سقوط حلب.. هل يكسر “محظورات الأسد”؟
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
بفقدانه كامل مدينة حلب وأريافها على يد الفصائل المسلحة، يكون النظام السوري ورئيسه بشار الأسد تعرض لأكبر الضربات العسكرية منذ استعادته مناطق واسعة في البلاد بدعم روسي وإيراني.
ومع توجه بوصلة القتال من جانب المسلحين المناهضين له باتجاه مدينة حماة، وسط البلاد، تثار تساؤلات عن احتمالات انخراط الأسد في أي مفاوضات متعلقة بالحل السياسي لسوريا، وهو الذي راوغ وابتعد عن طاولتها كثيرا، رغم الدعوات والتأكيدات المتكررة للمضي بذلك.
وباتت الفصائل المسلحة تسيطر الآن على كامل أحياء حلب ثاني أكبر المدن السورية، كما تمكنت خلال الأيام الماضية من السيطرة على كامل الثكنات المحيطة بها والأكاديميات والمطارات، وتواصل عملياتها الآن على أطراف مدينة حماة من الجهة الشمالية.
وفي مؤتمر صحفي، عقد في إسطنبول، قال رئيس “الائتلاف الوطني السوري” المعارض، هادي البحرة، إنهم “مستمرون ولن يتوقفوا إلا إذا التزم النظام بجدية وإيجابية في المسار السياسي”، مضيفا: “جاهزون للحل في سوريا وفق متطلبات الشعب السوري”.
وجاء حديث السياسي المعارض بالتوازي مع بيان أصدرته كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، أكدت فيه أن التصعيد الحالي لا يبرز سوى الحاجة الملحة لحل سياسي بقيادة سورية للنزاع، وفقا لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
لكن الأسد، في المقابل، كان تحدث بلغة مختلفة خلال اتصالاته مع زعماء عرب ومن دول المنطقة، وشدد الأحد أن “الإرهاب لا يفهم إلا لغة القوة وهي اللغة التي سنكسره ونقضي عليه بها أيا كان داعموه ورعاتُه”، على حد تعبيره.
ولم يتطرق إلى أي نية للانخراط في المسار السياسي، وتابع: “الإرهابيين لا يمثلون لا شعبا ولا مؤسسات.. يمثلون فقط الأجهزة التي تشغلهم وتدعمهم”.
وتؤكد الأمم المتحدة والولايات المتحدة والدول الغربية باستمرار على أن الحل في سوريا لن يكون إلا بتطبيق القرار الأممي 2254، الذي صدر في ديسمبر 2015، وكذلك الأمر بالنسبة للمعارضة السياسية المناهضة للنظام، إذ تصر على ضرورة تطبيقه في بياناتها وعلى لسان شخصياتها.
ويشمل هذا القرار الأممي، الذي تقدمت به الولايات المتحدة، قبل سبع سنوات 16 مادة، وتنص الرابعة منه على دعم عملية سياسية بقيادة سورية، تيسرها الأمم المتحدة، وتقيم في غضون فترة مستهدفة مدتها ستة أشهر حكما ذا مصداقية يشمل الجميع و “لا يقوم على الطائفية”.
كما تحدد هذه الفقرة جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد، فيما يعرب مجلس الأمن عن دعمه لانتخابات حرة ونزيهة تجرى عملا بالدستور الجديد، في غضون 18 شهرا تحت إشراف الأمم المتحدة.
يرى الباحث السوري في مركز “عمران للدراسات الاستراتيجية”، أيمن الدسوقي أن النظام السوري كان ولا يزال ضد فكرة تقديم أي تنازل جوهري أو نوعي، لأنه “يعي أن التنازل الأول سيفتح بابا آخرا من التنازلات، مما سيؤدي إلى تصدّع بنيته”.
وعلى أساس ذلك عمل النظام خلال الفترة الأخيرة على أمرين، بحسب حديث الدسوقي لموقع “الحرة”.
