أكثر من 600 مبنى حول الطريق في محاولة واضحة لإنشاء منطقة عازلة، كما قامت بسرعة بتوسيع شبكة من النقاط العسكرية المزودة بأبراج اتصالات عمليات التوسّع هذه، إلى تحوّل في سياسة إسرائيل، التي كانت قد تجنبت إلى حد كبير الاحتفاظ بالأراضي الغزاوية، مما أدى إلى فراغ سمح لحركة حماس بإعادة فرض السيطرة في بعض أجزاء غزة، وقد ذكر الجيش الإسرائيلي أن التوسع جاء لأسباب عملياتية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقف أمام خريطة لقطاع غزة خلال مؤتمر صحفي في القدس، الاثنين 2 سبتمبر 2024. كُتب على الشاشة بالعبرية: ”غزة بعد فك الارتباط، أنبوب أوكسجينOhad Zwigenberg /-2024 -AP

كما أثار هذا التوسع تساؤلات حول خطط إسرائيل لمستقبل غزة، في الوقت الذي تعهد فيه القادة الإسرائيليون بالحفاظ على السيطرة الأمنية في غزة حتى بعد انتهاء الحرب، دون توضيح ما قد يتضمنه ذلك. ويقول محللون عسكريون إسرائيليون إن زيادة البنية التحتية على طول ممر نتساريم قد تخدم هذا الغرض.

عزل مئات الآلاف

لقد منح التحكم في الممر، الذي يمتد عبر غزة من الحدود الإسرائيلية إلى البحر الأبيض المتوسط، إسرائيل القدرة على تنظيم حركة التنقل عبر طول القطاع، مما أبقى مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين في الجنوب، فيما وسّعت القوات الإسرائيلية سلطتها مؤخرًا على الأراضي على جانبي الممر، الذي يبلغ عرضه وطوله حوالي 4.3 ميل، لتسهيل احتفاظ القوات الإسرائيلية بالمنطقة، وفقًا لما ذكره العقيد ناداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.

مع الإشارة إلى أنّ إسرائيل احتلت غزة خلال حرب 1967 العربية الإسرائيلية، واستمرت في الحفاظ على المستوطنات اليهودية والقواعد العسكرية هناك،. وقد سحبت البلاد قواتها ومستوطنيها في عام 2005.

هذه خريطة تحديد موقع إسرائيل والأرض الفلسطينية. AP-2021

فيما قال بعض الوزراء الإسرائيليين إن السيطرة العسكرية في غزة يجب أن تمهد الطريق لتجديد الاستيطان اليهودي، رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استبعد ذلك في الوقت الحالي.

يشار إلى أنّ المستوطنة الإسرائيلية السابقة نتساريم، التي سمي الممر باسمها، تقع ضمن منطقة تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة الآن.

19 قاعدة إسرائيلية كبيرة في غزّة

يظهر تحليل صحيفة نيويورك تايمز لصور الأقمار الصناعية خلال الأشهر الثلاثة الماضية أن الجيش الإسرائيلي لديه ما لا يقل عن 19 قاعدة كبيرة في المنطقة وعشرات القواعد الصغيرة. بينما تم بناء بعضها في وقت سابق من الحرب، تشير الصور أيضًا إلى أن وتيرة البناء تبدو متسارعة: تم بناء أو توسيع 12 قاعدة منذ أوائل سبتمبر/أيلول.

تكون العديد من هذه القواعد ممهدة ومحاطة بأسوار، وتحتوي على ثكنات وطرق وصول ومواقف للمركبات المدرعة، وغالبًا ما تكون محاطة بخنادق دفاعية وتلال وعوائق تعيق حركة المركبات.

قال العقيد شوشاني "إنّه يمكن هدم أي شيء تم بناؤه هناك خلال يوم واحد" لأن التوسع في الاحتلال البري كان لأسباب عملياتية فقط، كما قال.

جندي إسرائيلي يصوب بندقيته نحو المنطقة المحيطة بمستوطنة نتساريم اليهودية في قطاع غزة RONEN ZVULUN/AP

ومع ذلك، تشير التحصينات إلى أن إسرائيل تستعد على الأقل لمعركة طويلة الأمد في غزة، حيث قال آفي ديختر، وزير الحكومة الإسرائيلية، إن إسرائيل "ستبقى في غزة لفترة طويلة".

وأضاف ديختر للصحفيين في القدس: "نحن بالتأكيد لسنا في بداية النهاية، لأن لدينا الكثير من العمل لنقوم به".

الانسحاب والانفصال لم يعودا خيارين

من جهته، قال أمير أفيفي، الجنرال المتقاعد الذي يتم إطلاعه بانتظام من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إن العديد من قادة الجيش الإسرائيلي يعتقدون الآن أن "الانسحاب والانفصال لم يعودا خيارين".

و"لهذا السبب يبنون كل هذا"، قال الجنرال أفيفي الذي يقود منتدى من المسؤولين الأمنيين السابقين المتشددين، والذي اضاف أنه "في نهاية المطاف، الحقائق تتحدث عن نفسها".

اعلانRelatedالحرب على غزّة تخيم على الوضع الاقتصادي في الجولان السوري المحتلعشرات النقابيين يحاصرون مصنعًا للمعدات العسكرية في بريطانيا تنديدًا بالحرب في غزّةغزّة: خريف قاس يزيد من معاناة النازحين التي تجاوزت كل الحدود

في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قام نتنياهو بجولة في ممر نتساريم خلال زيارة نادرة نسبيًا إلى قطاع غزة، وقال رئيس الوزراء إن القوات الإسرائيلية في المنطقة كانت "تقوم بعمل مذهل". وأضاف: "لقد حققوا نتائج ممتازة نحو هدفنا المهم وهو: حماس لن تحكم غزة".

وقد عارضت إدارة بايدن السيطرة الإسرائيلية طويلة الأمد على غزة، وتأمل أن تصبح جزءًا من دولة فلسطينية مستقبلية. وقد دعا الرئيس المنتخب دونالد ترامب إسرائيل إلى "إنهاء" الحرب دون تحديد الشروط التي قد يعتبرها مقبولة لغزة بعد الحرب.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الموت يلاحق الأبرياء في غزة.. تدافع للحصول على الخبز يسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص مأساة غزة: قصف مدرسة يلجأ إليها النازحون في حي الزيتون سموتريش: "احتلال غزة هو الحل" غزةاستعمار- احتلالاعتداء إسرائيلاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. قصف متواصل على غزة وواشنطن تحمّل حماس مسؤولية تعثر المفاوضات وحزب الله يحذر تل أبيب "إن عدتم عدنا" يعرض الآن Next حروب العالم تدفع شركات الأسلحة لتحقيق أرباح قياسية: 632 مليار دولار في 2023 يعرض الآن Next "ابتعد عن طهران نرفع العقوبات".. جهود أمريكية إماراتية لدفع الأسد للابتعاد عن إيران يعرض الآن Next الصين تستنكر طرد ليتوانيا ثلاثة دبلوماسيين وتتوعد بالرد يعرض الآن Next "إلا إذا حدثت معجزة".. اليمين المتطرف الفرنسي يهدد بإسقاط حكومة بارنييه اعلانالاكثر قراءة اليونيسف تحذر: ارتفاع مقلق في إصابات الإيدز بين الفتيات وتحديات في توفير العلاج هل يهدد فرار الجنود الأوكرانيين قدرة الجيش على مواجهة روسيا؟ مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اليابان ترفع السن القانوني لممارسة الجنس من 13 إلى 16 عاما فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياأوروبافسادروسيافرنساأمطارغزةعاصفةبشار الأسدإسبانياألمانياالصحةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا فساد روسيا فرنسا أمطار أوروبا سوريا فساد روسيا فرنسا أمطار أوروبا غزة استعمار احتلال اعتداء إسرائيل سوريا أوروبا فساد روسيا فرنسا أمطار غزة عاصفة بشار الأسد إسبانيا ألمانيا الصحة القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی یعرض الآن Next فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

