مريضان مشلولان يعودان للمشي بفضل التكنولوجيا
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
لأول مرة في العالم استخدم جراحون تقنية تُدعى التحفيز العميق للدماغ من أجل إعادة إحياء الألياف العصبية الخاملة في الحبل الشوكي واستعادة السيطرة على عضلات الساق. وفقا لموقع "سكاي نيوز".
وأفادت "سكاي نيوز" أن مريضين مشلولين تمكنا من المشي لمسافات قصيرة وحتى صعود السلالم مرة أخرى بعد زرع أقطاب كهربائية في أدمغتهما.
وذكرت أن كلا المريضين تعرضا لأضرار جسيمة في العمود الفقري، مما يعني أنهما كانا يعتمدان على كرسي متحرك قبل العملية.
أحد المريضين هو لفجانج جيغر (54 عاما) كسر ظهره في حادث تزلج عام 2006 مما سببه له شللا في أطرافه السفلية، ولكن منذ أن زرع الأقطاب الكهربائية قبل عامين، عمل بشكل مكثف مع أخصائيي العلاج الطبيعي ليستعيد حركة أطرافه.
وقال جيغر "إذا أردت يمكنني المشي قليلا وأستطيع صعود ونزول الدرج، وإذا احتجت إلى شيء في المطبخ حيث يمكنني الوقوف، فيمكنني الاعتماد على نفسي".
وأضاف "إن التكنولوجيا تتطور شيئا فشيئا، لذا لا أعتقد أننا سنحتاج إلى كرسي متحرك في المستقبل.. صحيح أنه طريق طويل، لكنني أعتقد أن الحلم أصبح حقيقة".
وقد جاء هذا الإنجاز من قبل علماء الأعصاب في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان "إي بي إف إل" (EPFL)، حيث أجرى العلماء تجاربهم على الفئران واستخدموا الذكاء الاصطناعي لرسم خريطة عصبية للدماغ، تضم الخلايا العصبية ومساراتها لتحديد الخلايا العصبية المسؤولة عن المشي.
إعلانوقد ركزوا في بحثهم على المنطقة تحت المهاد وهي منطقة صغيرة تقع في وسط الدماغ مسؤولة عن تحفيز الجسم للعديد من العمليات الحيوية، وكانت المفاجأة عندما وجدوا منطقة مجاورة لمنطقة تحت المهاد واكتشفوا أن لها دورا حيويا في المشي.
وكان الأمر غير متوقع لدرجة أن العلماء الآخرين بدؤوا يشككون في هذا الاكتشاف في البداية ولكنهم وافقوا على نشر البحث في مجلة "نيتشر ميديسن" (Nature Medicine).
وبعد أن كانت الاختبارات ناجحة على القوارض، بدأ الفريق السويسري بتطبيقها على البشر، إذ إن هذه التقنية تُستخدم على نطاق واسع للتحكم في الرجفان لدى المرضى المصابين بمرض باركنسون.
وأشار علماء الأعصاب أن تقنيتهم يمكن إجراؤها على المريض في حالة الوعي الكامل، حيث يمكن للجراحين التأكد أنهم وصلوا إلى المكان الصحيح في الدماغ بالاعتماد على الاستجابة التحفيزية المناسبة.
وقالت البروفيسورة جوسلين بلوخ التي أجرت العمليات في مستشفى جامعة لوزان "بمجرد وضع القطب الكهربي وإجراء التحفيز، قالت المريضة الأولى على الفور (إنني أشعر بساقي)، وعندما زدنا التحفيز قالت (أشعر برغبة في المشي)". وفقا لموقع "سكاي نيوز".
ويعتقد العلماء أن منطقة تحت المهاد الجانبية هذه تُدير أجزاء أخرى من الدماغ لإرسال إشارات عصبية عبر ألياف عصبية خاصة تبقى سليمة حتى بعد إصابة الحبل الشوكي.
وقال البروفيسور جريجوري كورتين كبير علماء الأعصاب في فريق البحث والمدير المشارك في مركز "نيوروريستور" (NeuroRestore) "يُظهِر البحث أن الدماغ ضروري للتعافي من الشلل، وتبيّن أن منطقة صغيرة من الدماغ لم تكن معروفة من قبل كانت مسؤولة عن المشي من خلال تنشيط الاتصالات العصبية المتبقية وتعزيز التعافي العصبي".