الأمر الأول: إعادة تشكيل بنية النظام بطريقة تبعد أي مصدر قد يشكل تهديدا أو يتطور ليصل إلى حد تشكيل تيارات داخلية ضده، سواء من “الحلفاء” أو الغرب.
ويذهب الأمر الثاني، بحسب الباحث، باتجاه “عدم تقدم تنازلات جوهرية ونوعية للخارج، وإن كان ذلك يتطلب فيجب أن يكون ضمن الصفقة الكبرى التي تملكها الولايات المتحدة الأميركية”.
وفي الوقت الحالي يرى النظام السوري المنطقة “في حالة من التحول وإعادة ترتيب الأوراق، وذلك لن يكون بوارد تقديم التنازلات”.
ويتابع الدسوقي: “(الأسد) يرى الوضع الراهن كما كان المشهد في عام 2013 لغاية 2016 عندما تقلصت مساحة سيطرته لـ35 بالمئة، وكان هناك قوات للمعارضة في محيط دمشق وجوبر والغوطة الغربية والشرقية”.
كما يرى أنه “تجاوز اللحظة السابقة وأنها لن تتكرر. ولو تكررت سيكون هناك قوات ستمنع سقوطه لضمان عدم حدوث تداعيات إقليمية”، وفقا للباحث.
ومن جهته يوضح المحلل السياسي، عمر كوش، أن التقدم الكاسح للفصائل المسلحة وسيطرتها على مناطق لم تسيطر عليها من قبل “سيكون له انعكاسات على أي مفاوضات سياسية، وستفتح أفقا سياسيا”.
ويضيف كوش لموقع “الحرة”: “لا بد لأي عمل عسكري أن يكون له استثمار سياسي”.
وفي الأيام الأربعة الأولى من هجوم الفصائل لم يصدر أي تعليق من رئيس النظام السوري، واقتصر الموقف على بيانات أصدرتها وزارة الدفاع تحدثت فيها عن عمليات “إعادة انتشار” في حلب.
ويعتبر المحلل كوش أن “النظام كان متخبطا كما بدا من الأوامر التي أعطاها بالانسحاب العشوائي والكيفي، الذي يذكّر بهزيمة يونيو 1967 عندما كان الأسد الأب وزيرا للدفاع في ستينيات القرن الماضي”.
وبعد عودته من موسكو، وهي الزيارة غير المعلنة التي أكدتها صحيفة “الوطن” شبه الرسمية واجتماعه مع وزير خارجية إيران في دمشق بدأ الأسد باتخاذ موقف متصلب على المستوى الظاهري.
لكن في المقابل يتابع كوش أن معادلته العسكرية (للنظام) “كانت صفرا. الظروف تغيرت ومن يسلم المناطق بسهولة لا يمكن أن يعيدها بسهولة”.
ومنذ السبت، يحشد النظام السوري قواته على أطراف مدينة حماة من الجهة الشمالية. وتسعى الفصائل المسلحة لاختراقها الآن، بحسب بياناتها الرسمية.
وعلى صعيد حلب فقد باتت المدينة وكامل أريافها بعيدة عن يد النظام، لأول مرة منذ تحول الحراك السلمي إلى مسلح في سوريا.
ويقول الباحث الدسوقي أن بنية النظام ومواقفه المعلنة قبل أيام وعدة مؤشرات تشي بأنه “أعاد تنشيط ميليشيات كان قد حلها سابقا”.
كما بدأ يعمل على توسعة “الدفاع الوطني”، مما يشيب بأنه “لن يقدم تنازلات كبيرة في حلحلة الوضع السوري”.
ويعتقد الدسوقي أن “النظام سيسعى لمخارج أمنية عسكرية مؤقتة لحين ما يمكنه امتلاك أوراق قوّة، كتبدل السياق الإقليمي والدولي”.
ولم يقدم الأسد على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب في سوريا أي تنازل على صعيد الحل السياسي أو مطالب المتظاهرين.