قوات أجنبية تغلق مباني مطلّة على مطار الغيضة في المهرة وتحويله لقاعدة عسكرية

الجديد برس| أقدمت القوات السعودية المتواجدة في محافظة المهرة شرقي اليمن على إغلاق عدد من الطوابق في مبانٍ سكنية مطلة على مطار الغيضة، الذي حُوِّل إلى قاعدة عسكرية أمريكية بريطانية وإسرائيلية مشتركة منذ أواخر عام ٢٠١٧م، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد خطير يُكرّس الاحتلال العسكري للمحافظة. وأكد مصدر محلي مطّلع أن القوات السعودية قامت بإغلاق الطابقين الرابع والخامس من فندق اللؤلؤة في مدينة الغيضة، مبررة ذلك بـ”احترازات أمنية” نظراً لإطلالته على مطار الغيضة الذي لم يعد مدنياً منذ سنوات. وأضاف المصدر أن المطار الواقع على ساحل بحر العرب يشهد تحركات عسكرية غامضة في الأيام الأخيرة، وسط تكثيف غير مسبوق للدوريات العسكرية في محيطه، ما يُثير شكوك الأهالي حول نوايا هذه القوات، ودورها في تنفيذ أجندات استخباراتية وعسكرية خارج إطار السيادة الوطنية. وكانت السعودية قد أغلقت مطار الغيضة المدني أواخر ٢٠١٧م، وحولته إلى قاعدة عسكرية بحجّة إجراء صيانة وترميمات، قبل أن تقوم بافتتاح شكلي لرحلة مدنية واحدة في فبراير ٢٠٢٢، دون إعادة تشغيل حقيقي للمطار لصالح المواطنين. وفي السياق ذاته، اتهم رئيس لجنة الاعتصام المناهضة للتواجد الأجنبي، الشيخ علي سالم الحريزي، القوات البريطانية باستقدام ضباط مخابرات صهاينة إلى المطار في أعقاب هجوم استهدف سفينة إسرائيلية قبالة سواحل عمان في يوليو ٢٠٢١، وأسفر عن مقتل بريطاني وروماني. كما وصف متحدث لجنة الاعتصام، زيارات السفير الأمريكي لدى حكومة التحالف “ستيفن جايفن” وقائد الأسطول الخامس الأمريكي “كوبر” إلى مطار الغيضة مطلع مارس ٢٠٢٣، بأنها “انتهاك صارخ للسيادة اليمنية”، وتؤكد ما تم التحذير منه مرارًا حول تحويل المهرة إلى نقطة ارتكاز استخبارية وعسكرية لدول أجنبية. وتتزامن هذه التطورات مع سخط شعبي متصاعد في المهرة ضد الوجود العسكري الأجنبي، الذي يقول ناشطون إنه يمثل تهديدًا مباشرًا للسيادة الوطنية، واستغلالًا جغرافيًا للمنطقة الواقعة على بحر العرب، مؤكدين استمرارهم في تنظيم الاعتصامات والمقاومة السلمية حتى إنهاء الاحتلال الأجنبي.

مقالات مشابهة

  • القوات والقواعد الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط
  • هشام الحلبي: أمريكا ترسل للعالم مشاهد غير حقيقية بأنها دمرت مشروع إيران النووي
  • قوات أجنبية تغلق مباني مطلّة على مطار الغيضة في المهرة وتحويله لقاعدة عسكرية
  • إيران تتعهد بالرد.. ما هي المصالح الأمريكية التي يُمكن استهدافها؟
  • حقائق.. قواعد أميركية في الشرق الأوسط وتشمل العراق
  • إصابة شخص في ضربة إسرائيلية استهدفت قاعدة عسكرية جنوب طهران
  • قاعدة عسكرية.. هبة جمال الدين تكشف شروط الضربة الأمريكية لإيران |خاص
  • الحرس الثوري: الاستهداف في الأهواز كان لمركز إسعاف لا قاعدة عسكرية
  • حفيد الخميني يوجه رسالة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي حول المواجهة مع إسرائيل
  • أمريكا تسحب طائراتها من أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط