غدًا.. الفيفا يحسم استضافة السعودية لكأس العالم 2034
تاريخ النشر: 10th, December 2024 GMT
البلاد- جدة
يحسم الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» في اجتماعه الاستثنائي المقرر غدًا الأربعاء قرار استضافة السعودية لكأس العالم 2034 .
وكشف «الفيفا» عن أنه سيعقد اجتماعًا استثنائيًا عبر شبكة الإنترنت لتحديد الدول المستضيفة لبطولتي كأس العالم 2030 و2034.
وأشار الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى أن الاجتماع الاستثنائي يأتي وفقًا للمادة 25 الفقرة 3 والمادة 61، الفقرة 3 من النظام الأساسي للفيفا، مضيفًا أنه استند على المادة 25 الفقرة 5 من النظام الأساسي في عقد الاجتماع بشكل استثنائي عبر شبكة الإنترنت.
وكان «الفيفا» صادق على أن يكون الملف المشترك بين المغرب والبرتغال وإسبانيا هو الملف الوحيد لاستضافة كأس العالم 2030، كما صادق على الملف السعودي لاستضافة مونديال 2034 على أن يعلن القرار الرسمي بشأن الاستضافة في اجتماعه غدًا.
تسليم الملف
بمباركة من الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – سلمت المملكة العربية السعودية في 29 يوليو الماضي ملف الترشح لاستضافة بطولة كأس العالم 2034، وذلك خلال حفل نظمه الاتحاد الدولي في باريس.
وفي أغسطس الماضي، أعلن «الفيفا»، عن تفاصيل الملف السعودي لاستضافة مونديال 2034، كاشفًا عن خمس مدن، هي الرياض وجدة والخبر وأبها ونيوم، تم اعتمادها لاحتضان مباريات البطولة.
وبحسب بيان «الفيفا» فإن المدن السعودية الخمس المستضيفة للمونديال ستتزين بـ15 ملعبًا متطورًا؛ منها 11 ملعبًا جديدًا بالكامل، حيث ستضم الرياض ثمانية ملاعب مُخصّصة لاستضافة المباريات، بما فيها ملعب الملك سلمان الجديد الذي يتسع لأكثر من 92 ألف متفرج، والمقرر أن يستضيف مباراتي الافتتاح والنهائي.
يشار إلى أن الرغبة السعودية في تنظيم مونديال 2034 تأتي ضمن خطوات تستهدف أن تصبح السعودية قوة رياضية عالمية تستضيف أبرز البطولات والأحداث، ومنها كأس آسيا 2027، ودورة الألعاب الآسيوية 2034، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029.
رحلة الملف السعودي
يمثل الإعلان عن تقديم السعودية ملف استضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم إنجازًا تاريخيًا، لم يتحقق بين عشية وضحاها، بل جاء نتيجة سنوات من التخطيط الدقيق والاستثمارات الجريئة، والالتزام بتحويل البلاد إلى مركز رياضي عالمي.
ترتبط رحلة السعودية نحو استضافة كأس العالم ارتباطًا وثيقًا برؤية المملكة 2030، التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في العام 2016.
تهدف هذه الخطة الإستراتيجية إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وجعل السعودية رائدة عالميًا في قطاعات مختلفة، بما في ذلك الرياضة والترفيه والسياحة.
ظهرت فكرة استضافة كأس العالم كجزء من مساعي المملكة لزيادة حضورها الدولي عبر الدبلوماسية الرياضية. وبما أن كرة القدم تحظى بجاذبية عالمية لا مثيل لها، فقد رأت السعودية في البطولة أكبر منصة لعرض تطورها وطموحاتها.
الاستثمار الرياضي
بدأت استثمارات السعودية في كرة القدم تجذب الانتباه العالمي، عندما استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على حصص في أندية أوروبية رائدة مثل نادي نيوكاسل يونايتد، حيث أظهر هذا التحرك جدية المملكة في الانخراط في النظام الكروي العالمي.
محليًا، بدأت السعودية في الاستثمار بكثافة في بنيتها التحتية الكروية. وتم تحديث الملاعب في الرياض وجدة والدمام؛ لتتوافق مع المعايير الدولية، كما تم إنشاء مراكز تدريب وأكاديميات رياضية متطورة لتطوير المواهب الشابة وضمان النمو المستدام لكرة القدم.
في عام 2023، استضافت السعودية عدة بطولات كروية عالمية كبرى، مثل كأس السوبر الإسباني وكأس السوبر الإيطالي. كانت هذه الفعاليات بمثابة اختبار لقدرات السعودية التنظيمية وأظهرت استعدادها لاستضافة بطولات عالمية.
دعم الفيفا
حصلت السعودية على دعم قوي من الفيفا والاتحادات الكروية حول العالم. وفي أكتوبر 2023، أعلنت السعودية رسميًا عن نيتها الترشح لاستضافة البطولة بعد حصولها على دعم بالإجماع من الدول الأعضاء في الاتحاد الآسيوي.
ما يميز ملف السعودية هو التزامها بتنظيم بطولة متقدمة تكنولوجيًا ومستدامة وشاملة. وتضمن الملف خططًا لبناء ملاعب صديقة للبيئة، وتنفيذ أنظمة طاقة متجددة، وضمان عمليات تنظيمية محايدة للكربون.
