هيئة مكافحة الفساد: لتوحيد الصفوف من أجل بناء مجتمع يقوم على العدالة
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
هنأت "الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد"، "اللبنانيين كافة بالتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار الذي نأمل ان يستمر ويتحول الى استقرار دائم"، كما هنأت "المعنيين كافة بحلول هذا اليوم الذي ارادته الجمعية العامة للامم المتحدة يوماً دولياً لاذكاء الوعي بالفساد والتركيز على دور الاتفاقية الدولية في مكافحته ومنعه وللتذكير باهمية تضافر الجهود بين كل الدول في هذا السبيل"، وحيت "الجهات المحلّية والدولية كافة على دعمها المتواصل لها والوقوف الى جانبها في كل محطة مفصلية وفي مختلف الازمات التي مرّ ويمرّ بها الوطن".
واعتبرت ان "مكافحة الفساد ليست خياراً بالنسبة الينا، بل هي اولوية نطمح لاحراز تقدم ملموس ازاءها حتى نكون قد قمنا بواجبنا الوطني تجاه شعبنا"، واوضحت ان "ما انجزته الهيئة حتى اليوم بامكاناتها المتواضعة ليس بالقليل. فهي بالرغم من الحروب والانهيارات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي اصابت وطننا، وبالرغم من العقبات والعرقلات التي اعترضتها منذ بدء عملها في 17/2/2022 ، لم تتوان يوماً عن القيام بواجباتها الملقاة عليها قانوناً، فثابرت على تلقي كشوفات الذمة المالية والمصالح من الاشخاص الملزمين بها حتى في أقسى الظروف صعوبة، كما ثابرت على تلقي شكاوى حق الوصول الى المعلومات واصدرت ما يزيد عن ثلاثين قراراً فيها وقامت باعداد تقرير شامل حول مدى التزام الادارات المركزية والمحلية بقانون حق الوصول الى المعلومات. وباشرت باعداد تقريرها حول تقييم مخاطر الفساد في قطاعات رئيسية معرضة لها. كما باشرت باجراء الاستقصاءات في عدد من القضايا المهمة تمهيداً لاحالتها الى المراجع المختصة وشكلت دائرة استعادة الاموال المتأتية عن جرائم الفساد بعد اقرار نظامها الداخلي. فضلاً عن ذلك انجزت الهيئة تجهيز الجزء الاكبر من مقرّها وبات لديها موقع الكتروني متاح للعموم تنشر عبره كل المعلومات المتوفرة لديها. كما عقدت عدة مذكرات تفاهم مع جامعات لبنانية لنشر ثقافة النزاهة فيها وفي المجتمع ككل، ومع عدد من نظيراتها في الوطن العربي وانتسبت الى شبكتين دوليتين لمكافحة الفساد تعزيزاً لدورها في التعاون بين الدول وتبادل المعلومات، توصلاً الى ملاحقة الاموال والاشخاص الضالعين في جرائم الفساد. وفوق ذلك كله، ونتيجة الحرب الاخيرة التي شنت على لبنان، وما خلفته من نزوح ودمار واستشهاد وجرح الآلاف من اللبنانيين، بادرت الهيئة الى ممارسة دورها الرقابي على الاجهزة المولجة باستلام وتوزيع المساعدات القادمة الى لبنان منعاً لحصول اي عمليات فساد فيها. واصدرت تعاميم ومراسلات في هذا الخصوص لذوي الشأن. ولا زالت تتابع هذا الامر مع الجهات المعنية لضمان سلامة هذه العملية، والسعي الى محاسبة كل من يعرقل او يسيء اليها".
ودعت الهيئة الى "تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف من أجل بناء مجتمع يقوم على العدالة وتكافؤ الفرص، مجتمع تسود فيه ثقافة النزاهة وتحترم فيه سيادة القانون. آملين ان يوفقنا الله في ما نسعى اليه، لما فيه خير هذا الوطن وشعبه الأبي".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مشعر عرفات.. قلب الحج النابض وموقف عظيم يشهد على توحيد الصفوف
يُعدُّ مشعر عرفات من أهم المشاعر المقدسة وأبرز محطات الحج، بل هو الركن الأعظم الذي لا يصح الحج إلا بالوقوف فيه، كما جاء في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الحج عرفة”، إذ يقف فيه الحجاج في يوم غدٍ التاسع من شهر ذي الحجة، في مشهد إيماني مهيب، يوحد فيه ضيوف الرحمن مشاعرهم وقلوبهم متجردين لله سبحانه وتعالى.
ويقع المشعر على بُعد نحو “18” كم2 من المسجد الحرام، و”10″ كم2 من مشعر منى، و”6″ كم2 من مشعر مُزدلفة، وَيقرب طول وعرض مشعر عَرفة ميلين، وهو سَهل مُنبسط مُحاط بسلسلة من الجِبال على شكل قوس، ويتسم بهدوئه وروحانيته التي تميّزه عن غيره من المشاعر، إذ لا تُقام فيه إقامة دائمة أو مبيت دائم، ويكون وقت الوقوف فيه من بعد زوال شمس يوم التاسع إلى فجر اليوم العاشر.
