موقع 24:
2025-10-15@09:30:43 GMT

روسيا "تَكشّ" فرنسا من غرب أفريقيا!

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

روسيا 'تَكشّ' فرنسا من غرب أفريقيا!

يسمح نفوذ روسيا المتزايد في أفريقيا لها بالضغط بشكل غير مباشر على الغرب

بعد مشاركة أكثر من 53 دولة في القمة الروسية - الأفريقية التي عُقدت في سانت بطرسبرغ الشهر الماضي، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ذلك مهماً للغاية نسبةً إلى الأحداث الجارية في أفريقيا، مثل الوضع المتوتر في النيجر، فيما يتعلق بأهداف روسيا في القارة الأفريقية.

بخاصة مع اعتقاد الولايات المتحدة أن هناك بالفعل فرصة «ضيقة» لقلب الاستيلاء العسكري في النيجر.على مر التاريخ، كان الاعتراف بغرب أفريقيا على نطاق واسع بوصفه واحداً من أهم معاقل فرنسا، حيث تم الحفاظ على نفوذها الثابت لعدة عقود. ومع ذلك، بالنظر إلى الاضطرابات السياسية التي شهدتها كل من مالي وبوركينا فاسو، وأدت إلى إنشاء حكومات مؤيدة لروسيا ومعادية للغرب، فإن التمرد المستمر في النيجر يمثل حدثاً مهماً آخر لديه القدرة على تعزيز النفوذ الروسي في أفريقيا.في حين أنه ليس من غير المعتاد أن تشهد دول غرب أفريقيا انقلابات، إلا أن الانقلابات الأخيرة في مالي وبوركينا فاسو والانقلاب المستمر في النيجر، تُظهر سمةً مشتركة في محاذاة الأنظمة الجديدة مع روسيا. ويتضح هذا من الاحتجاجات المستمرة في هذه الدول، حيث يُرفع العلم الروسي بفخر، إلى جانب التأثير المتزايد لمجموعة «فاغنر» الروسية في هذه الدول.
 