ومن جهة نظره “لا يمكن الاتفاق مع الشعب، بل مع الدول الكبيرة”، وهو ما صرح به الأسد عدة مرات، كما يشير الباحث السوري.
ومع ذلك يوضح الدسوقي أن ما سبق “لا يعني إلغاء مسار تفاوضي جديد، دون أن يتغير سلوك النظام على صعيد المماطلة وإغراق الأطراف بالتفاصيل”.
وقبل الهجوم الحاصل الآن كانت العزلة العربية قد انفكت عن الأسد، دون أن يشمل ذلك مواقف الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة.
ورغم أن المسار العربي الجديد الذي مدّ لرئيس النظام السوري كان وفق متطلبات وشروط أبرزها إعادة اللاجئين، لم يتخذ أي قرار على هذا الصعيد، وفقا لمنظمات حقوق إنسان دولية ومحلية.
لكن في المقابل تختلف ظروف الآن عن السابق على الصعيد العسكري وصعيد الدعم المقدم من حلفاء الأسد، وفق المحلل السياسي كوش.
“الدعم الروسي ليس كما السابق بسبب انشغال موسكو بملف الحرب في أوكرانيا”، بحسب المحلل، وكذلك الأمر بالنسبة لإيران التي تخوض صراعا كبيرا مع إسرائيل وحزب الله الذي فقد معظم قادته بالحرب التي توقفت قبل أسبوع، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وعلى صعيد المعارضة ما زالت تتلقى دعما كبيرا من جانب تركيا، وهذا الأمر بالإضافة إلى السابق “يجلنا نرجح ونتوقع أن تدفع روسيا الأسد لأن ينخرط بشكل جدي على الأقل بالمفاوضات لإيجاد حل سياسي”، وفق المحلل السياسي.
ويتابع: “كما أن اللاعبون الدوليون (بريطانيا وألمانيا والولايات المتخدة) حملوا النظام مسؤولية ما يجري وقالوا إن ما يحصل يؤكد ضرورة الحل السياسي وفق 2254. بالتالي أصبح مسار أستانة بشكله السابق وراء الظهر، ومن المفترض ان يكون هناك مسار تفاوضي جديد ينخرط فيه الأسد بشكل جدي”.
ويمكن أن يتشجع النظام لاستئناف جلسات اللجنة الدستورية السورية، أو يبدي استعدادا للانخراط في صيغ سياسية أخرى مع المعارضة “لكن لا نتوقع حصول أي شيء نوعي من جانبه”، كما يرى الباحث السوري الدسوقي.
ويضيف أن “النظام يحتاج لكسرة قوية، وأن يكون هناك موقف إقليمي ودولي يجبره على التوقف”.
وطالما أن الهوامش المتعلقة على صعيد المواقف الدولية والإقليمية متفاوتة “سيظل الأسد يراهن عليها”، ويتابع الباحث: “النظام سيراهن على آخر حجر ورجل في سوريا. شعاره: (الأسد أو نحرق البلد). هذه المقولة كان يسير عليها الأسد، وما يزال”.
ضياء عودة – الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الولایات المتحدة النظام السوری فی سوریا على صعید
إقرأ أيضاً:
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
#سواليف
أكد زعيم حركة “انصار الله” اليمنية #عبدالملك_الحوثي الخميس أن ” #المعركة من قطاع #غزة إلى #إيران واحدة والقضية واحدة والأمة واحدة”، موجها رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها.