كما كان للنجوم العالميين دور كبير في تعزيز صورة السعودية الكروية. فقد انتقل عدد من نجوم كرة القدم العالميين مثل كريستيانو رونالدو ونيمار وكريم بنزيما وكانتي ورياض محرز إلى الدوري السعودي؛ فأسهم وجودهم في جذب ملايين المشجعين وتعزيز سمعة المملكة إعلاميًا وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تمت دعوة مؤثرين وصحفيين رياضيين عالميين لزيارة المملكة والاطلاع على النهضة الكروية التي تشهدها، ما عزز الدعم العالمي للملف السعودي.
تحديات وآفاق مستقبلية
سيشكل فوز السعودية” المنتظر” بحق استضافة كأس العالم 2034 لحظة تاريخية في عالم كرة القدم. فمن خلال المزج بين الدبلوماسية الرياضية والاستثمارات الإستراتيجية والقيادة الطموحة، ضمنت المملكة مكانها على أكبر مسرح رياضي عالمي.
ومع تسارع وتيرة الاستعدادات، يترقب عشاق كرة القدم حول العالم كيف ستقدم السعودية بطولة تعد بأن تكون استثنائية، تمامًا كما كانت رحلتها نحو استضافة هذا الحدث.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: اجتماع الفيفا الاعلان الرسمي الفيفا كاس العالم 2034 ملف السعودية مونديال السعودية 2034 استضافة کأس العالم کأس العالم 2034 السعودیة فی لکرة القدم کرة القدم
إقرأ أيضاً:
كرة القدم تحت شمس منتصف الليل.. أقصر دوري في العالم
من العاصمة نوك، وتحت شمس لا تغيب، انطلقت فعاليات أقصر دوري كرة قدم في العالم، حيث لا يحتاج الفريق إلا خمس مباريات فقط ليُتوّج بطلا لغرينلاند التي تعد أكبر جزيرة على سطح الأرض.
في هذه البطولة المصغرة، يندمج الشغف بالتحدي، وتتحول كرة القدم إلى رابط ثقافي ومجتمعي يتجاوز ظروف الطقس وقسوة الجغرافيا.
موسم كامل في 6 أيام فقطانطلق الدوري هذا الأسبوع في العاصمة نوك، بمشاركة 8 فرق فقط، مقسّمة على مجموعتين. تلعب كل مجموعة 3 مباريات، يتأهل بعدها فريقان إلى نصف النهائي، قبل أن يُسدل الستار على الموسم الكروي مساء الأحد، عبر مباراة نهائية تختصر حلم عام كامل في أقل من أسبوع.
ورغم قصر المسابقة، لا تقل الحماسة والروح التنافسية فيها عن أي دوري في العالم، بل ربما تزيد. تقول مشجعة شابة من نوك "هنا، كرة القدم معشوقة.. في هذا الأسبوع يتوقف كل شيء ويجتمع الجميع في المدرجات، فريقك هو هويتك، واللعب تحت شمس منتصف الليل له طعم خاص".
لكن وراء هذا المشهد البديع يقف واقع صعب يواجه الأندية واللاعبين، حيث يتكفل كل نادٍ بمصاريف سفره وإقامته، بل إن بعض اللاعبين يدفعون من جيوبهم أكثر من 1000 يورو للانضمام إلى فريقهم.
يقول "أكالو أولاف"، لاعب فريق N-45 "في بعض المواسم، نسافر أياما بين طائرة وعبّارة حتى نصل، ولا توجد أي خصومات أو دعم، ومع ذلك نأتي لأننا نحب هذه اللعبة".
وحتى مع دعم اتحاد غرينلاند لكرة القدم في توفير الإقامة، لم يتمكن فريقان من السفر هذا الموسم بسبب التكاليف العالية وقلة اللاعبين القادرين على تغطيتها.
غياب فريقي UB-83 من أوبرنافيك، وN-48 من إيلوليسات (أحد أنجح الفرق تاريخيا بـ12 لقبا)، شكّل خيبة أمل لعشاق البطولة، لكن ذلك لم يقلل من زخمها.
يبقى فريق B-67 من نوك المرشح الأبرز للفوز، إذ يحمل في رصيده 15 لقبا، بينها اللقبان الأخيران، وقد وقع بعد القرعة التقليدية في مجموعة صعبة ضمت كلا من K-33 وIT-79 وT-41.
إعلانأما المجموعة الثانية فتشهد منافسة مفتوحة بين FC Nuuk، وFC Tugto، وN-45، وG-44.
جدول البطولة سرعة وإثارة الثلاثاء إلى الخميس: مباريات المجموعات. الجمعة: راحة. السبت: نصف النهائي. الأحد: النهائي الكبير.ما بين الجليد والشمس، والعزلة وتكاليف السفر الباهظة، تحتفظ غرينلاند بخصوصيتها الكروية.
هنا، لا تُقاس قيمة الدوري بطول الموسم أو عدد الجماهير، بل بقدرة اللعبة على توحيد الناس رغم البعد، وبثّ الحماسة في قلوبهم حتى ساعات الفجر.
كما قال أحد سكان نوك بفخر "إذا كانت المباراة ممتعة، فقد نبقى مستيقظين حتى الثالثة صباحا، علينا أن نستغل الشمس، فهي لن تشرق طويلا حين يأتي الشتاء".
وغرينلاند تعني بالدانماركية "الأرض الخضراء"، وهي تقسيم إداري ذاتي الحكم داخل مملكة الدانمارك، وتعد ثاني أكبر جزيرة في العالم بعد أستراليا، وتقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي.