الثورة نت:
2025-06-04@11:39:01 GMT

الفتنة الديسمبرية

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

 

 

ظل النظام السابق وعلى مدى عقود من الزمن يُحيك المؤامرات والدسائس بين أبناء البلد الواحد، فعمل جاهداً على إشاعة الفرقة بينهم باسم المذهبية والمناطقية، سارع لشراء ولاءات المشائخ اليمنية لتنفيذ مآربه، جعل من اليمن مجرد حديقة خلفية للسعودية، نهب ثروات الوطن وجعل من تلك الثروات عائدات لا للشعب بل لأفراد أسرته والمقربين من حاشيته فقط.


عانى الشعب في عهده أزمات اقتصادية وجرع تتبعها جرع، ارتفاع في الأسعار، ديون للخارج تُدفع من قوت المستضعفين، حروب أشعلها في ظل حكمه المظلم بداية من حرب صيف 1994م بين شمال اليمن وجنوبه، ومروراً بحروب صعدة الست وانتهاءً بالعدوان السعودي الأمريكي الإسرائيلي على اليمن سنة 2015 م.
لا يذكر له التاريخ صفحة مشرقة واحدة، أو موقفاً مشرفاً، تمر السنون وتتسارع الأحداث ويأتي العدوان الغاشم على اليمن، وتأتي مع هذا العدوان الكثير من التضحيات من شهداء وجرحى وأسرى ومفقودين .
يأتي مع هذا العدوان الحصار والدمار والقتل والتشريد والتجويع والأزمات وانقطاع المرتبات، وفي المقابل وجدت قيادةٌ حكيمةٌ نظرتها مستمدة من القرآن الكريم، أدركت ضرورة أن تُشكل لليمن حكومة وطنية من جميع المكونات السياسية ومن ضمن هذا المكون حزب المؤتمر الشعبي العام والذي كان على رأسه علي عبدالله صالح .
قَبِل به الأنصار على الرغم من كل هو معروف عنه من مكر وخداع وتحايل، قبلوا به على الرغم من ظلمه للناس ومحاربته لهم ست حروب، ومع كل هذا إلا أن ديدنه هو الخيانة والطعن في الظهر .
سنوات طويلة كان يقول فيها بالروح بالدم نفديك يا يمن، إلا أن أفعاله أثبتت أن ما كان يردده في الخفاء بالروح بالدم بعناك يا يمن وبأبخس الثمن، ففي الثاني من ديسمبر ظهر وجهه القبيح كالمعتاد وسقطت الأقنعة وانكشفت الحقائق، ففي هذا اليوم دعا علي عبدالله صالح تلك الدول التي اعتدت على بلده وقتلت من أفراد حزبه الكثير في الصالة الكبرى كأقل جريمة مست بحزبه، ناهيك عن آلاف القتلى والجرحى في أنحاء اليمن، دعا تلك الدول لفتح صفحة جديدة وتناسى كل شيء قد حصل، تناسى الجرائم والمجازر، تناسى تلك الدماء التي سفكت، وتلك الأرواح التي ضحت بنفسها لكي يعيش هذا البلد عزيزاً كريماً، غض الطرف عن كل شيء أصاب يمن الإيمان والحكمة، حينها اختفت تلك الشعارات الوطنية البراقة والجذابة، ولم يكتفِ بذلك وحسب، بل أرد في ذلك اليوم أن تكون فتنة داخلية يقتل فيها الأخ أخاه والجار جاره، أرادها حرباً أهلية تأكل الأخضر واليابس، حرّض فيها الناس إلى أن ينتفضوا ضد بعضهم البعض.
هذا كان مخطط من كان يقول عن نفسه ” أنه الراقص على رؤوس الثعابين ” ذلك الراقص لم يكن همه الوطن يوما، ولم يكن يهتم لشعبه وما الذي سيعيشه أو يكابده من ويلات لو أن تلك الفتنة التي دعا إليها استمرت وتحققت .
خطط هو والخونة من عملاء الداخل وأعداء الخارج، لكن حينها قضى الله أمراً كان مفعولا، كانت إرادة الله الحكيم أن تظهر حقيقته للكثير من الناس الذين كانوا ليل نهار يثقون في وطنيته وحبه لبلده، وأنه من المستحيل أن يأتي منه ما يهدد أمن اليمن واليمنيين، كانت إرادة الله حاضرة بأن يتم تطهير اليمن من رجسه- الذي امتد لسنوات- أن يُقطع دابر القوم من القاعدة المتمثلة في حزب الإصلاح الذي كان يمدهم عفاش بكل ما كان ينقصهم، وسمح لهم بأن يسرحوا ويمرحوا في وزارات ومؤسسات الدولة، فعاثوا فيها فسادا.
كانت إرادة الله بأن تقطع اليد التي كانت تطعن في ظهر المجاهدين والشرفاء، فكان يوم الرابع من ديسمبر الذي أُعلن فيه وأد الفتنة ومقتل الخائن عفاش، لينتصر اليمن من جديد، حينها فقط أصبح اليمن أنظف وأطهر.
كان يوم الرابع من ديسمبر -كما قال عفاش- صفحة جديدة في تاريخ اليمن المشرق، فبمقتله أصبح اليمن يعيش عهداً جديداً خالياً من الخيانة والعمالة، أصبح اليمن حراً مستقلاً قوياً، فلم يعد حديقة خلفية لأحد، صار اليمن بلد يقاتل دفاعاً عن المستضعفين في فلسطين، ونصيراً لمن ناداه من أبناء الأمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع

ندى البلوشي

اليوم، غابت ابتسامةٌ اعتدناها، وانطفأ نور رجلٍ قلّ أن يجود الزمان بمثله. غادرنا إلى جوار ربه الزميل والصديق العزيز، المخرج والفنان والإعلامي القدير محمود أبو صهيب، بعد مسيرة طويلة امتدت لأكثر من ربع قرن من العطاء والتميّز، والعمل الجاد، والخلق النبيل.

عرفته تقريباً منذ أكثر من 30 عامًا، زميلًا في العمل ثم أخًا وصديقًا وأقرب إلى الروح. لم يكن مجرد مخرج محترف أو إعلامي مثقف، بل كان بستانًا أخضر بحق، يفيض عطاؤه على كل من حوله. كل من دخل مكتبه خرج محمّلًا بالنصيحة، ومشبعًا بالراحة، ومطمئن القلب. كانت كلماته بلسماً، وكان حضوره عزاءً، وكرمه لا يُحصى… من زاد الطيب إلى زاد القلب.

كان محمود، رحمه الله، خفيف الظل، حاضر النكتة، ودمث الأخلاق، لا تفارق الابتسامة وجهه، ولا ينقطع عطاؤه في كل مجلس حضره. في مكتبه الصغير، كان الوطن أجمل، والوقت أدفأ. اشتغلنا معًا في برامج كثيرة، تميزت بروحه، وصوته، ولمسته الإبداعية التي لا تُنسى. لم يكن مجرد زميل مهنة، بل كان القلب الذي يوزع الطمأنينة على كل من حوله.

زرته في المستشفى في أيامه الأخيرة، وكان تحت التخدير… راقدًا بصمتٍ عميقٍ يشبه طيبته، وكأنَّ جسده يهمس لنا أن التعب قد نال منه، لكن روحه ما زالت مُعلّقة بالحياة. لم يفتح عينيه، ولم نتحادث، لكن حضوره كان طاغيًا، وصورته كما عرفناها بقيت حاضرة… بابتسامته، بكرمه، وبأثره الكبير في القلب.

اليوم، فقدنا محمود الإنسان، الفنان، المعلم، والصديق. فقدناه، لكن أثره باقٍ، وروحه تظل حيّة بيننا بما تركه من مواقف ومشاعر وأعمال لا تُنسى.

رحمك الله يا أبا صهيب، وجعل الجنة مثواك، وجزاك عنَّا كل خير.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

مقالات مشابهة

  • طفل غزي لتايمز: الطعام الذي كانت أمي ستحضره لنا تضرج بدمائها
  • خطة ذكية تستغلون فيها يوم عرفة
  • أعمال يوم عرفة .. متى تبدأ وماذا نقول فيها؟
  • دقائق فصلت حجاج اليمن عن ضربة إسرائيلية لطائرة كانت ستقلهم من مطار صنعاء إلى جدة!
  • كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
  • سعد الدين الهلالي لعمرو أديب: الشراكة في الأضحية فيها خلاف
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع
  • ما هو وقت الأضحية في الإسلام؟.. اعرف آراء الفقهاء فيها
  • بوريطة: الموقف الذي عبرت عنه المملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء المغربية سيعزز الدينامية التي يعرفها هذا الملف
  • الأشهر الحرم.. تعرف على خصائصها وفضلها وما يجب تجنبه فيها