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
زعيم حركة “انصار الله” اليمنية عبد الملك الحوثي
وفيما يلي، أبرز ما جاء في كلمة عبد الملك الحوثي حول “مستجدات العدوان الإسرائيلي على #غزة وإيران والتطورات الإقليمية والدولية”:
في ما يخص فلسطين:
مقالات ذات صلة وصول “طائرة يوم القيامة” إلى واشنطن يثير تكهنات حول شن هجوم عسكري أمريكي على إيران 2025/06/19المعركة من قطاع غزة إلى إيران واحدة، والقضية واحدة، والأمة واحدة.. المهمة الرئيسة للعدو الإسرائيلي الذي يدعمه الغرب من أجلها هي استهداف أمتنا والعمل على إخضاعها والسيطرة عليها.. نحن أمة واحدة يستهدفنا عدو واحدٌ مدعوم من جبهة معادية تستخدم كل الوسائل في استهداف أمتنا. هذا الأسبوع يعتبر من أشد الأسابيع في مجال الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بحصيلة تجاوزت 3 آلاف شهيد وجريح.. العدو الإسرائيلي يركز على الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويستهدف بشكل متعمد الجميع ومن ضمنهم الأطفال والنساء.. حصيلة الجرائم في قطاع غزة تكشف عن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني، وأنه إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة. العدو الإسرائيلي جعل من مراكز المساعدات مراكز للإعدام، وللإبادة وللقتل ومصائد للموت.. الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في غزة يضطر الكثير منه للذهاب إلى المراكز بهدف الحصول على الغذاء الضروري.. فيتم استهداف المتجمعين بأعداد كبيرة في مراكز المساعدات بالقصف المدفعي والرصاص وأحيانا بالغارات.. مراكز المساعدات باتت من أكثر الأماكن التي يقتل فيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل يومي.. الأمريكي داعم للعدو الإسرائيلي وشريك له في فكرة تحويل مراكز المساعدات الإنسانية إلى مصيدة للإبادة الجماعية. ينبغي أن يكون هناك نشاط كبير وتحرك مستمر وواسع للضغط لإيقاف هذه المهزلة البشعة التي يستخدمها العدو الإسرائيلي.. ينبغي أن يكون هناك نشاط واسع دولي بشكل عام وضغط من العالم الإسلامي لأن المعاناة كبيرة جدا للشعب الفلسطيني.
في ما يخص سوريا:
العدو الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية كبيرة في ريف دمشق وهذا تطور خطير.. نفذ عملية ترويع للأهالي ومداهمات للمنازل بعد منتصف الليل في ريف دمشق الغربي.. العدو الإسرائيلي قام بإعدام أحد الشبان واختطف 7 آخرين بينهم شاب معاق في عمليته العسكرية العدوانية في ريف دمشق الغربي. التوجهات في المواقف بسوريا لا تسعى أن يكون هناك أي شيء إطلاقا يستفز الإسرائيلي في محاولة طمأنته أنه لن يستهدف بأي شكل من الأشكال من سوريا. العدو الإسرائيلي توغل في قرى بريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي وقام بعمليات اختطاف وأنشأ نقاط تفتيش.. العدو الإسرائيلي مستمر بتنفيذ غارات استباحت الأجواء السورية بشكل كامل
في ما يخص الضربات بين إسرائيل وإيران:
العدو الإسرائيلي يستبيح الأجواء السورية في العدوان على إيران كما هو الحال في أجواء الأردن وأجواء العراق.
ما قبل العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران قام الأمريكي بأسلوب الخداع بالدخول في مفاوضات معها بوساطة عمانية.. الغرب يكرر الأخذ والرد والنقاش حول الملف النووي ليجعل منه مشكلة كبيرة وذريعة في مواقفه العدائية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.. الغرب يتخذ مواقف عدائية ضد إيران في الملف النووي رغم أنه مع دول أخرى وكذا العدو الإسرائيلي يمتلكون السلاح النووي وينتجونه.
الجمهورية الإسلامية تؤكد مراراً وتكراراً أنها لا تريد إطلاقاً أن تنتج السلاح النووي ولا أن تمتلكه وأن ذلك محظور في رؤيتها الدينية.. الجمهورية الإسلامية في إيران أتاحت المجال للرقابة القوية على منشآتها النووية وحملات التفتيش، وغير ذلك من الإجراءات التطمينية..الموقف الغربي من الجمهورية الإسلامية في إيران راجع لعدة نقاط مهمة وجوهرية وذات أهمية لكل بلدان أمتنا الإسلامية.