في السنوات الأخيرة، سَعَت روسيا إلى إقامة شراكات استراتيجية مع الدول الأفريقية، بما في ذلك النيجر، وهي دولة غير ساحلية في غرب أفريقيا. في حين أن مدى ودوافع مشاركة روسيا في كل بلد أفريقي تختلف، ويمكن للمرء ملاحظة أنماط معينة في نهجها. تشمل هذه الأنماط المبادرات الدبلوماسية والاقتصادية والتعاون العسكري والمصالح المتعلقة بالموارد الثمينة.
في النيجر، على سبيل المثال، زارها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في عام 2021 لتعزيز العلاقات الثنائية، حيث تم التوصل إلى اتفاقات بشأن مختلف مجالات التعاون، مثل الطاقة والتعدين والدفاع. وتنظر روسيا إلى أفريقيا على أنها منطقة يمكن أن تقلل فيها من النفوذ الغربي من خلال الاستفادة من العلاقات التاريخية وتعزيز التحالفات مع الدول الأفريقية وترسيخ الشراكات مع بلدان مثل النيجر. ومن المرجح أن تقوض روسيا المبادرات والمشاريع المدعومة من الغرب، مثل المساعدات الاقتصادية والتعاون العسكري. بينما يسمح هذا النهج لروسيا بتحدي هيمنة الغرب وزيادة مجال نفوذها على الساحة العالمية.
يسلّط اهتمام روسيا بالنيجر الضوء أيضاً على اهتمامها بالموارد الطبيعية الوفيرة في البلاد، مثل اليورانيوم والمعادن الأخرى. هذه الموارد حيوية لمختلف القطاعات، بما في ذلك إنتاج الطاقة والدفاع. كما يثير سعي روسيا لاستخراج الموارد والشراكات التجارية الدهشة في المجتمع الدولي، لأنه من المحتمل أن يزعج الهيمنة الغربية في هذه المناطق.
في ضوء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا في أعقاب عملياتها في أوكرانيا، تسعى موسكو إلى إيجاد سبل بديلة للنمو الاقتصادي. يمكن توسيع وجودها في أفريقيا أن يساعدها على الاستفادة من هذه الموارد وتطوير شراكات تجارية خارج مجال النفوذ الغربي. علاوة على ذلك، يسمح نفوذ روسيا المتزايد في أفريقيا لها بالضغط بشكل غير مباشر على الغرب. على سبيل المثال، لم يمضِ أسبوع واحد على انقلاب النيجر حتى أعلن قادة الانقلاب تعليق صادرات اليورانيوم إلى فرنسا، وهي ضربة كبيرة للبلاد، التي تعتمد على اليورانيوم إلى حد كبير لتوليد الكهرباء.
لا تدعو التطورات الجارية في النيجر الدول المعادية للغرب مثل روسيا إلى ممارسة النفوذ في غرب أفريقيا فحسب، بل تسمح أيضاً للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي التي لديها وجهات نظر متعارضة تجاه فرنسا بالاستفادة. على سبيل المثال، أشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مؤخراً إلى أن تعليق النيجر صادرات اليورانيوم إلى فرنسا هو رد على سنوات من اضطهاد فرنسا.
كما أن الانقلاب في النيجر كان مصحوباً بعدم الاستقرار الإقليمي الذي يجلبه، ويعرّض للخطر خطط نيجيريا لتطوير خط أنابيب غاز بقيمة 13 مليار دولار أميركي من شأنه أن يسمح بتصدير الغاز من نيجيريا إلى الاتحاد الأوروبي، شريطة أن ينجح المشروع، سيستفيد الاتحاد الأوروبي من انخفاض الاعتماد على الغاز الروسي، مما يشير بوضوح إلى سبب عدم تحقيق مثل هذا المشروع لمصلحة روسيا.
بالإضافة إلى العوامل الاقتصادية، ستسمح مشاركة روسيا في دول غرب أفريقيا ببناء قوة أمنية سريعة الحركة في المنطقة. على الرغم من أن معظم الدول الأفريقية وقّعت اتفاقيات عسكرية مع روسيا، فإن مجموعة «فاغنر» الروسية تحتفظ بالفعل بوجود قوي ونشط في جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وليبيا ومالي، وكلها على مقربة جغرافية من النيجر. وبالتالي سمحت مجموعة «فاغنر» لروسيا بدخول ساحة المعركة بشكل فعال في النيجر.
الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن مالي، حيث تتمتع مجموعة «فاغنر» بموطئ قدم قوي، أعربت عن دعمها الكامل لمتمردي النيجر. وبالمثل، انضمت بوركينا فاسو إلى مالي، وادَّعت أن أي تدخل في النيجر سيكون إعلان حرب على مالي وبوركينا فاسو. في ضوء نفوذ روسيا المتزايد في غرب أفريقيا، تجدر الإشارة إلى أن بوركينا فاسو نفسها تعرضت لانقلاب في يناير (كانون الثاني) 2022، ومنذ ذلك الحين طلبت من فرنسا سحب قواتها بالكامل مع الترحيب بروسيا كحليف استراتيجي، وبالتالي زادت التكهنات حول الوجود والنفوذ الروسي. وعلى نفس المنوال، أعلنت الجزائر، المعروفة بولائها القوي لروسيا، معارضتها لأي تدخل في النيجر.
سيكون المكسب طويل الأمد لروسيا هو الوجود الكامل والنشط لقوة عسكرية بالوكالة في النيجر، مما يسمح لها بالحفاظ على وجود كامل تقريباً من الغرب إلى الشرق الأفريقي وبالتالي تحدي المصالح الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في أفريقيا.
مع هذه التطورات قد يتم تعطيل جهود مكافحة الإرهاب في أفريقيا أو تعليقها، سيسبب هذا السيناريو فرصة للجماعات المتطرفة والإرهابية لتعزيز وجودها في النيجر وشن هجمات عبر الحدود على البلدان المجاورة، مما يزيد من تفاقم المخاوف الأمنية الإقليمية، وهذا يفسر سبب إرسال المركبات العسكرية والمعدات الأمنية إلى تشاد لدعم جهود مكافحة الإرهاب في ضوء التصعيد المستمر في النيجر.
علاوة على ذلك، لا يزال الموقف الجيوسياسي لإيران فيما يتعلق بالنيجر موضوع دراسة متأنية. وفي هذا الصدد، من المحتمل جداً أن تسعى إيران إلى استغلال الاضطرابات السياسية السائدة في غرب أفريقيا، ومواءمة نفسها مع الفصائل والميليشيات المناهضة للولايات المتحدة والغرب العاملة في المنطقة.
في النهاية تُظهر التقارير أن هناك خلافاً مستمراً بين الرئاسة الفرنسية ووكالة الاستخبارات في البلاد بشأن الاتهامات المتعلقة بالفشل في التنبؤ بالانقلاب. على الرغم من كل ما قيل، فإن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنه في وقت سابق من هذا العام، وفي محاولة لمواجهة النفوذ الروسي والصيني في أفريقيا، تعهدت فرنسا بتخفيض وجودها العسكري في أفريقيا وتحويل القواعد الفرنسية إلى شراكات مع الجنود الأفارقة. ومع ذلك، يبدو أن استراتيجية فرنسا أسفرت عن العكس تماماً وعملت على إطلاق عنان القوة الروسية في أفريقيا بدلاً من مواجهتها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني النيجر روسيا فی غرب أفریقیا فی أفریقیا فی النیجر روسیا فی

إقرأ أيضاً:

وكالة الطاقة الدولية: هجمات المسيّرات الأوكرانية تخفض إنتاج مصافي النفط الروسي

قالت وكالة الطاقة الدولية إن الهجمات الجوية الأوكرانية بالطائرات المسيّرة على منشآت الطاقة الروسية ستؤثر سلباً على قدرة موسكو على تكرير النفط حتى منتصف عام 2026 على الأقل.

