عربي21:
2025-06-03@12:51:06 GMT

معركة التنمية في سوريا أصعب من إسقاط الأسد

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

بعد 54 عاما من حكم حافظ الأسد منذ عام 1971 وابنه بشار منذ عام 2000، حصلت سوريا على حريتها في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024، خلال عملية ردع العدوان التي استمرت 11 يوما فقط، لتودع سوريا حكم القهر والاستبداد وإعدام الخصوم والسجون المشهورة بالتعذيب، والحزب الواحد وقتل السكان بالبراميل المتفجرة وغيرها من أدوات القمع.



ورغم ما يقال عن استفادة قوات المعارضة من الظرف الزمني المتمثل في تراجع نفوذ حزب الله، ورغبة إيران في التهدئة مع إدارة ترامب القادمة، وانشغال روسيا في حربها مع أوكرانيا، ورغبة حلف الناتو في إبعاد روسيا عن قاعدتها السورية على البحر المتوسط، ورغبة تركيا في تأمين حدودها الجنوبية، وسعي إسرائيل لمعاقبة الأسد لتوسطه في إمداد حزب الله بالسلاح الذي هاجم مدنها ومستوطناتها، فستظل هناك عوامل لم يتم الكشف عنها بعد لتحقيق هذا النصر السريع، وخروج بشار من دمشق.

الواقع الجديد لسوريا هو الأهم، لدينا بتحرر شعب عربي من الطغيان، وهو ما نجمت عنه العديد من الدروس، منها أن الحل الديمقراطي دائما أقل تكلفة للشعوب، فلو تجاوب النظام السوري مع المعارضة لأمكن تجنب هذا الدمار
لكن الواقع الجديد لسوريا هو الأهم، لدينا بتحرر شعب عربي من الطغيان، وهو ما نجمت عنه العديد من الدروس، منها أن الحل الديمقراطي دائما أقل تكلفة للشعوب، فلو تجاوب النظام السوري مع المعارضة لأمكن تجنب هذا الدمار الذي لحق بسوريا منذ عام 2011، وأسفر عن النزوح الداخلي لأكثر من سبعة ملايين نسمه والخارجي لنحو 6.5 مليون من السوريين، والاضطرار إلى العمل المسلح كوسيلة للتغيير، والتي تدخلت بها قوى خارجية لتحقيق مصالحها سواء كانت خليجية أو أجنبية، وانقسام الجغرافيا السورية قبل التحرير ما بين مساحة 63 في المائة كان يسيطر عليها نظام بشار، و26 في المائة تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يغلب عليها الأكراد والمدعومة من الولايات المتحدة، و11 في المائة كانت تسيطر عليها قوات الجيش الحر المدعومة من تركيا.


 نسب عالية من الفقر وتدهور العملة

كما أن الجيوش العربية التي يقوم الحكام باستخدامها لقمع شعوبهم سرعان ما تتخلى عن الطاغية لتنجو بنفسها، ويخلع الجنود ستراتهم العسكرية خشية الانتقام، لكن قياداتها ستُحاسب حتما على دورها في البطش بالشعوب.

وحسنا ما فعلته قيادات المعارضة حين أعلنت أن مؤسسات الدولة ستظل تعمل، تحت إشراف رئيس الوزراء السابق محمد غازى الجلالي حتى يتم تسليمها رسميا، وعدم المساس بمؤسسات الدولة ومنع إطلاق الرصاص في الهواء، لأن المجتمع السوري بحاجة إلى ثمن كل طلقة رصاص لإنفاقها فيما ينفع المجتمع، حيث ورثت المعارضة السورية تركة ثقيلة من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؛ من اقتصاد تراجعت قيمته خلال السنوات الثلاثة عشر الماضية، حسب قيمة الناتج المحلي الإجمالي من 59.1 مليار دولار عام 2010 قبل الحرب الأهلية، إلى أقل من 9 مليارات دولار في العام الماضي حسب بيانات البنك الدولي، كما تراجع مركزها الاقتصادي الدولي من رقم 67 في العالم عام 2010 إلى المركز 153 في العام الماضي، رغم أنها تحتل المركز السابع والخمسين من حيث عدد السكان في العالم.

تدبير الاحتياجات اليومية للسكان يمثل مشكلة رئيسية للحكام الجدد، كذلك قضية الانقسامات ما بين الفصائل المتعددة التي قامت بعملية ردع العدوان، وما بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على مناطق بشرق البلاد، والتي يُخشى من استخدامها من قبل الولايات المتحدة واسرائيل لاستنزاف جهد الحكام الجدد، وهو التدخل المتوقع والذي يمتد إلى باقي الدول المحيطة بسوريا سعيا لتحقيق كل منها لمصالحها
وكذلك معدلات عالية من الفقر والبطالة وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية في بلد كان يعيش فيه 24 مليون شخص، وتدهور سعر الليرة السورية بما يزيد من تكلفة الواردات، في بلد يعاني من العجز التجاري المزمن سلعيا وخدميا، حيث تتدنى إيرادات السياحة بسبب التدهور الأمني ببلد تمتد شواطئه لمسافة 193 كيلومترا على البحر المتوسط، مع ارتفاع معدلات التضخم مما أدى لتآكل القيمة الشرائية للعملة الوطنية، وها هي بطالة الشباب تصل حسب الأرقام الرسمية إلى 29.8 في المائة للذكور و52.6 في المائة للإناث في العام الماضي، كذلك تدني الرصيد من الاحتياطيات من العملات الأجنبية بما لا يكفي للواردات السلعية لشهر واحد.

 مخاطر الانقسامات وامتداد إلهام الشعوب

ومن هنا، فإن تدبير الاحتياجات اليومية للسكان يمثل مشكلة رئيسية للحكام الجدد، كذلك قضية الانقسامات ما بين الفصائل المتعددة التي قامت بعملية ردع العدوان، وما بينها وبين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تسيطر على مناطق بشرق البلاد، والتي يُخشى من استخدامها من قبل الولايات المتحدة واسرائيل لاستنزاف جهد الحكام الجدد، وهو التدخل المتوقع والذي يمتد إلى باقي الدول المحيطة بسوريا سعيا لتحقيق كل منها لمصالحها، سواء تركيا أو حتى إسرائيل، كما يمتد إلى دول الخليج العربي التي لا يسعدها نجاح الثورة السورية، خشية انتشار العدوى إلى البلدان الأخرى كما حدث مع ثورة الربيع العربي، التي امتدت من تونس إلى ليبيا ومصر واليمن وسوريا. ولهذا يتوقع أن تستمر دول عربية ذات نظم قمعية في تشويه صورة الحكام الجدد لسوريا، لصنع عازل بين دورها المُلهم وبين شعوبها المستكينة.

وما زالت هناك تخوفات من الدور المتوقع من جانب إيران وحزب الله وبعض الفصائل العراقية تجاه الحكام الجدد لسوريا، كذلك الموقف الروسي حيث لا يتوقع أن تخسر كل من إيران وروسيا تواجدها الاستراتيجي على البحر المتوسط بسهولة، وذلك في بلد تمتد حدوده البرية لمسافة 2363 كيلومترا، موزعة ما بين خمس دول هي: تركيا بمسافة 899 كيلومترا، والعراق 599 كيلومترا، ولبنان 403 كيلومترا، والأردن 379 كيلومترا، وإسرائيل 83 كيلومترا.

وتمتد المخاطر إلى الدور الأمريكي الذي لن يرضى بدولة قوية مستقرة بجوار إسرائيل يمكن أن تطالب يوما ما بحقها في الجولان المحتلة، أو تشكل مصدر خطر على أمن إسرائيل، كما يُخشى من الموقف الأمريكي الذي تعود استخدام التنظيمات المسلحة كأداة لتحقيق أغراضه وبعد ذلك يقوم بالتخلص منها!

x.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الأسد سوريا ردع العدوان الاقتصادية سوريا اقتصاد الأسد تنمية ردع العدوان مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکام الجدد فی المائة ما بین

إقرأ أيضاً:

موقع عبري يفضح تفاصيل خطة مجنونة تنفذها إسرائيل داخل سوريا لتحقيق هدف استراتيجي وحلم كبير

إسرائيل – في خطوة تكشف عن تحول استراتيجي في مقاربة إسرائيل لحدودها الشرقية والشمالية والجنوبية، أقرت حكومة نتنياهو مؤخرا المرحلة الأولى من خطة شاملة أعدتها منظمة “الحارس الجديد”.

و”الحارس الجديد” هي “منظمة صهيونية ذات طابع اجتماعي وتعليمي أقيمت في العام 2007، تسعى إلى ربط أمن الحدود بالاستيطان والتعليم الديني والتجنيد العقائدي”.

ولأول مرة تكشف أوساط “الحارس الجديد” كيف ستصبح الحدود الإسرائيلية محصنة.

وتهدف الخطة إلى تعزيز المستوطنات القائمة وتوسيعها، وإقامة مستوطنات جديدة في مناطق نائية قرب الحدود، إلى جانب إنشاء مدارس دينية وكليات عسكرية، وقرى طلابية ومزارع شبابية، بما يعيد تشكيل ما تعتبره المنظمة “الخط الأول للدفاع عن إسرائيل” في حال وقوع هجوم مفاجئ على غرار عملية 7 أكتوبر.

وفي مقال نشرته صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية للكاتبة الإسرائيلية حنان غرينوود تحت عنوان “من الشمال حتى الجنون.. الخطة الاستيطانية لتعزيز الحدود الشرقية”، تقول غرينوود “إن خطة منظمة “الحارس الجديد” التي ستغير الطريقة التي تتعامل فيها إسرائيل مع حدودها تتضمن 11 نقطة من جبل الشيخ عبر هضبة الجولان وحتى وادي عربة”.

قبل عملية 7 أكتوبر فهموا في المنظمة أن الوضع الحالي لا يمكنه أن يستمر، فمنذ 2021 وقبل أسابيع قليلة من نشوب اضطرابات “حارس الأسوار”، انعقد مؤتمر أول من نوعه حول الجريمة في المناطق الحدودية في إسرائيل.

وبعد وقت قصير من ذلك وفي أعقاب الاضطرابات، بدأ الحديث عن إقامة الحرس القومي.

وبالتوازي عملت المنظمة على إقامة قرى طلابية في مناطق قليلة السكان لأجل تعزيز تلك المستوطنات.

وتضيف الكاتبة أن 7 أكتوبر أكدت الفهم بأن هناك حاجة لخطوة أوسع بكثير تعود عميقا إلى المصادر الأصلية إلى سنوات إقامة إسرائيل.

وتضيف الكاتبة: “في العقد الأول من الدولة كان يغئال ألون قلقا جدا.. قاد القتال المتحدي والدراماتيكي في حرب الاستقلال.. وفهم أنه بدون حدود قوية جدا فإن الخطر عليها سيزداد”.

وتوضح أن ألون اعتقد أنه يجب إقامة تجمعات سكانية قوية مدربة ومزدهرة، فهم من سيتيحون العمق الاستراتيجي لإسرائيل ويصدون بأنفسهم العدو إلى أن يصل الجيش الكبير.

ووفق حنان غرينوود فإن النقطة الأعمق شمالا ستكون في سفوح جبل الشيخ، التي ستنضم إلى “نافيه أطيب”.

وهذه النقاط الإسرائيلية إلى جانب مسعدة ومجدل شمس تحول المنطقة إلى مرسى قوي بشكل خاص في منطقة تلقت منذ وقت قصير تعزيزا استراتيجيا في شكل تاج جبل الشيخ.

وفي هضبة الجولان، يخططون في “الحارس الجديد” لإقامة نقطتين قرب الحدود مع سوريا تعززان جوهريا الاستيطان في شمال الهضبة، الأولى ستكون شرق مروم غولان وعين زيفان قبالة القنيطرة وعلى مسافة غير بعيدة من عيمق هبكا، أما الثانية بين الونيه هبشان وكيشت بهدف جعل التجمعين الاستيطانيين المجاورين “حصنا” حسب عقيدة يغئال ألون.

وتذكر حنان أن خطة “الحارس الجديد” ترتبط بقرار الحكومة الذي اتخذ قبل بضعة أسابيع وفي إطاره ستقام أنوية الشبيبة المقاتلة “ناحال”، كليات عسكرية تمهيدية، أنوية تسبار، مدارس دينية، ومدارس دينية حريدية، وكذا إقامة مزارع، وقرى طلابية، ومساكن مؤقتة للسكان الجدد في البلدات القائمة لأجل تعزيز الحدود الشرقية.

وبينت أنه وقبل 7 أكتوبر، كان المفهوم الأساس في كل أرجاء إسرائيل أن الجدران هي أسوار محصنة، حائط حديدي لن يرغب العدو في اجتيازه، وقد انهار هذا المفهوم تماما.

وفي السياق، صرح مؤسس ومدير عام “الحارس الجديد” يوئيل زلبرمان: “علينا الآن أن نخلق مناطق تربط بين المستوطنات التي ستعمل بتكافل وتعاون تتدرب معا، تعمل معا، وتبني فكرة التحصينات التي عرضها يغئال ألون”.

ويشير يوئيل زلبرمان: “علمنا 7 أكتوبر أنه يجب إجراء تعديل ثوري على فهمنا لحدودنا وأن نبني خطوط دفاع جديدة لإسرائيل.. الحدود الشرقية هي الأكثر إلحاحا لكن بعد ذلك يجب نقل هذا النموذج إلى حدود سوريا، مصر، ولبنان، وبعد أن نرى ما سيحصل في المستقبل في غزة إلى هناك أيضا.. هناك حاجة لنكثف بشكل دراماتيكي المستوطنات نفسها ونقيم مستوطنات ونقاطا جديدة تجعل حدودنا آمنة”.

المصدر: “إسرائيل هيوم”

مقالات مشابهة

  • وزير الإنتاج الحربي: حريصون على التعاون مع مختلف الجهات لتحقيق التنمية الشاملة
  • سوريا تحديات أمنية واقتصادية بعد 6 أشهر من عزل الأسد
  • موقع عبري يفضح تفاصيل خطة مجنونة تنفذها إسرائيل داخل سوريا لتحقيق هدف استراتيجي وحلم كبير
  • جلالة الملك يحدد أربعة ركائز لتحقيق التنمية الشاملة في أفريقيا
  • نائب رئيس المؤتمر: دعم الدولة للقطاع الخاص حجر الزاوية لتحقيق التنمية المستدامة
  • ألمانيا ترحب بالتقدم في المحادثات بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية
  • البورصة السورية تستأنف التداول لأول مرة منذ سقوط النظام
  • عاجل. أوكرانيا: الجيش الروسي أطلق علينا 3 صواريخ باليستية و80 طائرة مسيّرة وقد تم إسقاط 15 منها وتحييد 37
  • بعد التوجيه الرئاسي| برلماني يوضح أهمية تحفيز الاستثمار في مصر لتحقيق التنمية
  • أخطاء التي يقع فيها الحجاج.. تصرفات شائعة احذر منها