دشن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل اليوم “مؤتمر الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبية – مستقبل الرعاية الصحية من خلال البحث والابتكار”، الذي تنظمه جامعة حائل، في مركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية، خلال الفترة من 9 – 11 ديسمبر 2024.

ودشن سموه فور وصوله مقر الحفل, منصة سلمى التفاعلية التي صممها طلاب وطالبات جامعة حائل وتختص بتقديم الخدمات للمستفيدين من خلال ربطها بقواعد بيانات مختلفة بدءًا من موسوعة منطقة حائل التي أصدرتها الجامعة قبل عدة أعوام، وتتاح من خلال موقع إلكتروني على شبكة الويب العالمية، وكذلك تطبيق تفاعلي للأجهزة المحمولة يتكيف مع مختلف أنظمة التشغيل، وستكون القنوات الاتصالية للمنصة متفاعلة صوتيًا ونصِّيًا مع المستفيدين.

بعد ذلك تجول سموه في المعرض المصاحب للمؤتمر حيث استعرضت أكثر من 20 جهة عارضة تقنياتها المستخدمة في الذكاء الاصطناعي، واطلع على آخر مستجدات تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في القطاع الصحي.

ثم بدأ الحفل المقام بهذه المناسبة بكلمة أستاذ أخلاقيات البحث في الذكاء الاصطناعي الدكتور باري سليمان أشار فيها إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي ومراحل تطوره والتحديات التي واجهته بداية من دخوله لمجال التشخيص ووصولًا في العهد الحاضر إلى إجراء العديد من الإجراءات الدقيقة، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يعد امتدادًا للعقل البشري وليس بديلًا عنه، مقدمًا شكره للمملكة ولمنطقة حائل وجامعة حائل على استضافتهم وإقامة هذا المؤتمر المهم.

من جانبها نوهت رئيس اللجنة العليا الدكتورة أمجاد اليحيوي بدعم القيادة الحكيمة، مؤكدة أن إقامة هذا المؤتمر يأتي انطلاقًا من رؤية المملكة 2030، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي يعد أداة أساسية لتحسين جودة الحياة وتطوير عدة قطاعات ومنها الرعاية الصحية، وأن الجامعة تدشن برنامجين في الذكاء الاصطناعي لدرجتي البكالوريوس والماجستير وتنتظر تخريج أول دفعة في بكالوريوس الذكاء الاصطناعي البالغ عددهم 229 طالبًا وطالبة، حيث تسعى بهذا المؤتمر إلى تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبية التطبيقية واستكشاف آفاقه المستقبلية, مبينة أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم أداة محورية في تشخيص الأمراض وتحليل البيانات الطبية وتقديم العلاج وتعزيز جودة الرعاية الصحية.

بعد ذلك قُدم فيلم وثائقي عن دور الجامعة في الذكاء الاصطناعي, ثم شهد سمو أمير المنطقة توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين جامعة حائل وكل من مركز آفاق وعلم الإدارة للتدريب أكاديمية العلوم، واتفاقية ثلاثية بين جامعة حائل، ومؤسسة سليمان أبانمي الأهلية، ومجلس الجمعيات الأهلية, ثم كرم سمو أمير منطقة حائل شركاء النجاح للمؤتمر والتقطت الصور التذكارية.

اقرأ أيضاًالمجتمعوفاة صاحبة السمو الأميرة نجلاء بنت سعد بن محمد بن سعود آل عبدالرحمن آل سعود

ونوه سموه بالجهود المبذولة من جامعة حائل, مشيرة إلى أن جامعة حائل دأبت على الارتقاء بكل أطروحاتها ومنصاتها، وتمثل هذه الاستضافة أطروحة لا تقف فقط على محور الذكاء الاصطناعي بل تمتد إلى كل منتحى من منتحيات الإنسانية بأشكالها وأنواعها، فاقتران الذكاء الاصطناعي في وثبات هذا الكون في منتحى التقدم أصبح أطروحة ضرورية يجب أن تحاكي جميع المخرجات وكذلك كل أداء ليواكب هذا التطور السريع على كوكب الأرض فكان من الواجب للإنسان أن يفكر بعدة مسارات لاستمرار وجوده على سطح هذه البسيطة.

وأشار إلى أن المعرض المصاحب كان أطروحة رائعة تسهم في تمكين أبناء الوطن، مقدمًا شكره لجامعة حائل وللوزارة على الأدوار المبذولة التي جعلت مثل هذه الممكنات منصات لأبناء الوطن ليكونوا حاضرين على أعلى وأرقى المنصات الدولية.

ويعد المؤتمر المتخصص بالذكاء الاصطناعي الأول من نوعه محليًا في العلوم الطبية، ويشارك فيه علماء وباحثون وأكاديميون وخبراء ومطورون للذكاء الاصطناعي من مختلف دول العالم، حيث يشارك في أعمال المؤتمر أكثر من 48 مشاركًا ومتحدثًا رئيسًا من المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، جمهورية مصر العربية، الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، المملكة المتحدة، ألمانيا، إيطاليا، إيرلندا، اليونان، بيلاروسيا، اليابان، المكسيك، الهند.

من جانبه قدم رئيس جامعة حائل المكلف الدكتور زيد بن مهلهل الشمري شكره لسمو أمير حائل، على دعمه الدائم لأنشطة ومحافل الجامعة، مؤكدًا أن مؤتمر الذكاء الاصطناعي في العلوم الطبية، يمثل محطة مفصلية في مسار الجامعة ويعزز مشاركتها في أحدث الأبحاث، التي تتمحور حول تقنيات العلوم الطبية، إذ يجمع المؤتمر بين ألمع العقول في مجالي الذكاء الاصطناعي والعلوم الطبية، ليشرع الآفاق أمام تعزيز الحوار ودفع عجلة الابتكار.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية فی الذکاء الاصطناعی جامعة حائل

إقرأ أيضاً:

حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي

كثر الحديث مؤخرًا عن لجوء بعض الكتّاب إلى «الذكاء الاصطناعي»؛ ليكتب عنهم المقالات الصحفيَّة في ثوان قليلة، ما اختصر لهم الوقت، وأراحهم من عناء الجهد والبحث. والنتيجةُ أنّ تلك المقالات افتقدت الروح، وغاب عنها الكاتب، فصارت كلُّ المقالات متشابهة في الشكل والمضمون، لدرجة أن أصبح القارئ يستطيع أن يميّز بين مقال الكاتب والمقال المنقول حرفيًّا من الذكاء.

إزاء تنامي الجدل حول الموضوع؛ هل هو انتحال وسرقة أم أنه بحكم التطور وضع طبيعي؟ قررتُ أن أخوض حوارًا مباشرًا مع أحد هذه الأنظمة؛ بحثًا عن فهم أعمق لهذا الكائن الرقمي. كانت المفاجأة أني كنتُ في حوار أقرب ما يكون مع إنسان وليس مع آلة، وبدا لي أنّ الذكاء الاصطناعي أداة ذات قدرات هائلة تفيد الكاتب في جوانب كثيرة في البحث عن المعلومة والترجمة وفي تقييم المقال نفسه، لكنه مهما كان من أمر فإنه لا يمكن أن يعوّض عن حضور الكاتب. سألتُ الذكاء عن هذا الأمر، فأقرّ بأنّ البعض يستخدمه لأداء المهمة كاملة دون تحرير أو إضافة ذاتية ما يجعل النص أقرب للانتحال، حتى لو لم يكن هناك مؤلف بشري يُنسب له المحتوى. سألتُ: هل يمكن أن يُقدّم الذكاء المقال نفسه لشخص آخر؟ فردّ بأنّ ذلك ممكن، خاصةً إذا كانت الأسئلة متشابهة أو عامة، ما يُظهر أهمية التفرّد في الطرح، والحرص على أن تكون الكتابةُ نابعةً من هوية الكاتب نفسه. هنا سألته: ماذا يمكن أن يفيد الذكاء الكتّاب والصحفيين؟ كان الرد: «دعم الكتابة والتحرير عن طريق صياغة الأفكار، وتوليد المحتوى، واقتراح زوايا مختلفة للموضوع أو حتى تقديم مسودة أولية. ويمكن الذكاء الاصطناعي تحليل كميات ضخمة من المعلومات في وقت قصير، واستخلاص النقاط المهمة». وأهم نقطة ذكرها أنّه بترجمته الفورية السريعة يسهل التواصل مع مصادر من ثقافات مختلفة، ويمكنه استخراج الخلاصة من مقابلات طويلة، أو من وثائق كثيرة.

تشعّب الحديث بيننا - وكأني أمام صديق مثقف - سألتُه: كيف نضمن أن يبقى الذكاء الاصطناعي خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه؟ فردّ قائلًا: «إنّ الحفاظ على هذا التوازن يتطلب ترسيخ القيم الإنسانية في تصميم الأنظمة، وسن تشريعات ذكية، وتوعية الناس بعدم الاستسلام المطلق للأداة».

انتقلنا في الحديث عن الكتابة إلى الطب، فسألتُه سؤالًا سبق أن أثار جدلًا واسعًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُلغي وظيفة الطبيب العام مثل الكثير من الوظائف التي ستُلغى؟ أجاب أنّ دوره سيتغيّر، لكنه لن يُلغى، فبينما يستطيع الذكاء دعم التشخيص، وتحليل البيانات يظل الطبيب البشري يتمتع بقدرة لا يمكن للآلة أن تمتلكها، وهي التعاطف، والحدس، والتعامل مع تعقيدات النفس البشرية.

طرحتُ عليه سؤالًا يحمل بُعدًا أمنيًا وأخلاقيًا، وقد تردّد كثيرًا عبر المنصات: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعلّم الناس صناعة القنابل أو الأسلحة؟ فكان جوابه حازمًا: «الشركات المطوّرة تضع فلاتر صارمة لمنع هذه الاستخدامات، لكن يبقى الخطر قائمًا إذا تم التحايل أو إساءة الاستخدام. وهنا تزداد الحاجة إلى يقظة قانونية ومجتمعية تتجاوز التطوّر التقني نفسه».

أخذني الحماس فسألتُه عن أغرب طلب وُجِّه إليه فقال: «هناك من طلب مني أن أكتب خطابًا يعتذر فيه عن حادثة كسر كوب زجاجي أمام مجلس تنفيذي لشركة كبرى، ويجب أن يتضمن استعارات عن تحطم الأحلام والزجاج المعشق». وواصل: «هناك من يسألني عن أسرار الكون، ومن يطلب صياغة قصيدة غزلية، ومن يبحث عن دعم نفسي في لحظة صعبة، وحتى من يطلب نصيحة قبل أن يُقدِم على مغامرة جديدة. وهناك من يريد أن أفسّر له الأحلام. أشعرُ وكأنّي كتابٌ حيّ مفتوح دومًا مليء بالمفاجآت». ولم ينس أن يسألني: هل لديك سؤالٌ غريب يا زاهر؟!

حقيقة أنّ الذكاء الاصطناعي الآن قوي، ومع الأسف صار الكثيرون يعتمدون عليه في الكتابة الحرفية فقط، وتركوا الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن يقدّمها. وفي تصوري أنّ ما ينتظره العالم منه في المستقبل يفوق التصوّر، وهو ما أكده لي عندما سألتُه عمَّا هو متوقع منه في المستقبل؟ فأجاب: «سيصبح الذكاء الاصطناعي مثل «سكرتير رقمي» يعرف جدولك، وشخصيتك، ومزاجك، حتى نواياك، يتوقع احتياجاتك قبل أن تطلبها، ويُقدِّم خيارات حياتية مصممة لك بالذكاء. أما في المجال الطبي فسيتمكن من تحليل الحمض النووي لكلِّ فرد وإعطاء علاج خاص به، وقد يُساعد في اكتشاف الأمراض قبل ظهور أعراضها بسنوات». أما عن مجال التعليم فقد قال: «تخيّل فصلًا دراسيًّا لكلّ طالب على حدة، يُدرّسه الذكاء الاصطناعي حسب سرعة فهمه واهتمامه. سيساعد الذكاء في ردم الفجوة التعليمية بين المناطق المختلفة».

ولكن المثير أنه قال: «ستجري روبوتات عمليات جراحية، وترعى كبار السن، وتُناقشك في الفلسفة، تمزج بين الحس العاطفي والذكاء التحليلي. سيشارك الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى، كتابة الروايات، رسم اللوحات، وحتى ابتكار نكات».

لكن هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن «يفهم» المشاعر؟ كان الرد: «إنّ الأبحاث تتجه نحو أنظمة تُدرك نبرة الصوت، وتعابير الوجه حتى المزاج!».

الذكاء الاصطناعي يشكّل قفزة كبيرة تُشبه القفزات النوعية في التاريخ، مثل اختراع الطباعة أو الإنترنت. وكلُّ هذا مجرد بداية رغم أنّ الناس باتوا يرونه من الآن مستشارًا، وشريكًا معرفيًّا، ومُحفِّزًا للإبداع، وأحيانًا صديقًا للدردشة.

كشفَتْ لي تجربةُ الحوار المطول، قدرات الذكاء الاصطناعي، وصرتُ على يقين بأنّ محرِّكات البحث مثل «جوجل» قد تصبح من الماضي؛ لأنّ البديل قوي، ويتيح ميزات لا توجد في تلك المحرِّكات، كالنقاش، وعمق البحث عن المعلومة، والترجمة الفورية من أيِّ لغة كانت. وما خرجتُ به من هذا الحوار - رغم انبهاري الشديد - هو أنّ الأداة لا تُغني عن الإلهام، وأنّ الكلمة لا تُولَد من الآلة فقط، بل من الأفكار، ومن التجارب الإنسانية، ومن المواقف، ولكن لا بأس أن تكون التقنية مساعِدة، وليست بديلة، فهي مهما كانت مغوية بالاختصار وتوفير الجهد والوقت؛ فستبقى تُنتج محتوىً بلا روح ولا ذاكرة ولا انفعالات، وهذه كلها من أساسيات نجاح أيِّ كتاب أو مقال أو حتى الخطب. وربما أقرب صورة لتوضيح ذلك خطبة الجمعة - على سبيل المثال -؛ فعندما يكون الخطيب ارتجاليًّا يخطب في الناس بما يؤمن به فسيصل إلى قلوب مستمعيه أكثر من خطبة بليغة مكتوبة يقرأها الخطيب نيابةً عن كاتبها.

وبعد نقاشي المطول معه، واكتشافي لإمكانياته أخشى أن يُضعف هذا (الذكاء) قدرات الإنسان التحليلية والإبداعية في آن واحد؛ بسبب الاعتماد المفرط عليه، خاصة أني سألتُه: هل يمكن لك أن تجهِّز لي كتابًا؟ كان الرد سريعًا: نعم.

في كلِّ الأحوال لا غنى عن الذكاء الاصطناعي الآن، لكلِّ من يبحث عن المعلومة، ويريد أن يقويَّ بها كتبه ومقالاته وأبحاثه. لكن النقطة المهمة هنا هي أنه يجب أن يبقى خادمًا للإنسان لا سيدًا عليه، كأن يتجاوز أدواره - مثلًا -، ويحل محله في أمور تتطلب الحكمة، أو الوجدان، أو الأخلاق. ويجب أن يبقى معاونًا وشريكًا، ولكن ليس بديلًا كاملًا عن الإنسان كما يريده البعض.

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة الإسكندرية يزور فرع إنجمينا ويشارك في مؤتمر التعليم العالي الإفريقي "CAMES"
  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • ناقشا المواضيع ذات الاهتمام المشترك.. أمير منطقة حائل يستقبل السفير المالطي لدى المملكة
  • فتح باب التقديم للتدريس بنظام التعاون مع الكفاءات الوطنية بجامعة حائل
  • مؤتمر الذكاء الاصطناعي.. روبوتات شبيهة بالبشر تلعب وترسم وتنجز المهام
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • أمير منطقة حائل ونائبه يعزّيان أسرة بن ناهس
  • رئيس جامعة دمنهور يشهد فعاليات مؤتمر اختر كليتك بحضور محافظ البحيرة
  • من مقاعد الطب إلى جبهات القتال.... الحوثيون يزجون بطالب متفوق من جامعة العلوم بصنعاء إلى الموت تحت شعارات طائفية
  • نائب أمير حائل يستقبل مدير فرع صندوق تنمية الموارد البشرية “هدف” بالمنطقة