 

 وكالة الطاقة الدولية

 

وأشارت الوكالة إلى أن كييف نفّذت نحو 28 هجومًا منذ أغسطس الماضي، مستهدفة مصافي النفط، وخطوط الأنابيب، ومرافئ التصدير، ما أدى إلى نقص في الوقود بعدة مناطق روسية.

 

ووفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإن الهجمات أدت إلى خفض إنتاج المصافي الروسية بنحو 500 ألف برميل يوميًا.

 

ورغم أن روسيا رفعت صادراتها من النفط الخام إلى 5.1 مليون برميل يوميا في سبتمبر، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2023، إلا أن عائداتها تراجعت إلى 13.4 مليار دولار، وهو أدنى مستوى في ثلاثة أشهر.

 

وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة بحلول عام 2030

 

خفضت وكالة الطاقة الدولية اليوم الثلاثاء توقعاتها العالمية لنمو الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 بمقدار 248 غيغاواط عن توقعات العام الماضي، مشيرة إلى ضعف التوقعات في أميركا والصين، حتى مع استمرار الطاقة الشمسية في تحقيق زيادات قياسية.

 

وأظهرت البيانات أن من المتوقع الآن أن ترتفع قدرة الطاقة المتجددة العالمية بمقدار 4600 غيغاواط بحلول عام 2030، بانخفاض عن توقعات السنوات الست التي بلغت 5500 غيغاواط في عام 2024.

 

وتمثل الطاقة الشمسية حوالي 80% من الزيادة. ويرجع خفض التوقعات بشكل أساسي إلى الإلغاء التدريجي المبكر للحوافز الضريبية الفيدرالية الأميركية والتغييرات التنظيمية الأخرى، مما أدى إلى خفض توقعات وكالة الطاقة الدولية للنمو في أميركا بنسبة 50 % تقريبا، في حين أن تحول الصين من الرسوم الثابتة إلى المزادات التنافسية يضغط على اقتصاديات المشروع.

 

وتعوض توقعات أقوى في أماكن أخرى هذا الخفض جزئيا. ومن المقرر أن تصبح الهند ثاني أكبر سوق للنمو بعد الصين، وهي في طريقها لتحقيق هدفها لعام 2030 بشكل مريح، مدعومة بالمزادات الموسعة والتصاريح الأسرع والطفرة في الطاقة الشمسية على أسطح المنازل.

 

وتظل طاقة الرياح البحرية نقطة ضعف، إذ انخفضت توقعات الوكالة للنمو بحوالي الربع عن العام الماضي بسبب تعديل السياسات واختناقات سلسلة التوريد وارتفاع التكاليف، بحسب الاسواق العربية.

 

وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، "ستهيمن الطاقة الشمسية على النمو في الطاقة المتجددة العالمية في السنوات القادمة"، وحث صانعي السياسات على معالجة أمن سلسلة الإمداد وقيود الشبكة.

 

وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 خبيرة الطاقة الذرية الدولية تشيد بتجربة شفاء الأورمان في علاج الأورام الطاقة الدولية: العالم يحتاج لإنفاق 540 مليار دولار سنويًا لتأمين النفط والغاز حتى 2050 وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2026 وزير البترول يبحث مع التمويل الدولية فرص التعاون في مشروعات الطاقة والتعدين بمصر وكالة الطاقة الدولية: تسارع معدلات تراجع إنتاج حقول النفط والغاز حول العالم

 

مقالات مشابهة

  • المركز الروسي بالإسكندرية يناقش دور الفن والذكاء الاصطناعي في الدبلوماسية
  • صندوق النقد الدولي يخفض توقعات نمو الاقتصاد الروسي إلى 0.6%
  • وكالة الطاقة الدولية: هجمات المسيّرات الأوكرانية تخفض إنتاج مصافي النفط الروسي
  • انخفاض واردات الهند من النفط الروسي 8.4% على أساس سنوي
  • الجيش الروسي يُسيطر على بلدة جديدة في دونيتسك
  • وزير الخارجية الروسي: الأسد لم يكن على علم بحجم الانتهاكات داخل السجون السورية
  • غدًا.. احتفالية بالمركز الروسي بالإسكندرية بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية
  • غدا.. المركز الروسي بالإسكندرية يحتفي بمرور 100 عام على العلاقات الدبلوماسية بين الشعوب
  • النيجر تفوز على زامبيا بهدف في تصفيات كأس العالم
  • النفط الروسي تحت النار.. ما دور الاستخبارات الأميركية في هجمات كييف؟