ويحمل مشعر عرفات رمزية دينية عظيمة، حيث وقف عليه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع، وخطب خطبته الشهيرة التي أرست فيها المبادئ الكبرى لحقوق الإنسان، وأعلن فيها تمام الدين بقوله تعالى: “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا”، وهو ما يجعل من هذا المشعر موضعًا ذا بُعد إيماني وتشريعي في الوجدان الإسلامي.
ويتجلى في يوم عرفة أعظم مظاهر المساواة والتجرد من الفوارق بين البشر، حيث يتساوى الجميع في اللباس والدعاء والتضرع، ويتّجهون نحو الله تعالى في موقف جامع تُرفع فيه الأيدي وتُسكب فيه العبرات، راجين عفوًا ورحمة وغفرانًا.
وعبر قرون طويلة، كان مشعر عرفات يشهد تجمع الحجاج في ظروف مختلفة من حيث السبل والخدمات، حيث كانت تنصب الخيام المؤقتة ويستخدم الحجاج وسائل تنقل تقليدية للوصول إلى المشعر، ما جعل المشقة جزءًا من الرحلة الروحية، قبل أن تشهد العقود الأخيرة نقلة تطويرية غير مسبوقة.
وحظي مشعر عرفات باهتمام خاص ضمن المشاريع الكبرى التي تنفذها حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030، الرامية إلى؛ تعزيز جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
واستهدفت “كِدانة” تظليل وتطوير “85” ألف متر مربع من ساحة مسجد نمرة وتظليلها بـ “320” مظلة و”350″ عمود رذاذ، وتشجير المنطقة، مما يسهم في إثراء تجربة ضيوف الرحمن، كما حددت مساحة “60” ألف متر مربع لتظليل وتبريد المسارات بمشعر عرفات، وتزويدها بمراوح رذاذ لتقليل تأثير حرارة الشمس المباشرة.
وتشهد ساحة عرفات وجودًا ميدانيًا مكثفًا للجهات الحكومية من مختلف القطاعات الأمنية والطبية والبلدية، حيث يتم تشغيل مستشفى جبل الرحمة، وعدد من المراكز الصحية والنقاط الإسعافية المنتشرة في نطاق المشعر، لاستقبال الحالات الطارئة وتقديم الرعاية الفورية.
كما تم دعم المشعر بأنظمة إلكترونية لمراقبة الحشود والتحكم بالحركة، إلى جانب توزيع فرق للتوعية والإرشاد، وتوفير ترجمة فورية بـ “34” لغة لخطبة عرفة، فضلًا عن توظيف تطبيقات ذكية تساعد الحاج في تحديد موقعه ومعرفة مواعيد التفويج والانتقال.
اقرأ أيضاًالمجتمعبنك البلاد يحصد “الدرع الفضي” من يوتيوب كأول مؤسسة مالية سعودية
ويتوسط مشعر عرفات جبل الرحمة، والذي يُعدُّ معلمًا بارزًا وذا رمزية خاصة، إذ ورد في الأحاديث أنه الموضع الذي وقف فيه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، واشتهر بعدة أسماء منها: جبل الدعاء: لدعاء كثير من الحجاج المسلمين عليه في ذلك اليوم العظيم، وجبل الموقف: لوقوف النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا المكان في حجة الوداع.
ويُعدُّ كذلك مسجد نمرة أحد أبرز المعالم الإسلامية في مشعر عرفات، حيث يستوعب في يوم عرفة أكثر من “350” ألف مصلٍ لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، ويمتد المسجد على مساحة “110” آلاف متر مربع، ويضم “6” منارات بارتفاع “60” مترًا لكل منها، و”3″ قبب، و”10″ مداخل رئيسة تحتوي على “64” بابًا.
ويتضمن المسجد “610” مكيفات دولابية و”59″ وحدة فريش إير، و”185″ مروحة رذاذ في ساحاته، إضافة إلى “10” آلاف متر مربع من مساحته، و”37″ كاميرا داخلية، و”35″ كاميرا خارجية للمراقبة، فيما يضم “700” دورة مياه للرجال، و”300″ دورة مياه للنساء، ويعمل فيه أكثر من “176” فنيًا وعاملًا خلال ذروة موسم الحج.
وشهد المسجد تنفيذ عدد من المشاريع التطويرية خلال السنوات الأخيرة، أبرزها مشروع تهيئة وتلطيف الساحة الخلفية بقيمة تجاوزت “3” ملايين ريال، ومشروع سقيا الحجاج بتكلفة تخطت “2.2” مليون ريال.
ويجسد مشعر عرفات في كل عام مشهدًا فريدًا لوحدة الأمة الإسلامية، وهوية مكانية ذات قدسية راسخة، تتجلى فيها المقاصد الكبرى للحج، ويتجدد فيها عهد المملكة وقيادتها بخدمة الإسلام والمسلمين، من خلال تسخير الإمكانات والقدرات كافة لخدمة ضيوف الرحمن.