إيران ليست دولة خانعة وخاضعة للغرب بل دولة متحررة مستقلٌة تبني نهضة إسلامية على أساس من الاستقلال.. إيران لا تشبه حال بعض الأنظمة التابعة للغرب في توجهاتها السياسية وفي مواقفها بل في كل نشاطها.. من أهم الدوافع العدائية للغرب ضد الجمهورية الإسلامية في إيران هو الموقف الداعم للشعب الفلسطيني.
الجمهورية الإسلامية في إيران ثبتت بشكل مستمر ولم تتراجع عن دعم الشعب الفلسطيني إطلاقا وهو أحد مبادئها الإسلامية.. تبني إيران لقضايا الأمة والمظلومين والمستضعفين مقلق للأعداء وهو من أكبر أسباب الحقد ضدها.. وعوامل العداء ضد الجمهورية الإسلامية في إيران تتعلق بنهضتها العلمية.. الملف النووي ذريعة غربية وإيران تقدم كل الآليات المتاحة للاطمئنان إلى عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي.
بعيدا عن الاعتبارات الشرعية والقيمية لإيران، لكن لماذا يُتاح لأمريكا أن تمتلك السلاح النووي وتستخدمه؟ أمريكا وإسرائيل تملكان السلاح النووي وهما يشكلان الخطر على المجتمع البشري.. أمريكا استخدمت السلاح النووي لإبادة المجتمعات البشرية كما حصل في اليابان.. إذا كان التعاطي مع السلاح النووي من باب ما يشكله من تهديد للبشرية، فأول من ينبغي أن يمنع من امتلاكه هو العدو الإسرائيلي.
هم يعادون إيران طالما هي في الاتجاه المتحرر المتبني لقضايا الأمة على أساس من الانتماء الإسلامي.. الأمريكي قدم الغطاء للعدوان الإسرائيلي على إيران.
تزامن مع العدوان على إيران هجمة إعلامية وحرب نفسية بهدف تحقيق إنجاز كبير لكن العدو فشل.. العدوان على إيران فاشل، والخسائر والأضرار لن تحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.. مع الصمود الإيراني وتماسكه اتجه للرد الفاعل المدمر القوي ضد العدو الإسرائيلي.
مستوى الرد الإيراني في حجمه وقوته وفاعليته وتأثيره جعل العدو الإسرائيلي في وضع غير مسبوق.. لم يسبق للعدو الإسرائيلي حتى في كل جولاته العدوانية التي دخل فيها في معركة مع الأنظمة العربية أن كان في وضعية مثل هذه.. الرد الإيراني المدمر والقوي والفعال بزخمه الكبير ألحق بالعدو الإسرائيلي دمارا هائلا.. الصهاينة في كل أنحاء فلسطين هم في حالة رعب وخوف إلى درجة أن البعض منهم باتوا يهربون بالتهريب عبر الزوارق إلى قبرص.. العدو الإسرائيلي يسعى بكل جهد إلى التعتيم الإعلامي ويمنع عمليات التصوير، وما يخرج من تصوير هو خارج نطاق المنع.
الحالة الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مطمئنة ومستوى التفاعل الشعبي كبير جدا.. حالة العدوان الإسرائيلي حالة مستفزة جدا وردة الفعل تجاهها هي ردة فعل مقاومة مجاهدة غاضبة ومستاءة.
الشعب الإيراني لم يتجه للاستسلام والخنوع والرضوخ بل للاستياء والغضب والتحرك في إطار الدفاع ورد الفعل المشروع الطبيعي.. الجمهورية الإسلامية في إيران تمتلك كل عناصر القوة والثبات المعنوية والمادية والعدو الإسرائيلي لن يتمكن من إلحاق الهزيمة بها أو السيطرة عليها.
