هناء قنديل تكتب: 10 سنوات من النضال الإعلامي في مواجهة الإرهاب
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار عشر سنوات مضت حملت صحيفة البوابة هم الدفاع عن حق الوطن في الحياة، وقررت مواجهة خفافيش الإرهاب، وفضح خططهم لتدمير البلاد، وقتل العباد دون وازع من ضمير أو دين.
وخلال عقد كامل هو عمر ذلك الصرح الصحفي، لم تتوقف إصدارات البوابة، سواء الجريدة الورقية في أعدادها اليومية والأسبوعية، أو الموقع الإلكتروني عن النزال في المعركة ضد الإرهاب، وعن الوقوف في خندق الدولة المصرية، التي قدمت من دماء أبنائها كل غال ونفيس، لتطهير الأرض من هذه الطغمة التي باعت عقولها للشيطان، الذي لا يتوقف أبدا عن السعي لإشاعة الفوضى، وإراقة الدماء.
وأنشأت البوابة قسما خاصا للإسلام السياسي اهتم بكشف مخططات الإرهاب، وتفكيك أفكارهم، وعقائدهم الفاسدة، وإلقاء الضوء على الجوانب المظلمة والخفية في توجهاتهم حتى تكون واضحة لكل ذي عينين.
كما خاضت البوابة، وقسم الإسلام السياسي فيها، معركة ضروسا لكشف من يقف حلف الجماعات الإرهابية بالدعم المالي واللوجيستي، بل والبشري أيضا، وفي سبيل ذلك جبنا مشارق الأرض ومغاربها، وكشف مخططات تنسج خيوطها بليل في آسيا وأمريكا الجنوبية، ومن قبلها أوروبا أيضا، لنضع أمام القارئ الصورة واضحة بألوانها الحقيقية، بلا لبس أو تأويل.
خاضت البوابة معركة كبرى ضد جماعة الإخوان، التي أرادت أن تسطو على المجتمع المصري فتمحو هويته الوسطية السمحة، وتحوله إلى مسخ متطرف لا يقيم للدماء وزنا، تحقيقا لأحلامها التاريخية في القفز على الحكم متخذين الدين مطية لتحقيق أغراضهم الخبيثة.
ووقفت البوابة في طليعة المدافعين عن المجتمع وحقه في العيش بأمان، وحقه في أن تبقى هويته ناصعة لا تشوبها شوائب الغلو والتطرف، وحقه في التعدد والتنوع الثقافى الذي حبا الله به مصر والمصريين منء آلاف السنين، وعن في الحفاظ على الامتداد الحضاري المستمر كجريان نهر النيل منذ ما قبل إدراك الإنسان لأسس الحياة، ومعرفته للكتابة والتأريخ.
وخلال أعدادها المتوالية، نشرت البوابة عددا كبيرا من التحقيقات الميدانية، التي أبرزت تفاصيل العمليات الإرهابية وأساليب تمويلها وشبكاتها.
كما نظمت من خلال مركز دراسات الشرق الأوسط، في باريس ندوة جمعت خبراء دوليين
لمناقشة تحديات مكافحة الإرهاب.
واهتمت البوابة بتوصيل رسالتها إلى العالم عبر مجلة "المرجع"، التي تصدر بعدد من اللغات، لتكون مصدرا موثوقا لتحليل ظاهرة الإرهاب عالميا.
وعبر صفحات البوابة قدم قسم الإسلام السياسي دراسات معمقة حول أيديولوجيا الجماعات الإرهابية، وكيفية استغلالهم للدين في تحقيق أجندتهم السياسية.
وفي عيدها العاشر تتعهد البوابة بمواصلة دورها كصوت للعقل في مواجهة التطرف، وتعزيز ثقافة الحوار للتصدي للإرهاب، ليصبح دورها نموذجًا يحتذى في الإعلام المسؤول، الذي يضع قضايا الوطن والمجتمع على رأس أولوياته.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البوابة نيوز هناء قنديل عبدالرحيم علي الإسلامي السياسي
إقرأ أيضاً:
نادية صبرة تكتب: الجوع والدم
منذ بدأت المجاعة تطبق على أنفاس غزة، أصبح الخبز أثمن من الذهب وصار الناس يتسابقون إلى الموت لا إلى الحياة، وفي مشهد يعيد إلى الذاكرة صور حصار بيروت وجرائم صبرا وشاتيلا قتل العشرات من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال فقط لأنهم اقتربوا من موقع يفترض أنه مخصص لتوزيع المساعدات الإنسانية التي تشرف عليها شركة أمريكية خاصة داخل القطاع.