وفي الواقع لم يتعاف المريضان تماما، ولم يتمكنا إلا من المشي ببطء لمسافات قصيرة باستخدام عصا أو شيء مساعد، ولكن فريق "إي بي إف إل" أظهر بالفعل أنه يمكن استعادة الحركة باستخدام غرسات خاصة في النخاع الشوكي، ويأملون أن يؤدي تحفيز كل من العمود الفقري والدماغ في المستقبل إلى تعزيز التعافي ومساعدة المرضى على المشي لمسافات أطول وأسرع.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إنجازات الأردن تحققت بفضل حكمة قيادته وتكاتف شعبه
صراحة نيوز ـ أكد منتدون، أن إنجازات الأردن المتراكمة تحققت بفضل حكمة قيادته الهاشمية وتكاتف شعبه ووقوفه صفًا واحدًا خلف القيادة الهاشمية ووعي ويقظة قواته المسلحة الباسلة وأجهزته الأمنية فرسان الحق ونشامى القوات المسلحة والأمن العام، حيث أن الأردنيين عند الشدائد والمفاصل التاريخية، هم جسد واحد وصف واحد كالبنيان المرصوص.
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها الحزب الديمقراطي الاجتماعي بمقره في الشميساني الأربعاء بعنوان “في رحاب الاستقلال دروس الماضي وآفاق المستقبل”، وأدارها العميد الركن المتقاعد عبد الله نصير، بمناسبة عيد استقلال المملكة التاسع والسبعين.
وقال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق اللواء المتقاعد “محمد تيسير” بني ياسين، إن الإنجاز الأعظم الذي حققه الأردن كان الحفاظ على أمنه واستقراره رغم الظروف الصعبة التي مر بها الإقليم، خاصة خلال فترة الربيع العربي وغيرها من التحديات الكبيرة التي واجهته واستطاع تجاوزها.
وأشار بني ياسين إلى”أننا اليوم أحوج ما نكون في ظل الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة الكبرى إلى التكاتف والتماسك والحفاظ على وحدتنا الوطنية ونسيجنا المجتمعي المميز والوقوف دائمًا وباستمرار خلف جلالة الملك عبد الله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، من أجل إدامة الإنجازات وتعزيز مسيرة الإصلاحات”.
واستذكر بني ياسين الأوائل من الآباء والأجداد الذين قضوا وبذلوا أرواحهم وسهروا وتعبوا في سبيل هذا الاستقلال ورفعة الوطن والحفاظ على أمنه واستقراره.
وهنأ جلالة الملك عبدالله الثاني، وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، والشعب الأردني والقوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية بهذه المناسبة الغالية على قلب كل أردني وأردنية، مشيرًا إلى المحطات المفصلية في تاريخ الأردن وإنجازاته والتي قادت إلى بناء الدولة الأردنية الحديثة المبنية على ثوابت ومبادئ وطنية راسخة وقيم دستورية أدت إلى استقلال الأردن وتعزيز مكانته القومية والإقليمية والعالمية وتحقيق المزيد من المنجزات في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة.
وأكد، أن التطورات والإنجازات في السياسة الأردنية مبنية في الأصل على ثوابت انطلقت من الشرعية الدينية للقيادة الهاشمية ومن مبادئ الثورة العربية الكبرى واستنادًا إلى الدستور الأردني الحديث، فجاءت سياسة الأردن الحديث لتطوير وتحديث النظم السياسية، وكان آخرها التعديلات الدستورية ونظام الأحزاب ونظام الانتخاب الذي تبناه جلالة الملك وأشرف على تحديثه بنفسه، فكلنا يعلم الظروف المحلية والداخلية والظروف المحيطة والخارجية، واحترام القوانين والشرعية الدولية والقرارات الدولية، والعلاقة الأخوية والتكاملية خدمة للمصالح المشتركة.
وأشار بني ياسين إلى العديد من التحديات التي واجهها الأردن على الساحة العربية والإقليمية والتي كان لها تأثير بشكل أو بآخر على اقتصاده وأمنه واستقراره مما تسبب في استقباله أعداد كبيرة من اللاجئيين والنازحين والناجين بأرواحهم ليجدوا ملاذا آمنًا في بلد تقاسموا مع أبنائه لقمة العيش وعاشوا معا حياة كريمة.
بدوره، قال العميد الركن المتقاعد عبدالله نصير، إن الحديث عن الاستقلال لا يكتمل دون الوقوف باعتزاز أمام الدور الجليل الذي تضطلع به القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي في صون الوطن وحماية منجزاته، فقد حظيت هذه المؤسسات الوطنية برعاية ملكية سامية منذ فجر الاستقلال واستمر هذا النهج راسخا في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية، والذي لم يدخر جهدًا في تطوير امكاناتها ورفع كفاءتها وتسليحها بأحدث الوسائل لتبقى الدرع والحصن المنيع في وجه من تسول له نفسه المساس بأمن الأردن.
من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الألمانية الدكتور بدر الماضي، إن جلالة الملك عبدالله الأول – طيب الله ثراه، أتى بمشروع عربي هدفه توحيد الأمة العربية، مشيرًا أنه واجه آنذاك تحديات، أهمها بناء وحدة المجتمع، وحيث أن أولى الممارسات الديمقراطية في الأردن تمت عام 1929 عندما تم إجراء الانتخابات