ما يقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هراء وتهريج عندما يطرح مسألة الاستسلام غير المشروط على إيران وهو كلام غير عقلاني.
عملية اليوم هي عملية قوية قالت عنها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها أكبر عملية من منذ بداية عمليات الرد الإيراني.. 14 موجة من موجات القصف الصاروخي في الرد الإيراني تتم بزخم كبير وبعمليات هادفة مؤثرة تضرب أهدافا مؤثرة على العدو.. الرد الإيراني مؤثر على العدو في الجانب العسكري وفي الجانب الاستخباراتي وفي التصنيع العسكري.
عمليات اليوم كانت من أهم العمليات والعدو الإسرائيلي يصيح منها ويحاول أن يحرف الحقائق بشأنها.. تضرر مستشفى عسكري للعدو من موجة انفجار على مستوى الزجاج لا يقارن مقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي تجاه المستشفيات في غزة.. العدو الإسرائيلي يقتحم المستشفيات في غزة ويقتل كوادرها الطبية والصحية ويقتل المرضى ويستهدف حتى الحضانات ويدمرها.. العدو الإسرائيلي ليس مؤهلا لأن يتحدث مع الآخرين عن أنهم استهدفوا مستشفى عسكريا لأنه تأثر بموجات انفجار على أهداف مشروعة.
الأمريكي يطرح طرحا سخيفا جدا حينما يتحدث عن الاستسلام غير المشروط وهو طرح لا يمكن أن يتحقق إطلاقا.. الاستسلام غير المشروط يعني أن تكون الأمة الإسلامية مستباحة بالكامل لهم وألا يكون هناك اعتراض على أي شيء يعملونه بها مهما كان إجراميا وعدوانيا وغير مشروع.
لو كان حجم هذه الهجمة التي حصلت ضد إيران على بلد عربي، كيف سيكون وضعه؟ هل سيتحمل بهذا المقدار؟ ولا سيما البلدان التي لم تبن واقعها على أساس مواجهة الخطر الصهيوني.. المفترض أن يكون الإسرائيلي هو العدو الفعلي لكل الدول العربية وأن تبني قدراتها العسكرية وواقعها بما يؤهلها لمواجهة هذا الخطر.. ينبغي على كل الدول الإسلامية الثبات على موقفها المعلن من العدوان الإسرائيلي على إيران.. موقف الدول الإسلامية من العدوان على إيران جيد وينبغي الثبات على هذا الموقف.
ينبغي للدول العربية المستباحة أجواؤها وفي المقدمة العراق أن تسعى لمنع العدو الإسرائيلي من استباحة أجوائها لأن هذا اعتداء عليها.. بعض البلدان تصدر مواقف بأنها لا تريد أن تكون طرفا في هذا الصراع لكن عندما تكون أجواؤها مستباحة للإسرائيلي فهو لم يحقق ما أعلن عنه من حياد.. العدو الإسرائيلي استباح أجواء الأردن وسوريا والعراق ويفترض أن يكون هناك سعي لمنع هذه الاستباحة ولو بتبني الموقف.. لا يجوز لأحد أن يبرر استباحة العدو الإسرائيلي لأجواء بعض البلدان لأن بمقدورها أن تفعل مواقف معينة مقابل الاستباحة وانتقاص السيادة.
على الشعب العراقي أن يسعى ولو في المستقبل للخروج من وضعية الاستباحة وألا يبقى الوضع كما هو الحال في سوريا والأردن.. من المهم لكل أبناء أمتنا ولكل شعوبنا أن تسهم هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي تجاه حقيقة الأعداء وعناوينهم المخادعة.
عملياتنا العسكرية ضد العدو الإسرائيلي مستمرة، وحظر ملاحة العدو مستمر ومسيطر عليه بشكل تام في مسرح العمليات.