حين يصبح الخبز فخا للقتل واصطياد الضحايا، ففى الأيام الماضية رصدت طائرات استطلاع إسرائيلية تحوم فوق المناطق المخصصة لإنزال المساعدات، وما إن اقترب المدنيون الجياع من الشاحنات حتى بدء القنص.
شهادات من الهلال الأحمر الفلسطيني تؤكد أن جنود الاحتلال أطلقوا النار على الحشود المتجمعة قرب نقط الإنزال مخلفين عشرات القتلى والجرحى في دقائق، ليس فى الأمر اشتباه بوجود مقاومين ولا حتى ادعاء بوجود تهديد فقط فلسطينيون يلهثون خلف كيس طحين.
وبحسب وزارة الصحة فى غزة، ارتفع عدد الضحايا خلال الأسبوع الأخير فقط إلى أكثر من ثمانين شهيدا في ثلاثة حوادث متكررة عند مواقع توزيع المساعدات، فيما أصيب أكثر من مائتين آخرين بجراح متفاوتة أغلبها ناجمة عن الرصاص الحي.
كثير من الجثث كانت ممزقة الأجساد وبعضها دهستها عربات المساعدات فى الفوضى التي تلت إطلاق النار، وأصبح واضحا للجميع أن الخطة الأمريكية ما هي إلا شاحنات بغطاء عسكري، فمنذ بدأت الولايات المتحدة تنفيذ خطة “المساعدات البديلة” بعد استبعاد وكالات الأمم المتحدة، تحديدا الأونروا، من عمليات التوزيع فى غزة والنتائج كارثية، فالشركات الأمريكية الخاصة التي تتولى عملية الإسقاط والتوزيع لا تمتلك خبرة إنسانية ولا آلية واضحة للتنسيق مع السكان أو السلطات المحلية.
والأنكى أن الجيش الإسرائيلي هو من يحدد مواقع الإنزال ويشرف عمليا على حركة الشاحنات، وكأن الجوع وحده لا يكفي لذا جاء توزيع المساعدات ليضيف نكهة الدم إلى الطحين فى ظل غياب التنسيق مع المنظمات الدولية.
وفى غياب أي ضمانات لحماية المدنيين، تحولت المساعدات إلى مصيدة مفتوحة كل من يقترب يقتل لا فرق بين طفل جائع أو امرأة تبحث عن الدواء لذلك كان استبعاد الأمم المتحدة جريمة مقصودة، فحين قررت الولايات المتحدة وإسرائيل استبعاد الأونروا بذريعة “التورط مع حماس” لم يكن الهدف حماية المدنيين بل تجويعهم ولكن بشكل أكثر تنظيما وبطريقة شيطانية مبتكرة ظاهره رحمة وباطنه عذاب.
إن الأونروا رغم كل الانتقادات المزعومة كانت على الأقل قادرة على الوصول إلى السكان وتملك خبرة عقود فى التعامل مع أزمات اللاجئين، أما اليوم فالتوزيع يجري بلا خريطه بلا إشراف وبلا رحمة.
المفارقة أن الشاحنات الأمريكية لا تدخل من المعابر بل يتم إنزالها جوا فى مشاهد أقرب لأفلام الأكشن، بينما يتجمع الناس من كل صوب في غياب النظام والضمانات الأمنية، وحين تشتد الفوضى تكون البنادق الإسرائيلية حاضرة لتعيد الهدوء على طريقتها المعتادة الرصاص أولا، ولا أعرف بماذا سيصف التاريخ هذه المشاهد العبثية ولمن سيحمل مسئولياتها؟!
فى النهاية لم تعد المساعدات عملا إنسانيا بل غطاء سياسي لجرائم حرب يومية والمشهد واضح خطة أمريكية تتولى فيها شركات، خاصة إلقاء الفتتات على رؤوس الجوعى، فيما يطلق الاحتلال الرصاص على من يجرؤ على الاقتراب والنتيجة مذبحة خبز وتطبيع للموت وتصوير الجريمة على أنه حادث عرضي أو رد فعل أمني، والعالم لا يسمع ولا يرى ولا يعلق منه إلا القليل وعلى استحياء.